عرض مشاركة واحدة
قديم 12-25-2013, 07:27 AM   #4
صاحب الموقع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 10,401
افتراضي

الأخ أبو مشاري الرفدي مع الشكر الجزيل سبق وأن كتبت صحيفة الرياض عن سرقة كتابي من قبل بعض دور النشر في لبنان وقد كتبت موضوع كامل لذا آمل أن تطلع على موسوعة عنوانها ( موسوعة قبائل الجزيرة العربية) تأليف (ماجد ناصر الزبيدي) وتقع في تسعة مجلدات وتباع بثلاثمائة ريال سعودي وهذه الموسوعة تضم إحدى طبعات كتابي (أصدق الدلائل في أنساب بني وائل) حرفياً وقد حوّر وأضيف له بعض الكتب وطبع بدار تسمى دار الرافدين في لبنان وكان طبع الكتاب عام 1425هـ ومما أثار استغرابي ودهشتي أكثر أن الدار قد كتبت على الغلاف من الداخل التحذيرات التالية:

(جميع حقوق الطبع والنشر والتأليف محفوظة ومسجلة للناشر ولا يحق لأي شخص أو مؤسسة أو جهة إعادة طبع أو ترجمة أو نسخ الكتاب أو أي جزء منه إلا بترخيص من الناشر تحت طائلة الشرع والقانون).

هكذا كتبت الدار وهي تذكر بالشرع والقانون يا للعجب وهي السارقة؟ ثم إن دار الرافدين لم تكتف بإصدار هذه الموسوعة المسروقة بل أصدرت كتاباً آخر باسم (قبيلة عنزة تاريخها ورجالاتها وأنسابها في العراق والجزيرة العربية) ووضعت على الغلاف صورة الشيخ محروت بن هذال شيخ مشائخ عنزة لقصد الجذب والإغراء وقد طبع الكتاب في سنة 1426هـ وسمي مؤلف الكتاب (رضا ناصر حسين) والكتاب مجلد واحد ويباع بمبلغ سبعين ريالا سعوديا وهو عبارة عن نسخة مصورة من كتابي (أصدق الدلائل في أنساب بني وائل).

ولا تزال هذه الدار تواصل سرقتها للكتب ولم تكتف بما سبق فقد بلغني أنه نشرت موسوعة أخرى تحت اسم موسوعة قبائل عنزة تحتوي على مادة مقتبسة من كتابي المشار إليه ولا أشك أن وراء هذه السرقات كلها اللص المحترف (خالد العاني)؟ وهو متخصص في سرقة كتب أنساب أهل الجزيرة العربية وهو يسرق كتباً من تأليف باحثين سعوديين ويطبعها في تلك الدار ويضع لها مؤلفين لا وجود لهم ويعرضها في كل معرض عربي يقام ويصدرها إلى بلادنا وهي تباع بأسعار خيالية جداً مستغلاً تسامحنا وإكرامنا للوافدين وسبق أن حذرت هذا الرجل من تكرار هذا العمل المشين ولكنه لم ينتهِ.

كما أنني قد اطلعت على موسوعة تقع في أربعة مجلدات وتسمى موسوعة قبائل العرب للمدعو عبدالحكيم الوائلي وهي صادرة من الأردن وقد أدرج صاحب هذه الموسوعة أيضاً كتابي المذكور كاملاً في موسوعته ولم يشر له وغيره الكثير من الإصدارات التي لا أريد أن أسمي أصحابها ولكن يذكرنا من احترف هذه الخصلة الذميمة وهي سرقة جهد الغير أو شعر الغير بحادثة أوردها أبو الفرج الأصفهاني في كتاب الأغاني وملخصها أن الشاعر الأموي بشار بن برد عندما سرق منه تلميذه سلم الخاسر بيته القائل:

من راغب الناس لا يظفر بغايته
وفاز باللذة الفاتك اللهج
وكان سلم الخاسر تلميذه وراويته وقد أعجبه معنى البيت فاقتبسه وصاغه في بيت أخف وهو قوله:

من راغب الناس مات هماً
وفاز باللذة الجسور
فسار مع الناس بيت سلم الخاسر واندثر بيت بشار بن برد مما جعل بشارا يحنق على تلميذه ثم إنه ترصد له حتى ظفر به فقبض عليه وأشبعه ضرباً وهو يردد البيتين ويقول: لقد سهرت الليالي أستحلب أفكاري حتى جادت قريحتي بهذا البيت فتسرقه أيها اللص بهذه السهولة وتدعيه ومما لا شك فيه أن بشارا محق في تأديب تلميذه سلم وإذا كان هذا الشاعر انتقم من سارق بيت من شعره فكيف بمن يعتدي على حقوق محفوظة شرعاً وعرفا لمؤلف اجتهد وبحث وتكلف جهدا ومالا وتلقى الصعوبات حتى أخرج مؤلفه إلى حيز الوجود ثم يأتي من يسرق جهده بسهولة دون رادع من ضمير.

وأخيراً آمل من وزارة الثقافة والإعلام أن تقوم بإعادة الحقوق المسلوبة لأصحابها حسب ما نص عليه نظام حفظ وصيانة حقوق المؤلف المكفولة بموجب المعاهدات الدولية، وحيث إن كل كتاب يحمل شهادة إيداع من مكتبة الملك فهد الوطنية وقد سجل بالرقم المعياري الدولي لذا يجب رد الحقوق إلى أصحابها وردع السارق والدار التي تعاونت معه. وإننا على ثقة مطلقة بأن وزارة الإعلام والثقافة في بلادنا الحبيبة ممثلة في معالي الوزير والمسؤولين بالوزارة حفظهم الله يحرصون كل الحرص على حفظ حقوق المواطن. ونظراً لكثرة السرقات فإني أطلب أن تشكل لجنة من قبل وزارة الثقافة والإعلام تتألف من الباحثين المختصين في علم الأنساب والحضارة والتاريخ وتراقب الكتب التي تعنى بأنساب القبائل فتدرسها وتوقف السارق عند حده ويأخذ جزاءه، كما أن هناك بعض الإصدارات تتخبط في جذور القبائل وتتلاعب حسب ما يحلو للباحث أن يكتب وهذه قد تكون أهم من سرقة الكتاب حيث إن العبث في نسب قبيلة وإلحاقها بنسب غير نسبها الصحيح يسبب الشك وهذا ما لوحظ أخيراً من الكتب المسروقة فإننا نأمل من أصحاب الشأن مقارنتها بالكتاب الأصلي وفي حال ثبوت السرقة يجب أن تخاطب الدولة التي توجد بها الدار التي سرقت الكتب وطبعتها وادعت ملكيتها ومعاقبتها ومن تعاون معها من اللصوص.
عبدالله بن عبار متواجد حالياً   رد مع اقتباس