الأخوة الكرام من المؤسف حقاً أنكم تسألون عن أمور تخص هذه القبيلة وقد فات عليكم أن كتاب أصدق الدلائل في أنساب بني وائل قد أحاط بكل ما يخص هذه القبيلة وقد جاء بالكتاب ضمن أكثر من مائة صفحة نقتبس من هذا الكتاب ما يلي :
[ مصادر تاريخ قبيلة عنزة بالجاهلية والإسلام ]
عنزة قبيلة معروفة باسمها منذ العصر الجاهلي إلى هذا العصر وهم عقب عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار ومنها بادية وحاضرة وكانت قبيلة عنزة قبل الإسلام في برك ونعام والمجازة وماوان والهدار والأفلاج وتنجع إلى حدود اليمامة ثم انتقل بطون من قبيلة عنزة إلى العراق ثم توزعت في مقاطعات الدولة الإسلامية وانتشر من قبيلة عنزة قبائل في العراق وعرف من قبيلة عنزة في هذا العصر : ضنا بشر وضنا مسلم وحمائل من بني هزان من عنزة وقبائل أخرى وقد انتقل اسلاف بشر ومسلم من عين التمر في منتصف القرن الثاني الهجري إلى خيبر وبقيت هذه القبيلة في خيبر ثم تكاثرت وانتشرت بعض بادية عنزة في القصيم وسدير ومنطقة حايل وتوغلت بطون من عنزة في الحماد والوديان المسماه وديان عنزة وهاجر موجات من عنزة في القرن الثاني عشر والثالث عشر الهجري إلى بلاد الشام والعراق ولها امتداد من سلوك والزيدي ومغار في شمال سوريا إلى البصرة جنوب العراق ومن البقاع في لبنان إلى الجولان إلى الشنبل ولها تواجد في تبوك وتيماء وخيبر والعلا وحايل والقصيم وعرعر والجوف والقريات وهي من أقوى وأكثر قبائل العرب في هذا العصر والعصور الماضيه ومعظم قبائل عنزة حالياً في المملكة العربية السعودية ولها وجود في بعض دول الخليج وسوريا والأردن ولها جاليات وحاضرة كثيرة في اقطار متفرقة
ونظراً لكثرة الخوض في نسب قبيلة عنزة هذا ما توصل إليه بحثي عن نسب هذه القبيلة وأقدم لمن يبحث عن الحقيقة هذه المصادر القديمة منها والحديثة علماً أنني قد ذكرت في الطبعة الأولى من كتابي ( أصدق الدلائل في أنساب بني وائل ) أن عنزة هي بكر وتغلب قبل أن اتعمق بعلم الأنساب ثم أتضح لي أن بكر وتغلب قبائل أبناء عمومة لعنزة بعد ان أطلعت على الحقائق ذكرت القول الصحيح وتراجعت عن القول السابق ونوهت عن بطلان هذا القول وهذه مصادر تاريخ قبيلة عنزة تؤكد النسب الصحيح لهذه القبيلة للأمانة التاريخية نلخص بعض ما ورد بكتب التأريخ والأنساب عن قبيلة عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان بحيث لا يجوز العبث بنسب وحسب وتاريخ هذه القبيلة العريقة وإلحاقها بغير نسبها الصحيح كا لا يجوز الأخذ بالاجتهادات والأراء الخاطئة والمصادر هي القول الفصل في صحة نسب هذه القبيلة إلى عنزة بن أسد ابن ربيعة وهذه المصادر مرتبه حسب تقادم السنين وهي توضح مكانة قبيلة عنزة من قبائل ربيعة :
1- من فضائل قبيلة عنزة
في الحديث النبوي الشريف لقبيلة عنزة بن أسد بن ربيعة المعروفة فضائل كثيرة وصفات تدل على القوة والمنعة ومكارم الأخلاق قديماً وحديثاً وقبيلة عنزة من قبائل ربيعة الصرحاء وكان منها مشاهير من صحابة أجلاء وتابعين ورواة حديث وأعلام في الجاهلية والإسلام وهي القبيلة المعنية بهذا الحديث الشريف
عن الغضبان بن حنظلة أن أباه حنظلة بن نعيم رضي الله عنه وفد إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكان عمر إذا مر به إنسان من الوفد سأله ممن هو حتى مر به أبي فسأله ممن أنت ؟ فقال من ( عنزة ) فقال عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( نعم الحي عنزة مبغي عليهم منصورون ) أخرجه الأمام احمد في مسنده ( الفتح الرباني 23/ 233) وقال المحدث أحمد شاكر : أسناده صحيح (1/ 143)0 وذكر الحديث ابن حجر في ( الإصابة ) 1289 في ترجمة حنظلة بن نعيم العنزي رضي الله عنه ونقله الدولابي في ( الكنى ) وعن سلمة بن سعد أنه وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وجماعة من أهل بيته وولده فاستأذنوا عليه فدخلوا فقال ( من هؤلاء القوم ؟ ) قيل له هذا وفد عنزة فقال ( بخ بخ بخ نعم الحي عنزة مبغي عليهم منصورون) سل يا سلمة حاجتك فقال جئت أسألك عما أفترضت علي في الأبل والغنم والعنز فأخبره ثم جلس عنده قريباً ثم أستأذنه في الأنصراف فقال أنصرف فما غدا أن قام قال : ( اللهم ارزق عنزة كفافاً قوت لا اسرافاً ) أخرجه الطبراني في الكبير (64 / 63) وأخرجه البزار في الزوائد(268) وذكره الهيثمي في المجمع إلا أنه قال : ( اللهم أرزق عنزة كفافاً لا فوتا ولا أسرافاً ) وقال الهيثمي رواه الطبراني والبزار باختصار عنه وفيه من لم أعرفهم وذكر الحديث ابن عبد البر في الأستيعاب في ترجمة سلمة ( 1035 ) وكذلك عزاه إلى الهندي في كنز العمال للطبراني وابن قانع في معجمه (12/ 65 ) وذكر الهيثمي حديث حنظلة بن نعيم وقال إن عمر ابن عاصم جاءه فقال يا أبا رباح ما الذي ذكر لك أمير المؤمنين عمر حين قدمت عليه في قومك قال : مررت عليه فقال من انت وممن انت ؟ فقلت يا أمير المؤمنين انا حنظلة بن نعيم العنزي فقال : ( عنزة ) قلت : نعم فقال: أما وأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر قومك ذات يوم فقال : أصحابه يارسول الله من هم ( عنزة ؟ ) فأشار بيده نحو المشرق وقال: ( حي من ههنا مبغي عليهم منصورون ) قال أبو يعلى في الكبير والبزار بنحوه باختصار عنه والطبراني في الأوسط وأحمد إلا أنه قال عن الغضبان بن حنظلة أن أباه وفد على عمر ولم يذكر حنظلة قال الهيثمي وإسناد أبي يعلى رجاله ثقات (10/ 51) وذكرهذا الحديث أبو العباس أحمد بن محمد بن حجر المكي الهيتمي في كتابه مبلغ الأرب في فخر العرب كما ذكره الحافظ زين الدين أبي الفضل عبدالرحيم بن الحسين العراقي في كتابه ( محجة القرب إلى محبة العرب) وأورده الحافظ بن كثير في قصص الأنبياء عند ترجمة النبي شعيب عليه السلام وقال الهندي في كنز العمال ( 12/ 16 ) من حديث أبي عمران محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن عن أبيه عن جده أ هـ
2- مسمى قبيلة عنزة في كتب اللغة
قال عالم اللغة جمال الدين أبو الفضل محمد بن مكرم بن علي بن منظور الأنصاري المتوفي سنة 711هـ في كتابه لسان العرب : عنزة أبو حي من ربيعة وهو عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار وقبيلة عنزة نسبة إلى عمرو وهو عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان
وقال : العالم العلامة أحمد بن محمد بن علي المقري الفيومي المتوفي سنة 770هـ في كتابه المصباح المنير ( العنزة عصا أقصر من الرمح ولها زج من أسفلها وعنزة أبو حي من ربيعة 0
وقال الطاهر أحمد الزواوي في القاموس المحيط [ العنزة وهي رمح بين العصا والرمح فيه زج وعنزة بن أسد بن ربيعة أبو حي ]
وذكر محمد فريد وجدي في المجلد السادس من كتاب دائرة معارف القرن العشرين ( عنزة أبو حي من العرب )
3- ( كل قوم ولا عنزة )
3- المثل السائر الذي يدل على القوة والكثرة
قصة المثل السائر ( كل قوم ولا عنزة ) قاله : أحد أمراء مكة المكرمة من الأشراف عندما أمتحن قوة القبائل في عصره فوجد قبيلة عنزة من أقوى القبائل فقال كلمته التي ذهبت مثلاً وقد أوردت هذا المثل في الطبعة الأولى ونسبته لكسرى ملك الفرس ثم أتضح أن الذي قاله أحد أمراء مكة وليس كسرى لذا لزم التنويه
4- صفة قبيلة عنزة في تصنيف القبائل
قال راشد الخلاوي عندما أطلق على كل قبيلة عبارة موجزة في تصنيفه لقبائل نجد والحجاز فقال عن قبيلة عنزة ( طعنهم كز ولبسهم قـز )