الإهداءات

 

 

   

 

    
  

 


    -  تعديل اهداء
العودة   موقع قبيلة عنزه الرسمي: الموقع الرسمي لقبائل ربيعه عامه و عنزة خاصه الإثراء العلمي (للإ طلاع) النقاش العلمي
النقاش العلمي قسم يختص بقضايا اختلاف وجهات النظر والحكم فيها حكم مبني على دليل علمي موثق
 

موضوع مغلق
 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 06-11-2009, 12:19 PM   #21
مؤرخ
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 44
افتراضي

ـ 20 ـ



50 ـ قال الكاتبُ: [وممن دخل في هذا الحلف بعض بطون تغلب بسبب ما جرى لهم في وقعة البشر سنة 70 هـ من استنزاف وقتل. وقد أشار إلى ذلك شاعر تغلب الأخطل في أبيات له حيث يقول:
يا كعب لا تهجون العام معترضا = فإن شعرك إن لاقيتني غرر
إني أنا الليث في عريسة أشب = فورع السرح حتى يفسح البصر
إن اللهازم لن تنفك تابعة = هم الذنابى وشرب التابع الكدر
قبيلة كشراك النعل دارجة = إن يهبطوا العفو لا يوجد لهم أثر
محلهم من بني تيم وإخوتهم = حيث يكون من الحمارة الثفر
ويعني باللهازم: لهازم تغلب الذين دخلوا مع اللهازم البكريين] ص 46 ـ 47

زَلَّ الكاتبُ هنا إلى كثيرٍ من الأخطاءِ والتَّناقضاتِ:

1 ـ فـ"لهازمُ" تغلبَ قبائلُ معروفةٌ منذ الجاهليَّةِ، قال عمرو بن كلثوم:
أَلا يا مُرَّ ، والأنباءُ تَنْمِي ، = عَلامَ تَرَى صنائِعَنا تَصِيرُ
ألَمْ تَشْكُرْ لنا أبناءُ تَيْمٍ = وإِخْوتُها اللَّهازمُ والقُعُورُ
فاللَّهازمُ من تغلبَ هم: عَوْفٌ وسَعْدٌ ابنا مالكِ بنِ بكرِ بنِ حُبَيْبِ بنِ عَمْرو بنِ غَنْمِ بنِ تغلبَ، والقُعُورُ هم: الحارثُ ومالكُ ابنا مالكِ بنِ بكرِ بنِ حُبَيْبٍ.

2 ـ وخَلَّطَ الكاتبُ ولَفَّقَ بين الأحداثِ والأخبارِ والأشعارِ!! فجَعَلَ لهازمَ تغلب يَدْخُلُونَ في لهازمَ بكرٍ بعد وقعة البِشْرِ سنة 70 هـ، ثم استشهد لهذا الزَّعْمِ بأبياتٍ للأخطل في هَجْوِ كعبِ بن جُعَيْلٍ!! وهذا كلُّه خَلْطٌ كبيرٌ وتَلْفيقٌ؛ فالمُهاجاةُ بين الأخطلِ وكعبٍ وَقَعَتْ في أوائلِ خلافةِ معاويةَ أو قبل ذلك ـ وكان الأخطلُ صغيرَ السِّنِّ حين تفلَّتَ إلى كعبٍ ـ، فهذه الأبياتُ قِيلَتْ قبلَ وقعةِ البِشْرِ بنَحْوِ ثلاثين عاماً أو أكثرَ! فكيف جَمَعَ الكاتبُ بينها وبين الوَقْعةِ؟!

3 ـ والذين قُتِلُوا في يوم البِشْرِ هم بنو جُشَمَ بنِ بكرٍ، وهم قومُ الأخطلِ، وقال الجحَّافُ بن حكيمٍ السُّلَمِيُّ الذي استباحَهُم:
أبا مالكٍ هَلْ لُمْتَنِي أو حَضَضْتَنِي = على القَتْلِ أم هل لامَنِي كلُّ لائمِ؟!
فإنْ تَطْردوني تَطْرُدُونِي وقد جَرَى = بِيَ الوَرْدُ يَوْماً في دِمَاءِ "الأراقمِ"
نَكحْتُ بسَيْفِي في زُهَيْرٍ ومالكٍ = نِكَاحَ اغْتِصَابٍ لا نِكَاحَ دَرَاهِمِ
زُهَيْرٌ هم: بنو زُهَيْرِ بنِ جُشَمَ بنِ بكرٍ، ومالكٌ هم: بنو مالكِ بنِ جُشَمَ بنِ بكرٍ رَهْطُ الأخطلِ، وهما أَعَزُّ الأراقمِ، يُقَالُ لهما: الرَّوْقَانِ. فأولى النَّاسِ أنْ يَدْخلُوا في الأحلافِ بعد هذه المقتلةِ هم قَوْمُ الأخطل!!

4 ـ ومِن عَجَبٍ أنْ يُقْحِمَ الكاتبُ (بكرَ بنَ وائلٍ) في هذه الأبياتِ!! ويَزْعُمُ أنَّ لهازِمَ تغلبَ تابعون لهم!! ألا يكونُونَ تابعين إلا لبكرٍ؟! والأبياتُ سافرةُ المعنى لا يُخْطِئُه أدنى قارئٌ؛ فالأخطلُ يقولُ: إنَّ هؤلاءِ اللَّهازِمَ تابعونَ لبني تَيْمٍ وإخوتِهم. وتَيْمٌ هم: بنو أسامةَ بنِ مالكِ بنِ بكرِ بنِ حُبَيْبٍ، وإخوتُهم: القُعُورُ وريشُ الحبارى والأبناءُ، وهذه الفُرُوعُ جميعُها تَلْتَقِي مع اللَّهازمِ في مالكِ بنِ بكرِ بنِ حُبَيْبٍ. فمَحَلُّ اللَّهازمِ من هذه الفُرُوعِ ذلك الموضعُ الوضيعُ.

5 ـ ويبقى ـ أخيراً ـ خَطَأُ الكاتبِ في تَحْديدِ وَقْعةِ البِشْرِ؛ فهي لَمْ تَقَعْ سنة 70 هـ كما قال، فالذي وَقَعَ في هذه السَّنَةِ مَقْتَلُ عُمَيْرِ بنِ الحُبابِ السُّلَمِيِّ في وَقْعةِ الحَشَّاكِ. أمَّا يَوْمُ البِشْرِ فكان بعد أن "اسْتَقَرَّ الأمْرُ لعبدِ الملكِ واجْتَمَعَ المسلمون عليه" وذلك بعد سنة 73 هـ.

ـ يتبع إن شاء الله ـ
ابن شمسي متواجد حالياً  
قديم 06-11-2009, 12:19 PM   #22
مؤرخ
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 44
افتراضي

ـ 21 ـ


51 ـ قال الكاتبُ: [الدولة الأموية تتسم بالقوة والاستقرار طوال تاريخها... (و) استمرار النظرة العدائية للربعيين على وجه الخصوص من خلفاء بني أمية، وهذا يعود لأسباب عديدة منها: موقف ربيعة في الفتنة، وبروز حركة الخوارج التي كان لربيعة منها نصيب الأسد] ص 48

1 ـ زَعْمُه أنَّ دولةَ بني أميَّةَ كانت مُسْتقِرَّةً قَوْلُ مَنْ لَمْ يَقْرأ التاريخَ!

2 ـ ولَمْ تَكُ ربيعةُ ذاتَ مَوْقفٍ واحدٍ أمامَ بني أميَّةَ؛ فعبدُ القيسِ وبكرٌ كانتا مع عَلِيٍّ، في حين كانت تغلبُ والنَّمِرُ بنُ قاسطٍ مع معاويةَ، وكان كَعْبُ بنُ جُعَيْلٍ التَّغلَبيُّ شاعرَ الأُمَوِيِّينَ، وله أشعارٌ كثيرةٌ فَضَّلَ بها معاويةَ على عَلِيٍّ. ثم جاءَ بعده الأخطلُ فصارَ شاعرَهم منذ زَمَنِ يزيدَ بنِ معاويةَ حتى هَلَكَ. والحربُ التي وَقَعَتْ بين قيسِ عَيْلانَ وربيعةَ كان سَبَبُها أنَّ قيساً كانت مواليةً لعبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، وربيعةُ مواليةٌ للأُمَوِيِّينَ. وحين أرادَ عبدُ الملكِ انتزاعَ العراقِ من مُصْعَبِ بنِ الزُّبَيْرِ أَيَّدَه مالكُ بنُ مِسْمَعٍ ومَن معه من ربيعةَ. وكان بنو مَرْوانَ يَحْفَظون لمالكِ بنِ مِسْمَعٍ إجارَتَه لمروانَ بنِ الحكمِ بعد وَقْعةِ الجملِ وشَرَّفُوه لذلك.

3 ـ أمَّا الخوارجُ فهم أهلُ مَذْهبٍ، وليس للقَبَلِيَّةِ أثرٌ في خروجِهم، وكانُوا يَسْتعرضونَ النَّاسَ بالسَّيْفِ، وكثيراً ما بَدَؤُوا بعشائرِهم وقبائلِهم؛ كما فَعَلَ نَجْدةُ الحَنَفِيُّ الخارجيُّ في قَتْلِ عبدِ القيسِ، وكما فَعَلَ شَبِيبٌ الشَّيْبانيُّ الخارجيُّ في قَتْلِ بني شَيْبانَ عشيرتِه. وكانت القبائلُ تُقاتلُ الخوارجَ إذا دَهَمُوهم؛ كما فَعَلَتْ عنزة حين قَتَلَت فضالةَ الشَّيْبانيَّ الخارجيَّ وأصحابَه وحَمَلَتْ رؤوسَهم إلى عبدِ الملكِ بنِ مَرْوانَ تتقرَّبُ إليه بها.

ـ يتبع إن شاء الله ـ
ابن شمسي متواجد حالياً  
قديم 06-11-2009, 12:20 PM   #23
مؤرخ
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 44
افتراضي

ـ 22 ـ



52 ـ قال الكاتبُ: [إن الجيش العباسي في عهد المأمون لم يكن فيه جندي عربي واحد، ولما قدم المأمون دمشق كانوا يستعطفونه بأن ينظر في عرب الشام كما نظر في عجم خراسان فيرفض ويحتج بأن العرب أهل سخط وخيانة، ولما بويع المعتصم بعث إلى عماله في الأمصار أن يسقطوا من دواوينهم من العرب (كذا!)] ص 51

1 ـ عَقَدَ الكاتبُ مَبْحثاً جديداً بعنوان (قبائل ربيعة في العهد العباسي)، وأوَّلُ ثماني صفحاتٍ من هذا المبحثِ ـ ص 50، 51، ومن ص 54 إلى ص 58 ـ ما هي إلا سَرْدٌ من كتاب (عشائر الشام)! ويُؤخذُ عليه في هذا:

أ ـ أنَّه حاوَلَ أنْ يُخَفِّفَ من هذا السَّرْدِ الطَّويلِ جِداً فـ(أقحَمَ) بين نصوصِ (عشائر الشام) المترابطةِ نصوصاً جاءَ مَوْقِعُها قَلِقاً لانعدامِ الانسجامِ بينها وبين سابقِها ولاحقِها! ومثالُه: إقحامُه نَصَّاً من (نهاية الأرب) في ص 56، مع أنَّ النَّصَّ الذي نَقَلَه عن (عشائر الشام) ص 85 لا يَسْتدعي هذا النَّصَّ المُقْحمَ القَلِقَ!

ب ـ أنَّه نَقَلَ الأخطاءَ الغليظةَ التي وَقَعَتْ في (عشائر الشام) ولَمْ يُغَيِّر فيها شيئاً!!

2 ـ فالقولُ بأنَّ جيشَ المأمونِ [لم يكن فيه جندي عربي واحد] قَوْلٌ ساقطٌ، وهذه أسماءُ أُسَرٍ عربيَّةٍ تعاقَبَ أبناؤُها على قيادةِ الجيوشِ منذ أوَّلِ دَوْلةِ بني العبَّاسِ وفي زَمَنِ المأمونِ: القَحَاطِبَةُ من طَيِّئ، وأبناءُ عَمِّهم بنو حُمَيْدٍ، وبنو خازمٍ التَّمِيميُّونَ، والمَهَالِبَةُ الأزْدِيُّونَ، ومِن أَشْهَرِ قادةِ جيوشِ المأمونِ: أبو سَعِيدٍ الثَّغْرِيُّ الطَّائيُّ.

ولَوْ خَصَّصْتَ الحديثَ عن ربيعةَ (موضوع الكتاب) لوَجَدْتَ من قادةِ جيوشِ الخلافةِ في عَهْدِ المأمونِ الذين تَقَلَّدُوا الولاياتِ الجليلةِ: أبا دُلَفٍ العِجْلِيَّ، وخالدَ بنَ يزيدَ بنَ مَزْيَدٍ الشَّيْبانِيَّ. فهل إغفالُ الكاتبِ لهذَيْنِ العَلَمَيْنِ لنَقْصِ استقرائِه وجَهْلِه بهما أم أرادَ أنْ يُتابِعَ صاحب (عشائر الشام) على خَطَئِه لأنَّ هذا الخطأَ يَقُودُه إلى نتائجِه اللاحقةِ؟! وأيَّاً يَكُنْ... فهو شَيْءٌ مَعِيبٌ!!

3 ـ وخَبَرُ المأمونِ وعربِ الشَّامِ أخطأ صاحب (عشائر الشام) في فَهْمِه من مَصْدرِه، ثم جاءَ الكاتبُ فأخطأ في فَهْمِ ما كُتِبَ في (عشائر الشام)؛ فزادَ الوَهْيَ وَهْياً!!

والخبرُ عند الطَّبَرِيِّ: "تَعَرَّضَ رجلٌ للمأمونِ بالشَّأمِ مراراً، فقال له: يا أميرَ المؤمنين، انْظُر لعربِ الشَّأمِ كما نَظَرْتَ لعَجَمِ أهلِ خراسانَ. فقال: أكْثَرْتَ عَلَيَّ يا أخا أهلِ الشَّأمِ! واللهِ ما أنْزَلْتُ قيساً عن ظهورِ الخيلِ إلا وأنا أرى أنَّه لَمْ يَبْقَ في بَيْتِ مالي دِرْهَمٌ واحدٌ! وأمَّا اليَمَنُ فواللهِ ما أحْبَبْتُها ولا أحبَّتني قَطُّ! وأمَّا قُضَاعَةُ فسادتُها تَنْتظِرُ السُّفْيانيَّ وخروجَه فتكونَ من أشياعِه! وأمَّا ربيعةُ فساخِطَةٌ على اللهِ منذ بَعَثَ نَبِيَّه من مُضَرَ! ولَمْ يَخْرُجِ اثنانِ إلا خَرَجَ أحدُهما شارِياً! اعزُب فَعَلَ اللهُ بك".

فهذه ـ كما تَرَى ـ عِدَّةُ أسبابٍ جَعَلَتِ المأمونَ يُبْعِدُ عنه عربَ الشَّامِ. فجاءَ صاحبُ (عشائر الشام) فاختصَرَ الخبرَ وعَمَّمَ سبباً واحداً منها فقال: إنَّ المأمونَ بعد أنْ سَمِعَ كلامَ الشَّامِيِّ "يرفض بحَنَقٍ ويَحْتَجُّ بسخط العرب ومناوأتِهم له واستعدادهم للوثوب عليه". وهذا فَهْمٌ غيرُ دقيقٍ للخبرِ.

فجاءَ الكاتبُ وزادَ الأمرَ تَعْمِيةً فقال: [فيرفض ويحتج بأن العرب أهل سخط وخيانة]! وليس للخيانةِ ذِكْرٌ لا في نَصِّ الطَّبَرِيِّ ولا عند صاحب (عشائر الشام)!!

4 ـ أمَّا إسقاطُ العربِ من الدِّيوانِ على عَهْدِ المعتصمِ... فقد أخطأ فيه صاحب (عشائر الشام)؛ إنَّما أُسْقِطَ العربُ من ديوانِ مِصْرَ وَحْدَها. والمعتصمُ كان قد أنْشَأ في جيشِه فِرْقةً من عربِ الحوفِ من مِصْرَ سَمَّاهم المغاربةَ، نَقَلَهم إلى سامرَّاءَ وكانت لهم فيها قطائعُ خاصَّةٌ، ولهم دَوْرٌ كبيرٌ في الدَّوْلةِ العبَّاسيَّةِ فيما بعدُ.

ـ يتبع إن شاء الله ـ
ابن شمسي متواجد حالياً  
قديم 06-11-2009, 12:20 PM   #24
مؤرخ
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 44
افتراضي

ـ 23 ـ



53 ـ قال الكاتبُ: [ولا شك أن هذه الظروف وما أعقبها بعد ذلك من ... الحملات الصليبية... (و) اجتياح التتار... (و) الأطماع الفارسية زمن الدولة الصفوية. كل هذه العوامل كان لها أبلغ الأثر في انكفاء القبائل العربية على نفسها، وعودة الكثير منها للجزيرة العربية وممارستها لحياة البادية مرة أخرى] ص 53

1 ـ جميعُ ما ساقَهُ الكاتبُ هنا خارجٌ بالكُلِّيَّةِ عن سياقِ أهدافِه؛ لأنَّ الكاتبَ سيقولُ في ص 71: إنَّ عنزة ظهرَتْ [في خيبر في نهاية القرن الخامس الهجري]. فما شأنُ الحَمْلاتِ الصَّلِيبيَّةِ بهجرتِها؟! إذ الحَمْلاتُ الصَّلِيبيَّةُ ابتدأتْ في آخرِ القَرْنِ الخامسِ ولَمْ تَصِلْ قَطُّ إلى (عين التمر) وباديةِ العراقِ!! واجتياحُ التَّتَارِ كان في القَرْنِ السَّابعِ!! والدَّوْلةُ الصَّفَوِيَّةُ ظَهَرَتْ في القَرْنِ العاشرِ!!

2 ـ أمَّا إنْ كان يُرِيدُ بسياقِ هذه الأحداثِ القولَ: بأنَّ لها تأثيراً في رجوعِ قبائلَ إلى جزيرةِ العربِ... ؛ فهو ـ أيضاً ـ قولٌ خاطِئٌ؛ فالكاتبُ لَمْ يَسْتشهِد بحالةٍ واحدةٍ تُؤَكِّدُ تأثيرَ هذه الأحداثِ على قبائلِ العربِ!

وزيادةً على ذلك؛ فالكاتبُ يأتي بِما يَنْقُضُ هذا؛ فيقولُ في ص 54: [مع ذلك فقد برزت بعض القبائل العربية التي استطاعت أن تضع لها قدماً وسط هذه الظروف وتفرض نفسها على المسرح السياسي... كالحمدانيين]!! ويقولُ أيضاً في الصفحة عَيْنِها: إنَّ قبيلةَ طَيِّئ كان لها أَثَرٌ كبيرٌ في صَدِّ الصَّلِيبيِّن والتَّتَارِ!! ويَسْتشهِدُ في ص 56: بخروجِ بني عُقَيْلٍ إلى العراقِ واستيلائِهم عليها، وذلك في آخرِ القَرْنِ الرَّابعِ!! فأين تأثير [هذه الظروف وما أعقبها] ـ كما قال الكاتبُ ـ في القبائلِ العربيَّةِ ونُزُوحِها إلى جزيرةِ العربِ؟! فهذه الأمثلةُ الثَّلاثةُ تَنْقضُ عليه بناءَه من أساسِه!!

3 ـ وقولُه: [ممارستها لحياة البادية مرة أخرى]... لا أدري ما معناه؟! هل يَعْني أنَّ هذه القبائلَ لَمْ تَكُ (تُمارسُ!) حياةَ البادية في العراقِ؟! أمَّا إنْ كانت هذه القبائلُ في العراقِ والشَّامِ بَدَوِيَّةً أصلاً فما الذي عادَتْ إليه (مرة أخرى) في جزيرةِ العربِ؟! فالعبارةُ ـ على كلِّ حالٍ ـ بين خطأ وركاكةٍ!!

ـ يتبع إن شاء الله ـ
ابن شمسي متواجد حالياً  
قديم 06-11-2009, 12:21 PM   #25
مؤرخ
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 44
افتراضي

ـ 24 ـ



54 ـ قال الكاتبُ عن الحَمْدانِيِّين: [ربما كان لمذهبهم المتشيع دور في تخفيف الوطئة (كذا!) عليهم من قبل البويهيين تحديدا] ص 54

1 ـ يُحاوِلُ الكاتبُ أنْ يُوَفِّقَ بين ظهورِ إمارةٍ عربيَّةٍ في هذا العَصْرِ ـ القَرْنِ الثَّالثِ ـ و(الظروف) التي تَحَدَّثَ عنها في الفِقَرِ السَّابقةِ! ولا مِرْيَةَ في أنَّ مثلَ هذا التَّوفيقِ سَيَسْقطُ ما دامَ في أساسِه قائماً على نَقْصِ كبيرٍ في استقراءِ التَّاريخِ وقُصُورٍ شديدٍ في فَهْمِ عِلَلِه، ومِن وراءِ ذلك كلِّه هَوَى جامحٌ يَرْمِي بصاحبِه في دَوَّامةٍ!!

وعِلَّةُ (التَّشَيُّعِ) التي تَفَتَّقَ عنها خيالُ الكاتبِ لا يُمْكِنُ أنْ تكونَ (تعليلاً) صحيحاً لظهورِ هذه الإمارةِ العربيَّةِ في هذه (الظروف) التي أَطْنَبَ الكاتبُ في بيانِها، والسَّبَبُ يسيرٌ جِدَّاً؛ ذلك أنَّ إمارةَ الحَمْدانِيِّين قامَتْ سنة 293 هـ، قبل أربعين عاماً من دخولِ البُوَيْهِيِّين إلى بغدادَ سنة 334 هـ!!

2 ـ أمَّا علاقةُ الحَمْدانِيِّين بالبُوَيْهِيِّين فكانت عداءً دائماً؛ فمنذ أنْ دَخَل مُعِزُّ الدَّوْلةِ البُوَيْهِيُّ بغدادَ سنة 334 هـ وَقَعَتِ الحربُ بينه وبين ناصرِ الدَّوْلةِ الحَمْدانيِّ، ثم قاد مُعِزُّ الدَّوْلةِ ثلاثَ حَمْلاتٍ على الحَمْدانِيِّين في سنوات 337 هـ و347 هـ و353 هـ عجز فيهِنَّ جميعاً عن القضاءِ على ناصرِ الدَّوْلةِ فاكْتَفَى بأَخْذِ الضَّرِيبةِ منه. ثم قام عِزُّ الدَّوْلةِ بختيار بن مُعِزِّ الدَّوْلةِ بحَمْلةٍ على أبي تغلبَ بنِ ناصرِ الدَّوْلةِ سنة 363 هـ فرَضِيَ بما رَضِيَ به أبوه من قبلِه. حتى إذا جاء عَضُدُ الدَّوْلةِ البُوَيْهِيُّ اسْتَطاعَ في سنة 367 هـ أنْ يُنْهِيَ حُكْمَ الحَمْدانِيِّين في الجزيرةِ. وظَلَّ للحَمْدانِيِّين بعضُ التَّحَرُّكاتِ في بلادِهم حتى قُضِيَ عليهم سنة 380 هـ وانْدَثَرَتْ دولتُهم.

فهل كان البُوَيْهِيُّونَ خَفِيفي الوَطْأَةِ على الحَمْدانِيِّين؟!

ـ يتبع إن شاء الله ـ
ابن شمسي متواجد حالياً  
قديم 06-11-2009, 12:22 PM   #26
مؤرخ
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 44
افتراضي

ـ 25 ـ



55 ـ قال الكاتبُ: [لاشك أن الأوضاع السياسية في العالم الإسلامي شغلت المؤرخين عن تدوين أنساب وتاريخ القبائل العربية وتنقلاتها وتحالفاتها كما يجب. ولذلك شحت المصادر التي تفصل لنا أخبار تلك القبائل وما حل بها من مستجدات...] ص 59

كذا قال الكاتبُ، ولكنَّه عادَ فقال في ص 69: إنَّ سببَ الجَهْلِ بهذه الأوضاعِ يعودُ إلى أمْرَيْنِ؛ أولُهما [أنَّ كثيراً من هذه الكتب والمدونات قد فقدت ولم تصل إلينا وهي بالمئات...]، فلا نَدْرِي: هل شُغِلَ المؤرِّخونَ عن تاريخِ القبائلِ ـ كما قال في ص 59 ـ أم أنَّهم كَتَبُوا وفُقِدَتْ مؤلَّفاتِهم ـ كما قال في ص 69 ـ؟!!

أمَّا السَّبَبُ الآخرُ فقد قال الكاتبُ: [كتبوا وألفوا كتبهم (كذا! بالتكرار!) على الطريقة التقليدية وهي النقل عمن سبقوهم. وقليل منهم من أشار إلى أخبار عصره وواقع القبائل فيه]، فالسَّبَبُ الآخرُ مناقضٌ للسَّبَبِ الأوَّلِ؛ ويَبْقَى الأمْرُ مُبْهَماً: هل كَتَبَ المؤرِّخون ـ كما قال في السَّبَبِ الأوَّلِ ـ أم لَمْ يَكْتُبُوا ـ كما قال في السَّبَبِ الآخرِ ـ؟!

56 ـ قال الكاتبُ تعليقاً على خبر إيقاعِ عَضُدِ الدَّوْلةِ ببني شَيْبانَ سنة 369 هـ: [أن هذه الوقعة أثرت فيهم وأضعفتهم فلم تقم لهم قائمة بعد ذلك واختفى ذكرهم حتى جاءت سنة 450 هـ...] ص 65

وهذا واللهِ من العَجَبِ!! حاول الكاتبُ بكلِّ ما يستطيع أنْ يَكْتبَ نهايةَ بني شَيْبانَ من هذه الوقعةِ؛ فجاءت عباراتُه (أضعفتهم)!! (لم تقم لهم قائمة)!! (اختفى ذكرهم)!! ثم يَدْمغُ تَهْوِيلَه هذا بذِكْرِ بني شَيْبانَ بعد هذه الوقعةِ بقَرْنِ كاملٍ.

ولَوْ كان الكاتبُ مُمْسِكاً بخيوطِ أفكارِه لَمَا وَقَعَ ها هنا في نقيضِ ما حاوَلَ كثيراً أنْ يُثْبِتَه في الصَّفَحاتِ السَّابقةِ لهذا الموضعِ! فهل نَسِيَ الكاتبُ أنَّه كان يَشْتَكِي من انصرافِ المؤرخين عن تَدْوِينِ أحداثِ الباديةِ في هذا العَصْرِ؟! لِمَ لَمْ يَحْمِل الكاتبُ غيابَ ذِكْرِ بني شَيْبانَ في مصادرِ التَّاريخِ بين الحادثتين (369 هـ ـ 450 هـ) على أنَّه من إهمالِ المؤرخين؟! أليس هذا أسْلَمُ من تناقضِه في كلامَيْنِ ليس بينهما إلا كلمة (حتى)؟!

ـ يتبع إن شاء الله ـ
ابن شمسي متواجد حالياً  
قديم 06-11-2009, 12:22 PM   #27
مؤرخ
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 44
افتراضي

ـ 26 ـ



57 ـ قال الكاتبُ: [يتضح لنا... أن الدور السياسي لربيعة كان غائباً تماماً، ولم تضع لها قدماً في البلاط العباسي أو الملكي... باستثناء دولة بني حمدان] ص 65 ـ 66

وهذا نَقْصُ استقراءٍ فاضحٌ...

فهل غَبِيَ على الكاتبِ (بنو مطرٍ) الشَّيْبانِيُّون الذين كانت لهم منزلِةٌ مُقَدَّمةٌ عند خلفاءِ بني العبَّاسِ إلى آخرِ القَرْنِ الثَّالثِ فكان منهم الوُلاةُ والقادَةُ؟!

وهل جَهِل الكاتبُ (بني وَرْقاءَ) الشَّيْبانِيِّين في البصرة؟! وقد كان المقتدر بالله (295 ـ 320 هـ) يُجْرِيهم مجرى بني حَمْدان.

وهل جَهِل بيت (عيسى بن الشَّيْخ) الشَّيْبانيِّ وقد استقلُّوا ببلادٍ واسعةٍ من بلادِ الشَّام في منتصف القَرْنِ الثَّالثِ؟!

وهل جَهِل إمارةَ آلِ أبي دُلَفٍ العِجْلِيِّين في بلاد الكَرَجِ وفارس في القَرْنين الثَّاني والثَّالثِ؟!

وهل جَهِلَ بيت (ابنِ ماكولا) العِجْلِيِّيين ـ من أعقابِ أبي دُلَفٍ ـ الذين تَقَلَّدَ ثلاثةٌ منهم الوزارةَ أكثرَ مِن مرَّةٍ لملكِ العراقِ جلال الدَّولة البُوَيْهِيِّ منذ سنة 403 هـ إلى سنة 426 هـ؟!

وهل جَهِلَ الوزيرَ الكبيرَ عون الدِّين ابنَ هُبَيْرةَ الشَّيْبانِيَّ وزيرَ الخليفةِ المقتفي وابنِه المستنجد منذ سنة 544 هـ حتى وفاته سنة 560 هـ؟!

فبَطُلَ (الغياب التامّ)!! و(موطِئ القدم)!! و(الاستثناء)!!

ـ يتبع إن شاء الله ـ
ابن شمسي متواجد حالياً  
قديم 06-11-2009, 12:23 PM   #28
مؤرخ
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 44
افتراضي

ـ 27 ـ



58 ـ قال الكاتبُ: [من سياق الأخبار رغم قلتها يتضح لنا أن القسم الأكبر من عشائر ربيعة بقي على بداوته وعصبيته، والأخبار التي أوردناها عن بني شيبان خصوصاً تؤكد ذلك. ولا يمنع هذا من تحضر بعض فروعها] ص66

يُرِيد الكاتبُ أنْ يُبْقِي القبائلَ الرَّبَعِيَّةَ في حياةِ الباديةِ، لأنَّه سيَعُود فيَنْقلها من العراقِ إلى خيبر، ولا تَصحُّ له هذه (الهجرةُ الرَّبَعِيَّةُ) إذا كانت ربيعةُ قد "تَفَرَّقَتْ قبائلُها وبُطُونُها في الحواضر والقرارات... ودَخَلَوا في الفلاحين، وامَّحَى عنهم اسْمُ العربِ" كما قال ابنُ سعيدٍ (ت685 هـ) الذي دَوَّخَ بلادَهم بالجزيرةِ الفراتيَّةِ بَحْثاً عنهم!!

ولَمْ يَكُ الكاتبُ غافلاً عن نَصِّ ابنِ سعيدٍ؛ فقد أوْرَده في ص 81، غير أنَّه حاوَلَ في الصَّفْحة التالية أنْ يَسْتَلَّ منه شيئاً يسيراً ويُفَرَّغَ باقيهِ من مَعْناه من دون تَشْكيكٍ في الخبرِ، فقال: [ولا يمكن لهذه القبائل الربعية العظيمة أن تفقد أو تضمحل أو تترك صفاتها العربية الأصيلة كالفروسية واللسان العربي (كذا!!) كما يتكهن البعض، حتى وإن حدث ذلك فقد يحدث مع أفراد قلائل أو بعض البطون. ولكن الغالبية منهم اندمجوا مع أخوتهم في البادية وانتسبوا لهم كما هي عادة العرب]، لا أدري ما يُرِيد بالتَّكَهُّنِ؟! فابنُ سعيدٍ رأى هذا الأمْرَ بعَيْنِه، وقد قال مثلَ هذا الكلامِ في بني تميمٍ فقال: "تَفَرَّقَتْ تميمٌ في حواضرِ البلادِ وقُرَاها، فلا يُوجَد منها قبيلةٌ في شَرْقٍ ولا غَرْبٍ جاريةٌ على ما هي عليه قبائلُ العربِ من الحلِّ والترحالِ". ويقولُ ابنُ خَلْدون: "اندرج العربُ أهلُ الحمايةِ في القَهْرِ واختلَطُوا بالهَمَجِ ولَمْ يُراجِعُوا أحوالَ البداوةِ لبُعْدِها ولا تَذَكَّرُوا عَهْدَ الأنسابِ لدُرُوسِها فدثروا وتلاشوا"، وهذا طَوْرٌ طبيعيٌّ من أطوارِ المجتمعاتِ البَشَرِيَّةِ.

وليس الأمْرُ (تكهُّناً) كما قال الكاتبُ؛ فإنَّ قبائل ربيعةَ قد غُلِبَتْ على أكثرِ بلادِها "ديارِ ربيعةَ" منذ القرن الرَّابعِ ـ قبل ابنِ سعيدٍ بثلاثةِ قُرُونٍ ـ فقد قال ابنُ حوقل عن الجزيرةِ وديارِ ربيعةَ: "كان يَسْكنُها قبائلُ من ربيعةَ ومُضَرَ أهلُ خيلٍ وغَنَمٍ وإبلٍ قليلةٍ، وأكثرُهم متَّصِلون بالقُرَى وأهلِها، فهم باديةٌ حاضرةٌ، فدَخَلَ عليهم في هذا الوَقْتِ من بطونِ قيسِ عَيْلانَ الكثيرُ من بني قُشَيْرٍ وعُقَيْلٍ وبني نُمَيْرٍ وبني كِلابٍ فأزاحُوهم عن بعضِ ديارِهم بل جُلّها ومَلَكُوا غيرَ بَلَدٍ وإقليمٍ منها... يتحَكَّمُونَ في خفائرِها ومرافقِها"، فثَبَتَ بهذا النَّصِّ التَّاريخيِّ أمران:

1 ـ غَلَبَةُ القَيْسِيَّةِ على ديارِ ربيعةَ.

2 ـ دخولُ ربيعةَ في القُرَى والفلاحين منذ القرن الرَّابعِ الهجريِّ.

فبَطُلَ جميعُ كلامِ الكاتبِ و(تكَهُّنِه)!!

ـ يتبع إن شاء الله ـ
ابن شمسي متواجد حالياً  
قديم 06-11-2009, 12:23 PM   #29
مؤرخ
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 44
افتراضي

ـ 28 ـ



59 ـ قال الكاتبُ: [أن الأسماء الربعية التي اعتدنا عليها في الجاهلية وصدر الإسلام كبكر وتغلب واللهازم وعجل ولجيم وقيس بن ثعلبة وذهل وحنيفة اختفت تماماً، باستثناء بني شيبان... إلا أنه اختفى أيضاً بعد ذلك. ونجد أن اسم ربيعة طغا على هذه القبائل في القرون الهجرية الأولى واختفى هو الآخر بحلول القرن الخامس الهجري] ص66

هذا رأيٌ سيَبْنِي عليه الكاتبُ آراءَهُ اللاحقةَ، بل هو حَجَرُ الزَّاويةِ في (نظريته) التي أخذ يُغِذُّ إليها الخُطَى فزَلَّ في تناقضاتٍ وأخطاءٍ كثيرةٍ:

1 ـ لَمْ يُحَدِّد الكاتبُ متى (اختفت) هذه الأسماء؟ إلا أنَّه جَعَلَ بدايةَ القَرْنِ الخامس هي (الوفاةُ الرَّسْمِيَّة) ـ بإمضائِه!ـ لاسْمِ ربيعةَ وعشائرِها القديمةِ.

وأقولُ: بنو عِجْلٍ وبنو تَيْمِ اللهِ وبنو ذُهْلٍ وبنو يَشْكُرَ مَذْكُورونَ في أخبارِ القرامطةِ في آخرِ القَرْنِ الثَّالثِ في سَوَادِ الكوفة، ولا يزال اسْمُها في ذلك الوَقْتِ في ذلك المكانِ: بني بكرِ بنِ وائلٍ. وذُكِرَ معهم في هذه الأحداثِ: عنزة وبنو ضُبَيْعةَ، وذُكِرَ في أوَّلِ القَرْنِ الرَّابعِ في مثلِ هذه الأحداثِ بنو النَّمِرِ بنِ قاسطٍ. فلَمْ يَبْقَ من فُسْحةٍ للكاتبِ إلا الثُّلُثانِ الأخيرانِ من القَرْنِ الرَّابعِ (330 ـ400 هـ) ليَضْغَطَ القبائلَ الرَّبَعِيَّةَ فيهما فيَسْحَقَها سَحْقاً في جيلَيْنِ اثنَيْنِ فقط!!

أمَّا تغلبُ فلا أدري كيف غفل الكاتبُ عن دَوْلةِ بني حَمْدانَ التي بَقِيَتْ إلى آخرِ القَرْنِ الرَّابعِ؟! إلا إنْ كان يَرَى الكاتبُ أنْ سقوطَ هذه الدَّوْلةِ يَعْني اختفاءً (اتوماتيكيَّاً) لبني تغلب القبيلة!!

2 ـ ولا يُمْكِنُ فَهْمُ هذه السِّلْسلة من الاختفاءات التي صَنَعَها الكاتبُ؛ فهو يقول: اختفت أسماءُ القبائلِ الرَّبَعِيَّةِ فلَمْ يَبْقَ إلا اسمان هما بنو شَيْبانَ وربيعةُ، ثم اختفى اسْمُ شَيْبانَ وبَقِيَ ربيعةُ، ثم اختفى ربيعةُ. وسِيَاقُ الكاتبِ يَدُلُّ على تَرْتيبٍ تاريخيٍّ يَقْصدُه قَصْداً.

فلنُجارِه في هذا ونقول: حين اختفى اسْمُ بني يَشْكُرَ أو بني ذُهْلٍ ـ مَثَلاً ـ ماذا صارَ يُطْلَقُ على هؤلاءِ أو على أولئك ـ قبل اختفاء اسْمِ ربيعةَ في القَرْنِ الخامسِ كما قُلْتَ ـ؟! سيَقُول: ربيعةُ. حَسَناً... ما يُطْلَقُ على ما تحت ربيعةَ من العمائرِ والبطونِ والأفخاذِ والفصائلِ؟! فإنْ قال: الأسماءُ القديمةُ نَفْسُها فقد ناقَضَ نَفْسَه وهَدَمَ بناءَه! وإنْ قال: أسماءٌ مُسْتَحْدثةٌ طالَبْناه بها وبدليلِه عليها.

3 ـ وكيف يقولُ الكاتبُ: إنَّ اسْمَ شَيْبانَ اختفى قبل اختفاءِ اسْمِ ربيعةَ (الذي اختفى عند حلول القَرْنِ الخامسِ) مع أنَّ الكاتبَ نَفْسَه يُورِد في ص 65 خبراً لبني شَيْبانَ في سنة 501 هـ؟!!

وليس للكاتبِ خلاصٌ من هذه التَّناقضاتِ المُفْجِعةِ إلا أنْ يقولَ: إنِّني لَمْ أَقْصِد التَّرتيبَ في اختفاءِ الأسماءِ الرَّبَعِيَّةِ. فيَسْلم من التَّناقضِ غير أنَّه يُجَرِّدَ حديثَه في هذه الصَّفحاتِ من كلِّ قيمةٍ عِلْمِيَّةٍ لأنَّه حديثٌ قائمٌ على نَقْصِ استقراءٍ ومعلوماتٍ مفكَّكةٍ، وسيُلْغِي كلَّ النَّتائجِ اللاحقةِ التي بَنَاها على هذه المقدِّماتِ المغلوطةِ!

4 ـ أمَّا اختفاءُ اسْمِ ربيعةَ عند (حلول) القَرْنِ الخامسِ فجَمْحَةٌ من جَمَحَاتِ الكاتبِ!! ألَمْ تَكُن دَوْلةُ بني حَمْدانَ الرَّبَعِيَّةُ في الجزيرةِ الفراتِيَّةِ والشَّامِ إلى آخرِ القَرْنِ الرَّابعِ؟! ألَمْ يَرْثِ الشَّريفُ الرَّضي أبا طاهرٍ بنِ ناصرِ الدَّوْلةِ الحَمْدانيَّ المقتولَ سنة 382 هـ فيقول:
أَلْقِي الرِّماحَ ربيعةَ بنَ نزارِ = أوْدَى الرَّدَى بقَرِيعِكِ المِغْوارِ
ألَمْ يَقْرأ في مصادرِه ذِكْرَ ربيعةَ في العراقِ سنة 495 هـ و 496 هـ و499 هـ؟؟!! ألَمْ يَنْقُل هو خبراً لبني شَيْبانَ سنة 501 هـ؟؟!! ها هي ربيعةُ في العراقِ إلى أوَّلِ القَرْنِ السَّادسِ!!

وقد يَعْتذِرُ الكاتبُ فيقول: إنَّ قولي هنا (عند حلول القَرْنِ الخامسِ) سَبْقُ قلمٍ، وإنَّما أنا أَقْصِدُ (عند حلول القَرْنِ السَّادس). وسأقْبَلُ منه هذا العُذْرَ تَنَزُّلاً، إلا أنَّه سيَضْطَرُّ إلى سَحْقِ قبائلِ ربيعةَ ودَمْجِها في اسْمٍ جديدٍ (هو عنزة) وانتزاعِها من العراقِ وقَذْفِها في الحجازِ في جيلٍ واحدٍ فقط!! ذلك لأنَّ عنزة مذكورةٌ في خيبر قبل سنة 560 هـ (السَّنة التَّقريبيَّة لوفاة الاسكندري الذي أشار إلى وجودهم هناك وقد نَقَلَ الكاتب هذا في ص 71)، فهل تَكْفِي هذه السَّنوات (من 501 هـ إلى 550 هـ) لكلِّ هذا ؟؟!!

ليس ذلك فحَسْبُ؛ بل سنَعُود إلى الفقرة 2 السابقة وسنسأل الكاتبَ: ها قد زادَتِ المدَّةُ عليكَ قَرْناً كاملاً فماذا أنت صانعٌ بالعمائرِ والبطونِ والأفخاذِ والفصائلِ الرَّبَعِيَّةِ ـ غير بني شَيْبانَ ـ هل ستجعلُها محتفِظةً بأسمائِها القديمةِ ـ فتُناقِضُ نَفْسَك! ـ أم ستَنْزِعُ عنها أسماءَها القديمةَ وتَذَرُها معلَّقةً هكذا بلا أسماءٍ قَرْنَيْن أو أكثرَ حتى يأذَنَ اللهُ لبني شَيْبانَ أنْ تَزَولَ ولربيعةَ أنْ تنْدَمِجَ ولاسْمِ (عنزة الوائلية) أنْ يَشِيعَ؟؟!!

(وكل أولئك مقصورٌ على شمالِ العراق... ولقد جارَيْنا الكاتبَ فتجاهلنا ـ كما تجاهَلَ!! ـ القبائلَ الرَّبَعِيَّةَ في جزيرةِ العربِ: كعبد القيس في البحرين، وذِكْرُهم وأمر مُلْكِهم بعد انقراض أمر القرامطة في القرن الخامس لا يخفى على أحدٍ يَكْتب في التاريخ والأنساب! وسنتجاهل ـ كما تجاهَلَ!! ـ بني بكر في اليمامة ومَن نزل معهم من قبائل ربيعة الأخرى، وقد فَصَّل الهَمْداني في (صفة جزيرة العرب) بلادَهم وقُراهم ومنازلَهم في اليمامة ـ وذلك في القرن الرابع ـ).

ـ يتبع إن شاء الله ـ
ابن شمسي متواجد حالياً  
قديم 06-11-2009, 12:24 PM   #30
مؤرخ
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 44
افتراضي

ـ 29 ـ



60 ـ قال الكاتبُ عن قبائلِ ربيعةَ: [لا شك أنها بقيت متحالفة في ديارها التي تعرف بديار ربيعة وما حولها إلى الموصل، لأن حاجتها للتماسك والحلف أصبحت أقوى] ص66

1 ـ إذا كانت قبائلُ ربيعةَ قويَّةً متماسكةً في ديارِها في العراقِ فما العِلَّةُ التَّاريخيةُ في (اختفاءِ) أسمائِها القديمةِ؟!

2 ـ إذا كانت قبائلُ ربيعةَ قويَّةً متماسكةً في ديارِها في العراقِ فما العِلَّةُ التَّاريخيةُ لهِجْرَتِها من العراقِ إلى الحجازِ؟! هل هي الحملاتُ الصَّلِيبيَّةُ وغَزْو التَّتارِ والأطماعُ الصَّفَوِيَّةُ (كما قال في ص 51 ـ 53)؟؟!!

3 ـ وقد نَفَى الكاتبُ أنْ تكونَ القبائلُ الرَّبَعِيَّةُ قد طُرِدَتْ من ديارِها بسببِ ضَغْطِ القبائلِ القَيْسِيَّةِ أو طَيِّئٌ (كما قال في ص 68)، فما العِلَّةُ التَّاريخيةُ التي تَجْعل ربيعةَ تتركُ دياراً أقامَتْ فيها منذ قبل الإسلامِ ونُسِبَتْ إليها؟؟!!

ـ يتبع إن شاء الله ـ
ابن شمسي متواجد حالياً  
موضوع مغلق
 
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شروط النقد ؟؟ صفوق الدهمشي العنزي المقالات والبحث العلمي 2 08-20-2011 08:20 PM
الخوف من النقد ؟ صفوق العنزي المقالات والبحث العلمي 11 05-09-2011 11:15 AM
موقع مميز لكتاب الله: رياض بن سالم منزل العنزي المنتدى العام 7 04-03-2010 05:22 PM
موقع مميز لكتاب الله: رياض بن سالم منزل العنزي المنتدى العام 0 03-27-2010 06:46 PM
 


 
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

 
 
 

الساعة الآن 07:34 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd 
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009