التجربة الأولى في الترشيح :
عندما بدأت الأنتخابات لأول مرّة بدأت معها ضهور العصبيات وعادت العنصرية القبلية والكل يفكّر أن هذا المرشح يمثل جماعته وكثرة المخيمات ومدت السفر ووضع فوقها الصحون وبدأت الشعراء تشيد وتمدح المرشح وتدعو الجميع للتصويت له وتكلف البعض وأصبح بعض الأثرياء يدعون الشعراء بمساومة على مبالغ واستفاد من يرغب التكسّب من الشعراء وأخيراً فاز بها رجال بعيدين عن هذه الضوضاء ومع الأسف أن الكثير يتصّور أن هذا المرشح يخدم القبيلة وهو لا يدري أنه مجرد موضف دوله لن يخدم ألا حي فقط علماً ان هؤلاء الذين عينوا بالفوز لا نعرف منهم أحد ولم يفعل أحد منهم أي فعل الهّم ألا أنه يستلم راتب لعياله وينام والمسألة أقناع وسد فراغ والمشاريع في يد مسئولين وفي التجربة الأولى ترشّح من عنزة بالرياض بعد التنازلات ستون مرشح رسبوا جميعهم الله يخلف عليهم 0
وأتذكر أنه جاء لي ثلاثة شباب من الجعافرة من ولد سليمان ومعهم بعض مصورات كتب مسيئة لقبيلة عنزة وهم يرون انني المدافع المختص عن تراث وتاريخ هذه القبيلة فقرأت هذه المصورات وكتبت رد وفندت مزاعم أصحاب هذه الكتب بحقائق علمية وصوّرت هذه المصورات أكثر من مائة صورة وبرفقها ورقة طلبت من الشيوخ توقيعها لكي أقدمها للجهات الرسمية لكي يكون الأمر جماعي وليس فردي وكنت متيقن أنهم لا يترددون في توقيعها لصالح القبيلة لكي أقدمها للجهات المسئولة بأسمهم وكان أكثر التهجم عليهم فأخذت الشباب المتحمسين الثلاثة وكان الأجتماع في تلك الليلة عند الطيار وكانوا جميع مشائخ عنزة حضور والغائب منهم يوجد أخوه أو أبنه وبعد الحفل والعشاء وطلب البعض التنازل دخلوا المشائخ في مختصر بمفردهم فدخلت عليهم والشباب معي وكان معي ملف بالأوراق وقلت :
يا مشائخ القبيلة والمعنيين بها أنتم مجتمعين على موضوع ترشيح موضف بلدية لا يقدم ولا يؤخر وهناك قضايا أهم القبيلة بحاجة إلى حل الكثير من العقد وها أنا عندي موضوع يخص الهجوم على تاريخ القبيلة وتراثها وتأليف قصص ضدها والطعن بها وهؤلاء الشباب لديهم غيرة وحمية وقد احضروا لي مصورات كتب سبق وأن كافحت أصحابها بمفردي والآن هذه كتبهم وهذا تفنيدي لمزاعمهم وهذه ورقه نطلب توقيعكم لكي نصد الهجوم وبدأت أوزعها عليهم فرداً فرداً ومن ثم أنصرفت وقد انتضرت مدة من الزمن لعل أحد يهمه الأمر ويقوم بنفسه أو يوقع ولكني فوجئت بأن هناك رجلين يسعون مع شيوخ عنزة ويوقعون مشهد ضدي وهو يزوّر نسب عنزة فتركتهم وقدمت الأوراق للمسئولين وساعدني رجل غيور هو كذلك قدّم بهذه القضية وهو الرجل الفاضل جارالله بن عايش الخمشي أما المشائخ فأنني بدأت أصحح المفهوم الذي حرّف نسب القبيلة بتوقيعهم وتذكّرت قول الشاعر العنزي الذي سجنه الحجاج بن يوسف وقد شاهد الحجاج يهرب من غزالة الشيبانية وهي شاهرة سيفها وتركض بأثره ولم تدركه من الخوف وقال العنزي يهجوه :

أسد علي وفي الحروب نعامــــــــــة *** ربداء تجفل من صفير الصافر
هل لا صمدت إلى غزالة في الوغى *** بل كان قلبك في جناحي طائر