حياك الله يا أخ فتى ربيعة المثل يقول ( المعنا ببطن الشاعر ) وأنا أقول الأصح أن يقال ( المثل في جوف الشاعر ) لأن البطن وعاء للطعام أما الجوف فهو يحتوي على القلب والشاعر الفارس محدى الهبداني الجعفري شاعر بليغ وعنده خيال واسع وهو قد عارك الحياة واكتسب لغة وسوف نفسّر ما نعرف من مفردات لغة هذه القصيدة :
الله مــــن قــلــب بــــدا فــيــه عـمــســي
يـمـيـع لـــو بـاســه حـجــر قـرطـيـانـي
1- البيت الأول ( القرطيان ) اسم معروف في عصر الجيل الذي سبقنا ولا يعرف في هذا العصر وفي معنا بيت الهبداني فسّره انه حجر ولكن في بيت من شعر هداني العمري يقول :
( الذ من شرب القلص في غبوبه *** والذ من السكر على القرطياني
وهنا وضف اسم القرطيان على أنه ضمن المأكولات أو المشروبات
يميـع ميعـة شـمـع مــن حــر شمـسـي
والا الشحم من فو ق جمـر اضهيانـي
2- البيت الثاني المعنا واضح ويقصد بالأضهيان لهب الجمر
نـصـبـح مكـاضـيـمٍ وبـالـهـم نـمـســي
وكـــــن الـطــعــام مــلـــوثٍ (ديـدمــانــي)
3- البيت الثالث ( الديدمان ) ليس معروف في عصرنا ولكنه يدل على أنه من الأشياء المرّة وقد يعني الحنضل والله اعلم
يـاراكــب مـــن عـنـدنـا فـــوق عـنـســي
سـحــوان قــطــاع الـفـيـافـي عـمـانــي
4- البيت الرابع الكلمات تعني صفة الراحلة وكلمة ( عنسي ) الجمل أو الناقة العانس الذي مكتمل نموه ويقال جالس أو عرمس وهكذا صفات الهجن
عنسي (سبرسي بالسـواد الوغطسـي)
قــطـــاع دو (هـــوذلـــي سـوسـحــانــي)
5- البيت الخامس كرر كلمة عنسي للتأكيد على صفة هذا الهجين سبرسي يقصد أنه يعبى للمسرى في سواد الليل وهو كذلك يصف قعوده قطاع دو الدو الصحراء والبر وهوذلي يعني جري الذلول بين السرعة والمشي الذي أسرع من المشي أما سوسحاني فهو يعني إذا طال المشوار يزداد جري راحلته
هـزتـه بـعـود الـلـوز مــن غـيـر لـمـسـي
ويـامـا قـطـع مــن نــازح (السهمـدانـي)
6- البيت السادس عود اللوز من أنواع العصي الفاخرة أما السهمدان فهي الريدا من الأرض
قطـعـى قـطـا ومـذيـرة حـــس ونـســي
مـــن الــــلال ورّد ديــــرة الريـهـجـانـي
7- البيت السابع قطعي القطأ يقصد القطاة التي انعزلت عن بقية رف القطا ويكون متوحش وهو يصف الراحلة له أما اللال فهو السراب وتقول العرب ( فلان ما عنده ألا اشهب اللال ) أما الريهجان فهو صفة للماء الغزير
فـوقـه دلالٍ نـســج مـــن كـــل جـنـسـي
الــقــرمـــزان مــخــالـــط ٍ بــازرقـــانـــي
8- البيت الثامن الدلاّل هو نسيج من أنواع المنسوجات توضع على الذلول لكي تزهيها أما القرمزان والبازرقان فهي من أنواع خيوط النسيج والبدو سابقاً يستعملون أدوات البعض منها من صنع الفرس والبعض منها من صنع الترك ويلفضون الأسماء حسب اسمها عند صناعها وناسجيها والكثير من الكلمات تركية أو فارسية ومعربه بموجب أختلاط الشعوب
يـمـد مــن حـفــرة خنـيـصـر ويـمـسـي
لاهــــل بــيـــوتٍ شــيـــدت بـالـبـيـانـي
9- البيت التاسع هو يعني المكان الذي مدّت منه راحلته والذي أعرف أنها نقرة خنيصر وليس حفرة خنيصر وأهل البيوت يقصد الغبين من الفدعان
ياما عطوا من سابق الخمس خمسي
غبـيـنـات يـعـطـونـه ولا بــــه مـثـانــي
10- البيت العاشر يقصد الغبين ويشير لقصة حمدان بن غبين الذي عطيته ما ترد وأطلق على الغبين أهل العطية وكلمة مابه مثاني كانوا العرب يبيعون الفرس ويستثنون أول مولود لها
وان صــار بالفـرسـان طـعـنٍ وغمـسـي
مامثـلـهـم يـركــب بـنــات الـحـصـاني
11-البيت الحادي عشر مدح في شجاعة الغبين وشطر البيت الأول حسب علمي يقول أن صار بالفرسان طعن وحمسي وليس غمسي وقد سقط من القصيدة أهم بيت في مدح محدى للغبين وهو القائل :
من مطلع البيضا لمغيب شمسي *** ماهم بسكّان الشعر والطياني
محدى الجعفري
هذا ما تيّسر لي من توضيح بعض الكلمات وشكراً