هل هناك كذب مباح أو واجب
مجلة الدعوة – عدد 1534 - ص 48 - 2-11-1416 هـ - 21-3-1996م
هو الأخبار عن الشيء بخلاف ما هو عليه في الواقع وهو محرم شرعا ومرفوض عرفا وعقلا لأنه تبديل للواقع وتغيير للحقائق وفيه مضار وإفساد للناس والمجتمعات ومع ذلك فقد أنتشر بين العامة أن الكذب وسيله للعيش وطلب الرزق حتى أصبح الطالب يكذب على معلمه والمراجع على الموظف والعكس والموظف على مديره وأنتشر الكذب أيضا في المجالس العامة وعند الباعة في الأسواق ولا حول ولا قوة إلا بالله ، فالكذب يا أخي الحبيب طريق للشر والفسوق والصدق طريق إلى الخير ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن الصدق يهدي إلى البر و أن البر يهدي إلى الجنة و إن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، و إن الكذب يهدي إلى الفجور و إن الفجور يهدي إلى النار و إن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا ) متفق عليه ، والكذب علامة من علامات النفاق والمؤمن لا يكذب ولا يكون من عداد المنافقين قال تعالى ( إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله ) وقول المصطفى ( إن المؤمن لا يكذب ) فهل تقبل لنفسك أن تكون منافقا بسبب الكذب طبعا لا ، والكذب مع أنه محرم إلا أنه يجوز في بعض الحالات أن كان لا بد منه مثل لو كان هناك ظلمة فجرة يريدون قتل شخص مظلوم أو نهب ماله وما شابه ذلك فالكذب هنا مباح لإنقاذ حياة المظلوم وحفظ ماله وقد يكون الكذب في بعض الأحيان واجبا مثل هذه الحالة ، ومن أراد أن يخرج من دائرة الكذب المباح فعليه بالتورية والتورية أن يقصد بعبارته مقصودا صحيحا ليس هو كاذبا بالنسبة إليه و إن كان كاذبا في ظاهر اللفظ ، والدليل على ذلك حديث أم كلثوم المتفق عليه أنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا ، ويجوز أيضا بين الرجل وزوجته والإصلاح بين الناس وفي الحرب والله أعلم 0
محمد فنخور العبدلي
المعهد العلمي في القريات