الأخ أسير الصمت شكراً لك على عدلك وأنصافك ومن الطبيعي في هذا العصر أن يحصل تنّكر وجحود لأن طبيعة البشر متفاوته فهذا تقي ونقي يخاف الله ويداري على حظه ويعد الواقع وهذا فاجر وغادر لا تأمن غوائلة ولا يستغرب منه الجحود وهذا كذّاب وهذا حاقد وهذا منصف ويقول المثل الشائع ( كل جرّة تنضح مابها ) والجرّة هي وعاء من القزاز يوضع بها مواد سائلة فأن كان في الجرّة عسل فأنها تنضح عسل وأن كان بها سمن فهي تنضح سمن وأن كان بها سم فهي تنضح سم لذلك فأن أجسام البشر عبارة عن غلاف وفي داخلها قلوب فالقلوب بها قلب خبيث وقلب ودود وهكذا يعبّر كل ضمير عن مافي داخله والمشكلة التي نعاني منها هي أن الحاقدين على كل ناجح وكل من يذكر بخير أصبحوا كثرة وعندما يجلسون بالمجالس يقدحون بدون خوف من حساب الرب وحساب حقوق الرجال فيسمع كلامهم المغفل الأبله الذي مثل أطرش الكلاب فيصدّق أقوالهم وينقلها وتبدأ الغوغاء وهذا الذي حصل ولكن الرجال الذين لهم عقول ولا يكونون تبع بل هم أحرار في الرأي يمحصون الموضوع ويتأكدون ويعرفون الحقائق وكثيراً ما أسمع من رجال منصفين وهم يقولون دافعنا عنك وهذا يجعلني أعيد النظر وأفتش عن أعمالي فوجدت أن الموضوع فعلاً هناك مجالس سؤ تخوض بدون علم والعبرة أنهم يصدقون الكذب ويكذبون الصحيح مثالاً على ذلك هناك رجل مخادع كذّاب جلس في مجلس وقال أبن عبّار يقول عنزة ليس بوائل فيبدأ النباح من أشباه الكلاب دون أن يسأل أحدهم هذا الكذّاب فإذا كان هذا القول في كتاب يجب الأطلاع على هذا الكتاب ومعرفة الحقيقة وأن كان في قول فأن أبن عبّار بين ضهرانيهم والوسائل متوفرة لسؤاله ولكن لا يحصل التأكد بل تنتشر الكذبة وتروج وهذه آفة ولا أريد الأطالة في هذا الموضوع ولكن الكل يعرف أن الكذب قد وصل منتهاه وتوقف وصمد الصدق وفي الختام شكراً لك ولأخي الوحداني