المناقب المزيدية في اخبار الملوك الاسدية
أبو البقاء هبة الله محمد بن نما الحلي (المتوفى : في حدود 400 ه وقيل في القرن السادس)
كتب "ثم قال لأبي بكر و علي: أمضيا بنا الأهم أحياء ربيعة لعلهم إن يجيبوا الأهم الأيمان فمر حتى أتى منازل ربيعة فوقف عليهم و تقدم أبو بكر و كان نسابا فسلم و قال ممن القوم؟ قالوا: من ربيعة قال أمن هاماتها أم من لهازمها؟ قالوا من لهازمها العليا قال من أيهم أنتم؟ قالوا نحن من ذهل الأكبر قال أمنكم حارثة بن عمرو صاحب اللواء و قائد الأحياء؟ قالوا: لا قال: أفمنكم المزدلف صاحب العمامة الفردة قالوا: لا قال: أفمنكم الحوفزان قاتل الملوك و سالبها130 أنفسها؟ قالوا: لا قال أفمنكم حسان بن مرة حامي الذمار و منع الجار؟ قالوا: لا قال: أفمنكم أخوال الملوك من كندة؟ قالوا: لا قال: أفمنكم أصهار الملوك من لخم؟ قالوا: لا قال فلستم ذهل الأكبر أنتم ذهل الأصغر. فقام إلى دغفل بن حنظلة النسابة و هو يومئذ غلام و قد بقل وجهه يقول:
لنا على سائله إن نسأله ... فالعبء لا نعرفه و لا نحمله
ثم قال يا هذا قد سألت فلم نكتمك شيئا و نحن نريد إن نسألك فممن أنت؟ قال رجل من قريش. قال بخ بخ! أهل الرياسة و السؤدد و هداة العرب و أزمتها منكم قصي بن كلاب الذي جمع قومه من كل أوب فأسكنهم مكة و قتل أعداءه نفاهم عنها و أنزل قومه منازلهم منها فسمته العرب مجمعا و فيه يقول الشاعر:
أبوكم قصي كان يدعى مجمعا ... به جمع الله القائل من فهر
قال لا. أفمنكم عبد مناف صاحب الوصايا و أبن الغطارف السادة؟ قال لا قال أفمنكم عمرو بن عبد مناف و هو هاشم الذي يقول فيه الشاعر:
عمرو العلى هشم الثريد لقومه ... و رجال مكة مستنون عجاف
قال: لا قال أفمنكم عبد المطلب و شيبة الحمد و مطعم طير السماء صاحب الأسماء العشرة الذي يقول فيه الشاعر: إنما عبد مناف جوهر زين الجوهر عبد المطلب"