( رسالة إلى رجل مفتري )
لقد هاتفني عدد من الأخوة غاضبين من سماعهم لشخص عراقي يدعى علي العنزي وهو يتحدّث في قناة صلاح الدين العراقية وقد تعرّض بأقوال تدل على أنه مأجور من اعداء عنزة ولم أسمع كلامه ولكنهم يقولون أنه يقول ( أبن عبّار أمي وحاطب ليل ويريد أحتكار اسم عنزة على عنزة وهي خليط من قبائل ربيعة ؟ )
هذا ضمن قول المذكور وأقول بخصوص الأمي فأن رسولنا صلى الله عليه وسلّم أمي وقد أهدى البشرية علماً أن أبن عبّار ليس أمي كما يدعي ومهما كانت الشهادة فأنه ليس بيننا تنافس على رتبة أو على مرتبة حتى يقول هذا القول والعبرة في المصداقية والأنتاج ويجب أن يسأل الرجل ماهي شهادة شيخ الإسلام أبن تيمية الذي أصدر في الفتاوي 36 مجلد تتوارثه الأجيال وماهي شهادة الأصفهاني وأبن الأثير وأبن جرير الطبري وأبن خلدون وجميع علماء المسلمين الذين أثروا المكتبة العربية ؟
أما قوله حاطب ليل فأني قدمت ما جمعت في كتب وهي بين يدي عنزة وقد جمعتها من مصادر القبيلة بل ومن الرواة الثقاة من خلال تواجدي معهم وسفراتي في كل مكان ( وأني اسأل جميع رجال عنزة عن هذا الرجل من يعرفه ؟ وماذا أصدر ؟ وماذا عمل وماهو أختصاص علمه ؟
أما قوله أن عنزة خليط من قبائل ربيعة فهذا يدل على جهله وعدم أطلاعه والمعروف أن فرع عنزة القبيلة التي حملت الأسم هي ذرية رجلين وهما بشر ومسلم والرجلين من عنزة لا يرقى نسبهم إلى أي فرع من أفرع قبيلة غير عنزة وجميع ما أنحدر من الرجلين من قبائل عنزة ليس معهم ولا فرد من قبائل ربيعة الأخرى علماً أن بعض قبائل عنزة بعد عودتها إلى موطنها الأصلي وجد معها جاليات من قبائل أخرى وصدرت الأوامر السامية الكريمة بأن تميّز كل أسرة التحقت بعنزة بالحلف وكتبت الأحلاف بطريقة رسمية ووجد مع عنزة من جميع قبائل العرب ولم يبرز أي شخص من ربيعة مع عنزة وأني أقول للرجل المفتري أن يذكر منهم الذين مع عنزة من قبائل ربيعة ؟ وعليه أن يذكرهم ويذكر المصدر والنص الذي كتب بذلك ؟ من غير الكتابات الجديدة التي يكتبها جهلاء حرفّوا النسب والتاريخ والمصادر
وحيث أنني لم أتعوّد أن أسيء لأحد وأني أتشرّف بالنقد البناء أو بمن يجد خطأ ويفيدني مشكوراً حول ما يخص الطريق الذي شقيته وتحملت مسئوليته وهو جمع نسب وتاريخ وتراث قبيلة عنزة خاصة وقبائل ربيعة عامة وقد أطلع الكثير على أصداراتي بطبعاتها المتكررة وهي تتألف من عنصرين :
العنصر الأول : تفرعات أنساب قبائل عنزة في الوقت الحاضر وقد تلقيت المعلومات عن العوائل والفصائل والأفخاذ والبطون والقبائل والعزاوي والوسوم والمشاهير التي لم يسبق أحد على جمعها وقد تلقيتها من رواة القبيلة من خلال جلوسي معهم طيلة مدة حياتي الماضية
العنصر الثاني : تاريخ القبيلة القديم ومسماها ونسبها المنحدر من جدها وهذا حصلت عليه من واقع القبيلة الذي يعرفه كبار السن بالتوارث فهم يعرفون أنهم عنزة ويتوارثون هذا الأسم وقد اشتهرت به القبيلة وكذلك مصادر التاريخ والأنساب ووثائق الديار والوثائق العثمانية وكل هذه تدل على أن هذه القبيلة عنزة وليس هي خليط من قبائل ربيعة كما يدعي هذا المفتري
ومن المؤكد أن تهجم هذا الرجل يدل على أنه مستقطب من قبل بعض المفلسين لقصد الأستجداء بكذبه وتلفيقه والأدعاء أنه يعرف أنساب عنزة بينما هو يقرأ من كتاب أبن عبّار ويجاوب من يسألونه أما رجال قبيلة عنزة في العراق فهم يعرفون أبن عبّار من خلال خدمته لقبيلة عنزة وجميع الرجال المعتبرين يقدرّون ويحترمون أبن عبّار ولدي الكثير من الرسائل من كبار رجال عنزة بالعراق وصلت عن طريق البريد بعد أطلاعهم على كتابي كما كانت ترسل لي مجلة العنزي من قبل مجلس قبائل عنزة في بغداد وقد قابلت المحامي شفيق محسن العنزي نائب رئيس مجلس عشائر عنزة بالعراق عندما زار الرياض وأعطيته آخر طبعة من كتاب عنزة وابلغني أن الكتاب لا يوجد بالعراق ألا مصوّرات منه وهم يرغبون الحصول عليه وقال أنهم بصدد أصدار كتاب عن عنزة هناك وهم يرغبون باقتباس ما يخصهم من كتابي نظراً لحاجتهم للمعلومات العامة عن عنزة الموجودة في هذا الكتاب وفعلاً صدر كتاب من تأليف المحامي شفيق محسن وهو من السند من الرباع من الحسني من عنزة بعنوان ( قبائل عنزة وعشائرها عبر التاريخ ) عام 2005م وقد كتب مقدمته المحامي عبدالقادر خلف العنزي رئيس مجلس عشائر عنزة بالعراق وهو من الفدعان ووضع في الصفحة الأولى للكتاب صورة الشيخ متعب بن محروت بن هذال شيخ مشائخ عنزة وتحت الصورة مقطع من أحد قصائدي كما أن هذا الكتاب مسند إلى كتابنا بالإضافة إلى جهد الأخوة الكرام أعضاء المجلس
وقد وضع في الكتاب صورتي وكتب المؤلف المحامي شفيق محسن العنزي نائب رئيس مجلس عشائر عنزة رسالة هذا نصها :
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ الشاعر الأديب عبدالله بن عبّار العنزي المحترم
تحية طيبة وبعد
من المعلوم لديكم أن قبائل عنزة وعشائرها كانت متواجدة في العراق بشكل مكثف وكبير في البوادي والمدن وقد استمر هذا التواجد حتى بدايات السبعينات ولأسباب لا مجال لذكرها , جرت هجرة معاكسة لأبناء عنزة في العراق إلى منبتها الأصلي في الجزيرة العربية ( المملكة العربية السعودية ) وبعض دول الخليج العربي ولم يبقى من أبناء عنزة في البادية ألا العدد القليل في حين بقي العدد الأكبر من الأسر والأفخاذ والعشائر المتفرعة من عشائر عنزة الرئيسية المتواجدة في الوقت الحاضر في المملكة العربية السعودية والأردن وسورية .
أن هذه الأسر والأفخاذ والعشائر التي نطلق عليها اليوم أسم عنزة الحاضرة والتي تسكن المدن والقصبات وبسبب دخولها في مسميات العشائر الأدنى المتفرعة من قبائل عنزة وعشائرها أمثال : العبدلي والزيادي والوطيفي والرفيعي والدهمشي والفدعاني وعشائر لا حصر لها أضافة إلى تسميتهم بأسماء أستعارية كالمدن أمثال : الهيتي والعاني والكبيسي والحديثي والنجفي والبصري أو لقب المهنة كالحداد والنجار والصباغ أدى إلى أنعدام الرؤية أمام المواطن العراقي أتجاه عشائر عنزة وأبنائها . حيث أصبح هذا المواطن يجهل المعرفة لقبائل عنزة وتاريخها المشرق عبر التاريخ العربي . ولذلك أصبح لزاماً على الجيل الواعي من أبناء عنزة الذين يشعرون بالمسؤولية أتجاه قبائلهم وعشائرهم ومستقبل أبنائهم التحرّك السريع لإحداث صحوة عنزية تنفض غبار الماضي وتذيب حالة الجمود بتحويلها إلى حالة نهضوية شاملة مما رتبّ قيام عدد من أبناء عنزة المخلصين لقبائلهم ولأبناء جلدتهم المبادرة بتشكيل مجلس عشائري يضم في ثناياه أبناء عنزة ومن مختلف عشائرها أطلق عليه أسم ( مجلس عشائر عنزة في العراق ) في عام 1997م حيث يضم في الوقت الحاضر أكثر من 25 فخذ وعشيرة ورغم أنه لم يمر على تأسيسه ألا فترة قصيرة . ألا أنه أصبح قوة فاعلة يحسب لها حساب على الساحة العراقية بحيث تمكن من تحقيق الكثير من أهدافه وفي مقدمتها أنتشار لقب العنزي بشكل ملفت للنظر وانسلاخ العديد من الأسر والأفخاذ العنزية التي كانت متحالفة أو مندمجه مع عشائر لا تنتمي إلى قبائل عنزة وأشهار انتمائها القبلي ( لقب العنزي ) وأنتشاره بشكل كبير وأصدار مطبوع عشائري بأسم مجلّة العنزي كما تحققت أهداف أخرى كثيرة من الأهداف الواردة في النظام الأساسي للمجلس .
وجرّاء هذه الصحوة العنزية فقد أصبح أبناء عنزة في العراق بأمس الحاجة إلى المعلومات العشائرية التي تتحدث عن قبائل عنزة وعشائرها وخاصة ( تاريخها , أنسابها , عشائرها ) وأسباب نزوحها نحو الشمال وخاصة إلى العراق وبلاد الشام .
وبسبب قلة أو أنعدام المصادر في العراق التي تتحدث عن عنزة فقد أصبح لزاماً علينا جمع المعلومات والمصادر بأي وسيلة كانت لذلك التجأنا إلى أبناء العمومة الذين يحتفظون ببعض الكتب والمصادر أضافة إلى حصولنا على بعض المصادر من بعض الأقطار العربية وخاصة المملكة العربية السعودية وسورية لغرض أعداد كراس أو كتاب يتضمن المعلومات المطلوبة وبعد التشاور مع الأمير متعب الهذال أمير قبائل عنزة قررنا أعداد وتأليف كتابنا هذا الذي يحمل عنوان ( قبائل عنزة وعشائرها عبر التاريخ العربي ) رغم اننا لم نكن نمتلك مؤهلات المؤلفين المحترفين ولكن توجد لدينا الأرادة والعزيمة والأيمان بالأهداف التي سرنا لتحقيقها وهي رفع أسم عنزة عالياً أضافة إلى أحترافنا بأقتناء الكتب التاريخية والعشائرية وقرأتها مقتدين بالمثل القائل ( من سار على الدرب وصل ) ( والحاجة أم الأختراع ) معتمدين على الله عز وجل أولاً ثم على مؤلفاتكم وخاصة كتاب ( أنساب قبائل عنزة ) الصادر في الكويت عام 1986م وأصدق الدلائل في أنساب بني وائل للأعوام 2000م – 1997م ثانياً وعلى مجموعة من المصادر المذكورة في نهاية كتابنا هذا ثالثاً
وبهذه المناسبة فأنني بأسمي شخصياً وبأسم مجلس عشائر عنزة في العراق نتقّدم لكم بشكرنا وتقديرنا العالي على جهودكم الجبارة وتضحياتكم الكبيرة لإصداركم مجموعة من الكتب التي تتحدث عن عنزة وتاريخها الحافل بالأحداث الجسام والتي أصبحت هذه المصادر شموع تضيء لنا الطريق نحو المستقبل وتفضلوا فائق التقدير والأحترام وفقكم الله لخدمة أبناء عنزة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المحامي شفيق محسن العنزي
نائب رئيس مجلس عشائر عنزة في العراق
كانت هذه رسالة نائب رئيس مجلس عشائر عنزة بالعراق وهذا يدلنا على أن المدعو علي العنزي رجل منبوذ ولا قيمة له ولو كان ذات قيمة فأنه لا يتجاهل جهد أبن عبّار الذي شاد به ويشيد كل عنزي شريف خالي من الحسد والغيرة وقد كتبت هذا الأيضاح لكي يعرف الجميع أن هذا الرجل يحمل في طيات نفسه شيء أو قد يكون محرض كما لو لزم الأمر فسوف أنشر رسائل الرجال الذين يقدرون جهدي في تلك المنطقة وهم لم يلتقون بي ولكن من خلال أطلاعهم على الكتاب الذي لا ينكره ألا جاحد وهذا الرجل في تهجمه وبذاءة لسانه ضدي فأني أضع اللوم على قناة صلاح الدين الذي تفتح المجال أمام من يريد ينفث سمومه ويلفق الكذب دون أحترام وحيث أن هذه القناة تمثل قبائل عريقة من زبيد مثل الجبور والعبيد والدليم فأنه من حق رجال القبائل العريقة عدم السماح لكل دجّال وكذّاب يقرأ من الكتب ويسرق جهد الغير ويدعي أنها معرفته