( أخبار تاريخية تحتاج إلى نقاش )
من خلال بحوثي ومقابلاتي مع كبار السن من جميع قبائل عنزة كنت اسألهم عن أبو بشر ومسلم فيقولون : عناز بن وائل العنزي وسلسلت نسب اكثر من ثلاثين رجل من كبار قبيلة عنزة وكلهم متفقين على أن أبو بشر ومسلم عناز بن وائل ويقولون له أخ اسمه معاز ووجدت هذه الأبيات من الشعر الفصيح ولا اعلم من قائلها يقول الشاعر :
وقـومي مسلـم والحـي بـشـر *** فـمـن هـذا يـوزايـنـا فـضالا
هما ابناء وائـل بحران فاضا *** جرى بالناس موجهما فسالا
فقـل للناس ان هـم فاضلونا *** يـعـدوا مـثـلـهـن لـهـم جــلالا
ألسنا من دمشق الى الحجاز *** مـلأنـا الــبــر أحـيـاءً حـلالا
ودجـلـة والـفـرات وكـل وادٍ *** الـى ان خالـط النعـم الجبـالا
ذكرت في مقال سابق أنه جاء في المجلد التاسع من كتاب الأغاني لأبو فرج الأصفهاني الصفحة 77 في الحديث عن الملك الكندي حجر آكل المرار أبو أمريء القيس قال يعقوب بن السكيت أن أم حجر أم قطام بنت سلمة أمرأة من عنزة
*- جاء في كتاب اللباب في تهذيب الأنساب لمؤلفة عز الدين بن الأثير الجزري الشيباني وهو تنقيح لكتاب الأنساب للسمعاني التميمي ذكر في المجلد الثاني الصفحة 219- قال التكريتي بكسر التاء ثالث الحروف وسكون الكاف وكسر الراء وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها تاء أخرى مثناّه من فوقها – هذه النسبة إلى تكريت وهي بلدة كبيرة لها قلعة حصينة على دجلة فوق بغداد بنحو ثلاثين فرسخاً وسميت تكريت بتكريت بنت وائل بن قاسط أخت بكر وتغلب وعنز والقلعة التي بناها سابور بن أزدشير بن بابك ينسب إليها أبو تمام كامل بن سالم بن الحسين بن محمد التكريتي الصوفي شيخ رباط الزوزني ببغداد سمع الحديث من أبي قاسم بن الحصين وتوفي في شوال سنة ثمان وأربعين وخمسمائة هجري ببغداد
ووجدت في أحد المصادر وفي مشجر أن فرعي عنزة المعاصرة ضنا بشر وضنا مسلم هم أبناء سعد الملقب ( عناز ) وعناز هو ابن عمير بن ضاحي بن شجاع بن عامر بن عبدالله بن عبدالرحمن بن سعد بن جسار بن محمد بن عبدالله بن ديسم بن بكيّر بن زيد بن رئاب بن سلمي بن مكروه بن آزر بن معاويه بن سعد بن الحارث بن رزاح بن مالك بن سعد بن وائل بن هزان بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عامر وهو ( عنزة ) بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان ويرقى النسّب إلى نبي الله الذبيح إسماعيل بن خليل الرحمن إبراهيم عليما السلام.
ومن أخبار الدولة السعودية الأولى حوادث عام 1808م الموافق 1223هـ جاء في الخبر أن الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود ارسل الشيخ جديع القبلان الملحم من شيوخ المنابهة من عنزة على رأس 40 الف وهابي لحكم سوريا صدر في ينات وريغن المانيا 1810 م الموافق 1226 هـ
* وجاء في كتاب معجم ما أستعجم من أسماء البلاد والمواضع للوزير الفقيه أبي عبيد عبدالله بن عبدالعزيز البكري الأندلسي المتوفي سنة 487هـ فذكر في الصفحة 15و16خبر عن وادي السباع فقال : وادي السباع جمع سبع بالبصرة معروف وهو الذي قتل فيه الزبير بن العوام رضي الله عنه سمي بذلك لأن أسماء بنت دريم بن القين بن قضاعة كانت تنزله ويقال لها أم الأسبع لأن ولدها أسد وكلب والذئب والدب والفهد والسرحان وأقبل وائل بن قاسط فلما نظر إليها رأي أمرأة ذات جمال فطمع بها ففطنت له فقالت لو هممت لأتاك أسبعي فقال ما أرى حولك أسبعاً فدعت بنيها فأتوا بالسيوف من كل ناحية فقال ماهذا والله ألا وادي السباع فسمي به
* وذكر هذا الخبر الإمام شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي في المجلد الخامس من كتاب معجم البلدان الصفحة 344- في معرض حديثة عن وادي السباع من نواحي الكوفة بالعراق قال سمي وادي السباع وهو أن أسماء بنت دريم بن القين بن هود بن بهراء كان يقال لها أم الأسبع وولدها بنو وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن لحاف بن قضاعة يقال لهم السباع وهم أثنا عشر ولد منهم : كلب وأسد ودب ونمر وسيد وذئب وفهد وسرحان وثعلب وكانت تنزل أولادها بهذا الوادي فسمي وادي السباع بأولادها قال أبن حبيب : مر وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان بأسماء هذه أم ولد وبرة وكانت أمرأة جميلة وبنوها يرعون حولها فهم بها فقالت له لعلك اسررت في نفسك مني شيئاً ؟ فقال أجل فقالت لأن لم تنته لأستصرخن عليك فقال والله ما أرى بالوادي أحداً فقالت له لو دعوت سباعي لمنعتني منك وأعانتني عليك فقال أوتفهم السباع عنك قالت نعم ثم رفعت صوتها يا كلب يا فهد يا دب يا سرحان يا سيد فجاؤوا يتعادون ويقولون ما خبرك يا أماه فقالت ضيفكم هذا أحسنوا قراه فذبحوا له وأطعموه فقال وائل ما هذا ألا وادي السباع فسمي بذلك
والأمر الذي دعاني إلى نشر هذين الخبرين هو أن وائل بن قاسط جده دعمي بن جديلة بن أسد هو الرابع ودعمي معاصر لأبن عمّه يذكر بن عنزة بن أسد ويذكر هو القارض العنزي الذي قتله خزيمة القضاعي وسبّب الحرب بين قضاعة وربيعة وتفرقت في البلدان والنقطة التي نريد الوصول لها هو أن ربيعة وقضاعة في عصر يذكر كانت في تهامة وهل يصح أنتقالها من تهامة وتوغلها في العراق في عصر وائل بن قاسط وقد ذكر الكثير من المؤرخين أن قبائل ربيعة أنتقلت من الحجاز بعد ذهاب طسم وجديس وسكنت في نجد في عصر عبيد بن ثعلبة الحنفي وعبدالعزي بن عامر العنزي علماً أن عبيد بن ثعلبة الحنفي الذي أستولى على اليمامة بينه وبين وائل بن قاسط مالا يقل عن عشر جدود لذلك فأن موضوع اسم تكريت على أنها بنت وائل يستحق التحقيق والتدقيق ويحتاج بحث للتأكد
.
ومن الأخبار التاريخية ذكروا المؤرخين أن قبيلة عنزة في العصر الإسلامي سكنوا عين التمر بالأنبار بالعراق وهي المسمّاه شثاثا وتسمّى حالياً القائم وهي الحد الفاصل بين سوريا والعراق وحدثت معركة على عنزة في منتصف القرن الثالث الهجري في جسر شمعون على نهر الزاب وبعدها هاجرت عنزة لخيبر وحيث أنه يوجد منا رجال المعاصرين يذكرون أن عنزة الدحة بذي قار من حفظ صدورهم ومن موروثهم علماً أن الدحة لم يرد لها ذكر في أي مصدر وحسب خبرتهم نأمل أن يفيدوننا عن سبب انتقال قبيلة عنزة من عين التمر وهي بلده توصف بكثر النخيل وتوفر التمّر وهي تقع على طاش الفرات من حيث وفرة المياه وخصوبة الأرض ونريد من الذين يفصلّون عن معركة ذي قار وجفيل الفيلة من الدحة وهم قد دحّوا للمنذرية نطلب منهم الأفادة لماذا هاجرت عنزة للحرة السمراء القاحله وتركت المنطقة الخصبة ونزوح عنزة من عين التمر في منتصف القرن الثاني الهجري بعد ذي قار بقرنين ونصف وكيف يذكرون الدحة بذي قار ولا يذكرون حدث أهم من الدحّة ؟ أما تحليلي الشخصي للأسباب أنه في عصر الخلافة العباسية نظراً لأتساع رقعة ارض الخلافة وإذا حصل شر بين قبيلتين متجاورتين يرحّلون أحدهما عن الأخرى إلى أماكن بعيدة والذي أذكره أن أهل الشمال من عنزة كانوا يسفرون إلى شثاثا وهي ( عين التمر ) ويتكيلون من تمرها ولا منهم من يعلم أنها كانت أملاك جدود عنزة ؟ .
وموضوع آخر يحتاج بحث وهو أن قبيلة عنزة اخبارها في منطقة خيبر وكتب عنها عشرات المؤرخين والنسابة وذكر الهمداني أن أول خبر لقبيلة عنزة في ضواحي المدينة المنورة في مطلع القرن الرابع الهجري ومنذ ذلك التاريخ وهي في تلك المنطقة وضواحيها تصول وتجول والمؤرخين يذكرون اسم عنزة في خبر دون تفاصيل وبذلك يكون قد امضت عنزة في خيبر اكثر من أحد عشر قرن وغير الذي ذكر في المصادر لم يوردون الرواة ألا قصّة معركة عكلي في خيبر وهي قريبة عهد والذين يتذكرون الدحة بذي قار وهي قبل الهجرة بعشر سنين وتواجد عنزة بخيبر جاء بعد ذي قار باكثر من ثلاثة قرون لماذا لا يتذّكرون ما حصل من أحداث في خيبر كما علموا بالدحة في ذي قار وهل هند بنت النعمان رغبت في الأنس والطرّب ودحّوا لها ومجرد ما سمعت الفيلة فحيح صدور الدواحيح اعتقدت أنها أزير أسود ونفرت من الدحة وهجّت وصار النصر على الفرس بسبب الدحّة وهم يوردونها كأنها رواية اليس الذي استودع تركت النعمان هاني بن مسعود الشيباني زعيم بني شيبان من بكر بن وائل وذهب النعمان لملك الفرس وقتله وقامت حرب ذي قار على بكر وعنزة عندما كانوا ضمن اللّهازم وتركت النعمان التي ودعها عند هاني بن مسعود الشيباني ليس بس أبنته بل نسائه وعياله وبناته وحرسه وخدمة وخواصة واسلحته وتحف قصره وخزائنه وخيله وبغاله وهجنه لأنه ملك وسلالة ملوك منذ قرون فلماذا ما دحوا ألا لأبنته فقط ؟ ثم بقي علينا أن نسأل الذين يكررون دحة ذي قار وهي لم ترد في أي مصدر ويدعون أنهم يتوارثونها أب عن جد .
ثم نوجه لهم سؤال آخر وهو عن خلط قبيلة بكر وتغلب لعنزة بحيث تكتب مقاطع بهذا الخلط ونطلب منهم أن يفيدون عن المصدر الذي خلط بكر وتغلب خاصة لقبيلة عنزة ثم نطلب من كل واحد أن يكتب نبذه عن جدّه الخامس وين عاش ومتى مات وماهي صفاته وماهي ملامحه وهل هو طويل أو قصير وماهي اعماله ومنهم اخوانه وكم انجب من أبناء وما اسم زوجته وماهي ابله وغنمه وماهي غزواته وكم كسب من القوم فهل يعرفون غير اسمه شي وكيف عرفوا أن عنزة دحّوا في ذي قار وخصصّوا دحتهم للمنذرية فقط ؟ وماهو المصدر التاريخي الذي ذكر أن الدحة تأسست بذي قار ؟ .
الأخوة الكرام الذي يكتب عن نسب أو عن تاريخ يجب أن يتحرى الدقّة والصّدق ولا يغش قبيلتة فيبتدع خرافات ويدعي أنها نسب وتاريخ لأننا تلقينا من الأجيال التي قبلنا معلومات اعتمدناها سواء هي مكتوبه في مصدر أو رواية صحيحه ونحن يجب ألا نعقب للأجيال التي تأتي بعدنا ألا تاريخ ونسب صحيح وليس مزوّر والله المستعان .