( تصحيح قصّة مغلوطة )

هاتفني عدد من الأخوة من قبيلتنا العزيزة يلفت نظري إلى قصّة أوردها غريّب بن فهيد بن ناحل الحربي في أحد القنوات وذكر أن أحد رجال شمّر ذبح الشيخ الدريعي بن مشهور الشعلان وعلّق رأسه على راحلته وجابه لأمه لأنه قتل أخوه وحيث انني أعرف القصة وقد سمعتها منذ الصغر يرددها الرواة بالمجالس وهي مغايرة لما أوردها غريّب والقتيل رجل من الدرعان من الدغمان يقال له الدريعي وليس الشيخ الدريعي بن مشهور الشعلان وقصّة الرجل الذي سمعتها من أكثر من راوي هي كما يلي :

( القصّة الحقيقية )

غزو نفر من قبيلة شمّر على قبيلة الرولة من عنزة فوقع رجل من شمّر أسير عند الدريعي الدغماني الرويلي وربطه وطلب منه فداء وكان الشمري له أخ شجاع أسمه سعيّد فأرسل الأسير لأخيه يطلب منه أن يرسل ما طلبه الرويلي ولكن أخيه تباطأ وعندما طالت المدة تملل الرويلي من الأسير وبدأ يلح عليه بأن يرسل لأخيه بأحضار المطلوب وألا سوف يذبحه فبدأ الشمري يتحدّى بقوله سوف يأتي أخي ويقتلك ويخلصني منك وبعد مضي سنة كاملة لم يحضر أخو الأسير وهو لا يزال يتحدى غضب الدريعي وقتل الأسير وبلغ الخبر أخيه سعيّد وكان سعيّد شجاع فاتك فتسلل ودخل في نزل الرولة وسطأ على الدريعي وهو يسقي أبله الصبح وتعقبه من الخلف وضربه فخر صريعاً وهرب الشمري لبيت الهقشا وهم حمولة من العيد من الجميل من الدغمان من الرولة وتبعوه عدد من الرجال ليقتلوه ولكنه دخل بيت الهقشا وكان في البيت زوجة أحد الهقشا وأخته ولم يكن حاضر أحد من الرجال فارادوا دخول البيت وقتل الرجل فقالت الزوجة أقتلوه وقالت أخت أبن هقشا أياكم ودخول البيت فأنكم تعرفون أخوتي والرجل دخل وعادوا دون أن يقتربون من البيت وكانوا الهقشا أخوين يوردون أبلهم وعندما شاهدوا الضول بالقرب من بيتهم أسرعوا في الرجوع لبيتهم وعندما عرفوا حقيقة الأمر طمأنوا الدخيل وأكرموه وفي الصباح الباكر أحضر أبن هقشا راحله عليها الزاد والماء وشد هو راحلة وقال للشمري سأرافقك حتى تبلغ مأمنك فأقسم الشمري أنه ما يغادر البيت حتى يطلّق أبن هقشا زوجته التي سمحت بدخول البيت فقال هذه الزوجة أخذتها على عشقه ولا حصلت عليها ألا بعد زورات فأصر الشمري على أبن هقشا أن يطلّق زوجته فطلقّها وذهب مع الشمري وعندما أوصله لمأمنه وأراد أن يودعه أقسم الشمري عليه أنه لابد أن يوصله لأهله فذهب أبن هقشا مع الشمري وعندما وصل إلى بيت الشمري عمل له وليمة جمع أعيان قبيلته وزوجه أخته وعاد أبن هقشا وهنا أنتهت القصة


والملاحظة التي أريد أن أنوه عنها هي أن القتيل رجل من الدرعان وليس الدريعي المشهور ولم يعلّق راسه كما روى أبن ناحل القصّة ورغم أنني أعرف القصة تمام المعرفة وأعرف أن القتيل ليس الدريعي المشهور الشعلان فقد أتصلت بالدكتور الشيخ فرحان بن الأسمر المشهور الشعلان وهو من سلالة الدريعي فسألته وأفاد أن جدّه الدريعي توفي كبر ولم يقتل لذلك نسوق هذه القصة للأخ غريّب بن فهيد بن ناحل الحربي لكي يستدرك على هذه القصّة حتى لا تنقل عنه وهي مغلوطة

والدريعي من الدرعان اسم يشمل عدد من الأفخاذ وهناك قصّة عندما توافق الدريعي من الدرعان ورجل يطلبه ثأر عند أبن صغيّر أمير الخبرا بالقصيم وعرفه غريمه وهو لم يعرفه ولما نام المعزّب سطى غريم الدريعي عليه وقتله فقال أحد رجال الدرعان يلوم على أبن صغّير من قصيدة منها قوله :

يا أبـن صغيّـر ضيفكم راح غـيـلـه *** يذبح وهـو من زادكم بـات شبعـان
لـك عنـدنـا يا أبـن صغـيّـر دبـيلـه *** دبـيـلـة يشـبع بهـا الـذيـب سرحـان
فقال أبن صغيّر مجاوباً الدريعي :
مـا عـنـدنـا لـك يالـدريعي غـلـيـلـه *** أيـضـاً ولا اهـلـنـا لأهـلـكـم بـعـدوان
ضيـفٍ ذبـح ضيـفٍ وربـه كـفيـلـه *** ولا قبلنا من يضمن الضيف من كان

المشكله يا ابو مشعل
ان يوجد اشخاص وخاصة في خضم معمعة الفضائيات همهم ان يظهر على الشاشه . في بعض الفضائيات التجاريه المفلسه . ويستضيفون بعض الافراد مجرد سد فراغ وقت وللدعايه لهذه الفضائيه او تلك . وبعض سولف المتحدثين مجرد انه يقوم يعجن في قصص ونوادر سامعها ولا هو متوكد من صحتها ومن مصدرها ولايراعي اداب الكلمه على شاشه يراها البعيد والقريب . واشياء نراها مضحكه وحتى المحاور بعضهم لاينسق مع الضيف وهو مايعرف حتى طريقة القاء الاسئله واخر الوقت السموح به تنهي حلقة اللقاء لا احد يستفيد منها اي معلومه --- وهناك كتاب قصص همهم عدد صفحات كتبهم دون التاكد من صحة القصه ودون تكليف نفسه بسوال اصحاب الشان الطرف المقابل .

وبخصوص ماتفضلت اخي ابو مشعل مشكور عليه بخصوص الايضاح والتعقيب على مانشر وماقيل حول الدريعي بن شعلان الله يعطيك العمر المديد والصحه لانك انت التي تذود عن قبيلتك بكل جراءة ووضوح وصدق
ولك ميـــــــــزه . با ادب الرد والمحافظه على شعور الاخرين .

ونحن نشاهد جهل من يستضافون على هذه المحطات من اثارة قصص تثير وتلمس شعور الاخرين وهو يحسب انه يحسن صنعا .
وهو لايعلم انه لايعلم عن شى من الصح والخطا

نشكرك يا ابو مشعل على الايضاح وتفنيد هذه القصه وتصحيحها الله يحفظك من مكروه

وقد ينبت المــرعـــى عــلـــى دمــن الــثرى

وتبقى حزازات النــفوس كــما هـــيا !!

اذا عرف السبب انتهى وبطل العجب !! بس فيه ملاحظة ليش ماذكرتوا اسم القناة اللي عرضت هذا اللقاء سبحان الله ... جميعكم يتذكر عدم عرض مسلسل سعدون العواجي والسبب انه يثير النعرات ومن ثم يؤتي بالمتكلم ويعرض ولا احد يعترض يجب وقف هذه القناة التي سمحت لهؤلاء الرواة بالتطاول على الرجال الذين لهم دور فعّال ...

لاهنت يا ابو مشعل على هذا التصدي والذب عن تاريخ هذه القبيله فجزاك الله عنا الف خير واطال الله بعمرك

بيض الله وجهك يا أبا مشعل ،،،

فقد ذكرتَ ما تُسدُّ به ثغور أناس تكلموا بالأباطيل فرحون بها متفاخرون ..بل يهرفون بما لا يعرفون ،، و لكنهم لن يغيروا من الحقائق شيئا ،،

فلله درك يا صاحب النفس العظيمة ،،، يا من عرفت بقول الحق ،،، فأجمل بمن قال : ( أن الرجال يعرفون بالحق ، و لا يعرف الحق بالرجال )،،،

وصدق من قال :
ليس يخلو المرء من ضد ولو *** حاول العزلة في رأس جبـل
إن نصف الناس أعداء لمـن *** ولي الأحكام هـذا إن عـدل

حفظك الله ذخرا للحق والقبيلة وفخرا بها ولها وصخرا أصم في وجه كل من اعتدى عليها ،،،

فهنيئا لك جمعك بين جودة الصياغة الفنية للرد ،، ومفهوم الالتزام في الأدب ،، وهو أمر لا يقدر عليه سوى كبار المثقفين والشعراء ،، وهم قلة بلا شك وأنت يا أبا مشعل أحدهم ،،،

تقديري للجميـــــــــع ،،،

مع الشكر الجزيل للأخوة الذين تفاعلوا مع هذا التوضيح فقد كتبت القصة من الذاكرة لأنني أتذكرّها منذ الصغر

( وللقصة بقية )

حسب ما حفظت من هذه القصة من الذاكرة هناك جانب أهملته لأنه شأن داخلي ولكن الأمانة التاريخية تحتم على الراوي ذكر القصة كاملة والذي تجاوزت متعمداً من القصة ما يلي :

عندما هجم الشمري على الدريعي وهو بوسط أبله جفل حاشي من الأبل وتعرّض لكسر ومعروف أن كسر البعير ما يجبر حسب ثقل جسمه فذبحوا البعير وكان للهقشا حصّة من الجزور اليد وعندما شرعوا في سلخ الحاشي قالوا الهقشا للشمري الدخيل أذهب للرجال الذين يجزرون الحاشي وجب حصتنا منه وكان قصدهم مبالغة في الحماية وتحدي لأنهم غضبوا بسبب اقتراب الذين يطردون الشمري من بيت الهقشا فقال الشمري لا أستطيع أصل إليهم خشية أن يقتلوني فأصروا الهقشا عليه وأعطوه عاروك وهي عبارة عن مزودة أصغر من العدل لكي يضع اللحم عليها وفعلاً ذهب الشمري وعندما شاهدوه الدرعان عرفوا ما أرادوه الهقشا فقطع أحدهم يد الحاشي وعارض الشمري قبل الوصول إليهم وأعطاه أياه

أما المثل الدارج الذي نسمعه كثيراً وهو :

( هل أنت قاطع رأس الدريعي ) أو هل أنت جايب رأس الدريعي )

هذا المثل يقال أن راوي القصّة بالقناة أضافها للقصة وذكر أن أم الشمري هزبته بقولها ( هل أنت جايب رأس الدريعي ) الحقيقة أن هذا المثل ليس له علاقة بالقصة المنشورة أعلاه ومنذ أن فهمت وأدركت وعرفت وأنا أسمع هذا المثل وهو يعني الدريعي بن مشهور الشعلان ويضرب كمثل لصعوبة الوصول إلى رأس الدريعي لأنه بطل شجاع لا يطاق ويقال هذا المثل عندما يمدح رجل بالشجاعة ويرد على المادح رجل آخر للتقليل من شأنه فيقول ( ماذا عمل فلان هل قطع رأس الدريعي ) كما أنه يقال للمتكبر الذي ليس له فعل حيث يقال ( فلان متكبّر كأنه جايب رأس الدريعي ) وهكذا المثل ليس له علاقة بالقصة وإنما هو تعظيم للدريعي والدريعي هو الذي اعتزت به حصّة بنت أبن هذال عندما طعنها أحد الفرسان فصاحت وقالت كلمتها المشهورة ( الدريعي يا رجالي ) وعندما بلغ الدريعي الخبر أمر بذبح سلائل الخيل لكي تحيل وتستعد للطراد وتظامنت جميع قبائل الرولة مع دعوة الدريعي وبدأ كل منهم يقيف عند الفرس حتى تلد فيضرب المهر بالسيف ويقول ( لعيون حصّة ما تمصّه ) أي ما ترضع أمك أيها المهر وللدريعي قصص بطولات مشهورة

وأني آمل ممن يعرف جوال الراوي غريّب بن فهيد بن ناحل الحربي بصفة أنه روى القصة في قناه مرئية ومسموعة فأن القصة أصبحت في عهدته وكونه من حمايل حرب الذين يعتمد عليهم ويؤخذ كلامهم فأننا نطالبة بأسم كل عنزي أن يعيد تسجيل القصّة في نفس القناة وأن ينوّه ويصحح القصّة ويعتذر لذرية الشيخ الدريعي حسب العرف القبلي وتقاليد العرب