في مقال سابق تحت عنوان وداعاً أيها الأحبة كان الشيخ يوسف بن راضي القراري رحمه الله من أعز الرجال عندي وهو رجل يتصف بالكرم والحمية وحيث كنت في مكان بعيد ولم يتسنى لي الحضور إلى الأحساء لحضور الصلاة عليه وتعزية أبناءه لظروف فقد حاولت ان أتصل بأبناءه ولكن صعب الأتصال فأرسلت هذه الأبيات أقول :
هذه الأبيات من شعر عبدالله بن دهيمش بن عبار أرسلت عبر الجوال لأنجال الرجل الفاضل يوسف بن راضي القراري رحمه الله عندما بلغ خبر وفاته :
العـذر منـكـم بعـيـد ولا أقـدر أجيكـم *** والصابر المحتسب يؤجرعلى صبره
حـتـى ولا صـح بالجـوال أعـزيـكـــم *** كـل ما نويـت أتصل تمنعـني العـبـرة
يالربع فـي جـل المصايب نـواسيكـم *** وأنا أدري العـبـد آخـر منـزلـه قـبـره
يوسف فقيـدة ولكـن العـوض فيـكـم *** مبطي نعرفه بفعـل الطيـب وأنخـبـره
أنجبكم الـلي عـلى الجـزلـه مـربـيكـم ***يا كبر قـدره رفـيـع الشـان يا كـبـره
عسى اللـه يعينكـم في فـقـد غـاليكـم *** ونصاب من يفقده عـلى الولي جبره
تجـلـدوا وأصبـروا ربـي يـقـويكـم *** وجـميعنـا نخضع لـقـدر الـلـه ودبـره
نطلب عسى الله لدرب الحق يهديكـم *** مهما صفا الوقـت لابـده مـن الغبـره
وبعد وفاته فقد هاتفني أحد أبناءه وسمعت منه عبارات مؤثرة حيث يعرف منزلة والده عندي فلا يفوتني أن أتقدّم بالعزاء والمواساة للأبن راضي وأخيه عقاب وجميع أخوانه وأسأل الله أن يلهمنا جميعاً الصبر والسلوان وأن يجعلهم خير خلف لخير سلف ونظراً لما أكن للفقيد من صداقة فأن القريحة لم تسعفني بأن أرثاه ألا في هذه الأبيات القلائل مع تقديم عذري أنه أكبر من الرثاء رحمه الله رحمة واسعه وأسكنه فسيح جناته وقلت :
بالقوافي قـلـت عـقـب الصمت كـلمـه *** من مشاعـر خاطري صغت العبـاره
بالكـريـم الـلـي يـشـد الـراس عـلـمـه *** أبـو راضي ريـف ضيفه عـز جـاره
يوسف الشغمـوم سلـم الجـود سلمـه *** عـادتـه يـفـرح الـيـا جـيـتـه زيـــاره
مـا يغـظلم من وسع صدره وحـلمـه *** ولا تـكـدّر خـاطــره مــن طــب داره
الـكـريـم الـلـي قـهـوتـه دوم ولـمـــه *** تـنـعـش الخـرمـان فـي بـنّـة بـهـاره
يـبـتـرم حـولـه مـن الأنـجـال غـلـمـه *** جـاهــزيـن لخـدمـتـه رهـن الأشـاره
مـا وجـد بـه عـايـزه مـن دار ثـلـمـه *** كـم مهـجـل بـالـصـحـن قـلّـط فـقـاره
الصـخـي مـا يـفـقـدونـه بـس زلـمـه *** أشهـد أن فـقـده عـلى اللابـة خساره
صارت الـدنيـا عـقـب فـرقـاه ظـلـمـه *** أنــدبـه وأرثـاه وأشـعـر فـي مـراره
ذكـريـاتـه فـي ضـمـيـري لاح فـلـمـه *** وأطـلـب المـولى يـاعـل الخـلـد داره