06-11-2009, 12:20 PM
|
#23
|
مؤرخ
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 44
|
ـ 22 ـ
52 ـ قال الكاتبُ: [إن الجيش العباسي في عهد المأمون لم يكن فيه جندي عربي واحد، ولما قدم المأمون دمشق كانوا يستعطفونه بأن ينظر في عرب الشام كما نظر في عجم خراسان فيرفض ويحتج بأن العرب أهل سخط وخيانة، ولما بويع المعتصم بعث إلى عماله في الأمصار أن يسقطوا من دواوينهم من العرب (كذا!)] ص 51
1 ـ عَقَدَ الكاتبُ مَبْحثاً جديداً بعنوان (قبائل ربيعة في العهد العباسي)، وأوَّلُ ثماني صفحاتٍ من هذا المبحثِ ـ ص 50، 51، ومن ص 54 إلى ص 58 ـ ما هي إلا سَرْدٌ من كتاب (عشائر الشام)! ويُؤخذُ عليه في هذا:
أ ـ أنَّه حاوَلَ أنْ يُخَفِّفَ من هذا السَّرْدِ الطَّويلِ جِداً فـ(أقحَمَ) بين نصوصِ (عشائر الشام) المترابطةِ نصوصاً جاءَ مَوْقِعُها قَلِقاً لانعدامِ الانسجامِ بينها وبين سابقِها ولاحقِها! ومثالُه: إقحامُه نَصَّاً من (نهاية الأرب) في ص 56، مع أنَّ النَّصَّ الذي نَقَلَه عن (عشائر الشام) ص 85 لا يَسْتدعي هذا النَّصَّ المُقْحمَ القَلِقَ!
ب ـ أنَّه نَقَلَ الأخطاءَ الغليظةَ التي وَقَعَتْ في (عشائر الشام) ولَمْ يُغَيِّر فيها شيئاً!!
2 ـ فالقولُ بأنَّ جيشَ المأمونِ [لم يكن فيه جندي عربي واحد] قَوْلٌ ساقطٌ، وهذه أسماءُ أُسَرٍ عربيَّةٍ تعاقَبَ أبناؤُها على قيادةِ الجيوشِ منذ أوَّلِ دَوْلةِ بني العبَّاسِ وفي زَمَنِ المأمونِ: القَحَاطِبَةُ من طَيِّئ، وأبناءُ عَمِّهم بنو حُمَيْدٍ، وبنو خازمٍ التَّمِيميُّونَ، والمَهَالِبَةُ الأزْدِيُّونَ، ومِن أَشْهَرِ قادةِ جيوشِ المأمونِ: أبو سَعِيدٍ الثَّغْرِيُّ الطَّائيُّ.
ولَوْ خَصَّصْتَ الحديثَ عن ربيعةَ (موضوع الكتاب) لوَجَدْتَ من قادةِ جيوشِ الخلافةِ في عَهْدِ المأمونِ الذين تَقَلَّدُوا الولاياتِ الجليلةِ: أبا دُلَفٍ العِجْلِيَّ، وخالدَ بنَ يزيدَ بنَ مَزْيَدٍ الشَّيْبانِيَّ. فهل إغفالُ الكاتبِ لهذَيْنِ العَلَمَيْنِ لنَقْصِ استقرائِه وجَهْلِه بهما أم أرادَ أنْ يُتابِعَ صاحب (عشائر الشام) على خَطَئِه لأنَّ هذا الخطأَ يَقُودُه إلى نتائجِه اللاحقةِ؟! وأيَّاً يَكُنْ... فهو شَيْءٌ مَعِيبٌ!!
3 ـ وخَبَرُ المأمونِ وعربِ الشَّامِ أخطأ صاحب (عشائر الشام) في فَهْمِه من مَصْدرِه، ثم جاءَ الكاتبُ فأخطأ في فَهْمِ ما كُتِبَ في (عشائر الشام)؛ فزادَ الوَهْيَ وَهْياً!!
والخبرُ عند الطَّبَرِيِّ: "تَعَرَّضَ رجلٌ للمأمونِ بالشَّأمِ مراراً، فقال له: يا أميرَ المؤمنين، انْظُر لعربِ الشَّأمِ كما نَظَرْتَ لعَجَمِ أهلِ خراسانَ. فقال: أكْثَرْتَ عَلَيَّ يا أخا أهلِ الشَّأمِ! واللهِ ما أنْزَلْتُ قيساً عن ظهورِ الخيلِ إلا وأنا أرى أنَّه لَمْ يَبْقَ في بَيْتِ مالي دِرْهَمٌ واحدٌ! وأمَّا اليَمَنُ فواللهِ ما أحْبَبْتُها ولا أحبَّتني قَطُّ! وأمَّا قُضَاعَةُ فسادتُها تَنْتظِرُ السُّفْيانيَّ وخروجَه فتكونَ من أشياعِه! وأمَّا ربيعةُ فساخِطَةٌ على اللهِ منذ بَعَثَ نَبِيَّه من مُضَرَ! ولَمْ يَخْرُجِ اثنانِ إلا خَرَجَ أحدُهما شارِياً! اعزُب فَعَلَ اللهُ بك".
فهذه ـ كما تَرَى ـ عِدَّةُ أسبابٍ جَعَلَتِ المأمونَ يُبْعِدُ عنه عربَ الشَّامِ. فجاءَ صاحبُ (عشائر الشام) فاختصَرَ الخبرَ وعَمَّمَ سبباً واحداً منها فقال: إنَّ المأمونَ بعد أنْ سَمِعَ كلامَ الشَّامِيِّ "يرفض بحَنَقٍ ويَحْتَجُّ بسخط العرب ومناوأتِهم له واستعدادهم للوثوب عليه". وهذا فَهْمٌ غيرُ دقيقٍ للخبرِ.
فجاءَ الكاتبُ وزادَ الأمرَ تَعْمِيةً فقال: [فيرفض ويحتج بأن العرب أهل سخط وخيانة]! وليس للخيانةِ ذِكْرٌ لا في نَصِّ الطَّبَرِيِّ ولا عند صاحب (عشائر الشام)!!
4 ـ أمَّا إسقاطُ العربِ من الدِّيوانِ على عَهْدِ المعتصمِ... فقد أخطأ فيه صاحب (عشائر الشام)؛ إنَّما أُسْقِطَ العربُ من ديوانِ مِصْرَ وَحْدَها. والمعتصمُ كان قد أنْشَأ في جيشِه فِرْقةً من عربِ الحوفِ من مِصْرَ سَمَّاهم المغاربةَ، نَقَلَهم إلى سامرَّاءَ وكانت لهم فيها قطائعُ خاصَّةٌ، ولهم دَوْرٌ كبيرٌ في الدَّوْلةِ العبَّاسيَّةِ فيما بعدُ.
ـ يتبع إن شاء الله ـ
|
|
|