السلام عليكم ورحمة الله
جل ما تمناه هو أن يحفظ الله الكويت قيادةً وحكومةً وشعباً صفاً واحداً كما يرتضي الله لهم وأن يكفيهم شر أنفسهم وشياطين الإنس والجن.
وعلينا أن نرى ونشاهد ما حولنا من أمم وشعوب وكيف هي حالتهم وبئسهم وفقرهم ، فكما أن الفقر فتنة فإن الغنى كذلك فتنة، ونحن في دول الخليج نرفل بنعمٍ لا يضاهيها نعم وأولها الأمن والأمان في الأوطان والأبدان.
هنالك دول متقدمة علمياً وإقتصادياً ولكنها تفتقر إلى أقل المبادئ والقيم الإنسانية التي تحفظ للإنسان كرامته وشرفه .
فالناظر بعين من كرمه الله وجعله مسلماً وعربياً فإنه ينظر ما هية حال أهل الدول الفقيرة والدول التي عاث فيها مفسديها وإختلت فيها موازين وقوى الأمن والطمأنينة والكرامة .
علينا بأن نصلح من ضل من أبناء هذه الأمة أولاً بالدعاء لنا ولهم بأن يصلح الله الجميع ويهدي الضآلين، وأما هذه الإجتماعات والنعرات فهي أمور دخيلة ومستوردة وليست للمسلمين ولا للعرب ولا تمت لنا بصلة لا من قريبٍ ولا من بعيد .
أما القبائل فهي نواة الأمة وهذا ما ميز الله به العرب عن غيرهم من سائر الأمم بأن كرمهم وحفظ أنسابهم وللمتتبع لسيرة الأمة منذ دولة المدينة التي أسسها رسول الهدى صلى الله عليه وسلم مروراً بعصر الخلفاء الراشدين ودولة بني أمية وإلى منتصف عمر دولة بني العباس فإنه يرى كيفك كانت عليه معاملة القبائل العربية وما نتج عنها من نشر دين الإسلام واللغة العربية ومن عزّةٍ وأنفة وأمانٍ وعدلٍ ومد نفوذٍ وسلطان.
وأما هذه الأحداث التي تدور في فلك أمتنا يا أبو زيدان فإنها تذكرنا بعصر دولة الأندلس التي ما أن تفرقت وتجزءت إلى ممالك ودويلات حتى أمر الله بإنهاءها وسلط عليها أعداءها فكان زوال دولة الأندلس وأفول نجمها ولم يبقى لهم باقية سوى ما بقي من حضارتها الشاهدة عليها إلى يومنا هذا، ولكأن التاريخ بدء يعيد نفسه مما نشاهده من ثورات وتظاهرات مستفعله ومستوردة وغريبة الأصل والمنشأ عن قيم بني الإسلام والعروبة .
نسأل الله العفو والعافية وأن يهدي الضالين من أبناء العرب والمسلمين وأن يصلح ولاة أمر المسلمين ويهيء لهم الهداية والرشد والبطانة الصالحة التي تدلهم على خيرهم وخير دولهم وشعوبهم وتكون عوناً لهم في صلاح أمر دينهم ودنياهم ورعاياهم.