الأخوة الكرام سلمكم الله :
مما لا شك فيه أن قبيلة عنزة قبيلة كبيرة وكثيرة العدد ولها أنتشار واسع في العراق والشام والهلال الخصيب ومنبعها من نجد والحجاز وبحكم الظروف السائدة قديماً فقد أنفرد منها أفراد وجماعات ودخلوا مع قبائل ومع مجتمعات حضرية وقروية ولا ينكر هذا الواقع ألا قصير نظر مثل الطير بالليل يقال أنه لا يرى ألا طول منقاره وهناك سبب لعدم التواصل سابقاً وهو أنعدام الأمن والتقاتل بين القبائل أما وقد ساد الأمن وتواصلت الشعوب وأنتشر العلم فلا غرابة من البحث عن النسب والتعرّف على الأقرباء ولكن من يدوّن ويكتب أنساب عن قبيلته مثل محدثكم فأنه يحتاج إلى توثيق عملاً بالقول الصائب أو المثل الدارج الذي يقول ( أحذر عدوّك مرّة وأحذر صديقك ألف مرّة ) وحسب خبرتي في هذا المجال فأن الكثير من المتفلسفين عندما أذكر عائلة وأنسبها من الفخذ الذي منه الشخص المتغطرس وهو يقصر علمه عن معرفة هذه الأسرة كثيراً ما أسمع الٍأسئلة الآتية : ( من أين جبت لنا هؤلاء ؟ ) ( متى عرفتهم ؟ ) ( كيف عثرت عليهم ونحن لا نعلم عنهم ؟ ) ( أنت يجب أن تتأكد ؟ ) وغيرها الكثير من الأسئلة وأحيان الأمر يصل إلى أن من القبيلة سفهاء وضعاف نفوس وقد بلغني أن هناك رجل طمّاع وقد جاء إلى أسر معروفة من القبيلة التي هو منها وعندما اجتمعوا وقف فيهم خطيباً وقال : ( أيها الرجال أنتم كتب عنكم أبن عبّار ونسبكم لنا ونحن لا نعلم عنكم ولم تواصلوننا ولا نعرفكم وإذا كان أنتم فعلاً منا فأنني من ( ..... ) وأريد أن تدفعون لي قطّة مبلغ كذا ؟ فتكلّم أحدهم وقال ( نحن معروفين قبل أن تخلق وقبل أن يخلق أبن عبّار وما ذكره أبن عبّار فهو صحيح وأنت أيها الباحث عن أصلنا والمشكك به فأننا ليس بحاجة لك ولا نعترف بك ولا نريد منك الأعتراف بنا وإذا أنك رجل متأكد أننا أقرباء وقمت بزيارتنا فأهلا ومرحبا بك أبن عم ولك حق الصلة وإذا أن القصد من زيارتك لنا لكي تأكد أصلنا وتثبته فأننا ليس بحاجة لك فبهت هذا الرجل حيث كان يفكّر أنهم يتوسلون إليه ويترجونه لكي يعترف بهم ومن ثم يثبت نسبهم وبعدها يملي عليهم شروطه )
هكذا يحصل أحياناً وبناء على هذا فأني أفضّل أن الرجل الذي شاءت الأقدار أن يجد أجداده قد دخلوا مع قبيله غير قبيلته وهو يرغب التواصل مع قبيلته أن يطلب من رجال القبيلة التي عاش معها الحصول على شهادة بأنه من القبيلة الفلانية ويوثقها توثيق رسمي ويقدمها لرجال الفخذ الذي هو منه فياخذ منهم مشهد ويحتفظ به ثم يزوّد الباحث بصورة معتمدة وهكذا