بارك الله بك يا أخ خيال الرحا وعوداً حميداً ونحمد الله على السلامه وما ذكرت من نساء عنزة التي ورد لهن ذكر في كتب التاريخ والنسب وتشخيص الأسم الصريح له دلائل صريحة يعتمدها الباحث المتجّرد المتعمّق بالتاريخ وهذه الدلائل هي توضح لمن خلط نسب عنزة مع غيرها أن التاريخ لم يهمل هذه القبيلة بل وضّح أنها عنزة بالنسب الصريح وهذا يقضي على رأي من يرى أن عنزة انقرضت أو أن اسمها نتج بسبب تعنّز أبنة النعمان أو أنها انتسبت لبكر أو أنها هي بكر وتغلب أو أن بعضها من بني شيبان وبعضها من عبدالقيس كما حصل من التخبّط فأن من ينسب هذه النساء من أعلام عنزة وكذلك الكثير من أعلام الرجال فهو نسبهم عنزة ولم ينسبهم لغير نسبهم وكل فاهم ومدرك يتساءل كيف حصل هذا الخلط في هذا العصر ؟

ثم أن قبيلة عنزة تمثّل فرع رئيسي من ربيعة وهي تعادل قيس عيلان من قبائل مضر وقيس عيلان تفرّق منه عشرات القبائل وكذلك قبيلة عنزة فقد تفرّق منها عشرات القبائل وتوزعت في أقطار العالم العربي ومن بقي منها واحتفظ بالأسم هم فرع صغير جداً وهم ذرية بشر ومسلم وبني هزان وبعض بطون متواجدة بالعراق من غير ذرية بشر ومسلم وكل من ذكر أن ربيعة كلها دخلت في عنزة فهو على وهم كبير لأن عنزة نفسها المعروفه حالياً هي فرع صغير من عنزة الكبرى بل هي أمتداد لعنزة بن أسد المعروفه قبل الأسلام
وللمعلومية فأن جميع قبائل العرب تفرّقت في عصر الأسلام في جميع أقطار العالم العربي والإسلامي فلا يوجد شخص من أصل عربي في باكستان أو افغانستان أو بالمغرب أو بالمشرق إلا وأساسه من القبائل العربية التي توزعت وهكذا

شكراً لأديبنا الكبير ابو مشعل وسلمك الله من كل شر .لقد اتحفتنا في مرورك وتعليقك على الموضوع ، وهذا شرف لنا وتتويجاً من رجل سبر التاريخ ، واخرج كنوزه ، وأما بالنسبة لعنزة بن اسد ، فلا اعتقد انه يوجد باحث او قاريء لصفحات التاريخ ولم يمر بذكر عنزة كقبيلة مستقلة بنسبها عن وائل بن قاسط، وان لم تستقل في حياتها عن مشاركة بني وائل بن قاسط في حروبهم ومفاخرهم على مدى التاريخ الجاهلي والاسلامي حتى استقلالها بأسمها وتمايزها كقبيلة لها وجودها الخاص بها خصوصاً بعد القرن الثالث الهجري . وأما من قال بأن عنزة تتشكل فقط من بكر وتغلب ، فكلامه هذا مرجوح ، كذلك من يرى بأن عنزة بن أسد مقتصرة على نسب عمودها فقط ، ولا يكون في بطونها احد من آحاد ربيعة الفرس ، فأنا لي وجهة نظر كذلك في هذا ، وأرجو من أديبنا الكبير ان يتسع صدره للخلاف الذي لا يفسد للود قضية ، فإن التاريخ محمل بالمفاجئات ، وربما وقع الباحث على مخطوطة او كتاب جديد ينسف جميع ماكان لديه من اعتقادات تاريخية . وهكذا كان نهج العلماء في علمهم ولا يزال ، وهم قدوتنا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
واذكر فائدة طريفة، ذكرها الامام الألباني رحمه الله، عن مناقشة دارت بينه وبين ،سماحة الامام عبد العزيز بن باز رحمه الله، في مجلس فيه ثلة من العلماء، وكان هناك خلاف شديد حول الاستفادة من جلد الميتة ، وكان سماحة الشيخ بن باز ،كما يذكر الألباني يستشهد في رأي بن تيمية ، ولا يحيد ، فتفرقوا على ذلك ، يقول الشيخ الالباني فعلمت فيما بعد بأن الشيخ بن باز جمع نفس العلماء الذين كانوا قد شهدوا المسألة ، وأعلمهم أنه قد بحث المسألة بعد ذهاب الشيخ الالباني بإستفاضة ،وتبين ان الشيخ الألباني كان على حق وإنه اثبات للأمانة العلمية جمعتكم مرة ثانية لتعلموا آخر الأمرين .يقول الشيخ الالباني رحمه الله وهذا يدل على تقوى الشيخ بن باز وسعة علمه وإنه وقاف عند الحق، لا تأخذه في الله لائمة وهكذا عهدناه ، أقول ولا يضيره يوماً اذا رجع عن رأي رآه ومن ثم وجد ما ينقضه ولو بعد سنين ، وهكذا كان من الامام الشافعي رحمه الله ، فإنه عندما ذهب الى مصر ،استحدث مذهب فقهي جديد وترك ما قاله في رايه القديم ، ولا ضير في ذلك ، وهذا هو ديدن العلماء العالمين العاملين بعلمهم . وتقبل فائق احترامي وتقديري . تلميذكم خيال .