الأخ الوائلي بن ربيعة حيّاك الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد بخصوص هذا البحث فهو مجرد أوهام وتخيلات لا ينطبق على نسب عنزة وتاريخها المشرف واستقلالها ومكتسباتها من المجد والسؤدد ونسبها الصريح وإليك نفنيد مزاعم صاحب هذا البحث :

قال صاحب هذا البحث :


صيحة قبيلة عنـزة العامة هي : وائل . أو عيال وائل . وهو : وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة. لأن قبيلة عنـزة دخلت في بكر بن وائل، فالتقت العزوة بالمسمى.


قال عبدالله بن عبار مفنداً مزاعم كاتب هذا البحث :

هذه المقولة هي مجرد تخمينات ملفقه لا أساس لها من الصحة وهو لم يحيل المتتبع لهذا البحث على أي مصدر والمصادر كلها تقول أن وائل بن قاسط جد قبائل بكر وتغلب وعنز ولم يكن جد لعنزة أطلاقاً كما تذكر جميع المصادر دون أستثناء أن عنزة لم تدخل في قبيلة بكر في نسب ولم تعتزي بوائل بن قاسط واشتهار عنزة في وائل هو بهذا العصر حيث شهروه الشعراء بشعرهم وكان وائل يرد في القليل من الشعر ولم يكن صيحة لعنزة لأن عنزة لا يوجد منها من يعتزي بوائل أبان وقت العزاوي وذلك في أيام الحرب بحيث أن كل قبيلة لها نخوة خاصة بها وليس صحيح أن عنزة تقول أولاد وائل في نخواتها أثناء الحرب بل أن الدهامشة ينتخي البعض منهم بأولاد علي والبعض العوجان وغير ذلك والرولة ينتخون خيال العليا رويلي وكل قبيلة لها عزوة وحتى عندما اجتمعت رموز من عنزة في معركة حصّة لم يذكر أحد أنهم انتخوا بوائل وفي معركة الجميمة كذلك وفي جميع وقائعهم ولذلك فأن هذا الكلام مجرد تخمينات والصحيح أن عنزة لها جد أسمه وائل وليس هو وائل بن قاسط والدليل أنهم يقال لهم أولاد وائل وهو جد وليس عزوة مقتبسه

قال صاحب البحث :
من الملاحظ أن كل العرب - سواء القدماء أو المعاصرين - كانوا يهتمون بالاسم الحي والمتداول للقبيلة، فكثيراً ما تظهر أسرة داخل قبيلة وتصبح مع مرور الوقت قبيلة بحد ذاتها، وقد يموت الأصل الذي أتت منه. فعلى سبيل المثال تفرع الرُّوَلَة من الْجَلاَس، ولكن الرُّوَلَة اسم حي متداول، في حين أن اسم الْجَلاَس في طريقه للزوال، فلا يوجد اليوم من يعرف أنه الْجَلاَسِي مباشرة دون المرور بالرُّوَلَة أو الاشَاجَعَة، خاصة حين يتم السؤال عن تسلسل نسب الرُّوَلَة.

يعطينا هذا مبرراً واقعياً لاختفاء الكثير من مُسَمَّيَات القبائل وانقراضها، وهي التي كانت معروفة في قرون سابقة مثل: بكر، حنيفة، ربيعة؛ لأن العرب ينظرون الى عشيرتهم المباشرة والتي يتولد منها الاحساس بوحدتهم مع أبناء قبيلتهم وشعورهم إنهم قبيلة واحدة تحت مُسَمَّى مُعَيَّن، ويبقى الاسم الذي تفرعوا منه حيّاً في ذاكرتهم فترة من الزمن حتى يتم نسيانه بشكل نهائي، وبذلك تنقرض القبيلة كإسم وليس بالطبع بانقراض أبنائها، ولا يعرف إلا اذا كان قد تمّ تدوينه من قبل مؤلف أو باحث في الفترة التي كان خلالها حيّاً. وهناك ملحوظة هامة وهي: أن الفرع قد يستقل ويشتهر كقبيلة في ضل وجود الأصل وبقائه، فعلى سبيل المثال وُجدت قبيلة (بلي) في الوقت الذي لا زال أصلها (قضاعة) موجوداً، ومع الوقت اختفى اسم قضاعة من الوجود بينما لا تزال قبيلة بلي موجودة حتى يومنا هذا.


قال أبن عبّار في تفنيد مزاعم صاحب البحث :


لا يخفى على أحد أن اسم الرولة هو الأسم الدارج والمتعارف عليه في ياء النسب بقولهم الرويلي ولكن لا يوجد أسم حي واسم ميت بل أن الجدود تغطي على بعضها البعض ومع ذلك لم يختفي اسم الجلاس فهو يتكرر كثيراً قال يوسف بن مجيد من قصيدة :
حـنـا عـلى قـيـدور حـق وتـقـضيب *** وعنـد الجلاس مدور الحـق مفلوج
أولاد عبدالـلـه هـل الفعـل والطيـب *** امهارهـم طوعـات وأرقابهن عـوج
أما قبيلة بكر فأنها لا تزال فروعها موجودة ولم تنقرض بل أن بكر منذ قبل الإسلام تفرّع منها قبائل اشتهرت وبرزت مثل شيبان ويشكر وحنيفة وعجل وقيس وذهل ومع الزمن تغيرت مسميات بعضها ولا يزال بعض قبائل بكر معروفة في بلادها ومنهم بني عجل فهم متواجدين في العراق وأيران وبني شيبان كذلك في العراق وتركيا
أما قبائل قضاعة فهي لا تزال تعرف ولا أحد يجهله أن بلي وجهينة من قبائل قضاعة التي تعرف باسم جدها وعمود نسبها البلوي والجهني ويرقى نسب القبيلتان إلى قضاعة ولم يموت أسم قضاعة كما يذكر صاحب البحث ولا يزال يوجد القضاعي اسم يتكرر ومن هؤلاء الشاعر عبدالله القضاعي من أهل حايل وهو جهني


قال صاحب البحث :

يجدر أن نقول : إنَّ الجهل - إنْ وُجد - في نسب أي قبيلة أو أسرة معاصرة لا شأن له بمكانة القبيلة، ومكانة القبيلة تتحدد بكونها عمود نسب قائم بحد ذاته يعرفه الناس المعاصرون له.


قال عبدالله بن عبّار :


قبيلة عنزة ليست من القبائل مجهولة النسب ولا مجهولة المنزلة فهي من أشهر قبائل العرب في آسيا على الأطلاق وهي معروفة بالمكان والزمان ونسبها ثابت

قال صاحب البحث :

إخضاع نسب قبيلة عنـزة لقواعد النسب :أول قاعدة ننطلق منها هي : (الناس مؤتمنون على أنسابهم).
ولن نعتبرها فقهية شرعية؛ لأن الحديث الوارد بذلك ضعيف، ولا يصحُّ نسبته إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، بل هو مأثور عن الإمام مالك، لذلك نعتبر هذه القاعدة قاعدة علمية بحتة بعد أنْ نُضيف اليها عبارة: مالم يدّعوا الشرفا؛ لأنها تُضاف في أدبيات القضاء الإسلامي، فتُصبح : (الناس مؤتمنون على أنسابهم مالم يدّعوا الشرف). ويستخدم القضاة هذه القاعدة لتحديد المواريث خاصة، وليس لمجرد أن يقول فلان : إنه من القبيلة الفلانية، ونستخدمها عندما يتم الحديث عن الأنساب والقبائل والأسر الحاضرة والحية، ولا يجوز استخدامها في ترجيح نسب قبيلة حية إلى قبيلة منقرضة، لا سيّما إنْ كان الاسم القديم له من الشرف ما يتعدّى القبيلة الحية، فمثلاً لو سألنا أيّ شخص عن اسمه الثلاثي وأجاب، علينا تصديقه طبقاً لهذه القاعدة إذا لم توجد شبهة أو مبرر لدى الشخص لعدم ذكر اسمه الحقيقي، وعند سؤال أيّ شخص من عامة قبيلة عنـزة عن نسبه سيقول من (عنـزة وائل)، أو (من عناز بن وائل)، أو يقول: (العنـزي الوائلي)، دون ذكر تفصيلات أخرى، ودون ذكر لأسماء بكر أو تغلب أو غيرها، بل دون ان يجيب عن وائل نفسه، من يكون؟! ومن أبوه؟!

قال عبدالله بن عبّار مفنداً مزاعم صاحب هذا البحث :

بحكم معرفتي لقبيلة عنزة وبحثي في جذورها وأختلاطي برجالها عندما كانت بادية ترحل وتنزل ولا يوجد قنوات ولا تمثيليات ولا مبالغات فأنني لا أذكر عنزي تسأله عن نسبه ويطري وائل البتة لأنهم ليس في عصر الجمخ والنفخ والتفخيم والتخيلات فهم حسب الموروث الذي ورثوه عن آبائهم وأجدادهم ولشهرة اسم عنزة والعنزي فهم لا يجيبون طاري وائل أبداً عند الأجابة ولا أذكر هذا حتى في هذا الوقت فأن العنزي عندما أحد يسأله عن نسبه فهو يقول عنزي وإذا قال من أي عنزة يقول من آل فلان وكل ما تدرّج بالسؤال يتدرج العنزي بالإجابة وكل الاسماء يعدها عدا وائل فأنه لا يجيب له طاري ألا لو كان على منبر ويلقي قصيدة فأنه يذكر وائل والأمر الذي يجعل العنزي لا يحتاج لوائل لأن شهرته العنزي تكفي وما ذكره صاحب البحث من مسمى عنزة الوائلية وما إلى ذلك هي مجرد شعارات تأسست في هذا الوقت وكلمة الوائلية لا تنطق ألا أن تسبقها كلمة العزوة بحيث يقال العزوة الوائلية مع ندرة استعمالها ويكثر استعمالها في الشعر أما أن رجل يسأل رجل عن نسبه فهو لا يقول أنا من عنزة الوائلية أطلاقاً أما عنزة فيقال لهم أولاد وائل ولكن لو جاء أي مراجع للأحوال المدنية وطلب منه التعريف عن نفسه فهو لا يمكن أن يقول وائلي أو من أولاد وائل أو من عنزة الوائلية بل يقول عنزي ثم يعرّف بنفسه بما تحت عنزة وهكذا

قال صاحب البحث :


ويُجمع أبناء عنـزة قاطبة على أنهم من قبيلة عنـزة الوائلية بلا استثناء؛ حتى وإنْ جهلوا أصل مُسمّيات عنـزة ووائل، ولو كان هذا النسب (نسب عنـزة الحالية الى وائل) هو وليد هذا الزمن الحديث ولم يظهر إلا توّاً، لقلنا إنَّ هذا النسب غير ثابت وغير مؤكد، إلا أنَّ الاسم (عنـزة الوائلية) عرفه كثير من أبناء عنـزة في الخمسة قرون السابقة، فهذا النجيدي المصلوخي العنـزي يحث قبيلته على مناصرته، ويقول قبل أكثر من ثلاثة قرون :































لا يشك أحد بأن عنزة أولاد وائل ولكن لم يشتهر وائل في النسب والأنتماء لأن الأسم الموروث والمتعارف عليه منذ فجر التاريخ إلى هذا الوقت هو عنزة وكما ذكرت فأن وائل يرد في الشعر فقط وأي عنزي تسأله عن نجع من عنزة فأنه لايمكن أن يقول هؤلاء من عنزة الوائلية ولم نسمع بهذا الكلام وهو غير صحيح أن يردف وائل مع عنزة أطلاقاً عند عوام عنزة ولكنه في هذا الوقت حصل ما ذكره صاحب البحث كما أن وائل لا يوجد له اسم عند المؤرخين أطلاقاً فأن تاريخ القبيلة ونسبها وتنقلاتها وكل خبر يرد عنها هو بسم عنزة
أما أبيات النجيدي المصلوخي فأن أول من جمعها وتحاصى عليها ونقحها وقوّم اعوجاج بعض الأبيات التي يكسرّها الرواة هو محدثكم ولم تكتب بأي كتاب قبله وقد كتبتها في باب هجرة قبائل عنزة وأسبابها في أصدق الدلائل كما أن أبيات الحربي التي مدح بها علوش بن ضويهر قد أوردتها في بحث في ذكر وائل بكتابي وهذه القصائد تثبت أن وائل جد من جدود عنزة لأنها تنسبهم لوائل بقولهم أولاد وائل وكلمة أولاد تعني أبناء الرجل وليس حلفاؤه
يتبع