تابع :
بشر ومسلم رجلين من جدود عنزه يرجّح إنهم من مواليد خيبر في العصر الإسلامي وقد أنجب مسلم : وهب وجلاس وأنجب بشر : سهيل جد العمارات وعبيد جد ضنا عبيد ليس لهما ثالث فكيف صارت قبيلة تغلب من بشر ومن صدّق بهذا القول البعيد عن الواقع عليه التمعّن بهذا المقطع من معلّقة عمرو بن كلثوم التغلبي وهو يذكر كثر وقوة قبيلة تغلب في العصر الجاهلي ثم على المصّدق بالكذب أن يتبصّر ويدرك الواقع يقول عمرو من معلقته وهي طويله :
أبَـا هِـنْـدٍ فَــلا تَـعْـجَـلْ عَـلَـيْـنــا *** وأَنْـظِـرْنَـا نُـخَـبِّـرْكَ الـيَـقِــيـنــا
بِـأَنَّـا نُـورِدُ الــرَّايَــاتِ بِـيــضـاً *** ونُـصْـدِرُهُـنَّ حُـمْراً قَـدْ رَوِيـنـا
وأَيَّـــامٍ لَــنـــا غُــــرٍّ طِــــــوالٍ *** عَصَيْنـا المَلْكَ فِـيهـا أنْ نَـدِيـنا
وسَـيِّــدِ مَـعْـشَـرٍ قَــدْ تَـوَّجُـوهُ *** بِـتاجِ المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَـرِينا
تَـرَكْنـا الخَيْـلَ عـاكِـفَـةً عَـلَـيْـهِ *** مُـقَـلَّــدَةً أَعِـنَّـتَـهــا صُــفُــونــا
وأَنْـزَلْنـا البُيُـوتَ بِـذي طُلُـوحٍ *** إِلَـى الشَّاماتِ تَـنفِي المُوعِـدِينا
وقَـدْ هَـرَّتْ كِـلابُ الـحَـيِّ مِـنَّـا *** وشَـذَّبْــنَـا قَـتَـادَةَ مَـنْ يِـلِــيـنـا
مَـتَـى نَـنْقُـلْ إلـى قَـوْمٍ رَحَـانَـا *** يَـكُونُوا فـي اللّقـاءِ لَهـا طَحِينا
يَـكُونُ ثِـفَـالُـهـا شَـرْقِـيَّ نَـجْـدٍ *** ولَـهْـوَتُهـا قُـضاعَـةَ أَجْمَعِـينا
نَـزَلْـتُـمْ مَنْـزِلَ الأضْيـافِ مِـنَّـا *** فَأَعْـجَلْنـا القِـرَى أنْ تَـشْتِمُونا
قَــرَيْـنـاكُـمْ فَـعَـجَّـلْـنـا قِـرَاكُـمْ *** قُبَيْـلَ الصُّبْـحِ مِـرْدَاةً طَحُـونـا
نَـعـُـم أُنَـاسَـنـا ونَـعِـفُّ عَـنْهـُمْ *** ونَـحْمِـلُ عَـنْـهُـمُ مَـا حَـمَّلُـونـا
نُطاعِنُ مَا تَرَاخَى النـّاسُ عَـنَّا *** ونَضْرِبُ بِالسُّيوفِ إذاغُـشِينـا
بِسُمْـرٍ مِنْ قَـنـا الـخَـطّـي لَـدْنٍ *** ذَوَابِـلَ أوْ بِـبِـيـضٍ يَـخْـتَـلـيـنـا
كَـأَنَّ جَمَاجِـمَ الأبْـطَـالِ فِـيـهـا *** وُسُـوقٌ بِالأمـاعِـزِ يَـرْتَـميـنـا
نشقُ بهـا رُءُوسَ القـوم شَقّـاً *** ونَخْتلـبُ الـرِّقـابَ فَـتَخْتـَلـينـا
وإنَّ الضِّغْنَ بَعْـدَ الضِّغْنِ يَبْـدُو *** عَـلَيْـكَ ويُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِينـا
وَرِثْـنـا المَجْدَ قَـدْ عَـلِمْتَ مَعـَدٌّ *** نُـطـاعِـنُ دُونَـهُ حَـتَّى يَـبِـيـنـا
ونَـحْـنُ إذا عِـمادُ الحَيِّ خَـرَّتْ *** عَـنِ الأَحْفاضِ نَـمْنَعُ مَنْ يِلِينا
نَـجُـذُّ رُءُوسَهَـمْ فـي غَـيْـرِ بِـرٍّ *** فَـمَـا يَــدْرُونَ مـاذَا يَـتّـَقُـونـــا
كَـأَنَّ سُيـوفَـنَـا فِـيـنَـا وفِيـهِـمْ *** مَخَـارِيـقٌ بِـأَيْـدِي لاعِـبـِيــنــا
إذا مَــا عَــيَّ بِـالإِسْـنـافِ حَـيٌّ *** مِـنَ الهـَوْلِ المُشَبَّهِ أنْ يَكُونـَا
نَـصَبْنـا مِـثْـلَ رَهْـوَةَ ذاتَ حَـدٍّ *** مُحَـافَـظَـةً وكُـنَّـا السَّـابِـقِيـنـا
بِـشُبَّـانٍ يَـرَوْنَ الـقَـتْـلَ مَجْـداً *** وشِيبٍ في الحُرُوبِ مُجَـرَّبِينا
حُـدَّيـا الـنَّـاسِ كُـلِّهِـمِ جـميعـاً *** مُقـارَعَـةً بَـنِيهـِـمْ عَـنْ بَـنِـيـنـا
فـأَمَّـا يَـوْمُ خَشْيتِـنـَا عَـلَـيْـهِـمْ *** فَـتُصْبِحُ خَـيْلُـنـا عُـصَبـاً ثَبِينـا
وأمَّـا يَـوْمُ لا نَخْـشَى عَـلَيْـهـِمْ *** فَـنُـمْـعِـنُ غــارَةً مُـتَـلَـبِّـبـيـنـا
بِرَأْسٍ مِنْ بَـني جُشَمِ بِنِ بَكْـرٍ *** نَـدقُّ بِـهِ السُّهُولَـةَ والحُزُونَـا
ألاَ لاَ يَــعْـــلَـــمُ الأَقْــــوامُ أنَّـــا *** تَـضَعْـضَـعْـنـا وأَنَّـا قَـدْ وَنِـيـنـا
ألاَ لاَ يَـجْـهَـلْـنَ أَحَـدٌ عَــلَـيْــنــا *** فَـنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْـلِ الجَاهِلِينا
بِـأَيِّ مَشِيئَـةٍ عَـمْـرَو بـنَ هِـنْـدٍ *** نَـكُـونُ لِـقَيْـلِـكُـمْ فِـيهَا قَـطِـينـا
بِـأَيِّ مَشِيئَـةٍ عَـمْـرَو بـنَ هِـنْـدٍ *** تُـطِيع بِـنـا الـوُشَاةَ وتَـزْدَرِينـا
تَـهـَـدَّدْنـا وتــوعِــدْنــا رُوَيْـــداً *** مَـتَـى كُـنَّـا لأُمِّــكَ خـادمِــيــنـا
فـإِنَّ قَـناتَـنـا يَـاعَـمْـرُو أَعْـيَـتْ *** عَـلَى الأعْـدَاءِ قَبْـلَكَ أنْ تَلِينـا
إذَا عَـضَّ الثِّقَافُ بِهـا اشْمَأَزَّتْ *** وَوَلَّـتْـهُـمْ عَـشَـوْزَنَـةً زَبُـونـا
عَشَوْزَنَـةً إذَا انْـقَـلَـبَـتْ أَرَنَّـتْ *** تَـشُـجُّ قَـفَـا المُثَقَّفِ والجَبِينـا
فَهَـلْ حُـدِّثْتَ في جُشَمِ بن بَـكْـرٍ *** بِـنَقْـصٍ في خُطُـوبِ الأوَّلِينـا
وَرِثْنَـا مَجْـدَ عَلْقَـمَةَ بـن سَيْـفٍ *** أَبَـاحَ لَـنـا حُصُونَ المَجْـدِ دِينا
وَرِثْـتُ مُهَـلْهِـلاً والخَـيـْرَ مِـنْـهُ *** زُهَـيْـراً نِـعْـمَ ذُخْـرُ الذَّاخِـرِيـنا
وعَـتَّـابــاً وكُـلْـثُـومـاً جَـمِـيـعــاً *** بِـهِـمْ نِـلْـنـا تُـرَاثَ الأَكْـرَمِـيـنـا
وذَا البُـرَةِ الـذِي حُدِّثْـتَ عَـنْـهُ *** بِـهِ نُحْـمَى وَنحْمِي المُحْجَرِينـا
ومِـنَّـا قَـبْـلَـهُ السَّـاعِـي كُـلَـيْـبٌ *** فَـأَيُّ الــمَـجْــدِ إلاَّ قَــدْ وَلِــيـنـا
مَـتَى نَـعْـقُـدْ قَـرِيـنَـتـَنـا بِـحَـبْـلٍ *** تَـجُـذُّ الحَبْـلَ أوتَـقَصِ القَـرِينـا
ونُـوجَـدُ نَحْـنُ أَمْـنَـعَـهـمْ ذِمـاراً *** وأَوْفَـاهُــمْ إذَا عَـقَـدُوا يَـمِيـنـا
ونَحْـنُ غَـدَاةَ أُوقِـدَ في خَـزَازَى *** رَفَـدْنَـا فَـوْقَ رَفْـدِ الـرَّافِـدِيـنـا
ونَحْـنُ الحَابِسُونَ بِـذِي أَرَاطَى *** تَـسَفُّ الجِـلَّـةُ الخـورُ الـدَّرِينـا
ونَـحْـنُ الحاكِمُونَ إذَا أُطِـعْـنـا *** ونَحْـنُ العـازِمُونَ إذَا عُـصِينـا
ونَحْـنُ التَّارِكُونَ لِمَـا سَخِـطْنـا *** ونَـحْـنُ الآخِـذُونَ لمـا رَضِينـا
وكُـنَّـا الأيْـمَنِـيـنَ إذا الْـتَـقَـيْـنـا *** وكـانَ الأيْـسَرِيـنَ بـنُـو أَبِـيـنـا
فَـصَالُـوا صَـوْلَـةً فِيمَـنْ يَلِيهِـمْ *** وصُلْـنـا صَـوْلَـةً فِيـمَـنْ يَـلِينـا
فَـآبُـوا بِـالـنـِّهَـابِ وبِـالـسَّبـايـا *** وأُبْـنَـا بِـالـمُـلُـوكِ مَـصَـفَّـدِينـا
إِلَـيْـكُـمْ يَـا بَـنـي بَـكْـرٍ إِلَـيْـكُـمْ *** ألَـمَّـا تَـعْـرِفـوا مِـنَّـا الـيَـقِـيـنـا
أَلَـمَّـا تَـعْـرِفُـوا مِـنَّـا ومِـنْـكُــمْ *** كَـتـائِـبَ يَـطَّـعِــنَّ ويَـرْتَــمِـيـنـا
عَلَيْنا البَيْضُ واليَلَـبُ اليَمَـانِي *** وأَسْـيـافٌ يُـقَـمْـنَ ويَـنْحَنِـيـنـا
عَـلَـيْـنــا كُــلُّ سـابِـغَـةٍ دِلاصٍ *** تَرَى فَوْقَ النِّطاقِ لَها غُضُونا
إذا وُضِعَـتْ عَنِ الأبْطالِ يَومًـا *** رَأَيْـتَ لَهـا جُلُـودَ القَـوْمِ جُونـا
كـأَنَّ غُـضُونَـهُـنَّ مُتُـونُ غُـدْرٍ *** تُـصَفّـِقُهـا الـرِّياحُ إذَا جَـرَيْـنـا
وتَـحْـمِلُنـا غَـدَاةَ الـرَّوْعِ جُـرْدٌ *** عُـرِفْـنَ لَـنـا نَـقَـائِـذَ وافْـتُـلِينـا
وَرَدْنَ دَوارِعـاً وخَرَجْنَ شُعْثَـاً *** كَـأَمْـثـالِ الـرَّصائِعِ قَـدْ بِـلِـيـنا
ورِثْــنـاهُـنَّ عَـنْ آبَــاءِ صِـدْقٍ *** ونُـورِثُـهَـا إذا مُـتْـنـا بَـنِـيـنــا
عَـلَـى آثَـارِنـا بِـيـضٌ حِـسـانٌ *** نُـحَـاذِرُ أنْ تُـقَسَّـمَ أَوْ تَـهُـونـا
أَخَـذْنَ عَـلَى بُعُـولَتِهِنَّ عَـهْـدَا *** إذا لاقَـوْا كَـتـائِـبَ مُـعْـلِمِـيـنـا
لَـيَسْتَـلِـبُـنَّ أفْـراسـاً وبِـيـضـاً *** وأَسْـرَى فـي الحَـدِيد مُقَـرَّنِينا
تَــرَانـا بَــارِزِيـنَ وكُــلُّ حَــيِّ *** قَـدِ اتَّـخَـذوا مَخَـافَتَنـا قَـرِيـنـا
إذا مَا رُحْـنَ يَمْشِينَ الهُـوَيْـنـا *** كَمَااضْطَرَبَتْ مُتْونُ الشَّارِبِينا
يَـقُـتْـنَ جِـيَادَنا ويَـقُـلْـنَ لَسْتُـمْ *** بُـعُـولَـتـَنـَا إذا لَـمْ تَـمْـنَعــونـا
إذا لَـمْ نَـحْـمِـهِـنَّ فَـلاَ بَـقِـيـنـا *** لِـشَيْءٍ بَـعْـدَهُـنَّ ولاَ حَـيِـيـنـا
ظَعَائِنَ مِن بَـني جُشَمِ بن بَكْـرٍ *** خَـلَطْنَ بِـمَيَسمٍ حَسَبًا ودِينـا
ومَـا مَنَعَ الظَّعَائِنَ مِثْلُ ضَرْبٍ *** تَـرَى مِـنْهُ السَّواعِـدَ كالقُلِينـا
كَـأَنَّـا والـسُّيـوفُ مُـسَـلَّــلاتٌ *** وَلَـدْنـا الـنَّاس طُـراًّ أَجْـمَعِينـا
يُدْهَدُونَ الرُّءُوسَ كَمَا تُدَهْدِي *** حَـزَاوِرَةٌ بِـأَبْطَحِـهـا الكُرِينـا
وقَـدْعَـلِـمَ الـقَبـائِـلُ مِـنْ مَـعَـدٍّ *** إذا قُـبَّـبٌ بِـأَبْـطَـحِهـا بُـنِـيـنـا
بِـأَنَّـا الـمُطْـعِـمُـونَ إذا قَـدَرْنـا *** وأَنَّـاالـمُهْـلِكُـونَ إذا ابْـتُـلِينـا
وأَنَّـا الـمَـانِـعـونَ لِـمَا أَرَدْنــا *** وأنَّـا الـنَّازِلُـونَ بِحَيْثُ شِينـا
وأنَّـا الـتَّـارِكُـونَ إذا سَخِطْنـا *** وأنَّــا الآخِـذُونَ إذا رَضِـيـنـا
وأنَّـا الـعَاصِمُـونَ إذا أُطِـعْـنـا *** وأنَّـا الـعـازِمُـونَ إذا عُصِينا
ونَشْرَبُ إنْ وَرَدْنَاالمَاءَ صَفْواً *** ويَـشْرَبُ غَيْـرُنَا كَدِراً وطِينا
أَلاَ أَبْـلـغْ بَـنِي الطَّـمَّـاح عَـنَّـا *** وَدُعـميّـا فَـكَيْـفَ وَجَـدْتُمُونَـا
إذا مَاالمَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفاً *** أَبَـيْـنـا أَنْ نُـقِـرَّ الـذُّلَّ فِــيـنـا
لـنَا الـدُّنْيَا ومَنْ أمْسَى عَـلَيْها *** ونَبْطِشُ حَيِنَ نَبْطِشُ قَادِرِينا
بُـغَـاةٌ ظَـاِلَميـنَ وَمَـا ظُـلِمْـنَـا *** وَلـكِـنّـَا سَـنَـبْـدَأُ ظَـاِلِــمـيـِنَــا
مَـلأنَا الـبَـرَّ حَتَّى ضاقَ عَـنَّـا *** ونَـحْـنُ الـبَحْـرُ نَمْلَـؤُهُ سَفِينا
إذا بَـلَغَ الـرَّضِيعُ لَنَـا فِطـامـاً *** تَـخِـرُّ لَـهُ الـجَبابِـرُ ساجِـدِينـا
فهل يصدّق أحد أن هذه القبائل التي ملئت البر والبحر في العصر الجاهلي هاجرت لخيبر وصارت هي بشر ضنا عبيد وضنا سهيل من عنزة ؟