الأخ أبو زياد :
الرد الذي نشرته ليس قساوة بل أنه توضيح وعندما قلت من المؤسف فأن سبب ذلك أنني قد لاحظت أن الكثير يسأل عن موضوع ثم ينقل شخص ما الإجابة من كتابنا فيرد عليه دون أن يذكر المصدر وتنسب الإجابة له ومثل هذا حصل كثيراً من بعض الأخوة وهذا الأسلوب يمثّل الجحود والتنكّر لصاحب السبق في أيراد المعلومة وهذا ما دعاني إلى التوضيح وليس القساوة وكذلك أن لا يجد من يجيبه
أما المثل السائر ( كل قوم ولا عنزة ) يقال أن أحد أمراء الأشراف حكّام مكة سابقاً أنتهج سياسة أختبار ولاء القبائل له فجمع رؤساء القبائل في عصره وقال أنني قررت أن أرفق مع كل شيخ مولى من موالينا ومعه راحلة فيبقى في خدمة شيخ القبيلة لمدّة سنة ثم أرسل مولى آخر يحمل ( الصرّة ) وهي المخصص للشيخ من الخراج وييستبدل المولى الأول بالثاني فرحبوا مشائخ القبائل بهذه البادرة من الشريف وكان هدف الشريف من بقاء المولى في العشيرة هو لأعطاء الشريف تقرير عن قوتهم وأخلاصهم وكانت عنزة آنذاك من أقوى القبائل التابعة لولاية الأشراف وفي أحد السنين أجدبت الديار وغليت الأسعار ففرض الشريف على القبائل جباية باهضة لا تحتمل وتضجرت القبائل وقررت العصيان والتمرّد وعدم الخضوع مهما كلّف الثمن فتوافدوا موالي الشريف يخبرون بحقيقة الأمر وكل ما جاء مولى من قبيلة أخبره أنها ثائرة فيردد كلمة ( هيّن القبيلة الفلانية ) حتى جاء المولى الذي كان مع قبيلة عنزة فأخبر الشريف أنهم في غضب شديد ومستعدين للمنازلة فقال الكلمة التي ذهبت مثلاً ( كل قوم ولا عنزة ) يقصد أن هذه القبيلة قوية ويصعب مواجهتها وهذه قصة المثل الذي تسأل عنه
وبما أنني قد بذلت أقصى جهدي بجمع الروايات وتطبيقها في بداية بحثي حتى رجح عندي صحة الرواية لذلك أوردتها ضمن كتابي وأني أستغرب أن هذا الكتاب قمت بجمعه وأصدارة من أجل عنزة ومع ذلك يجهلون فحواه
وأني أسأل أخي أبو زياد هل التوضيح لهذا المثل يعتبر قساوة ؟ وعندما يسأل سائل عن هذا المثل لماذا لم يجد من يجيبه وأخيراً شكراً لك