عرض مشاركة واحدة
قديم 09-20-2013, 05:09 PM   #2
مؤرخ قبائل السلقا
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 1,145
افتراضي

خامساً: رحلة إدوارد نولده (عام: 1310هـ/ 1893م)
صاحب الرحلة: هو: ألماني من ساحل البلطيق ولد عام (1266هـ/ 1849م) في مقاطعة (لاتفيا) وكانت وقتها تحت النفوذ القيصري الروسي، خدم في السلك العسكري (نظامياً ثم مرتزقاً) ودخل عالم الرحلات عام (1306هـ/ 1888م) ويعد نولده من أوائل الرحالة الدبلوماسيين بعد انقراض عهد الرحالة التقلديين (الجغرافيين) وقد توفي في لندن منتحراً عام (1313هـ/ 1895م)
هدف الرحلة:
رغم أن نولده لم يلجأ إلى تغيير اسمه أو انتحال هوية غير هويته إلا أنه لم يفصح في كتاب رحلته عن مهمته التي جاء من أجلها، ولكن البعض يرى أنه قدم إلى المنطقة كمبعوث سريّ باسم قيصر روسيا إلى الأمير (محمد بن عبدالله آل رشيد) أمير حائل عام (1310هـ/ 1893م) وذلك لحساب الاستخبارات الروسية من أجل التفاوض مع ابن رشيد، لتأمين مرفأ للبواخر الروسية على الخليج العربي .
خط سير رحلته:
وصل نولده إلى حائل في (22 رجب 1310هـ/ 9 فبراير 1893م) واستقبله (حمود بن رشيد) حيث كان الأمير غائباً في مخيم قريب من شقراء وفي طريق نولده لمقابلته - جنوباً - دخل عنيزة في (1 شعبان/ 17 فبراير) وتجول فيها ثم اتجه إلى شقراء ومنها إلى مخيم ابن رشيد في (برود السر) حيث وافاه هناك في (7 شعبان/ 23 فبراير) وأقام في حتى (18 رمضان/ 5 مارس) حيث غادر إلى العراق تحت حماية الأمير ابن رشيد وبحراسة مشددة من رجاله, وفي رحلته تلك تميزت المعلومات التي قدمها نولده للمناطق التي زارها عن أوضاعها السياسية بالدقة والوضوح وقد طبعت رحلته تلك في كتاب بعنوان: Reise NachInnerarbien, Kurdistan Und Aremenien 1892) (رحلة في وسط الجزيرة العربية وكردستان وأرمينيا عام 1892)
نص وصف نولده لعنيزة:
"أربع مسيرات متتالية أوصلتني إلى مشارف مدينة عنيزة، أكثر المدن سكاناً في الجزيرة العربية التي رغم أنني كنت منهكاً فقد أردت زيارتها,حسب تقديرات العرب فإن الجوف وسكاكا والرس وحائل والرياض وبريدة وشقراء والهفوف يقطن كلاً منها ما بين (8000 - 12000) نسمة، أما عنيزة والحوطة من ناحية أخرى فلابد أن بها ثلاثة أضعاف هذا العدد من السكان إذ بكل منهما حوالي (35000)) نسمة, يحيط بعنيزة سوران سور داخلي يحيط بالمدينة نفسها وسور خارجي وبينهما يوجد حزام من المزارع والبساتين بعرض اثنين إلى ثلاثة كيلومترات كلا الجدارين بهما أبراج والسور نفسه مكون من بناء لجدار مزدوج من الطين بين كل جانب من جوانبه والآخر فراغ باتساع (10 - 12 متراً) وهو حاجز معقول ضد أي قصف للمدفعية,بعد جولة حول المسجدين الرئيسين فيها حضرت الاستقبال في مبنى الحكومة لقد قام الشيخ (فيصل) وهو من عائلة البسام ويعمل رئيساً للمدينة وممثلاً لابن رشيد بتولي كافة الإجراءات وأخذني في زيارة لبعض الأجزاء الهامة في المدينة بما في ذلك السوق المكتظ بالبضائع"ويقول في موطن آخر: "تدخل ابن رشيد ثلاث مرات في شؤون الرياض، وكانت له حملات لا تحصى عدداً ضد قوى نجد الأخرى، وقد كان الحظ معه دائماً في عملياتهم ضدهم إلا في حالة مدينة عنيزة التي رغم عمليات محاصرتها ومقاطعتها كانت هي سوء الطالع الوحيد في كل عملياته"
ملاحظات على زيارة نولدة لعنيزة:
1- "كانت زيارة نولده للمدينة قصيرة جداً ولعدة ساعات فقط وكان دخوله لها في (1 شعبان 1310هـ الموافق 17 فبراير 1893م) واتخذت طابعاً رسمياً حيث لقي فيها الترحيب والاستقبال الحار من قبل الأمير والأعيان، وكان الأمير وقتها من آل يحيى الذين نصبهم ابن رشيد في عنيزة بعد معركة المليداء (جمادى الآخرة 1308هـ)2- "تمكن نولده من زيارة المسجدين الرئيسيين في عنيزة ورغم أنه لم يعينهما إلا أن الجامع الكبير بالتأكيد كان أحدهما وربما يكون الآخر مسجد أم حمار أو غيره3- "عدّ نولدة عنيزة من أكبر المدن في الجزيرة العربية سكناً وسكاناً وحدد عدد سكانها بـ(35000) إنسان، وهذا رقم مبالغ فيه إذ من المتوقع أن عدد السكان آنذاك ربما لا يتجاوز ثلث هذا الرقم4- "قدم نولدة وصفاً وافياً لأسوار عنيزة فذكر أن لها سورين (وهما اثنان من ثلاثة أسوار لفت المدينة عبر تاريخها الطويل) وهو هنا يتحدث عن الثاني الذي بني قبل عام (1182هـ) والثالث الذي بني بعد عام (1285هـ) واتسعت دائرته نظراً لتوسع المدينة في عهد الأمير (زامل بن عبالله السليم) (ت: 1308هـ/ 1890م) وأشار نولده إلى مقدر المسافة الفاصلة بني السورين وهي (من 2 إلى 3 كيلومتر) مغطاة بالمزارع، أما عن تقديره لعرض السور فهو تقدير مبالغ فيه ربما أن الأمر ربما يتعلق بخطأ في الترجمة أو خطأ في المعلومة الأصلية أو خطأ طباعي إذ لا يعقل أن يصل عرض السور (من 10 إلى 12 متراً) ولكنا إذا حوّلنا كلمة (متر) إلى (شبر) يكون الأمر منطقياً ومقبولاً أو ربما يكون التقدير هنا لارتفاع السور وليس لعرضه وقد يكون المقصود بهذا التقدير هو عرض مقصورة البوابة الرئيسية5-" كما أشاد نولدة بالقوة العسكرية لعنيزة الأمر الذي لاحظه من استعصاء المدينة المتكررة أمام غزوات ابن رشيد في الأحداث التي سبقت مجيء هذا الرحّالة إلى الجزيرة العربية6- زار نولدة عنيزة عام (1310هـ/ 1892م) أي بعد هزيمة أهلها في المليداء بعامين وكان النفوذ وقتها لابن رشيد على نجد كلها كنتيجة مباشرة لتلك المعركة الحاسمة، ونلمح من كلامه عن أعيان المدينة أن هناك قطبين رئيسيين فيها الأول يمثله الأمير (من آل يحيى) والقطب الثاني يمثله (عائلة البسام) ذات النفوذ المالي والاجتماعي والسياسي في المدينة والذين كانوا حلفاء أساسيين في المنطقة لابن رشيد وكان هذا المركز والنفوذ الذي وصل إليه آل البسام قد دفع نولدة - خطأ - إلى الظن بأنهم هم أمراء عنيزة من قبل ابن رشيد، بينما هم في الحقيقة لم يكونوا سوى ممثلين تجاريين (فوق العادة) لمصالح ابن رشيد في القصيم.... بقي ملاحظة أخيرة على شخصية (فيصل البسام) الذي ذكره نولدة ووصفه بأنه رئيس المدينة وممثلاً لابن رشيد، والذي كان مرافقاً رسمياً له - فيما يبدو- أثناء تجوله بالمدينة والمتتبع للمصادر الأصلية التي تناولت تلك الفترة لا يجد أثراً لهذه الشخصية التي يفترض لها أن تكون هامة؟ ولعل الخطأ جاء من الترجمة عن الأصل أو أن نولدة نفسه أخطأ في ذكر الاسم الحقيقي لمن كان مرافقاً له.
سادساً: رحلة الكابتن شكسبير (عام: 1332هـ/ 1914م)
صاحب الرحلة:من هو شكسبير؟ هو وليم هنري شكسبير عسكري ودبلوماسي بريطاني ينحدر من سلالة الأديب الإنجليزي الشهير (وليم سكسبير) ولد الكابتن شكسبير في الهند عام (1295هـ/ 1878م) وانخرط في السلك العسكري هناك ثم انضم للعمل بالدائرة السياسية البريطانية بالهند وفي عام (1326هـ/ 1908م) عين قنصلاً مساعداً للمقيم السياسي البريطاني في الخليج العربي وفي عام (1327هـ/ 1909م) عين وكيلاً سياسياً في الكويت حتى عام (1333هـ/ 1914م) وبصفته تلك اتصل بالملك عبدالعزيز آل سعود لأول مرة عام (1328هـ/ 1910م) وعندما نشبت الحرب العالمية الأولى كان خارج الخدمة فاستدعى لمهمة خاصة للاتصال بالملك عبدالعزيز للمرة الثانية وفي عام (1333هـ/ يناير 1915م كان حتفه برصاص معركة جراب التي حضرها وهو يلتقط لها صوراً بكاميرته من ربوة تشرف على ميدان القتال .
هدف رحلات شكسبير:
يعد الكابتن شكسبير أول سياسي إنجليزي يتصل بالملك عبدالعزيز بصفة رسمية (قبل وأثناء) الحرب العالمية الأولى ومن خلال تلك الاتصالات نشأت علاقة خاصة بين الرجلين على هامش الاتصالات الرسمية، ومن هنا جاءت رحلات شكسبير ذات الطابع الدبلوماسي الجاد حيث كانت رحلته الأولى عام (1332هـ/ 1914م) قبيل الحرب العالمية الأولى وهي التي زار فيها (عنيزة) وجاءت كتلبية لدعوة من الملك عبدالعزيز والثانية في عام (1333هـ/ 1915م) في ظروف الحرب العالمية الأولى وهدفها ضمان تحالف الملك عبدالعزيز مع بريطانيا أو على الأقل تحييد موقفه ولهذا الهدف حضر شكسبير (معركة جراب) بينه وبين ابن رشيد التي لقي فيها حتفه كما أسلفنا (1333هـ/ يناير 1915م) يقول لويل توماس نقلاً عن فلبي: "إن مهمة شكسبير كانت استمالة عبدالعزيز وابن رشيد معاً إلى الوقوف في وجه الترك"
خط سير رحلة شكسبير (الأولى)
انطلق من الكويت في (يناير 1914م) على رأس قافلة جمال وعدة رجال بلغ عددهم سبعة رجال وخادمين ويرافقه الدليل (عبدالعزيز بن حسن)، وكانوا مجهزين ببنادق، وكان شكسبير يحمل كاميرا ونسخة من كتاب الرحالة (بلجريف) وكان خط سير الرحلة كالآتي : الكويت ثم حفر الباطن ثم صحراء الدهناء ثم الزلفي ثم الرياض ومنها خرج برفقة الجيش السعودي بقيادة الملك عبدالعزيز المتجه لحرب ابن رشيد في جراب، وبعد يومين من مسيرة الجيش السعودي انفصل عنه شكسبير وتوجه إلى بريدة وعندما قطع عليه الطريق غير اتجاه إلى عنيزة ثم ذهب إلى بريدة ثم الجوف متجنباً دخول حائل .
شكسبير في عنيزة:
دخل شكسبير عنيزة في (26 مارس 1914م) وأقام فيها يومين متتالين، وكان سبب توجهه إليها عن غير قصد منه حيث كان متوجهاً إلى بريدة وعندما قطع عليه الطريق (كما أسلفنا) احتمى بدخوله عنيزة مضطراً وقد أعجب بنشاطها التجاري وقضى معظم أوقاته بصحبة (صالح الزامل) وتجول في الأسواق وتحدث مع تجار المدينة وقد ترك هذا انطباعاً حسناً في نفسه حيث قال عنها: "إنها أعادت إليَّ جو الحواضر الضخمة بكثرة رجال الأعمال فيها وتقدم مستوى المعيشة"
سابعاً: رحلة عبدالله فلبي (1336هـ/ 1918م)
هو (سانت جون فلبي) ولد في سيلان عام (1302هـ/ 1885م) وانتقل مع والدته إلى لندن عام (1308هـ/ 1891م) وفيها أتم دراسته الثانوية بتفوق وتابع دراسته الجامعية في (جامعة كمبردج) وتخرج منها عام (1907م) حيث التحق بخدمة حكومة الهند البريطانية وهناك وسع ثقافته ولغاته وتزوج وتعلم العربية في الهند ومن هناك دخل في سلك العمل الاستعماري في البلاد العربية في البصرة عام (1915م) إبان الحرب العالمية الأولى واتصل بالملك عبدالعزيز منذ رحلته الأولى للجزيرة العربيةعام (1336هـ/ 1917م) حيث زار عنيزة في تلك الرحلة وفي عام (1925م) استقال من العمل الحكومي البريطاني والتحق بخدمة الملك عبدالعزيز (بصفة شخصية)، وفي عام (1930م) أعلن إسلامه وسماه الملك عبدالعزيز باسم (عبدالله) ونال الجنسية السعودية واستوطن جدة حيث أسس فيها شركة سيارات وفي عام (1955م) توترت العلاقة بينه وبين الملك سعود بسبب انتقاداته اللاذعة لسياسة الحكومة السعودية بعد وفاة المؤسس (الملك عبدالعزيز) في كتاب أصدره في لندن ونشره باللغة الإنجليزية وكانت وفاته في بيروت (زائراً) في (30 سبتمبر 1960م)
أهداف فلبي من رحلته:
لاشك أن فلبي في زياراته الأولى للجزيرة العربية كان يعمل لصالح الدوائر الرسمية البريطانية، ويرفع تقاريره إليها عن الحالة السياسية وغيرها من الجوانب وقد جاء فلبي إلى الرياض ممثلاً لدولة عظمى كما وصف نفسه لمقابلة شيخ من شيوخ الصحراء (يعني الملك عبدالعزيز) وليمنعه من إفساد مشاريع بريطانيا الحربية ويرى البعض أن مهمته تنطوي على تكليفه من قبل السلطات البريطانية للتوسط في الخلاف بين الملك عبدالعزيز والشريف حسين بن علي شريف مكة .
ملخص رحلته الأولى إلى الجزيرة العربية:
قدم فلبي من بغداد إلى البحرين (بحراً)، ثم منها إلى ميناء العقير في (30 محرم 1336هـ) الموافق (15 نوفمبر 1917م) ثم الهفوف، ثم الرياض في (15 صفر 1336هـ) حيث قابل الملك عبدالعزيز، ثم توجه إلى الطائف في (24 صفر 1336هـ) ثم إلى جدة حيث قابل الشريف الحسين بن علي ومن هناك رفض الشريف عودته إلى الرياض براً، فاضطر إلى أن يسلك طريقاً بحرياً (طويلاً) فركب البحر من جدة إلى القاهرة ثم بلاد الشام ثم عاد إلى السويس ثم الهند، ثم البصرة ومن هناك توجه إلى حفر الباطن فالأحساء (حيث كان الملك عبدالعزيز هناك يستعد لمهاجمة ابن رشيد بشراء المؤن والأسلحة) ومنها إلى الرياض حيث زار المناطق الجنوبية منها بعد موافقة الملك عبدالعزيز، ثم عاد إلى الرياض حيث صحب الجيش السعودي الزاحف لغزو ابن رشيد الذي سلك طريق الوشم فالمذنب ثم عنيزة فبريدة حيث وصلها ذلك الجيش في (18 ذي القعدة 1336هـ) الموافق (25 أغسطس 1918م) ولم يوافق الملك عبدالعزيز عل مصاحبة فلبي له في غزواته ضد ابن رشيد (لربما حتى لا تتكرر مأساة شكسبير) فاختار أن يقيم في عنيزة فأقام في الفترة من (3 ذي الحجة 1336هـ إلى 22 منه) الموافق (9 سبتمبر 1918م إلى 28 منه) أي قرابة (19) يوماً.
مشاهدات فلبي في عنيزة:
في الفترة التي قضاها فليبي في عنيزة حرص على جمع معلومات كثيرة عن المدينة وعادات أهلها وكانت ترافقه (كاميراته) التي التقط فيها الكثير من الصور للمزارع وغيرها, ومما لفت نظر فلبي في عنيزة مئذنة الجامع الكبير التي لا تزال قائمة، فقال في وصفها: إن ارتفاعها يبلغ 80 قدماً (24 متراً) وأنها من الطين وأنه طلب مقابلة من بناها وهو (إبراهيم بن صويلح) فسأله حين قابله قائلاً: كم كانت أجرتك حين بنيتها؟ فقال: "إنها تساوي (40 دولاً). وسأله هل تستطيع بناء أرفع منها؟ فقال ابن صويلح: نعم، فقال له كيف؟ قال: أوسع دائرة قاعدتها ثم ابني الارتفاع الذي أريد"وقدر فلبي عدد سكان عنيزة آنذاك بـ (15 ألف) إنسان, وعن التجارة والسلع ذكر: أن ثلث المعاملات الذهبية بالجنيه الإنجليزي والباقي بالليرة التركية, وقدر عدد الدكاكين في عنيزة بأنها لا تقل عن (1000) دكان, وعن السلع ذكر أن ملح العوشزية يباع منه في عموم القصيم وأنه نظيف إلى حدٍ ما، وذكر من السلع الهامة في سوق عنيزة الرز العراقي الذي يسمى (التمن) والذي لم يكن متواجداً بتلك الكثرة من قبل، وذكر من السلع (الكبريت الياباني) من ماركة الأسد,أما الصناعات فذكر فلبي عنها:"أن الصناعات الجلدية من الجلود المعالجة نشيطة ويصنع منها الكثير من المصنوعات الجلدية المتعددة الاستخدامات" وذكر أيضاً أنه شاهد انتشار الساعات في عنيزة وأنه يوجد أناس مخصوصين لإصلاح أعطالها, وعن النشاط الزراعي ذكر: أن التمر في عنيزة متوفر بكثرة وأنها تختص بـ (28 نوعاً) منه, وذكر أن الغزال موجود في عنيزة حيث كان يربي في بعض المنازل ولكنه قليل, أما عن العمران فبالإضافة إلى ما ذكره سابقاً عن الجامع الكبير فإن فلبي رصد بعض الملامح العمرانية للمدينة منها: أنه كان يقوم حصن قديم اسمه (حصن خورشيد) وهو من بقايا الحصون التي بناها خورشيد باشا حول المدينة,ويذكرأن ممرات المدينة وشوارعها في الأحياء القديمة متعرجة وأغلبها ضيقة’ فقد لاحظ فلبي أن هناك مقلب قمامة خارج البلدة كان مخصصاً لعظام الحيوانات وما شابهها .
اهتمام فلبي بتدوين وتوثيق تاريخ الجزيرة العربية:
يروي (عبدالله القيعان) الذي كان يعمل عند الأمير (خالد السديري) أمير العلا، أنه كان يرافق فلبي فيذهبان في الصباح ولا يعودان إلا في آخر الليل إلى المعسكر لأنه كان مكلف رسمياً من قبل الأمير بمرافقة فلبي على اعتبار أنه خبير بدروب المنطقة وجبالها، ويقول القيعان كان فلبي يحمل معه أوراقاً مكربنةً يعطيني إياها فأصعد إلى الأماكن العالية والتي فيها كتابات قديمة لأقوم بشفها وإحضارها إليه ثم يطويها ويحفظها، وقال إن فلبي كان يلبس العقال والكوت (الجاكيت) وإذا حل الليل لبس المشلح (الوبر) فيبدو كبدوي راعي غنم، وكان يجيد التحدث باللهجة البدوية وقال عنه: إنه ذات مرة صلى بي صلاة المغرب...

"للحديث بقية"
ابو مشاري الرفدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس