قصيدة ممدوح بن حليس الغضوري وجواب عبدالله بن عبار
من فضل الله سبحانه وتعالى ما تمضي فترة من الزمن ألا يرد إلى جوالي مقال أشادة أو قصيدة ثناء من رجال منصفين يسمعون كلام في بعض مجالس السؤ من الذين يروجون للإشاعات الكاذبة التي اطلقها بعض الحاقدين والحاسدين لتشويه السمّعة ولمقاصد في صدورهم فيدافعون عني المنصفين الصادقين الذين يرون بعين الصواب ويثمنون جهدي وقال الشاعر ممدوح بن عبدالله بن حليس الغضوري أبو عبدالله هذه القصيدة يثني على عبدالله بن دهيمش بن عبار :
مـع كـل نبض يتمخّض حس وجـداني *** وقـعـه عـلى طـهـر الخفـوق هـجيـن
أبــوه أصـيــل وراســخ ومــتـمـكــــن *** وأمــه خــديــن وهــرجـهــا رطـيـــن
وشعـوري الـلي بـي ربـا لـو هـو ربـا *** ربـــا بــســكــون ولا ربــا بــأنــيـــن
آمـنـت بــأن الـلـه مــالــه مــمــاثــــل *** واحـــد أحـــد مــا صــار لــه بـنـيــن
وأن خـاتـم الـرّسـل الجـلـيـلـه محـمـد *** مــهــدي الـعــبـاد الـصـادق الأمـيــن
وأنــي ولـــد حــرّة وأبــويــه خـالـص *** شـريـف مـابــه شـائـبـه تـضـمـيــن
وأنـي عـلـى سـلـم الجـدود مـواضـب *** وأقـــول لـــو شــانــت لابــد تـــزيــن
اشـوف شـوفـاتـن تـشـيّـب نــاظـــري *** الـلـي يـشـيـب لـوقـعــهـا الـجـنـيـــن
اشــوف عـدوان بـمـلاسـن صـحــبــه *** واشـوف صـحـب بـهـرجـهـا تـهـيــن
واشـوف الـذي يـكنـز كـريـه ومعـطى *** وأن الــذي مـعــوز عــطـاه سـمـيــن
وأن الـمــحـاسـن طــبـعــهـا ربــانــي *** وأن الـمـسـاوي فــعــلـهـا مــشــيــن
وأن كـل مسعى غـيـر مسعى بـالحـرم *** بـه ضبـعـه وذيـب وهـمـل وحـصيـن
وأن كـل مـا يطـري عـلى البـال يعتبـر *** سـجـيــن دامــه مــا أبــاح كـنــيــــن
اغـربـل الـلي بخاطـري كيـف مـا بـدأ *** غـربــال مـنـطـوق مـا هــو طـحـيــن
وأمـيّــز الـمـعــنـا وأقّــدر جــمـلــتـــه *** واسـنـد عـلـى الـلـي عـرفـتـه يـقـيـن
الـلـي خـذا مـنـي الـتـحــايـا والـثـنــاء *** وقـولـة نــعــم بـالـقــول والـتـدويــن
عـمـي وأبـن عـمـي وشـريكي بـوايـل *** الـذايـد الـلـي عـن الـنـسـب عـريـــن
الــلـي تـبــنّـى هــم ربــعــه ولابـتــــه *** وغـيـر الـولـي مـالـه شريـك عـويـن
عـبـدالـلـه الـعــبـار يـا خـيـر مـقـتـدى *** كــل عـنـزي أصـبـح إلـيـك مــديــــن
سمعـت مـن بعـض العـوام اعـجـوبـه *** تــشــجــب وتـسـتـنـكـر بــلا تـبـيـيـن
وأنـا غـمضـني مـا سمعـت وجـعـلني *** أســأل عــســى رد الــمــقـال ثــمـيـن
يـوم أن ابـن عـبـار جهـلـت عـواذلـه *** هـو لـيـه مـنـطـوق الـعـذول سـنـيــن
هـو لـيـه مـا شاف العـذول المغـرض *** طـول الـصـروح جـدارهـا حـصـيــــن
هـو لـيـه مـا صـاح الضميـر بصوتـه *** أو مــلـيـت أذان الــعــذول عــجــيــن
هـو لـيـه مـا فـهـم الحسـود رسـالتـه *** مــا دام مــا ســر الــحــديــث دفــيــن
ودام الـجـهـول الـلـي بـعـقـلـه راضـي *** عــن فـعــلـتـه مـا يـقـبـل التـحـسيـن
خــلــه عـسـى مـا يـطـلـقـن سـبـوقــه *** مــا ســال دمـع ولا عــرق جــبــيــن
وصلاة ربي عـلى النبي عد ما خفـق *** قـلــوب مـلـيــت بـالـبـعــاد حــنـيـــن
قال عبدالله بن دهيمش بن عبار هذه القصيدة جواب لقصيدة الشاعر ممدوح بن عبدالله بن حليس الغضوري :
أبــتـــدي قــافــي بــخّــلاق الــبــشــر *** مـنـشي الأنـسـان مـن تـربـه وطـيـن
الــولــي عــز الــجــلال الــمــقـــتــدر *** مــجــري الأفـــلاك رب الـعـالــمـيــن
الـلـي بـكـاف ونــون أمــره يــعـتـمـد *** كـل مـا شـاء نـفـذّه فـي ظـرف حـيـن
وبـعـد ذكـر الـلـه بدعت مـن القـوافي *** رد قــرم مــن الــرجــال الأكــرمـيــن
مـن شعـر ممدوح وصلت لـي رسالـه *** بالمعـانـي مـنطـق أبـن حـليـس زيـن
أشـهـد أنـه مـع انـصـافـه بـه حـمـيـه *** شـاعـر وموصوف بالعـقـل الرصيـن
قـلـتـهـا ولـك مـنـي الـشـكـر الجـزيـل *** يـا عـريـب السـاس يـا ذرب الـيـميـن
نـعـم فـي ممدوح من عــزوه عـزيـزه *** عــزوة عـلـيــان مـرذيـن الـهـجــيـن
مـن ضـنـا سليمـان حـاميـن الضعينـه *** فـي زمـن عـزل المغيـر مـن الكميـن
مـن انجـال عبيـد فـي عصر المعامـع *** عــزوتــي عـاداتـهـم قـطـع الـوتـيــن
قـلـت فـي تمجيـدهـم عـشـرة مـلاحـم *** مـوقـفي يـشهـد عـلـيـه المـنـصـفـيـن
وأيـضـاً التـألـيـف بـأنسـاب القـبـيـلـة *** ولا ثـنـا عـزمـي كـلام الـمـرجـفـيـــن
الـرجـال الصيـد تـفـخـر فـي اعـمـالي *** يشكـر جهـودي مـثـل حضـرة حسين
أبـو عـلـي مـن شـغـامـيـم الـقـبـيــلــة *** ومـثـلـه شخـوص الـرجـال الغـانمين
عـسى يـفـداه الـذي يـشـمـت ويـقـدح *** مـن مـنـاحـيـس الخصـوم الحاسديـن
ومـن يـريـد العـلـم فـي طعـن ومسبـه *** يـشـتـغـل بـالـكـيـد مـا هـو مستكـيـن
مـا حـسبـت حسـابـهـم لـو يـشمـتـون *** بـالـظـلال أغـواهـم إبـلـيـس اللّـعـيـن
فـشّـل الـلـه كــل مـن ولــف حـكـايـــا *** وأحـمـد الـلـه خـاب ظـن المـشتـكيـن
حـيـث حـبـل الكـذب لـو يمـغـط قصيـر *** مـثـل خـيـط النـّكـث مـا سـدوه متيـن
الـنّـكـد والـكـيـد مـن طـبـع الـخـبـــاث *** والظـلـيـمـه مـاهـي طـبـع المسلميـن
مـا غـلـطـت بـقـص تـفـريـع القـبـيلـة *** والحسـود مـن الـكـدر قـلـبـه حـزيـن
مـا نـطـيـع اقــوال مـن زوّر نـسـبـنــا *** ولا سـكــتــنــا عــن كـلام مـزوريــن
الـنسـب مـنـشـور فـي كـل الـمـصـادر *** مـا بـدأ التاريـخ مـن عـشـرة سنـيـن
يـا أبـن عـبـدالـلـه تـرى لازلـت ادافـع *** كـنـت مجـهـد فـي كـفـاح المغرضين
مـا خبـر أنـي عـلـت أو قـلـت المسبّـه *** دايـم أعـرض عـن جـدال الفـاسديـن
عـادتـي دوم اهــل الـزور اخـصـرهـم *** الــعــرب يــدرون والـخـافـي يـبـيــن
فـي تحـريـف انسابـنـا وشـو هـدفـهـم *** ومـن تـعـزووا بـالأعـاره فـاشـلـيــن
بـشـر وضـنـا مسلـم نسـل الجـد وايـل *** بـالـقـرون المـاضـيـه بـه مـعـتـزيـن