عفوا سيدي انا لا أحد يعرفني اليوم كاقاسطي , أن لم أنتسب إلى قبيلة عنزة بن اسد بشكل خاص , لأن قاسط , ووائل , وعبد القيس , وابنائهم فهم في ذمة التاريخ , كذلك عنزة أن لم تفتخر بماضي مشاهير ربيعة وهم الذين حافظوا على كيانها من خلال حلف اللهازم ماذا لديها من المفاخر قلي بربك أو فقط تعني اسرهم لحاتم طيء , وأبي امامة الاياديّ , والحارث بن ظالم المريّ , وكل تلك المفخرة حصلت بحلف لهازمها , وعندما حصل قتل القارظ العنزي كما ذكر ذلك بن المقرب العبدي عندما شرح ديوانه بنفسه قائلاً (فحين سمعت فتيان ربيعة الشعر الذي ترنم به خزيمة بن نهد علموا انه قاتل يذكر بن عنزة , فوثبوا عليه فقتلوه , فغضبت قضاعة , وقالوا: يا أخوتنا قتلتم صاحبنا لأجل أبيات ترنم بها والسكر غالب عليه , ولا تدرون له "الأبيات" أو لغيره , فاجتمعت قضاعة في طلب ثأر صاحبها , واجتمعت نزار , والتقوا , فهزمتهم نزار بعد فتك كثير فأجلت حينئذ قضاعة عن تهامة , وساروا إلى الشام , ولذلك يقول شاعر ربيعة شعراً .(قضاعة أجلينا عن السهل كله***إلى فلجات الشام تزجي المواشيا).
(بما فعل النهدي لا در دره***غداة تمنى بالأفاق الأمانيا) من الذي اخذ بثأره أليست قبائل ربيعة أو نزار كلها , وهذا شعر من ديوان ابن عمك المقرب العبدي الربعي الأصيل ولو أطلعت على كثيراً من شعره من خلال ديوانه وسمعت كم أشاد وأفتخر بربيعة عامة وعدد جميع بطونها لدمعت عينك حمية لذلك ومفخرة فأنه لا يرى (إلا كل قوم ولا عنزة) وكما جاء في المثل العامي المشهور عند أهل الجزيرة العربية , وينتسب دائماً إلى وائل بن قاسط دون عبد القيس وذلك لما له وأبنائه أبناء بكر وتغلب والنمر بن قاسط بالإضافة إلى لهازم بكر وهم عنزة بن أسد من مفاخر يعتز بها كل عنزي اليوم , وانا كوائلي اكيد انني اطلعت على تاريخ ربيعة بشكل دقيق ولا يعيبني إذا أنتسبت إلى عمي عنزة , كذلك لا يعيب عمي عنزة إذا أفتخر في بن اخيه او حفيده .
أما بالنسبة لقولك ما قمت به بخلط الأنساب بين قبائل ربيعة وليس هذا من باب خلط الأنساب بل هو من باب رد الخاص إلى العام ورد العام إلى الخاص , وأنا أكد لك سيدي بأنني لا أعترف اليوم بأي نسب ربعي يستقل عن عنزة بنفسه ما دام هو يعيش في محيطها وغير متحالف مع أحد القبائل ومنتسب إلى حلفه أنظر إلى عشائر العمور , ألم يتوزعون بين بطون ضنا عبيد من عنزة وينتسبون أحياناً إليهم على أستحياء لأنهم ليس لديهم ما يؤكد أحساسهم الذي يغلب على ظنهم بصلة تقربهم بنسب من ضنا عبيد , وأنا متأكد من ذلك النسب ولكن لا أصرح به ما دام بطن ضنا عبيد لا يقول بذلك .
وأما بقولك بأن هناك دراسات أكاديمية حول بن المقرب العيوني وشعره فأنه كما قيل في المثل المصري (الظفر ما يخرج من اللحم) وأن بني وائل اليوم ليعرفون الوائلي من نحنحته وأما تلك الدراسات فجلها يقوم على تخرصات وتحليلات ظنية خصوصاً عندما تنطلق من بيئة بعيدة عن مبدأ التمسك بمفاخر الآباء والأجداد وقلة خبرة دارسيها في حقيقة مايجري ويدور في عالمنا القبلي , ألا ترى ما يحصل اليوم بالحاضرة من تحولات في أنسابهم يوم إلى هؤلاء ويوم إلى هؤلاء وهم أصحاب الشأن والنسب نسبهم ولا يعلمون أين اليقين حتى في أنسابهم الخاصة فكيف نثق بدراسات يقينية كما يزعمون بل نحن نستأنس بها كما يستأنس أصحاب المذاهب الفقهية بمن سبقهم من الفقهاء ويحرمون تقليد المذهب الفقهي لطالب العلم ويأخذون على يده عندما يقدم مذهب شيخه على السنة النبوية المطهرة فنحن كذلك لا نعطل عقولنا بالتقليد ولو كانوا آبائنا والقرآن الكريم خير شاهد على ذلك , قال الله تعالى :{ أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} .