قيل أن هنالك أخٌ لنا في الإسلام من أوروبا ، كان قد أسلم بواسطة قراءاته للتاريخ ووجد أن قيم الدين الإسلامي الحنيف هو الدين الأمثل لكل زمان ومكان، وبعد أن إعتنق الإسلام قال لابد لي من زيارة إحدى البلدان العربية التي هي مصدر الإسلام وبعد زيارته لأحد الدولة العربية وشاهد ما عليه المسلمين قال : الحمد لله أنني أسلمت قبل أن أشاهد هؤلاء العرب .
بينما يخبرنا التاريخ عن كثير من الدول أسلمت على أيدي تجار عرب بواسطة أخلاقهم الحميدة وسماتهم الإسلامية الحقيقية لا بحد سيف ولا بقوة مال ، بل بطيب الكلمة والخلق الحميد ..
ويخبرنا العصر الحالي أن كثيراً من الدول ومنها تلك الدول العربية التي نخرها السوس من داخلها حتى سقطت وتفتت وأنعدمت لذهاب الخلق الإنساني الكريم وعدم إحترام المبادئ الإسلامية التي فطر الناس عليها وها هي ما زالت الفوضى فيها وفي أهلها، نسأل الله لنا ولهم العفو والعافية..
كثرت النعم ولكن قلت البركة وإستشرى الفقر وعم الفساد والقطيعة بين الأقارب وأولي الرحم ، تم إستبدال قيم الآباء والأجداد وإستعابتها والتقليل منها والنظر إليها بنظرة الإشمئزاز والتعالي ، الكذب أسموه إتيكيت - فن معاملة - والخداع وسمو صاحبه بالذكاء والحذاقة ، الكرم صاروا يستعيبونه ويقولون عن صاحبه أنه إما مجنون أو سفيه ..
إحترام كبير السن أصبح شبه معدوم ، حتى إحترام عابري الطرقات في الشوارع من أطفال وكبار السن من نساء ورجال لم يعد موجود ..
الموظفين لم يعد لديهم شيء يفكرون فيه إلا كيف يكسبون من وظائفهم وكيف يتهربون أو يأتون بأبشع وأسخف الأعذار وأوهاها للتهرب من العمل ..
كنا في السابق حينما تتعطل إحدى الإشارات الضوئية في الشوارع لا نحتاج إلى رجل مرور كي ينظم الحركة لأن الكل سيتعامل بأخلاقه مع جميع من حوله وبكل هدوء والأخلاق هي من تقود الناس، أما اليوم لو أصاب الإشارة المرورية أي عطل لشاهدت الفوضى كيف تعم المكان وكلٌ ينظر إلى من حوله بتكبر وإستعلاء ، وما يجعلني أتساءل لماذا كل هذا الغضب الذي نلاحظه بين الناس عندما يقودوا مركباتهم ، ألم نكن نسمع من قديم أن القيادة فن وذوق وأخلاق ، فأين هي اليوم ؟ ..
فأين ذهبت الأخلاق العربية والقيم الدينية ؟ وماذا حل بنا ؟
الجار يا أبو عبدالله لم يعد يحب جاره أو لا يعرفه حتى وهو الذي أوصى به رسول الهدى حتى ظن الصحابة رضوان الله عليهم أنه سيورثه، والبعض لم يعد يأمن بوائق جاره ، وفي الحديث الشريف فيما معناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يشم رائحة الجنة من لا يأمن جاره بوائقه. أو كما قال عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
لا نقول إلا ما يرضي الله عنا فنستغفره لنا ولجميع الإسلام والمسلمين حتى يرضى، ولا حول ولا قوة لنا إلا به ، ونسأله بعزته وجلاله أن يهدينا ويهدي جميع الضالين من أبناءنا وسائر أبناء العرب والمسلمين .
ولك الشكر والتقدير يا أبو عبدالله والله وحده المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل ونسأله دوام ستره وعفوه ومعافاته لنا ولكم ولجميع الأحبة فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض .