عرض مشاركة واحدة
قديم 04-30-2010, 06:57 AM   #6
صاحب الموقع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 10,399
افتراضي

حيّاك الله وبيّاك يا أخي الفاضل أبو مشاري الرفدي وجزيت خيراً على أنصافك لأخيك وأني يا أخي أعتبر المؤلف ولله المثل الأعلى مثل الطباخ الذي يبدأ بتقشير البصل فتدمع عيناه أو يجرح أياديه ثم يضع الزيت في القدر وقد يطش منه قطرات فتحرق ما تنوش من جسمه ثم يصالي النار أو القز ثم يقطع اللحم فتدمر يداه من الدم ثم يكمّل باقي مراحل الطبخ ومن ثم يقدّم طبخته للأكالين وهم لا يحسون بما مر عليه من مراحل وبعد كل ما عمل فسوف يسمع كلمات لابد منها ومن هذا الكلمات ( الطبخة نيه ) ( الطبخة مالحة ) ( الطبخة باهتة ) ( الطبخة متهرية ) ( الطبخة حارة ) ( الطبخة باردة ) ( الطبخة بها طعم ) ( الطبخة خابصة ) ( الطعام قليل ) ( الطعام كثير ) ( خوش طعام لولا أن الرز من النوع الرديء ) ( اللحم متين ) ( الطبخة دسمه ) ( الطبخة هلامة ) ( مكثّر الزيت ) ( مقلّل الزيت ) ( لم يحط سلطة ) وووو إلى آخر الأنتقادات وقليلاً ما يقال الطبخة جيدة لذلك فأن الباحث يتعرّض لتكاليف ضياع وقت وتكاليف مادية بشراء المراجع والمصاريف ونفقات الطبع وآلات جمع الكتب ويتعرّض للنّقد والمسائلة لماذا تسأل ؟ لماذا تؤلف ؟ ماذا تقصد ؟ ولابد من سماع الكلمات التالية : ( الناس لست ضائعة ) ( الناس معروفين بلياك ) ( هذا تنخيش لا يجوز ) ( نحن معروفين دون كتب ) وغيرها وغيرها ثم عندما يصدر الكتاب تحصل المتاعب فتكرر الكلمات التالية : ( هذا يخبص ) هذا ما عنده سالفة ) هذا خلط الحواء على البسباس ) هذا جعل كل بيت فخذ ) هذا ذكر أبن فلان وهو لاشيء ) هذا نسي أبن فلان وهو مشهور ) هذا هضم حق آل فلان ) هذا وضع أبن فلان شيخ وهو راعي ) ( هذا يأخذ من صغار السن والجهلاء ) هذا اللي عطاه منحوس ما يبينا وقلب الحقائق ) هذا حرّف بالسالفة الفلانية ) هذا ذكر ناس وخلا ناس ) ( هذا يكتب من أجل المكاسب ) هذا وضع ناس ليس من القبيلة ) هذا يجب اللي يشتكي عليه ( هذا يجب اللي يدبه ) وهذا وهذا حتى أن تصبح المجالس غوغاء فيصبح الكاتب بدل أن يشكر يصير مطارد لا يستقر في بيته من كثر العاتبين والمطالبين والمتغطرسين
ومعظم المجالس ناس تزوّر ناس والكثير يسمع ويعتمد على قول يقولون وكما قال أبو زويد :
تلقـح رجـال مـن رجـال بالأشـوار *** لـقـاح قـبسـون قـمـعـهـا زنـاده
وأكثر لقاحه من مدورت الأشـرار *** اللي لهـم بتحرض الربع عاده
ولذلك يلزم الرجل الكاتب أن يحرص كل الحرص على الحقائق لكي تتراجع الناس وينقلب السب مدح والنقد شكر ويلزمه شجاعة أن يثبت بوجه التيارات ويلزمه صبر أن يتقبّل كل نقد ويعطي كل شخص على قدر عقله ويلزمه بعد مدى بحيث لا يثور لأتفه الأسباب ولا يلقف لكل ملقوف ويلزمه عفة ونزاهة لكي يكون ذات مصداقية ويلزمه الحياد وعدم التحيّز لكي تعرف الناس أنه منصف ويلزمه أن يكون تقي يخاف الله في كل تصرفاته لأنه مسئول إمام الله وإمام خلقه بحيث لا يظلم أحد ويلزمه بصيرة حيث يتجنب ما يثير النفوس ويلزمه صدق بحيث يبرهن للعامة ومن هذه صفاته سوف ينجح ويكسب محبة الناس ومع ذلك فأنه في نجاحه سوف يتعرض للحسّاد ولكن يكونون قله وهكذا حصل مع أخيك في مشواره وقد عرف الكثير من الأوفياء أمثالك أنني تعرضت ولا زلت أتعرض للكثير من المضايقات والجحود والتنكر من القلة القليلة ولله الحمد ولكن كل ما حصل لي من متاعب أعتبرها تضحية في سبيل هذه القبيلة الذي هي ساعدي الأيمن وهي بيتي الذي أستضل به وهي درعي الذي البسه وكما قلت من أبيات حيث أنه في أحد المناسبات وزعت دروع على عدد من الشعراء وبعض من يعتقد أنهم قاموا بدور للقبيلة ولم يكن لي درع معهم فكثروا المتصلين من الأصدقاء يستنكرون كيف لا تعطى درع وأنت الذي عملت وفعلت فقلت لهم :
الكل يسأل كيف مـا صح لـك درع *** قلت الرفاقة باللزم هم ادروعي
الربع من مطلع شبابي وأنا ورع *** أعتز وأفخر في نوارد اربـوعي
واليوم كلن صار في منطقه برع *** والكل يصدح في ملم الجموعي

وختاماً تقبّل تحياتي الحارة وأن مقالك الذي به تثني على جهد أخيك أعتبره وسام شرف لي وحافز يدفعني إلى الإمام لمواصلة الجهد وشكراً جزيلاً لك ودمت سالماً

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 11-30-2022 الساعة 04:39 PM
عبدالله بن عبار متواجد حالياً   رد مع اقتباس