تذكرني هذه القصة بواقع لمسته فقد كنت أتردد على مدينة بريدة منذ سنوات من خلال البحث عن الأنساب وتسجيل أنساب الأسر العنزية المتواجدة هناك وكثيراً ما أبحث عن الرجال المسنين الذين لهم شهرة في معرفة الأنساب والقصص لقصد جمع المعلومات وكان معزبي الذي أحل عنده دائماً الشيخ راضي بن عبدالرحمن الراضي أمير قصيبا سابقاً رحمه الله وهو من البسسات من الحبلان والشيخ صالح بن شتيوي الرميح الكريم المشهور رحمه الله وهو من النجيد من المصاليخ وفي أحد أيام الجمعة قال لي الشيخ راضي رحمه الله شغّل السيارة لنتجوّل في الجردة وهو السوق القديم في بريدة فذهبنا للسوق وتوقفنا عند سوق الخضرة وشاهدنا أطفال في سن العاشرة إلى الخامس عشر من العمر وهم يدفون عربات ويحملون خضرة للمتقضين في السوق إلى سياراتهم فأمسك الشيخ راضي بأحدهم وسأله من أبوه فقال فلان بن فلان وسأل الآخر والآخر وكل من نطق بأسم أبوه عرفه راضي من كبار التجّار في القصيم ثم وقف وقال هؤلاء أبناء التجّار يملكون أهلهم ملايين الريالات وليس هم بحاجة إلى كد هؤلاء الصبية ولكن الحكمة من هذا لكي يعلمونهم الإعتماد على النفس والكسب الحلال وبدل أن يقضي وقته في النوم بالعطلة فهو يشتغل فعجبت من هؤلاء الرجال وأبنائهم حيث أن الكسل والأتكالية لا خير فيها وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه بلغه أن هناك شباب من المسلمين قد أتخذوا من المسجد سكناً لهم وهم يتضورون جوعاً فذهب لهم وسألهم عن سبب جلوسهم الدائم بالمسجد فقالوا ( نحن المتكلون على الله ) وكانت معه بدرة وهي كتله من الحديد تشبه كيلو الوزن وهي مربوطة بخيط قوي فبدأ يضربهم واحداً واحداً في البدرة ويقول أتكلوا على الله وأسعوا لطلب الرزق وهكذا يكون رجال القصيم قدوة لمن غيرهم ولكننا عاجزون عن تطبيق هذه القاعدة