الإهداءات

 

 

   

 

    
  

 


    -  تعديل اهداء
العودة   موقع قبيلة عنزه الرسمي: الموقع الرسمي لقبائل ربيعه عامه و عنزة خاصه الركن الخاص المنتدى العام
المنتدى العام لجميع المواضيع العامه والتي ليس لها منتدى مختص
 

إضافة رد
 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 03-02-2012, 11:44 PM   #1
عضو منتديات العبار
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 137
افتراضي عيوب ابن حزم الأندلسي

السلام عليكم..

السلام عليكم ..



قال رحمه الله :
"كانت فيَّ عيوبٌ فلم أزل بالرياضة واطّلاعي على ما قالت الأنبياء صلوت الله عليهم والأفاضل من الحكماء المتأخرين والمتقدمين في الأخلاق وفي آداب النفس , أعاني مداواتها حتى أعان الله عز و جل على أكثر ذلك بتوفيقه وَمنّهِ

وتمام العدل ورياضة النفس والتصرف بأزمة الحقائق هو الإقرار بها ليتعظ بذلك متعظ يوماً إن شاء الله ؛

فمنها كَلَفٌ في الرضاء وإفراط في الغضب , فلم أزل أداوي ذلك حتى وقفت عند ترك إظهار الغضب جملة بالكلام والفعل والتخبط ؛ وامتنعت مما لا يحلُ من الانتصار وتحمّلتُ من ذلك ثقلاً شديدا , وصبرتُ على مضضٍ مؤلم كان ربما أمرضني وأعجزني ذلك في الرضا , وكأني سامحت نفسي في ذلك لأنها تمثّلت أن ترك ذلك لؤم , ومنها دعابة غالبة ..


فالذي قدرت عليه فيها إمساكي عما يغضب الممازح وسامحت نفسي فيها إذ رأيت تركها من الانغلاق ومضاهيا للكبر

ومنها عُجْبٌ شديد , فناظر عقلي نفسي بما يعرفه من عيوبها حتى ذهب كله ولم يبق له والحمد لله أثر , بل كلفت نفسي احتقار قدرها جملة واستعمال التواضع .

ومنها حركات كانت تولِدها غرارة الصبا وضعف الإغضاء فقصرت نفسي على تركها فذهبت .

ومنها محبة في بعد الصيت والغلبة فالذي وقفت عليه من معاناة هذا الداء الإمساك فيه عما لا يحل في الديانة والله المستعان على الباقي , مع أن ظهور النفس الغضبية إذا كانت منقادة للناطقة فضل وخلق محمود .


ومنها إفراط في الأنفة بغضت إلي إنكاح الحرم جملة بكل وجه وصعبت ذلك في طبيعتي وكأني توقفت عن مغالبة هذا الإفراط الذي أعرف قبحه لعوارض اعترضت عليَّ والله المستعان .

ومنها عيبان قد سترهما الله تعالى وأعان على مقاومتهما وأعان بلطفه عليهما فذهب أحدهما ألبتة ولله الحمد , وكأن السعادة كانت موكلة بي فإذا لاح منه طالع قصدت طمسه , وطاولني الثاني منهما فكان إذا ثارت منه مدوده نبضت عروقه فيكاد يظهر , ثم يسر الله تعالى قدعه بضروب من لطفه تعالى حتى أخلد .

ومنها حقد مفرط قدرت بعون الله تعالى على طيه وستره وغلبته على إظهار جميع نتائجه وأما قطعه ألبتة فلم أقدر عليه وأعجزني معه أن أصادق من عاداني عداوة صحيحة أبدا .


وأما سوء الظن فيعده قوم عيبا على الإطلاق وليس كذلك , إلا إذا أدى صاحبه إلى ما لا يحل في الديانة أو إلى ما يقبح في المعاملة ؛ وإلا فهو حزم والحزم فضيلة وأما الذي يعيبني به جهال أعدائي من أني لا أبالي فيما أعتقده حقا عن مخالفة من خالفته ولو أنهم جميع من على ظهر الأرض , وأني لا أبالي موافقة أهل بلادي في كثير من زيهم الذي قد تعودوه لغير معنى , فهذه الخصلة عندي من أكبر فضائلي التي لا مثيل لها ولعمري لو لم تكن فيّ وأعوذ بالله لكانت من أعظم متمنياتي وطلباتي عند خالقي عز و جل وأنا أوصي بذلك كل من يبلغه كلامي فلن ينفعه اتباعه الناس في الباطل والفضول إذا أسخط ربه تعالى وغبن عقله أو آلم نفسه وجسده وتكلف مؤونة لا فائدة فيها .


وقد عابني أيضا بعض من غاب عن معرفة الحقائق أني لا آلم لنيل من نال مني وأني أتعدى ذلك من نفسي إلى إخواني فلا أمتعض لهم إذا نيل منم بحضرتي , وأنا أقول إن من وصفني بذلك فقد أجمل الكلام ولم يفسره , والكلام إذا أجمل أندرج فيه تحسن القبيح وتقبيح الحسن ألا ترى لو أن قائلا قال : أن فلانا يطأ أخته لفحش ذلك ! ولاستقبحه كل سامع له !! , حتى إذا فسر فقال : هي أخته في الإسلام ظهر فحش هذا الإجمال وقبحه, وأما أنا فإني إن قلت لا آلم لنيل من نال مني لم أصدق فالألم في ذلك مطبوع مجبول في البشر كلهم لكني قد قصرت نفسي على أن لا أظهر لذلك غضبا ولا تخبطا ولا تهيجا فإن تيسر لي الإمساك عن المقارضة جملة بأن أتأهب لذلك فهو الذي أعتمد عليه بحول الله تعالى وقوته ..


وإن بادرني الأمر لم أقارض إلا بكلام مؤلم غير فاحش أتحرى فيه الصدق ولا أخرجه مخرج الغضب ولا الجهل , وبالجملة فإني كاره لهذا إلا لضرورة داعية إليه مما أرجو به قمع المستشري في النيل مني أو قدع الناقل إليّ , إذ أكثر الناس محبون لإسماع المكروه من يسمعونه إياه على ألسنة غيرهم , ولا شيء أقدع لهم من هذا الوجه فإنهم يكفون به عن نقلهم المكاره على ألسنة الناس إلى الناس وهذا شيء لا يفيد إلا إفساد الضمائر وإدخال التمائم فقط , ثم بعد هذا فإن النائل مني لا يخلو من أحد وجهين لا ثالث لهما :

إما أن يكون كاذبا وإما أن يكون صادقا , فإن كان كاذبا فلقد عجل الله لي الانتصار منه على لسان نفسه بأن حصل في جملة أهل الكذب وبأن نبه علي فضلي بأن نسب إليّ ما أنا منه بريء العرض , وما يعلم أكثر السامعين له كذبه إما في وقته ذلك وإما بعد بحثهم عما قال ؛ وإن كان صادقا فإنه لا يخلو من أحد ثلاثة أوجه :

إما أن أكون شاركته في أمر استرحت إليه استراحة المرء إلى من يقدر فيه ثقة وأمانة , فهذا أسوأ الناس حالة وكفى به سقوطا وضعة , وإما أن يكون عابني بما نقصا أطلق به لسانه ؛ فإن كان صادقا فنفسي أحق بأن ألوم منه وأنا حينئذ أجدر بالغضب على نفسي مني على من عابني بالحق .


وأما أمر إخواني فإني لست أمسك عن الامتعاض لهم لكني امتعض امتعاضا رقيقا لا أزيد فيه أن أندم القائل منهم بحضرتي وأجعله يتذمم ويعتذر ويخجل ويتنصل وذلك بأن أسلك به طريق ذم من نال من الناس وأن نظر المرء في أمر نفسه والتهمم بإصلاحها أولى به من تتبع عثرات الناس وبأن أذكر فضل صديقي فأبكته على اقتصاره على ذكر العيب دون ذكر الفضيلة وأن أقول له إنه لا يرضى بذلك فيك فهو أولى بالكرم منك فلا ترض لنفسك بهذا أو نحو هذا من القول .

وأما أن أهارش القائل فأحميه وأهيج طباعه وأستثير غضبه فينبعث منه في صديقي أضعاف ما أكره فأنا الجاني حينئذ على صديقي والمعرض له بقبيح السب وتكراره فيه وإسماعه من لم يسمعه والإغرار به وربما كنت أيضا في ذلك جانيا على نفسي ما لا ينبغي لصديقي أن يرضاه لي من إسماعي الجفاء والمكروه وأنا لا أريد من صديقي أن يذب عني بأكثر من الوجه الذي حددت , فإن تعدى ذلك إلى أن يساب النائل مني حتى يولد بذلك أن يتضاعف النيل وأن يتعدى أيضا إليه بقبيح المواجهة وربما إلى أبوي وأبويه على قدر سفه النائل ومنزلته من البذاءة غير شاكر له لكني ألومه على ذلك أشد اللوم وبالله تعالى التوفيق" .


منقول


ابن بريم الأكلبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-21-2013, 06:36 AM   #2
مشرف قسم البحث
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 449
افتراضي

موضوع غاية في الأهمية ..
والإمام ابن حزم رحمه الله أراد تذكير بعض الذين عندهم مثل هذه العيوب بطريقة معالجتها ، حتى لايكون المسلم أسير عيوبة وبإمكانه تقليلها أو التخلص منها .
صفوق الدهمشي العنزي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

 
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مستشرق أراد ان يبحث عن عيوب في القرآن الكريم حميد الرحبي المستشرقين 0 07-29-2012 04:12 PM
وزارة التجارة تسحب 30 عينة من أواني الميلامين لفحصها فرحان ابن حمود المنتدى العام 6 08-26-2009 08:57 PM
 


 
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

 
 
 

الساعة الآن 06:00 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd 
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009