-
1- هو السلطان مقرن بن زامل ابن السلطان أجود بن زامل بن حسين بن ناصر بن جبر خامس حكام الدولة الجبرية وأعظم سلاطينها شهرةَ وأعلاهم شأنا قامت دولتهم على أنقاض دولة العصفوريين وقد وصف ابن إياس فى بدائع الزهورالسلطان مقرن بقوله "أمير عربان بن جبر متملك جزيرة ما بين النهرين البحرين إلى بلاد هرمز الأعلى سيد عربان الشرق على الإطلاق" فقد جاءت شهرته وسبب ذيوع صيته وانتشاراسمه بين آفاق شبه الجزيرة العربية والخليج بسبب نجاحه في إفشال هجوم"خواجه عطار" وزير بلاط هرمز على البحرين والتى تبعتها فيما بعد عدة حملات برتغالية في عهده لغزو البحرين منذ عام 1514م حين حاول "بيرو البوكيرك" ذلك وفشل ثم تلتها حملات لاحقة حتى حملة عام 1521م الشهيرة التي أدت إلى سقوط إمارة الجبور في البحرين والى تدهورها في الأحساء بعد ذلك" فقد جاء فى فهرست الشعر البطي مايلي : أن تسلسل أجداد مقرن الى جبر قد ذكره المؤرخ المكي فهد بن جارالله الهاشمي فى نيل المنى ت 954هـ وتبعه أيضاَ المؤرخ عبدالقادر الجزيري فى الدرر الفرائد ت : 977هـ أما نسبته الى مضا فقد وردت فى قصائد قديمة منها قصيدة الشاعر عامر السمين المعاصر للسلطان مقرن بن زامل يمدح بها سيف بن قطن الجبري بقوله : وإلى تفاخرت الأصول بعامرٍ- فخيارها وأعزّها المتقدّما - وإلى المقدّم أصلهم آل المضا- وإلى المضا من قيس أوفى مقسما- وإليك ياقطن بن سيف تتابعت - أهل المكارم أكرماً من أكرما- ما أرّثوك الا فعلت افعالهم - بجزيل مدٍّ من عطاك فأيما- قد قيل إنك كابرٍ عن كابر- فاسعد وحش وابجح بخيرٍ واسلما- وخيار مقصود الحديث قليله- وعلى النبي صلى الإله وسلما" ويذكر الشاعر الكليف أو الجليف كما جاء فى الفهرست الشعبي هذا المعنى فى مدح مقرن بن قضيب بن زامل الجبري الذى استعاد الحكم من اَل مغامس فى قصيدة طويلة منها : يابو مبارك لا بليت بسيّه- ياستر بيضٍ قد ذَهَلْنَ دَلالها- يازبن تال المرهبين إلى جذت- بالبيض من رهق الخصيم جمالها- بيمنى غريريٍّ من اولاد المضا- مرخص دبيل الروح عند قتالها" ويذكر بعض أهل الشأن أن المضا ماهي إلا جدة السلطان مقرن وهي "مضاوي بنت المقدم بن قيس بن عميرة بن عقيلة العامري" زوجة زامل بن حسين بن ناصر بن جبر مؤسس دولة الجبور وهي نخوتهم "اولاد مضاوي" وكون الشاعر ينسبهم باَل مضا وذلك بصفة الترخيم والتخفيف لإسم مضاوي كونهم أخوال اَل جبر" وكان مقرن بن زامل الجبري قد ثارعام 922هـ 1515م على خاله وابن عم أبيه صالح بن سيف بن زامل الجبري وانتزع الإمارة منه فى ظل تزامن الأطماع الصفوية والبرتغالية وظل النزاع بينهم قائماَ حتى إستشهاد السلطان مقرن رحمه الله أثناء حروبه مع البرتغاليين بقيادة البرتغالي أنطونيو كوريا فى شعبان 927هـ 27/7/1521م فقد كانت الأطماع البرتغالية في الخليج وبلاد المسلمين يغذيها الحقد على الإسلام والمسلمين والمصالح التجارية في السيطرة على طرق التجارة القديمة وفرض الهيمنة على أشهر مصائد اللؤلؤ في العالم وقد بدأ الاحتلال البرتغالي في وضع قدمه في الخليج حينما احتلوا جزيرة هرموز ثم اتجهت أنظارهم إلى جزيرة أوال ليكون منها العبور الكبير إلى كافة جزيرة العرب وإلى الأماكن المقدسة تحديداً في مكة والمدينة إلا انه بفضل الله وتقديره انتهت أحلامهم تلك على ضفاف الخليج فلقد تصدى السلطان مقرن لتلك الحملة الصليبية في جزيرة أوال وقاد بنفسه جيشه الذي صمد وقاوم مقاومة باسلة للغزاة الذين كانوا يتفوقون عليهم بالأسلحة النارية الحديثة من مدافع وبنادق إلا ان اصابة السلطان مقرن ووفاته بعد ثلاثة أيام 2قد فل عزيمة الجيش المدافع وجعله ينهزم في معركة غير متكافئة الأطراف ومن ثم الانسحاب إلى الساحل الشرقي من جزيرة العرب بقيادة ابن أخت السلطان مقرن المدعو "حميد" ومن ثم قيام إحدى سفن الأسطوال البرتغالي باعتراض السفينة التي كانت تحمل جثمان السلطان مقرن واحتزاز رأس السلطان مقرن وإرساله إلى ملك البرتغال الذي كافأ القائد البرتغالي "كوريا" بنقش صورة رأس السلطان مقرن على درع ذلك القائد ولاتزال صورة رأس السلطان مقرن منقوشة على الأواني والمزهريات الفخارية فى البرتغال حتى اليوم فلم يكن يجرؤ البرتغاليون على تنفيذ مخططهم باحتلال جزيرة العرب وذلك بسبب المقاومة الشرسة والشجاعة التي وجدوها في معركة البحرين فاكتفوا بالبحرين الذين طردوا منها لاحقا. لقد كان لفقد السلطان مقرن فجأة تداعيات خطيرة على بني جبر وحكمهم في شرق جزيرة العرب فقد خلف السلطان مقرن مجموعة من السلاطين الضعاف انتهت على أيديهم دولة بني جبر سنة 931هـ بل إن الاضطراب السياسي طال بعض البلدان والقرى النجدية كاليمامة وما حولها فرحم الله السلطان مقرن رحمة الأبرار وبلغه منازل الشهداء فقد كان بحق بطلاَ من أبطال هذه الأرض ورمزاَ شامخاَ من رموز هذه الأمة الذى لم يأخذ حقه فى تخليد ذكراه"
2- اَل مغامس" أسرة حكمت المنطقة بعد زوال دولة الجبور وأسست إمارة اَل شبيب وينتسبون الى راشد بن مغامس بن بن صقر بن محمد بن فضل من بني عقيل الذى حكم الأحساء سنة 931هـ وشمل حكمه القطيف والبصرة التى انتزعها من الفرس وكان مجيئه إلى الأحساء بطلب من الجبريين فما كان منه إلا أن استولى على القطيف والأحساء معا بعد صده للبرتغاليين وولي أخاه محمد على البصرة ولكن عندما زحفت القوات العثمانية على العراق أعلن ولاءه للسلطان سليمان القانوني وسلم مفاتيح قلعة البصرة للقائد العثماني سنة 940هـ فلم يجد ما كان يتوقعه لد العثمانيين فأعلن الحرب عليهم سنة 951هـ فزحفت القوات العثمانية على البصرة واحتلتها وهرب راشد إلى البادية سنة 953هـ وقد انتهز البرتغاليين الفرصة وهاجموا القطيف واحتلوها بعد ذلك فقد ذكره الجزيري فى الدرر والفرائد بقوله "سلطان الشرق الشيخ راشد بن مغامس بن صقر بن محمد بن فضل سلطان البصرة والحسا والقطيف، حج في سنة ثلاث وثلاثين وتسع مئة (هجرية) في ولاية الأمير "تنم بن مغلباي" على الحج في نحو خمسة آلاف نفس على رواحل، ونزل الأبطح وكانت ولايته على الشرق في سنة إحدى وثلاثين وتسع مئة هجرية فاستقل بالبصرة واستعان به بنو جبر لضعف حالهم فقوي عليهم وأخذ منهم الحسا والقطيف وأعمالهما. وذلك لما استولى الأعداء من الفرنج المخذولين (يقصد البرتغاليين) على بلادهما وقتلوا سلطانهم الشيخ مقرن بن زامل بن حسين بن ناصر الجبري في سنة سبع وعشرين وتسع مئة هجرية ثم وليها بعده عمه علي بن أجود نحو شهرين، فأخذها منه أبن أخيه ناصر بن محمد بن أجود فأقام ثلاث سنين وأعطاها بيعاً لقطن بن علي بن هلال بن زامل فأقام فيها نحو سنة ثم مات فخلف ولده ثم عجز عنها، ودفعها لغصيب (قضيب) بن زامل بن هلال فأقام بها نحواً من سبعة أشهر فأخذها منه بالحرب الشيخ راشد بن مغامس وولى البصرة أخاه محمداً وأقام هو بالحساء والقطيف، وخرج للحج منها صحبة الشيخ يحيى بن أخيه محمد والشيخ مهنا وقاضيهم الشيخ العلامة جمال الدين محمد بن عبدالعزيز الشهير برفرف (زقزاق) المكي البصري الشافعي" ولحقهم السلطان الشيخ راشد بالطريق بعد نصف شهر ورافقهم قوم كثير من بلدان شتى" انتهى يُذكر أن إمارة اَل شبيب قضى عليها الأتراك العثمانيون عام 960هـ 1553م وذلك بعد احتلالهم للبصرة وشرق الجزيرة العربية وانهاء إمارتهم حيث فر حاكمها عبداللة بن مانع بن راشد بن مغامس الى بلدة معكال حيث أملاكه هناك"
3- اليعاربة" هم حكام عموم عُمان وزنجبار والسواحل الشرقية قبل حكم أسرة البوسعيد اليوم فاولهم كان الإمام ناصر بن مرشد اليعربي الذى إختاره الشعب العُماني إماماَ عام 1624م وعقدوا عليه الإمامة بالرستاق واليعاربة هم بطن من النبهان من الأزد اليمنية فقام أثناء إمامته بتحرير "رأس الخيمة وخور فكَان وصُحار" من الوجود البرتغالي ومن ثم قام خليفته الإمام سلطان بن سيف اليعربي 1649م1668م بتتبع البرتغاليين حيث تمكن من تحرير "مسقط وممباسا وكلوة والجزيرة الخضرة" وامتدت ملاحقته للبرتغاليين حتى سواحل الهند وشرق أفريقيا وبعده جاء بلعرب بن سلطان بن سيف اليعربي 1668م 1688م والذى ثار عليه أخوه اواخر حكمه واجتمع عليه أعيان واهالي عُمان وبايعوه وبلغت عُمان أوج ازدهارها فى عهده حيث واصل سياسة والده فعمل على مد سيادته من خلال اسطوله القوي الى الهند وشرق افريقيا حيث أصبحت عُمان أعظم قوة بحرية فى المياه الشرقية وقوة اقتصادية كبرى شمل نشاطها التجاري الخليج العربي والهند الى البحيرات الوسطى فى افريقيا حيث كانت مسقط مركزاَ لهذا النشاط التجاري بعده بويع بالإمامة سلطان بن سيف الثاني إماماَ على عُمان عام 1711م وتابع سيرة أبائه بالتوسع والجهاد فحارب فارس وانتزع منهم جزر كثيرة كجزيرة "قشم وهرمز ولارك وهنجام" كما استولى على جزيرة البحرين عام 1717م وهاجم منطقة ديو فى الهند وساحل كجرات واخضع جزيرة "سالت والدامان" واحتل "بارسلو ومانجلور" فقد حقق اليعاربة الإنجازات الكبيرة لعمان وجعلوها كيانا سياسيا قويا ليس في المشرق العربي فحسب بل في المحيط الهندي أيضا وهي أقوى وأكبر دولة بحرية عرفت في تاريخ العرب الحديث إلا أن هذا النجاح الذي حققه اليعاربة خارج بلادهم وقف عاجزا أمام الصراعات الداخلية وخاصة الأسرية والقبلية وهو ما أضعف كيان عمان فيما بعد مما سهَل انهاء حكمهم على يد أحمد بن سعيد البوسعيدي عام 1745م"
4- بني خالد" ذكرهم ابن فضل الله العمري فى مسالك الأبصار ت: 749هـ 1349م" بقوله: ومن بني خالد اَل جناح والصبيات! ولعله يقصد الصبيحات أوالضبيبات؟ من مياس والجبور والدعم لعله يقصد الدعوم؟ والقرشة واَل منيخر واَل بيُوت والمعامرة"
5- ناصر بن مرشد" تقدم ذكره أعلاه فهو أول حكام عُمان من أسرة اليعاربة 1624م 1649م"
6- جبرالمذكور من اهالي القرن الثامن الهجري" ماهو إلا الجد الأعلى لأسرة الجبور جاء فى بعض مصادر أهل الشأن ان اسمه جبر بن نبهان بن ضبيب وضبيب هذا من عقبه الضبيبات بطن من بطون بني خالد والتى كانت لهم مشيخة بني خالد قبل مشيخة أسرة اَل عريعر"
7- العصفوريين" هم اَل عصفور وهي أسرة حكمت اقليم الاحساء قديماَ جاء فى مجلة الواحة عن هذه الأسرة مايلي : آل عصفور أسرة قام بذكرها كل من أرّخ لهذا الإقليم أو لجزء رئيسي منه سواءً كان الأحساء أو القطيف أو جزيرة أوال (مملكة البحرين حالياً) وكل ما عرفناه من تلك الكتابات عن هذه الأسرة هو أنها حكمت إقليم البحرين الممتد في الماضي من نواحي البصرة شمالاً إلى عمان جنوباً ومن الخليج شرقاً حتى الدهناء ونجد غرباً بل كان حكمهم في بعض الأحيان يشمل عُمان واليمامة وآل عصفور هم من بني عامر أصحاب بادية البحرين آنذاك أو عرب البحرين كما أطلق عليهم بعض المؤرخين وقد كانوا من أشد أنصار القرامطة بل أحد الركائز الأساسية في جيشهم الجرار لذلك كانت لهم حروب دامية مع العيونيين في بداية حكمهم لأسباب سياسية واقتصادية إلا انهم فيما بعد تصاهروا معهم بل وأصبح منهم أخوالاً لبعض الحكام العيونيين مما جعلهم يلعبون دوراً هاماً في الخلافات الداخلية للدولة العيونية إلى أن دب فيها الضعف فسيطر الشيخ عصفور بن راشد على الأحساء بالتعاون مع أعيانها بينما بقي العيونيون يسيطرون على القطيف وجزيرة أوال، ومن ثم أوال فقط، إلى أن سيطر أبوبكر السلغري على جزيرة قيس ثم هاجم أوال فأسقط رسمياً حكم الدولة العيونية المترهلة وذلك بقتل آخر حكامها، وهكذا ظلت أوال تحت سيطرة الساحل الإيراني بينما الأحساء والقطيف يحكمهما عصفور وبنوه، واستمر الوضع هكذا مدة خمس سنوات إلى أن قرر السلغريون السيطرة على سواحل القطيف فتم لهم ذلك بعد الخوض في معركة مقاومة بجزيرة تاروت قُـتل فيها أحد كبار شيوخ بني عامر" وهكذا ظلت المناوشات بين الحكومة الجديدة وبين بني عامر أصحاب النفوذ والقوة في البلاد إلى أن تم تسليم السلطة مرة أخرى في كامل بلاد البحرين للشيخ عصفور وذلك باتفاق يشمل بعض مداخيل وخيرات البلاد بالإضافة للتبعية الاسمية للسلغريين علماً بأنه في تلك الفترة بالذات كانت إيران تعاني من متاعب مالية وعسكرية كبيرة نتيجة تهديد المغول وهجماتهم المتكررة على أطرافها بالإضافة لظهور زعامة جديدة في الخليج ألا وهو محمود بن أحمد القلهاتي الذي سيطر على مملكة هرمز بما في ذلك أجزاء من الساحل الإيراني مما جعله يتحكم بمدخل الخليج، فكان يُـخشى من تعاون محتمل بينه وبين آل عصفور. وهكذا حكم آل عصفور إقليم البحرين لفترة امتدت لحوالي قرن ونصف، هي أحد الفترات الغامضة لتاريخ هذه البلاد. وقد استخلص لنا الدكتور الحميدان الكثير من تلك المعلومات السابقة في بحث نادر وقيـّم له عن هذه الإمارة، فركز على آل عصفور ووثق فترة حكمهم وما رافقها من ظروف وأحداث سياسية مستثمراً كل ما وقع تحت يده من مصادر عربية وغير عربية حول هذا الموضوع
[ نسب آل عصفور ]
لايوجد أي اختلاف بين جميع المؤرخين في أن آل عصفور هم من عقيل من بني عامر إلا أن الاختلاف الرئيسي هو في هوية بني عامر هؤلاء، هل هم «بنو عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان»؟ وهو القول السائد، أم أنهم «بنو عامر أو عمرو من عبدالقيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان»؟ وهو قول الأستاذ الجاسر ومن سار على نهجه. لذلك سوف نستعرض بعض النصوص والآراء ذات العلاقة، مع إضافة ما ارتأيناه مناسباً من تعليقات على تلك النصوص وذلك لنخرج في النهاية بصورة واضحة نصل بها إلى الحقيقة أو النقطة الأقرب للحقيقة. مبدئياً ليس لدينا أدنى شك في أن قبيلة عُـقيل المذكورة في النصوص التاريخية عن إقليم البحرين والذين ينحدر منهم آل عصفور أصحاب الإمارة، هم أنفسهم عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وهو ما يراه أغلب من كتب في هذا المجال كالحميدان في بحثه الآنف الذكر والظاهري في كتابه «أنساب الأسر الحاكمة في الأحساء» وهو أول من فند آراء الجاسر ورد عليها مستعيناً بشرح ديوان ابن المقرب، والوهَـبي صاحب كتاب «بنو خالد» وهو ايضاً فند جميع الآراء المخالفة ورد عليها بمنهج علمي، كذلك الملا في «تاريخ هجر» والعبدالقادر في «تحفة المستفيد»، وغيرهم ممن لايتسع المجال لذكرهم، وفي مقال سابق لنا عن آل عصفور كنا قد أضفنا تسلسل النسب المحفوظ لدى أسرة آل عصفور العلمية في مملكة البحرين والمتصل نسبها بآل عصفور أصحاب الإمارة كما سيأتي، كذلك تَـوافق مؤخراً هذا القول مع ما جاء به محققو طبعة بيروت لشرح ديوان ابن المقرب، والذين قاموا بالاجتهاد في رسم مشجّـر يوضح التسلسل النسبي لآل عصفور معتمدين على العديد من المصادر لاسيما الديوان نفسه، وسوف نتطرق لاحقاً لبعض هذه الكتابات"
ونبدأ بأهم النصوص التاريخية التي توضح نسب بني عقيل العامريين، فقد نقل ابن خلدون عن ابن سعيد قائلاً: «ومن بني عقيل بن كعب، خفاجة بن عمرو بن عقيل، وانتقلوا في قرب من هذه العصور إلى العراق والجزيرة، ولهم ببادية العراق دولة. ومن بني عامر بن عقيل بنو عامر بن عوف بن مالك بن عوف وهم إخوة بني المنتفق وهم ساكنون بجهات البصرة وقد ملكوا البحرين بعد بني أبي الحسن ملكوها من تغلب. قال ابن سعيد: وملكوا أرض اليمامة من بني كلاب وكان ملكهم لعهد الخمسين من المائة السابعة عصفور وبنوه وقد انقضى الكلام في بطون قيس عيلان» وقال أيضاً" قال ابن سعيد: سألت أهل البحرين حين لقيتهم بالمدينة النبوية سنة إحدى وخمسين وستمائة عن البحرين فقالوا الملك فيها لبني عامر بن عوف بن عقيل، وبنو ثعلب من جملة رعاياهم وبنو عصفور منهم أصحاب الأحساء" وعند حديثه عن بني سليم قال: صاروا حلفاء لأبي الطاهر وبنيه أمراء البحرين من القرامطة مع بني عقيل بن كعب" ومما سبق نعلم بأن آل عصفور هم من بني عامر بن عوف والذين هم أحد فروع عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وشاهِـدنا هو قوله أن منهم «خفاجة» وأنهم إخوة «المنتفق» وقوله أن لهم دولة ببادية العراق ويقصد آل المقلد العقيليين وجميع هؤلاء لا خلاف حول انتسابهم لعقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصة، كذلك قوله في نهاية النص وقد انقضى الكلام في بطون «قيس عيلان» والذي هو جد عامر بن صعصعة وإليه تنسب القبائل القيسية"
8- اَل مسلم" أسرة من الجبور من بني خالد كانت لها إمارة قطر والزبارة سابقاَ وتنتشر هذه الأسرة اليوم مابين قطر والبحرين والشارقة"
9- القواسم" إحدى قبائل العرب الصريحة التى حكمت رأس الخيمة والشارقة ولنجة وهي تنتسب لجدها الأعلى قاسم الكبير وتذكر المصادر أن أول زعماء القواسم هو الشيخ رحمة بن مطر القاسمي 1722م 1760م جد الأسرة الحاكمة اليوم وقد اختلف المؤرخون فى نسب القواسم ولم أجد نصاَ ثابتاَ فى هذا الشأن فمنهم من يرجعهم الى بني غافر الذين هاجروا من نجد واستقروا فى عُمان وذلك فى القرن السابع عشر وذهب البعض بالقول أن قدومهم كان من سامراء العراق كما نص بذلك سيد نوفل ولكن هناك نصاَ ذكره معد هذه السلسلة وهو أحد المهتمين بالتراث عندما تحدث عن قبائل العرب فى بر فارس أن القواسم هم من قبيلة عنزة قد هاجروا من العراق أبان إحتلال المغول لها منتصف القرن السابع الهجري وانتقلوا منها الى البر الفارسي ولم يذكر لنا مصدره فى هذا القول!
10- خالد المخزومية" النسب المخزومي المنسوب الى الصحابي خالد بن الوليد رضي الله عنه أختلف فيه طائفة من جمهور المؤرخين وعلماء الأنساب المختصين بعلم الرجال وأول من قال بانقطاع ذرية خالد بن الوليد هو مصعب بن عبداللة بن مصعب الزبيري 156هـ 236هـ فى "نسب قريش" حيث قال: انقرض ولد خالد بن الوليد فلم يبق منهم أحد فورثهم أيوب بن سلمة وورث دارهم فى المدينة لنه وارثهم الوحيد" وتبعه ابن حزم الأندلسي 384هـ 465هـ فى الجمهرة حيث قال : كثر ولد خالد بن الوليد حتى بلغوا نحو أربعين رجلاَ كانوا كلهم بالشام ثم انقرضوا فى طاعون وقع فلم يبق منهم ولأحدهم عقب يذكر وكان أيوب بن سلمة بن عبدالله واسمه الوليد بن الوليد بن المغيرة ورث اَخر من بقى من ولد خالد بن الوليد وكان لأيوب هذا أربعة عشر ولدا" وذكر ابن قتيبة فى المعارف 213هـ 276هـ نحو ذلك وكذلك ذكر العقاد فى "عبقرية خالد" أن لخالد بن الوليد رضى الله عنه ولدان هما عبدالرحمن والمهاجر كانا غلامين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان عبدالرحمن بعد ذلك مع جيش معاوية والمهاجر مع جيش الإمام على رضي الله عنه وقٌتل المهاجر وترك ولداَ اسمه خالد مات بالطاعون بعده" أما سليمان ابن خالد وعبدالله بن خالد فقتلا فى العراق ولم يبق عقب حتى لهؤلاء وذكر موفق الدين بن قدامه المقدسي ت: 630هـ فى كتابه" التبين فى أنساب القرشيين" أن ابن الكازروني ذكر فى كتابه "مختصر التاريخ" قول صاحب كتاب المقدمة الفاضلية الشيخ الإمام القاضي أبوعلى محمد ابن ابى الغنائم الجوائي ت:588هـ : وقد انقرض ولد خالد بن الوليد ولم يبق منهم أحد شرقاَ ولا غرباَ فكل من أدعى إليه فقد وهَم ولاتصح دعواه وإن انتمى اليه فهو مبطل فى إنتماه" إلا أن هناك من جمهور العلماء والمحدثين يعارضون هذا الرأي كابن الأثير555هـ 630هـ الذى ترجم فى "اللباب فى تهذيب الأنساب" للرئيس حسان بن سعيد حيث قال: والرئيس أبو على حسان بن سعيد بن حسان بن محمد بن احمد بن عبدالله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبدالرحمن بن خالد بن الوليد" وممن عارض إنقطاع النسب الخالدي الامام الحافظ احمد بن حجر العسقلاني وكذلك الحافظ جلال الدين عبدالرحمن بن ابي بكرالسيوطي والحافظ عماد الدين اسماعيل بن عمر بن كثير القرشي والعلامه عبدالرحمنبن علي بن محمد بن علي بن الجوزي الحنبلي والنسابه عبدالكريم بن محمد بن منصورالتميمي السمعاني ، والامام الحافظ عمر بن محمد بن فهد الهاشمي وتاج الدين عبدالوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي والعلامه علي بن انجب المعروف بأبن الساعي لمتوفي سنة 674هـ وشيخ الاسلام سراج الدين عبدالله بن محمد الرفاعي وكمال الدين ابو الفضل عبدالرزاق بن تاج الدين احمد المشهور بابن الفوكي الشيباني الحنبلي وغيرهم" وتشير بعض المصادر التاريخية أن سبب قول مصعب الزبيري بإنقطاع ذرية خالد بن الوليد ماهو إلا بسبب خلافات سياسية كانت بين البيتين المخزومي والزبيري"
11- البوعينين" أسرة كبيرة من أشهر أسر الساحل الشرقي للجزيرة تنتسب الى بني دارم بن مالك بن بن حنظلة بن بن مالك بن زيد مناة بن تميم كانوا يعرفون فيما مضى بالدارمي ولكن غلب عليهم بعد ذلك لقب البوعينين نسبة لمنطقة عينين وهي الجبيل حالياَ وقد كانوا سابقاَ مع أبناء عمومتهم بني كتب من تميم أثناء هجرتهم فاستقرت بن كتب فى ساحل عمان بينما استقر البوعينين باليوسفية شمال قطر ليمارسوا بعد ذلك التجارة والملاحة البحرية ويصبحوا من أثرى الأسر هناك وكونوا بعد ذلك اسطولاَ بحريا كبيراَ قوامه 120 سفينة والفين مقاتل شاركوا به فى الكثير من حروبهم ضد اعدائهم خصوصاَ أثناء حكم الإمام فيصل بن تركي اَل سعود الذين يعتبرون من أخلص أعوانه وأشدهم على اعدائه من ناحية الساحل الشرقي للجزيرة فقد تحالفوا سابقَاَ مع الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وقاتلوا تحت راية القائد عمر بن عفيصان وساهموا فى نشر دعوة الشيخ فى قطر وعموم الساحل لما لهم من تأثير وقوة وحضور كما شارك البوعينين بعد ذلك معارك وفتوحات الملك عبدالعزيز رحمه الله ولهم الكثير من الوقعات والاحداث السياسية الكثيرة يقول احد شعراؤهم فى وقعة الثميلة عام 1913م : راكب اللي بعيد الخد يطونه – حراير من ضرايب جيش ابن ثاني – من الثميلة لدار الشوق يلفنه - لاروحن بالوصايف جول غزلاني - تكفون ياأهل النضا سجوا عليهنه - سجوا ولجوا وصيور العمر فاني - لابد من خامةِ بيضا على السنه - والموت من قبلنا ماعاف راكاني" يذكر ان أسرة البوعينين تنتشر مابين المنطقة الشرقية وقطر والبحرين والإمارات"
12- بني ضبة" يذكر اهل الشان أنها أسرة كانت لها إمارة بنى خالد سابقاَ ويقال لهم الضبيبات نسةَ الى جدهم ضبيب المتقدم ذكره وأغلبهم موجود اليوم فى العراق"
13- غزية" ذكرها ابن فضل الله العمري فى "مسالك الأبصار" بقوله" فمن غزية غالب واَل اجود والبطنين وساعدة وأضاف فى موقع اَخر" هم بطون وافخاذ ولهم مشايخ منهم من وفد على السلاطين فى زماننا وهم متفرقون فى الشام والحجاز وبغداد وفيما بين العراق والحجاز فأما شيوخ غزية الذين فى طريق بغداد الى الحجاز الذين مياههم اليحموم واللصف والنجيلة والمغيثة فهذه مياه البطنين ومياه الأجود لينة والثعلبية وزرود ومن غزية البطنين اَل دعيج وكان شيخهم متنع بن سليمان قد وفد على الديار المصرية سنة 603هـ واَل روق واَل رفيع ةاَل سرية واَل مسعود واَل تميم واَل شمرود وبطون الأجود من غزية اَل منيع واَل سنبل واَل سند واَل منَال واَل ابى الحزم واَل علي واَل عقيل واَل مسافر وألاد الكافرة وساعدة وبني جميل واَل ابى مالك"
14- اَل عريعر واَل حميد" جاء عنهم فى فهرست الشعر النبطي مايلي : بعد استشهاد مقرن بن زامل بن أجود الجبري سنة 927هـ، في محاولته صد الهجوم الذي شنه البرتغاليون على البحرين احتد الخلاف على السلطة بين فروع الأسرة الجبرية ودب فيهم الضعف مما أدى إلى اضمحلال نفوذهم في الأحساء وبحلول سنة 931هـ استطاع راشد بن مغامس شيخ المنتفق وحاكم البصرة انذاك أن ينتزع الأحساء من الجبريين وينهي حكمهم هناك. ومع ذلك فإن نفوذ الجبريين استمر بعد ذلك لفترة من الزمن في عمان وليس من المستبعد أنه استمر أيضا بين بعض القبائل الرحل في شرق الجزيرة العربية وتذكر المصادر البرتغالية أن مقرن بن زامل له ابن اخت دعته حميد لعب دورا هاما في الدفاع عن البحرين وكان يقود الجيوش الجبرية أثناء تغيب خاله مقرن في الحج وبعد مصرع مقرن على يد البرتغالييون تولى حميد هذا قيادة الفلول الجبرية المنهزمة. ومن غير المستبعد أن "حميد هذا" هو الجد الذي تنتسب إليه أسرة آل حميد" وقد يكون الاسم محرفا عن ابن حميد الذي يحتمل أنه كان شيخ قبيلة بني خالد في ذلك الوقت، فلولا مكانته وزعامته لما صاهره مقرن بن زامل ولا شك أن المصاهرة وصلة القربى القبلية بين الجبريين وبين آل حميد زادت آل حميد رفعة وشرفا وهي التي مهدت لهم فيما بعد ليعلو شأنهم ويتزعموا قبيلتهم لتصبح أكبر قوة محلية في شرق الجزيرة العربية" وبعد ربع قرن من زوال الدولة الجبرية يزحف العثمانيون على الأحساء في محاولة منهم لدرء خطر البرتغاليين وصد هجماتهم. وترد إشارات في الوثائق العثمانية إلى زعيم خالدي من آل حميد يدعى سعدون كان له دور بارز في مقاومة جهود العثمانيين للاستيلاء على المنطقة وفي هذه الفترة يحتدم الصراع بين القوى المختلفة وتتشابك أحداث المنطقة إلى درجة التعقيد. فهنالك البرتغاليون وهنالك العثمانيون وهنالك أمراء الأفراسياب في البصرة، هذا عدا آل مغامس شيوخ المنتفق وآل حميد شيوخ بني خالد. ولا تعنينا تفاصيل هذه الصراعات بقدر ما يعنينا تأكيد الوثائق البرتغالية والعثمانية التي تناولت أحداث الأحساء في تلك الفترة على أهمية الدور الذي لعبته قبيلة بني خالد وزعماؤها من آل حميد في هذه الأحداث منذ انتهاء الدولة الجبرية عام 932 وحتى تمكن براك بن غرير من بسط سلطته على الأحساء والاستقلال بولايتها بعد أن طرد العثمانيين منها في أواخر العقد الثامن من القرن الحادي عشر الهجري وقبل استقلاله بولاية الأحساء بعدة سنوات كان اسم براك بن غرير يرد في الوثائق العثمانية كزعيم قوي يحسب له حساب ويجد القارئ تفاصيل عن تاريخ هذه الفترة المضطربة في كتاب عبدالكريم بن عبدالله المنيف الوهبي بنو خالد وعلاقتهم بنجد واشتهر حكام الأحساء من بني خالد بلقبهم آل حميد نسبة إلى جد لهم قديم واشتهروا كذلك بلقب آل غرير نسبة إلى غرير بن عثمان بن مسعود بن ربيعة وأول من حكم فيهم براك بن غرير ثم اشتهروا فيما بعد بآل عريعر نسبة إلى عريعر بن دجين بن سعدون بن محمد بن غرير وظلوا يحكمون الأحساء قرابة مائة وثلاثين عاما حتى انضوت دولتهم تحت الحكم السعودي في العقد الأول من القرن الثالث عشر الهجري" ومن أبرز الأشخاص الذين ساعدوا براك بن غرير في الاستيلاء على الأحساء ابن عمه محمد بن حسين بن عثمان وشخص آخر اسمه مهنا الجبري يقول الفاخري" وفي سنة ثمانين بعد الألف استولوا آل حميد على بلد الأحساء أولهم براك آل غرير ومعهم محمد بن حسين بن عثمان ومهنا الجبري وقتلوا عسكر الباشا الذي في الكوت وطردوهم ويبدو أن براك بن غرير حالما تمكن من السلطة سارع إلى تصفية أبرز الأشخاص الذي ساعدوه في إجلاء الترك من الأحساء إما بقتلهم أو إبعادهم ربما لخشيته من بروزهم كمنافسين له على السلطة يقول الفاخري عن سنة إثنين وثمانين بعد الألف " وهي سنة غبيبة اسم حرابة بين بني خالد وأخذ براك رفاقته وقتل محمد بن حسين بن عثمان بن مسعود بن ربيعة الحميد"
15- رمييزان بن غشام صاحب الروضة شاعر وفارس وأمير له شهره واسعة ذكر خبره إبن بشر فى تاريخة من اهالي القرن الحادي عشر الهجري فقد جائت ترجمته فى الفهرست : رميزان بن غشام بن مسلط بن رميزان بن سعيد بن مزروع بن رفيع وينتسب مزروع بن رفيع إلى عمرو الندى من تميم وبالتحديد إلى بني حمّاد بن الحارث من بني العنبر وتذكر مصادر التاريخ النجدية أن مزروعا جاء من قفار سنة 630هـ حسب بعض المصادر، أو790 هـ حسب مصادر أخرى، واشترى روضة سدير وعمرها واستوطنها وتداولتها ذريته من بعده وله أربعة أولاد نجباء نابهون أصبح كل منهم أبا لقبيلة. وأولاده هم: سليمان الذي ينتسب إليه المزاريع، وهلال الذي ينتسب إلىه آل بو هلال، وراجح الذي ينتسب إليه آل بو راجح ومنهم آل ماضي وسعيد الذي ينتسب إليه آل بو سعيد الذين ينتمي إليهم رميزان بن غشام وتقاسم ذرية أبناء مزروع الأربعة روضة سدير وصار لكل منهم محلة تعرف باسمهم وكان النزاع على السلطة مستمرا لا ينقطع بين آل بو هلال وآل بو سعيد وآل بو راجح ولا نعرف شيئا عن العمق التاريخي لذلك الصراع على إمارة الروضة بين تلك الأسر ولا عن الأسس التي يعتمد عليها رميزان في طموحه إلى السلطة ويستمد منها شرعية مطلبه إلا أننا نستشف من قصائده أنه يعتبر نفسه الأجدر بالإمارة لا من حيث ما كان يتمتع به آباؤه وأجداده من مكانة اجتماعية وسياسية ولا من حيث قدرته هو وعشيرته من آل بو سعيد على الوفاء بالتزامات البلد وتأدية واجباتها في الذب عن حماها وفي إكرام الضيوف الوافدين إلىها وفي إشاعة العدل بين أهلها وجمع كلمتهم ومعاملتهم بالرفق واللين كان رميزان من أشهر أمراء عصره. ويلقبه الفاخري بالبطل الضرغام وهي الصفة التي أصبحت ملازمة له في معظم مخطوطات الشعر النبطي ومصادر التاريخ التقليدية ومما زاد من شهرته موهبته الشعرية التي مكنته من تسجيل صراعاته وكفاحاته وإنجازاته ومصادر التاريخ المحلية التي يصل إعجاب كتابها بشخصية رميزان إلى حد إطلاق مختلف أوصاف البطولة عليه لا تذكره إلا في بضع كليمات متناثرة في ثلاث مواقع مشتتة الموقع الأول في سنة 1052هـ التي يقول المؤرخون، باختزال شديد" إن شيخ العيينة أحمد بن عبدالله بن معمر هب لمساعدة ماضي بن محمد بن ثاري بن محمد بن مانع بن عبدالله بن راجح بن مزروع وقمع رميزان الذي كان يتطلع إلى انتزاع السلطة من ماضي وسار ابن معمر بجيش كثيف وأخرج رميزان من أم حمار حارة معروفة في أسفل حوطة سدير حيث كان على ما يبدو يتحين الفرصة بأبناء عمه والموقع الثانى الذي يرد فيه ذكر رميزان في مصادرالتاريخ المحلية سنة 1057هـ حينما استولى على إمارة روضة سدير بمساعدة شريف مكة زيد بن محسن وقتل ماضي بن محمد بن ثاري صاحب ابن معمر وقال الشيخ محمد بن عثمان الفارس أن رميزان بعدما أخرجه ابن معمر من أم حمار ذهب إلى منطقة المشاش بالقرب من بلدة القصب وبدأ من هناك بمكاتبة الشريف زيد ولا شك أن هذه السنوات الخمس الحرجة من حياة رميزان السياسية التي قضاها بجوار خاله جبر بن سيار أمير بلدة القصب وما قد يكون أسداه له خاله خلالها من عون ومؤازرة كان له بالغ الأثر في تقوية أواصر العلاقة بين الإثنين وتوثيق عراها كما يتضح من مراسلاتهما الشعرية وقد تكون بعض القصائد الغزلية المتبادلة بين رميزان وجبر قيلت خلال تلك الفترة ويرمز الغزل فيها إلى تطلع رميزان لإمارة الروضة واستعادتها من أبناء عمه وفي حديثه عن أحداث سنة 1052هـ يقول مقبل الذكير عن لجوء رميزان إلى الشريف زيد" وكان له به صلة وثيقة فشكى إليه ما لحقه من أبناء عمه واستنجده عليهم فأوعده خيرا ولكنه لم يتمكن من إنجاده لأن الحاله في الحجاز مضطربه ولم يهمل أمره كل الإهمال فلما استتب الأمر للشريف في الحجاز خرج غازيا نجد بعد هذه الحوادث بخمس سنوات وفي هذه الغزوة أقدم الشريف على قتل ماضي بن محمد بن وولى رميزان إمارة الروضة عام 1057هـ والموقع الثالث الذي يرد فيه ذكر رميزان في مصادر التاريخ المحلية هو حادث مقتله عام 1079هـ أو 1080هـ على اختلاف بين المؤرخين قتله سعود بن محمد من آل بو هلال الذين يجتمعون مع آل بو سعيد عصبة رميزان في جدهم المشترك مزروع وهكذا نرى أن رميزان عاش حياة تحفها المخاطر من كل جانب. كان عليه لكي يظفر بالسلطة ويحتفظ بها أن يخوض صراعا دمويا مريرا مع أبناء عمومته من آل بو راجح وآل بو هلال حتى انتهت حياته بالقتل"
اما قصيدة رشيدان بن غشام فى براك بن غرير فمنها هذه الأبيات : اولاد بلاع ذوابة خالد - ابن الوليد أزكى سلام زارها - قتلوا قيس وطيِ اذعنت - نزالها رواحها ومصارها - بذلوا بها مهج النفوس فادركوا - لذاتها ممزوجه بامرارها - بمثل جلد النمر تتلي ميمرِ - وعجاجةِ يغشى السماك غبارها - براك بن غرير امضى خالد - مولي مفاخرها وسنا نوارها"