[ بني خالد ]
بنو خالد احدى قبائل العرب التى تنازع المؤرخون هل هي قحطانية أم عدنانية لكن الثابت عن بني خالد أنهم من عدنان أحد جذمي العرب وان كان بعض من القبائل القحطانية قد انضووا تحت لواء بني خالد ابان حكمهم لشرق الجزيرة العربية ولبني خالد وقعات وحروب واحداث فى شبه الجزيرة العربية حققت كتب التاريخ فيها وتناقلها الناس ومن أشهر الأسر فى بني خالد اَل حميد التى ترجع اليهم رئاسة بني خالد الذين عرفوا فيما بعد باَل عريعر وسوف نستقصي تاريخ وأقسام بني خالد حسب ماتوافر لنا من المصادر التاريخية المتنوعة" تنقسم بني خالد الى بطون وفروع كثيرة بعضها لايزال يحتفظ باسمه الى وقتنا الحاضر وأهم تلك الفروع مايلي :
[ فروع بني خالد ]
1- الجبور: أحد فروع بني خالد الكبيرة التى تحضَر معظمها فى وقتنا الحاضر حكموا منطقة شرق الجزيرة العربية وامتد نفوذهم الى نجد وجزيرة البحرين وكانت لهم الزعامة المطلقة فى القرن التاسع الهجري الخامس عشر الميلادي تقريباَ ثم أخذ نفوذهم يضعف منذ أن احتل البرتغاليون البحرين وقتلوا زعيم الجبور القوي (1) مقرن بن زامل سنة 927هـ 1521م واستمر نفوذهم فى التقهقر حتى استولى
(2) اَل مغامس على منطقة الإحساء منهم كما ضعف أمرهم فى عُمان على يد (3) اليعاربة ثم انضووا نهائياَ فى بني خالد ابن سيادتهم للغلبة وصلة القرابة" وهناك من نسبهم دون تحديد ونهج ذلك الجاسر عند كلامه عنهم فذكر انهم فى الإحساء ونواحيه وفى اقاليم القصيم والعرض والوشم النجدية ثم ذكر من يعد فروعهم الى مقدام وبنو نهد والبويتات "اَل بيوت" والعماير واَل صبيح والدعم واَل جناح وكل هؤلاء يشملهم اسم بني خالد" أما من حيث نسبهم فقد تناول الكثير من الباحثين نسب الجبور هؤلاء بالبحث والتحليل وتوصلوا الى انهم من عقيل بن عامر العدنانية ويذكر ابن بسام عند حديثه عن نسب اَل بليهد النجديين أنهم من اَل سيار(السيايرة) أحد فروع الجبور ثم ذكر أن الجبور بطن كبير جداَ من قبيلة بني خالد التي هي من قبائل بني خالد التي هي من قبائل بني عامر بن صعصعة" إلا أن هناك فرعاَ اَخر من الجبور (4) ذكره العمري من بني خالد فى معرض حديثه عن خالد الحجاز وعدَه من عرب الحجاز كما أورها ابن لعبون ناقلاَ عن السيوطي إلا أنه نسبهم الى بني عقيل من ضمن فروع خالد الحجاز وقال عنهم : وكان للجبور المذكورين دولة ورياسة بادية وحاضرة ثم تحدث عن زعيمهم أجود بن زامل وشهرته أي انه يعتبر جبور بني خالد هم أصحاب الدولة الجبرية" وعدَهم المغيري من غزية ثم ذكر الجبور من بني خالد بينما اعتبر ابن عقيل هؤلاء الجبور جبور بني خالد المعاصرة للتدليل على رأيه أن بني خالد المعاصرين المعاصرين هم بني خالد الحجاز التي يرجعها الى قحطان معتبراَ أن الجبور العقيليين ( اَل جبر) مجرد اسرة حاكمة لاعلاقه لها بجبور بني خالد المعاصرين وهذا الإعتبار صعب احتماله لتعارضه مع تاريخ الجبور العقيليين ودورهم القبلي فى المنطقة مضافاَ اليه الاعتبارات التالية"
أ- من الثابت أن جبور بني عقيل بن عامر العدنانية بعد أن ضعُف أمرهم وزالت دولتهم فى الإحساء قد انضووا أياَ كان حجمهم الى بني خالد المعاصرة وهذا راجع على الأرجح لصلة القرابة" ب - إن اعتبارهم مجرد أسرة حاكمة ليس لها وجود قبلي أمر تعارضه غزواتهم المتعددة على المناطق المجاورة كعًمان بإسلوب الغارات القبلية المعروف بين قبائل البادية" قال عنهم السيابي الذى يعدهم من هلال بن عامر بن صعصعة : فكانوا فيما خلا يفيضون على عمان غزاة من الحسا والقطيف وينتهبون فى عمان ثم يرتفعون الى اطراف الحسا ونواحيها وتوجد منهم بقية فى عمان وورود مهاجمة(5) السلطان ناصر بن مرشد اليعربي لإبلهم ومواشيهم خلال فصل الرعي بمساعدة من بعض الجبور المنشقين وماحدث بينهم من انقسام وصراع نتيجة لتنافس زعمائهم على السلطة وعدم اتفاق الأغلبية على زعيم معين من بين المتنافسين يرجع لكثرتهم وتعداد فروعهم" ج- ترد مشاركة الجبور العقيليين بعد سقوط دولتهم لبني خالد فى بعض احداث المنطقة كغاراتهم على عُمان والاستيلاء على الإحساء مما يعني أنهم ليسوا مجرد أسرة حاكمة سقطت فانتهى دورها" د- جبور عقيل بن عامر منسوبين الى جدهم جبر وقد وُجدوا فى المنطقة منذ بداية القرن الثامن الهجري على أقرب تقدير( السلطان أجود بن زامل بن حسين بن ناصر الجبري ولد سنة 841هـ 1418م " مايعني إمكانية أن تكون فرع كبير من نسل جبر فقط دون عشيرته ومن انظم اليه من بني عقيل وغيرهم فلا تكون الزعامة لشخص ما فى مجتمع قبلي دون عشيرة كبيرة على الأقل تسنده" هـ - يرى الحميدان أن المصادر لم تسعفه فى الإجابه على تساؤله عن موقع إسم جبر ضمن سلسلة نسب الأسرة الجبرية الحاكمة فى معرض حديثه عن مقولة أن الجبور يُنسبون الى جدهم الأكبر جبر وليس هناك ماينفي وجود الجبور العقيليين قبل أن يحكموا المنطقة فإن نسبة بيت بيت حاكم الى جد معين لايعني قرب ذلك الجد فجميع القبائل تنتسب الى جدها وان كان بعيداَ لاسيما أن ابن عقيل نفسه قد رجَح أن شخصاَ يُدعى (6) جبر من أعيان أول القرن الثامن الهجري من أجداد أجود بن زامل"
وزمن هذا الجد كافِ لتكون بطن كبير من نسله ومن يلتف حوله من عشيرته إضافة الى أنه أورد شخصاَ إسمه جبر فى سلسلة بني عوف بن عامر عند كلامه عن (7) العصفوريين ولااعرف لماذا استبعد أن يكون جداَ للجبور العقيليين لأن قِدم حجة ذلك الجد لاتنفيه خصوصاَ أن معظم الفروع العامرية هذه لاترد إلا بعد ظهور زعيم قوي تٌنسب اليه قال الحميدان فى معرض حديثه عن ظهور زعامات عامرية : وينتسب كل فخذ الى زعيمه فهناك الشبانات نسبة الى زعيمهم شبانة والقديمات نسبة الى زعيمهم قديمة والغفيلات أو العقيلات نسبة الى زعيمهم غفيلة أو عقيلة فليس بعيداَ أن يبرز من العقيليون سواءَ كانوا بهذا الإسم أو بغيره بعد أن يظهر فيهم زعيم قوي يُدعى جبر فيُنسبون اليه" وقد ذكر اَل كريع نقلاَ عن المسنين من أهالي الجوف أن بني خالد هناك ينتمون الى أمراء دولة الجبور فى الإحساء برابطة القرابة والدم ومن تلك المقالة دلالة مهما كانت درجة قوتها على وجود صلة نسب بين الجبور العقيليين وبني خالد" وأخيراَ فإننا لانريد التوسع فى هذا الموضوع حتى لانخرج بعيداَ عن نطاق بحثنا فخلاصة كل مانريد تبيانه هو أن الجبور العقيليين عبارة عن كيان قبلي وليسوا مجرد أسرة حاكمة" وأُرجح من خلال ماسبق صحة نسب الجبور المعدودين فى بني خالد اليوم الى عقيل بن عامر وقد يكون جبور بني خالد الحجاز دخلوا فى الجبور العقيليين أثناء سيادتهم كما دخلت فروع بني خالد الحجاز الأخرى كاَل جناح واَل مقدام واَل ثبوت فإذا أخذنا بهذا الإحتمال يكون جبور بني خالد المعاصرين من فرعين مختلفين" أولهما : كبير متغلب صاحب سيادة سابقة ينتمي الى عقيل بن عامر العدنانية ثانيهما : صغير مغمور من خالد الحجاز لم يعد له وجود إلا فى كتب الأنساب بعد أن ذاب فى الأول بسبب التداخل نتيجة الغلبة واتحاد الإسم والشهرة واحتواء لفظ بني خالد لهما فى النهاية قياساَ على مقولة الهمداني وغالبية الجبور موجودين الاَن فى العراق ونجد والإحساء وعُمان وغير ذلك من المناطق" ونسب الدباغ (8) اَل مسلم حكام قطر السابقين الى الجبور الخالديين كما نسب معظم أهل الجشة فى الإحساء الى الجبور كما أن هناك من نسب(9) القواسم الى جبور بني خالد وهو أمر لم نجد مايسنده"
2- اَل صبيح : وهم فرع كبير سكن شمال المنطقة التابعة لبني خالد وحدده صاحب اللمع باليفير( الجفير) الى الجهره الى الصبية الى سنام الذي هو أول ديار المنتفق وأرجع اختيار هذا المسكن الى قوة هذا الفرع وقدرته على مواجهة أعدائهم فى الشمال وهم العثمانيون وقبائل المنتفق والأرجح فى نسبهم أنهم أحد فروع خالد العامرية العدنانية كما مرَ بنا إلا ان هناك إحتمالاَ اَخر أنهم (10) من خالد حمص المخزومية العدنانية أو من خالد بن مهدي من جذام القحطانية وانهم هم المقصودين فى رواية ابن عبدالقادر والدباغ السابقتين حول مقدم بني خالد من الشام بصحبة القوات العثمانية عند إحتلالها لمناطق البصرة والقطيف والإحساء ويستند على هذا الإحتمال على مايلي : أ- مع أنهم ليسوا من خالد الحجاز لأنهم لم يردوا ضمن فروعها ولأن جميع فروع خالد الحجاز كانت مجرد فروع صغيرة بالنسبة للفروع الخالدية الأخرى فليس لدينا دليل قطعي على انهم من بني عامر العدنانية" ب- المنطقة التى سكنها اَل صبيح منطقة فقيرة نسبياَ بالنسبة للمناطق المجاورة لها فى الجنوب والشمال ولكنها ولكنها ذات أهمية عسكرية فمن المحتمل أن اختيار هذا المسكن لهم كان من قبل العثمانيين بعد أن فتحوا جنوب العراق وذلك للإستفادة من قدرتهم الحربية الكبيرة" ج- انه يوجد فى خالد بن مهدي فى الأردن فرع كبير يُسمى اَل صبيح (الصبيحات) وقد ذكر الجاسر عند كلامه عن هذا الفرع مانصه : ومن صبيح قسم فى المنطقة الشرقية بالقرب من الجبيل ومن فروعهم (11) اَل بوعينين المقيمون فى قطر والبحرين والظهران والهدهود واَل حيًة واَل كتب ومخاصم واَل زبن اضافة الى الحميدات فى قرية الوسل والظعاين فى قطر"
3- العماير: أحد الفروع الشهيرة فى بني خالد أورد ابن بسام وصاحب اللمع الذى ذكر أن فيهم ُرحلاَ إلا أن بعضهم استقر فى جنة وابوعلى وبقية أرض العداَن الى بلبول ثم أشار الى نزول سفنهم للغوص فى فصل الصيف وارتيادهم الموانىء المجاورة ويبدوا أن لهم الريادة فى بني خالد من حيث النشاط البحري ولايُستبعد أن يكونوا على رأس من تصدى للبرتغاليين وقاومهم من بني خالد وهذا الفرع عدناني الأصل ولم أجد من ينسبه الى قحطان إلا ابن عقيل عندما عدَه من خالد الحجاز فى محاوله منه لتعميم هذا النسب على خالد المعاصرة وأورد ابن لعبون ذلك الفرع فى حديثه عن بني عقيل عندما ذكر عميرة جد العماير من أولاد عقيلة بن شبانه وانه شيخ عقيل ثم ذكر استيلائهم على القطيف مقابل مساعدتهم أحد المتصارعين على السلطة من البيت العيوني الحاكم ومع أن ابن عبيد قد أخذ برأي من اعتبر العماير من بقايا العمر فإنه لم ينسبهم بل ذكر مساكنهم ودخولهم فى بني خالد ثم قال : ومن بقاياهم فى شرق الجزيرة الدمام والبحرين وغيرها الجلاهمة وبنو فهد ومن فروعهم الدواودة واَل حسن واَل خالد واَل رزين واَل شاهين"
4- العمور : تلازم هذا الإسم مع العماير واعتبرا إسمين لفرع واحد ويرى الجاسر انه الإسم القديم لفرع العماير المعاصرين وينسبهم لبني عبدالقيس العدنانية غير أن ابن بسام أورده فرعاَ مستقلاَ عن فى بني خالد بعد أن ذكر العماير أما صاحب اللمع فمع أنه أورد العماير ولم يشر الى العمور إلا انه ذكر أن هناك ثلاثة فروع أخرى لم يسمها ويتطابق عدد مقاتلي كل فرع من هذه الفروع مع تعداد ابن بسام لمقاتلي العمور كما أن الحقيل عدهُ منفصلاَ ولكنه أخذ من نسبهم الى قبيلة الدواسر المعاصرين وقد تكون هذه النسبة فى أحد بطون العمور فقط" وقد ذكر الحقيل وهو يتحدث عن الفروع العدنانية فى قبيلة الدواسر أن من العمور قوماَ من سلمية وتدمر وحماه نزحوا من نجد فى القرن الثاني عشر الهجري وذكر منهم مسقلاَ عمور (الأبي حربة) وزعيمهم ابن مظهور ومنازلهم ناحية تدمر ومن فروعهم الخضر الناصرة الزليفات العناترة ثم عدد من التحق منهم ببطون قبيلة عنزة المختلفة وهذا يعني أن عمور الدواسر قد نزحوا الى الشمال ومازالوا معروفين حتى اليوم سواءَ المستقلين أو من دخلوا فى بطون عنزة مما يُضعف كون عمور بني خالد يرجعون الى الدواسر ويقصره إحتمالاَ على احد فروعهم"
5- المهاشير: أحد فروع بني خالد الكبيرة واكثرها صلة بحياة الحل والترحال (البداوة) كانت كانت تجوب العرمة وماجاورها شرقاَ حتى أطراف الإحساء والقطيف وقد عطفهم ابن لعبون على اَل حميد فى عبارة مبهمة لاأدري هل يقصد بهم اَل حميد أم أنهم من خالد الحجاز قدموا مثل اَل حميد من جهة بيشة وقد نسبهم ابن عبدالقادر ضمن عدد من فروع بني خالد الى اَل حميد بعد أن نسب اَل حميد الى خالد الحجاز ويبدوا أن هذا مافهمه ابن عبدالقادر من عبارة ابن لعبون السابقة فأخذ بالعطف على أنه على اَل حميد والأرجح على أن المهاشير ليسوا من خالد الحجاز ولا من اَل حميد خلافاَ للمقولة السابقة ويرجع اهتمامنا بالمقولة السابقة على علتها الى انفرادها بالإشارة الى صلة مابين المهاشير وأحد الفروع القحطانية على أساس أنهم قدموا من جهة بيشة كاَل حميد فربما كانوا يرجعون الى أصل قحطاني مثلهم ولم أجد ذكر صلة للمهاشير بخالد الحجاز أو بالقحطانيين عموماَ فى سواها فحتى المغيري الذى ينسب خالد المعاصرين الى خالد الحجاز لم يعدهم من فروع خالد الحجازية تلك بل اكتفى بتعداد من ينتسب للمهاشير من الأسر والبطون أما ابن عقيل فيقول تعليلاَ لأعتراضه على نسبة بعض المحدثين للمهاشير والقرشة : ولأن تسمية هاتين القبيلتين قديمة منذ ان كانوا فى برية الحجاز قبل ان يكون لهم أدنى اتصال بجنوب الجزيرة أوشرقها ولم اجد للمهاشير أي ذكر قديم سواء ضمن خالد الحجاز أو غيرها فى برية الحجاز"
ويبدوا ان للمهاشير دوراَ مؤثراَ فى مشيخة القبيلة فقد منحهم اَل حميد شيوخ بني خالد بعض الإمتيازات كما يرد تدخلهم فى تعيين زعماء بني خالد من اَل حميد ويحتمل أن يعود هذا الدور المؤثر الى أحد سببين أ- صحة رواية مقدمهم مع اَل حميد من بيشة وانهم ساعدوهم فى تولي الزعامة الخالدية واخذنا بهذا يدفعنا الى احتمال نسب المهاشير فى قحطان مما يعني التقاء نسبهم مع اَل حميد ب- انهم هم المعنيون فى الرواية المحلية بمناصرة اَل حميد الحديثي العهد بالمنطقة فى خلافهم مع بني (12) ضبة زعماء بني خالد السابقين مما ادى فى النهاية الى انتقال الزعامة الخالدية الى اَل حميد وقد يكون سبب هذه المناصرة الجوار والتحالف واخذنا بهذا يدفعنا الى احتمال نسب المهاشير فى بني عامر العدنانية قديمي العهد بالمنطقة ويذكر لوريمر أن جزءاَ من المهاشير يقيم فى عنك وواحة القطيف وفى جزيرة المسلمية وربما فى جزيرة جنَة بصفة دائمة كما ذكر المغيري بعض بطونهم من الحاضرة مثل اَل نويران فى الشقيق والخطيب فى المبرز واَل دوغان فى الكويت وعدد من باديتها مثل اَل كليب واَل عبيكة واَل ثنيان واَل علي واَل سويكت فى الخرج واَل عجيل من البادية وهناك بعض المعاصرين أرجوْ نسبهم الى قبيلة بني هاجر القحطانية المعاصرة وهذا أمر مستبعد لأن المهاشير موجودون فى المنطقة منذ القرن العاشر الهجري على أقرب تقدير بينما قبيلة بني هاجر حديثة العهد بالمنطقة إلا إن كان القصد من هذه النسبة التقاءهم معهم فى نسب أعلى أو أن فرعاَ متاخراَ من بني هاجر دخل معهم"
6- اَل حميد : أحد فروع بني خالد الشهيرة ومصدر شهرته انه مقر الزعامة الخالدية منذ أن ظهرت على مسرح الحداث فى شبه الجزيرة العربية نحو منتصف القرن العاشر الهجري السادس عشر الميلادي على اقرب تقدير وقد استقرت الرئاسة فى فترة متأخرة فى سلالة عريعر بن دجين من اَل حميد فأصبح يطلق عليهم اَل عريعر ونسب اَل حميد محل تباين بين المؤرخين كما هي الحال فى نسب مجمل بني خالد فقد ذكر السويدي اَل حميد ضمن بطون غزية ومنازلهم مع قومهم غزية فى يرية الحجاز التى ينسبها الى جشم من هوازن العدنانية ناقلاَ عن العير مع القلقشندي وهو يعدد فروع غزية تلك ذكر انها من
(13)غزية القحطانية اما ابن بسام ففى معرض حديثه عن اَل حميد فى العراق قال : واَل حميد من غزية طي القحطانية كما حدثني الشيخ حمد الخليوي الجشعمي " كذلك عدَهم المغيري من غزية الطائية ثم عددهم من فروع الأجود من غزية الطائية وانهم يلتقون بخالد الحجاز فى غزية معتمداَ على السيوطي الذى يروي عن الحمداني كما ذكر ابن مانع فى معرض حديثه عن قبائل الأهواز العربية أن اَل حميد بطن من الأجود وأنهم حكموا الإحساء بعد أن استخلصوه من الأتراك وأنهم نزحوا الى الأهواز مابين عامي 1207هـ 1220هـ / 1794م 1805م أما ابن لعبون فقد ذكر أثناء استعراضه لبني عامر أن منهم خالد الحجاز من عرب بيشة الذين انخزل منهم اَل حميد" ثم ذكر أن من بني لام خالد المذكورين الذين انخزلوا من ناحية بيشة"
ومع مافى هذا الحديث من التباس إلا أن من الواضح أن ابن لعبون يعتبر اَل حميد من خالد الحجاز وقد نسبهم كذلك ابن عبدالقادر الى خالد الحجاز متأثراَ على مايبدو برأي ابن لعبون السابق أما العزاوي فينسبهم الى بني خالد المخزومية ولكنه عندما تحدث عن اَل حميد فى العراق ذكر انهم معدودين من الأجود ضمن غزية وهم لايمتون لهم بصلة إنما هم من العشائر الزبيدية الحميرية أي أنهم قحطانيون ومصدر اعتراض العزاوي مبيناَ على أن أجود من غزية العدنانية الأصل بينما هم قحطانيون كما انه يسبعد أن يكون لهم علاقة باَل حميد فى الإحساء ويبدو كذلك انه ليس لهم علاقة حتى باَل حميد الذين ذكرهم ابن بسام فى العراق" ومن خلال متابعة وتحليل الاَراء السابقة يرجح لدينا انهم من غزية الطائية القحطانية سواءَ دخلوا فى الأجود أم لا وسوف نعود لتحقيق هذا الرأي بعد استعراض ومناقشة اَراء بعض المعاصرين المختلفة حول نسب اَل حميد وذلك على النحو التالي : أ- من نسبها الى وائل من عدنان وهذا نسب بعيد الإحتمال ولانعرف مصدره وكل مالدينا من معلومات يعارضه ب- من نسبها الى بني خالد الحجاز من بني عقيل بن عامر بن بن ربيعة من عبدالقيس وهم بقايا الجبيريين الذين تزعمهم أجود بن زامل الجبري ومن الواضح أن هذا النسب متناقض ولعل ناسبه حاول أن يربط كل ماعرفه عن نسب بني خالد فى نسب اَل حميد فدمجه اجتهاداَ فى رأي واحد فظهر ذلك الإلتباس"
ج- من نسبها الى ثعلبة من طيء وإن كنا لانعرف صلتهم بثعلبة هذا إلا أنه رأي مقبول لاتعارضه المصادر التى بين أيدينا لأنه أرجعها الى طي القحطانية د- من نسبها الى عبيدة من جنب وهذا النسب يرجعها الى قحطان ويتوافق فى مجمله مع رواية مقدمهم من جهة بيشة لأن منازل عبيدة تلك مجاورة بيشة وبمقارنة مااستنتجناه من مصادرنا بالرأيين السابقين يرجح لدينا انهم قحطانيون سواءَ كانوا من غزية أو طي أو عبيدة لأن تلك البطون ترجع الى نسب واحد وإن تكن متفرعة من بعضها وأخيراَ فإن هناك رأياَ لأبن عقيل حول نسب اَل حميد يخالف ماتوصلت اليه هذه الدراسة وسوف نناقش هذا الرأي من منطلق استدلال ابن عقيل نفسه فقد ذكر أن ( اَل حميد من السحبان من الجبور من بني خالد القحطانيين واَل حميد من اَل بلاَع إلا انني لاادري هل اَل بلاَع من السحبان من اَل بلاَع ) ولم يوضح لنا مصدر اعتماده على هذا الرأي إلا إذا كان يعتمد على مصدر ابن مانع الذى نقل عن العزاوي أن اَل عريعر من السحبان ثم عُرف السحبان بأنهم رؤساء بني خالد وكانوا يملكون الكويت قبل اَل صُباح " وهذا الرأي لايُستند عليه إلا فى الترجيح لأنه لم يُنقل من معاصريه ولأن المصادر الأخرى تعارضه ثم إن كلاَ من العزاوي وابن مانع يفرقان بين (14) اَل عريعر واَل حميد فى اَرائهما السابقة أما إذا أُستند على أنهم من اَل بلاَع على بيت الشعر الشعبي المنسوب
(15) لرميزان بن غشام الذى يمدح به براك اَل غرير : اولاد بلاًع ذوابة خالد – بيت الندى منها وملجا الهاربا" فإن هذا البيت لايعني سوى أن براك من اَل بلاَع ولاينفي أن اَل بلاَع أنفسهم من اَل حميد الفرع الأقدم والأعم"
"هذا مجمل ماجاء عن قبيلة بني خالد"
يتبع