اليكم احدى المعجزات الالهية في خلقه تعالى التي تدفعنا لنفكر مليا ونتدبر ثم ندرك حقيقة وجودنا
والحكم التي علمها رب العباد لنا والنتيجة لنحس اكثر من غيرنا بنعمه وفضائله علينا
ولعل ما يثير الرهبة والغشوع في قلوبنا هي عندما يتوصل العلم متؤخرا لحقائق ذكرت سالفا في كتابنا الكريم ونبراسنا للصراط المستقيم فتزيد ثقتنا وتقوي ايمانا ونتقرب اكثر من خالقنا
ثم نركع خضوعا واجلالا امام عضمته الربانية
اولا من هم اهل الكهف
هم مجموعة من الشباب العقلاء رفضو السجود لغير غير الله مستنكرين لاعمال الشرك والضلال الدي كان عليه ابائهم واجدادهم لم يكونو هؤلاء الفتية انبيائا ولا رسلا انما كانو اصحاب ايمان وفطرة وعقيدة .قررو النجاة بدينهم وانفسهم من ظلم الشرك والعصيان من قرية المشركين الى مكان امن الى كهف مهجور ليكون ملاذا لهم زاهدين في حياة القصور والاسرة الفاخرة
استلقى الفتية في الكهف وجلس الكلب على باب الكهف يحرسه وهنا حدثت المعجزة الالهية .حيث نام الفتية ثلاثمائة وتسع سنوات
كيف نامو كما يفسرها العلم
حتى ينام أصحاب الكهف بصورة هادئة وصحيحة هذه المدة الطويلة
من دون تعرضهم للأذى والضرر
وحتى لا يكون هذا المكان موحشا ويصبح مناسبا لمعيشتهم
فقد وفر لهم البارئ عز وجل الأسباب التالية :
1- تعطيل حاسة السمع
حيث إن الصوت الخارجي يوقظ النائم
وذلك في قوله تعالى: (فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا)الكهف/11
والضرب هنا التعطيل والمنع أي عطلنا حاسة السمع عندهم مؤقتا
والموجودة في الأذن والمرتبطة بالعصب القحفي الثامن .
ذلك إن حاسة السمع في الإذن هي الحاسة الوحيدة التي تعمل بصورة مستمرة
في كافة الظروف وتربط الإنسان بمحيطة الخارجي .
2- تعطيل الجهاز المنشط الشبكي (ascending reticular activating system )
الموجود في الجذع الدماغى والذي يرتبط بالعصب القحفي الثامن أيضا
فرع التوازن حيث إن هذا العصب له قسمان
الأول مسؤول عن السمع والثاني مسؤول عن التوازن في الجسم داخليا وخارجيا
ولذلك قال الباري عز وجل (فضربنا على آذانهم)ولم يقل (فضربنا على سمعهم )
أي إن التعطيل حصل للقسمين معا
وهذا الجهاز الهام مسؤول أيضا عن حالة اليقظة والوعي
وتنشيط فعاليات أجهزة الجسم المختلفة والإحساس بالمحفزات جميعا
وفي حالة تعطيلة أو تخديره يدخل الإنسان في النوم العميق
وتقل جميع فعالياته الحيويه وحرارة جسمه
كما في حالة السبات والانقطاع عن العالم الخارجي
قال تعالى (وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً ) النبأ/8 والسبات هو النوم والراحه
(والمسبوت)هو الميت أو المغشى عليه (راجع مختار الصحاح ص 214).
فنتج عن ذلك ما يلي
أ
المحافظة على أجهزتهم حية تعمل في الحد الأدنى من استهلاك الطاقة
فتوقفت عقارب الزمن بالنسبة لهم داخل كهفهم
إلا إنها بقيت دائرة خارجه كالخلايا والانسجه
التي تحافظ في درجات حرارة واطئة فتتوقف عن النمو وهي حية
ب
تعطيل المحفزات الداخلية التي توقظ النائم عادة
بواسطة الجهاز المذكور اعلاه كالشعور بالألم أو الجوع أو العطش