أيها الأخوة الكرام :
بالنسبة للرجال الذين ورثوا عن آبائهم وأجدادهم شرف رئاسة قبائلهم فقد غيّر الزمان أصلاحياتهم على القبيلة من الأسؤا إلى الأفضل ومن الأصعب إلى الأسهل
حيث كان شيخ القبيلة يمثل قائد الحرب الذي ينطح الأعداء أول واحد ويمثل القاضي الذي يقضي بين المتخاصمين وهو الذي يرّحل القبيلة وينزّلها ويقاوم بها ويصاحب وعليه أن يكون شجاع وكريم وحسن الأدارة وإذا أخل بهذه المقومات فأنه يفقد الرئاسة حيث يبرز له منافس يفوقه بالكرم والشجاعة وحسن الأدارة فينتزع الرئاسة منه ثم يرجع فرد من أفراد العشيرة ولذلك نسمع يقال كانت الرئاسة لآل فلان فيكون فعل ماضي وفي خبر كان
أما في هذا العصر فأن الشيخ قد نزل عن كاهلة جميع المهمات الحربية والرحيل والنزيل والمقاومة والصحب وأصبح من أوفر الناس حظاً فهو يقّدر بحسب العرف القبلي ويكون له شأن بموجب أرث جدوده عند جماعته وعند القبائل وعند الدولة وتكثر عليه العزائم والهدايا والهبات والأعطيات حتى يتعوّد ثم تكون فرضيات وطالما أنه يتوفر له الجاه والمال فأنه يعتمد الأسلوب الذي جبله الله عليه فالبعض يصيبه غرور ويتكبّر بصفته أبن فلان وشيخ القبيلة الفلانية وينتفخ ويشعر بالخيلاء والعجب بنفسه ويرى أفراد القبيلة مجرد خدم له ولأبوه حيث أنه لو أهدى له شخص هدية أو أكرمه في كرامة لا يحسب ذلك كرم من الشخص لكي يحفظ له الفضل بل يرى أنه واجب عليه يؤديه مرغماً وهكذا تصوّر بعض الشيوخ
وإليكم بعض الصفات والمزايا الذي يتصف بها بعض الشيوخ وهي كالأتي :
هناك شيخ ارتبطت به القبيلة وهو لا يفتح الباب ألا نادراً وعندما يراجعه من له موضوع ويطلب توقيعه يواعده ويماطل به حتى يزهق ثم يفهم أنه يريد شيء فيدفع ويحصل على التوقيع وهذا ديدنه مع كل جماعته حتى أنه الحق الضرر في الكثير منهم وحرمهم من المصلحة المتعلقة بتوقيعه ومع ذلك فهو يشعر بنشوة لأنه أذلهم وخضّعهم والكثير يعزمه ويهدي عليه لكي ينجز عمله وليس تقدير ولكنه خوف وطمع فهو مفروض عليهم وقد جثم على صدورهم وليس لهم مناص عنه فماذا تقولون بهذا هل هو شيخ أو خائن مرتشي ؟
وهناك شيخ يريد أن يسحب ختم قريب له فأنكر رجل
من جماعته كان بكفالة أبن عمّه وأدعى أنه ليس من القبيلة وأنه ليس سعودي وهو يعرفه تمام المعرفة ولكنه جعله ضحية لكي ينزع ختم أبن عمّه بحجة أنه يكفل خوارج فدخل السجن الرجل هو وعائلته وأبعد عن البلاد إلى عدة دول مجاورة ولم تقبله لأنه ليس من مواطنيها ثم لجأ إلى أحد المشائخ أصحاب الضمير فتقدم للسلطة وأثبته وفجّر شيخه وأرغمه على الأعتراف به وهاهوا لا يدخل المسجد ألا ويدعي على الشيخ الذي عرضّه هو ونسائة للسجن والتسفير ومع ذلك يدعي أنه شيخ وهناك من يقدسه
وهناك شيخ يقوم بقضاء بعض اللوازم ويسعى ويتوسط ولكن كما يقال أدهن السير يسير فهل هذا شيخ
وهناك شيخ خنقه البخل حتى كاد أن يقتله وعندما يأتيه صاحب الحاجة يريد جاهه عنده ضحكة كأنها دقة سلف شبح وليس غيرها شيء ومع ذلك لا يريد أن يسمى شيخ غيره
وهناك شيخ دواء جمعة لا ينفع ولا يضر وهو هدبة خرج لا تعدل مايل ولكنه ليس به لا خير ولا شر وهذا أفضل من المتكبر الحقود الطماع الجشع
وهناك شيخ نظرته شمولية لكل القبيلة ويتعامل بالواقع وإذا وعد أوفى وقد حباه الله بخفة النفس والتواضع وبعد النظر ومن خصاله العفة والشهامة وهو يسعى لحل قضايا القبيلة بصمت ولا يريد الشهرة وهو صادق في أقواله وأفعاله وكريم في بيته وعفيف ونزيه ومهما بلغ به الجهد لا يتضجّر ومهما بلغت به الحاجة المادية لا يطلب معونة فهذا هو الشيخ الذي نتشّرف به ونعتز به ونحبّه
وهناك شيخ توجه واستخدم جاهه لحل مشاكل القبيلة فأعتق رقاب وحل مشاكل عويصة وبذل جهده في كل أمر مستعصي وسعى في قضايا لقبائل من عنزة غير قبيلته حتى بدأ يغار منه المقصرين وحاولوا أيقاف جهده لكي لا ينفع القبيلة ولكنهم عجزوا فزاد قدره عند القبيلة وفرض أحترامه وهذا الذي يستحق التقدير والأشادة
وهكذا صفات بعض الشيوخ والقبيلة تريد من يحمي مجد جدوده ويستخدم وجاهته لصالح القبيلة ويوفي بالوعد ويصدق بالقول ويعتذر عن الذي لا يستطيع عمله ولا يواعد ويخلف ويحب القبيلة وتكون به حمية وغيره وهو ليس حسود ولا حقود ولا شرير ولا متكبّر ولا ظالم ولا طماّع وأن يعرف أن لأفراد القبيلة واجبات مفروضه عليه لا يحق له المماطلة بهم وألا يطلب مقابل عمله شيء لأنه مكلّف ولم يكن شيخ لولا القبيلة وهكذا