كفى افتراء ::: لم تكن رسالة الإسلام أبدا في خسائر الكافرين أو ازهاق أرواحهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده
والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ،
أما بعد ...،
كتب بعضهم أن رسالة الإسلام وصلت في تفجيرات أمريكا ومدريد ولندن
وقلت
::: كفى افتراء ::: لم تكن رسالة الإسلام أبدا في خسائر الكافرين أو ازهاق أرواحهم :::
والله ما بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم إلا رحمة للعالمين
قال تعالى
(( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ))
هذا هو صلب رسالة الإسلام
دعوة الناس لدين الله
ورفع راية لا إله إلا الله ليكون الدين كله لله
لو كانت خسارة الكافرين أو ازهاق أرواحهم هي رسالة الإسلام
ما قبل عهد ولا ذمة من كافر ولا قبلت جزية من كتابي
ولا قال تعالى (( لا إكراه في الدين ))
ولا أقر النبي صلى الله عليه وسلم أهل بلد صالحوه عليها
ولا منع من قتل صبي كافر ولا امرأة كافرة ولا شيخ هرم كافر
ولا راهب كافر معتزل في صومعته ولا عسيفا كافرا
ما كانت هذه هي رسالة الإسلام أبدا أبدا
الحرب والقتال وسائل خاصة تستعمل في صور خاصة
لتعين على نشر رسالة الإسلام إذا استعصت جوانب الدعوة باللين
لذلك كان محمد صلى الله عليه وسلم ينتظر إذا حاصر قوما بعدما
أن يدعوهم إلى الإسلام وينذرهم فإذا سمع الأذان
-- تدبر سمع الأذان لتعلم أن المقصد الهداية وإعلاء كلمة الله --
فإذا سمع الأذان من عندهم أوقف الغارة عليهم وصالحهم
وإلا فإنه إذا نزل بساحة قوم بعد الدعوة إلى الله ولم يسمعوا للحق
فساء صباح المنذرين --تدبر المنذرين-- ومع ذلك لا يقتل صبيانهم ولا نساءهم
وإنما يقتل مقاتلتهم المحاربين
قتال الكفار ليس هو رسالة الإسلام ولا كانت غاية آمال المؤمنين أبدا
بل حذر النبي صلى الله عليه وسلم من تمني ذلك تحذيرا شديدا
فقال (( لا تتمنوا لقاء العدو فإذا لقيتموهم فاثبتوا ))
ولو كانت ملاقاة العدو وإحداث الخسائر عنده هي رسالة الإسلام
لما نهنى الناس عن تمني ذلك
ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لملك الجبال عندما
استأمره أن يطبقها على من آذوه
(( بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم نسمة تعبد الله ))
وخرج من عند اليهودي الذي كان ولده في النزع فشهد شهادة الحق
(( الحمد لله الذي أنقذه بي من النار ))
بل أكثر من هذا لما عاد لبلد فاتحا فعفى عن أهلها وأطلقهم
بل الاسرى في الحرب شرع الله فيهم ليس فقط أن يقتلوا
وهم الذين كانوا يقاتلون نبيه وربما قتلوا بعض أصحابه
فشرع في حقهم أيضا المن والفداء
كل هذا وغيره كثير يرد على نظرات الدمويين الذين يريدون
أن يلصقوا دمويتهم بالإسلام فظنوا أن كل رسالة الإسلام في القتل
وأن القتل هو السبب الوحيد لإسلام الناس ويا للكذب
كل هذا نقوله ونحن لا نجحد شيئا مما شرعه الله من جهاد أعدائه
ولا نجحد حكما واحدا من أحكام الله في الإغلاظ عليهم لكن لكل مقام مقال
ولا نجحد أبدا قوله تعالى (( كتب عليكم القتال ....))
لكننا نعتقد أن القتال ليس إلا وسيلة لنشر دين الله ولهذه
الوسيلة آدابها وضوابطها ووقتها
ولكننا نعتب على من ظن أن القتال غاية في نفسه
بل أسوء من هذا أن يظن أنه رسالة الإسلام
تعدادكم للخسائر التي مني بها بعض الكفرة بسبب بعض التفجيرات
لا يساوي أبدا ما خسره أبناء الإسلام من أرواح أزهقت
انتقاما لدولاراتهم الحقيرة التي احترقت في ابراج مبنى التجارة
وجثثهم العفنة التي تفحمت تحت ركامه
ولا في الميترو في لندن
كل هذا لا شيء أمام نفس واحدة لمسلم يشهد شهادة التوحيد
أما من أسلموا بعد هذه الوقائع فالاستدلال بهذا ساقط
== فإن اسلام الغرب قبل تلك التفجيرات لم يكن متوقفا
== لا يقارن من أسلموا بمن قتلوا من المسلمين في افغانستان مثلا
== اسلام من اسلم بعد يتحفظ على اسلامكم لان الاسلام
الذي انتشر هنالك قائم على مناهضة هذا النموذج
المختل من التدين فلا تحسبوا من يسلمون في رصيدكم
وإن أكبر خلل يقع هؤلاء فيه هو عدم تمييزهم بين
الأمر الشرعي وبين الحكمة الكونية
فانتشار الإسلام حكمة كونية حاصلة مهما يفعل الناس
(( والله ليتمن الله هذا الأمر .....))
وهذا ليس مرتبطا بأفعال العباد بقدر ما هو أمر قدري كوني
فمثلا حدثت الفتنة بين الصحابة وحدثت مقتلة بين المسلمين
ثم بعدها فتحت بلاد في ملك بني أمية لما قوي ملكهم
أو يقال أن هذه الفتنة والتي قتل فيها جمع من الصحابة
كانت خيرا أبدا أو كانت رسالة الإسلام
بل هي شر لكن انتشار الإسلام أمر كوني
وشرح صدور الناس للإسلام
ولذلك نحن نلحظ أنه حتى مع ضعف المسلمين وعدم وجود أي قتال
والإسلام يقلق أمريكا بسبب انتشاره ودخوله كافة الطوائف والطبقات
فهل يقال أن الضعف خير أبدا أو أن الضعف رسالة الإسلام إطلاقا
ما يقال هذا
فما يسميه بعض المنظرين لبعض تلك الفرق التي تعتقد أن
رسالة الإسلام القتال تقوم بهذه الأمور وتنظر لها
متناسية أن رسالة الإسلام الرحمة وأنها ينبغي أن تقدم
لتنتشر تلك الرسالة
ومن لا يجدي معه اللين يعامل بما يقيمه على الشرع
وما يرد ظلمه وأذاه ويمنع فتنته وييسر وصول الرحمة
لغيره إن كان عائقا منها
بعض تلك الفرق قام منظروها بعرض مجمل خطتهم
ألا وهي استدراج للقوات الأمريكية للقتال في مواضع متعددة
دون اعتناء بالخلفيات التي ذكرناها
بل خرج اسامة بن لادن لينقذ بوش في انتخاباته ليظل في منصبه
فيقع القتال والاستنزاف وإني لأقول أين رسالة الإسلام في هذا
ليفهم الإخوة القراء أنني في هذا الموضوع لا أتحدث عن
الأحكام الشرعية المتعلقة بتلك التفجيرات إنما أنبه على البعد
المصلحي للإسلام ولنشر الإسلام وتقوية هذا الحس في صدور المقاتلين
إن أي قانون يوجد به مواد تعنى بالبعد الإنساني في القانون
فقد يكون الرجل مذنبا في نوعية من الذنوب التي تستلزم العقوبة
والتعزير فيترك القائم على الأمر عقوب بعض من يظهر عليه أنه
يمكن أن يقوم ويعتدل وأن تركه أدعى لأن يتوب ولا يعيد
فتطبيق العقوبات شيء ومراعاة الجوانب الإنسانية شيء آخر
ونحن أولى من كل هؤلاء كما ذكرت
فرسالة الإسلام هي الرحمة للعالمين
أسأل الله أن يصلح شباب المسلمين
وأن يوفقهم لنشر رسالة الإسلام
كما نشر رسول الله صلى الله عليه وسلم دينه
والحمد لله رب العالمين
اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون
﴿من دعا إلى هدى ، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ،
لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا . ومن دعا إلى ضلالة ،
كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ،
لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا﴾
رواه مسلم