وش الفرق بين ابوج و افوج
الأستاذ فتى ربيعة يسأل عن الفرق بين ابوج وافوج
الجواب : الكلمة توضّح معناها الجملة التي قبلها أو التي بعدها وإذا كانت كلمة مفردة بدون جملة تكون غير مفهومة فإذا قال : أبوج الديار عرف أنه يسير في الديار
وإذا قال : أفوج البحر يعني أخوض عرف أنه يسبح في ماء
وهذه المعاني وردت ضمن قصيدة من قصائدي القديمة وهذا مقطع منها :
بدعـت القريض وفاض مـن عيلم الأشعـار
أصــوغ القـوافي وأرسم الحـرف بكتـابـي
هجـوس الروابـع بـاح مكنـون ابـن عـبـار
وهاضت اشجـون البـال مثـل الدبـا الـدابـي
ترنـم شجـي الصـوت من صـادح السـمــار
يـجـر الغـنـاء قـصـده يـذكـّرنـي أحـبـابـي
ولو غـرد الشادي وجـاوب صـدى الأوتـار
لـحـون الـنغـم والـفـن مـا هـيـّج إطـرابــي
سـرى الكوكب الدري ولا زلـت انـا سـهـار
سهـرت وسهـر مثـلي نـديمي مـن أسبـابي
هجرت الكرى والنوم عن موق عيني طار
أخـيـل الـنـجـوم وخـافـقـي مـال وأدوابـــــي
بـغـلس الظـلام أشبـاح فـكـري تــجـي زوار
ولا تـنـشـد الـكـابـوس وش لـون سـواّبــي
اليا جرهـد الداجـور وأقبـل على الـمشـوار
وهـيـمـن سكـون الليـل مـا تسمع مـنـابـي
تـوارد همـوم القـلـب مـع واهــس الأفـكـار
وأهــيم بحـنـاديـس الـدجـى تـقـل يسرابــي
أسوهـج مـن الحرقـة وكـن بضميـري نــار
تراثــت أغـبـوني والـكـدر وتـّر أعـصـابـي
تعبـت وفتـر حيلـي وكـــاد الجسـم يـنـهــار
ولـو نـضـت أريـد أنـهـض تعـثـرت بثيابـي
يقول العـذول أرتاح يا صاح وش بك صـار
عـلامـك تـسـوج مـن الـوهـم كنـّك المـابـي
تحاش الروابع وأسمع النصح والأشـــوار
تـنـاس الغـرام وقـلـت مـا كنـت بـه عـابـي
دع الـلـوم يـا لعـاذل ولا تـشـمـت المحـتـار
تــرفـّـق وخـلـّـك واقـعــي لا تـمـهــزابـــي
على حـالي أتـركنـي ولا تـكشـف الأسـرار
كتمـت الخبـر عـن سايـر النـاس وأصحـابي
أكـن الغضـب واشكـي على الواحـد القهـار
أخــفـي ســبـايــب عـلـتـي والـلـه أدرابــــي
صبـرت ونفـد صبـري يعيـن الـلـه الـصبـار
صبـرت بـرجـا رب الـمـلأ يـجبـر انـصابي
ولا فـي يــدي حـيـلـه علـى جــاري الأقــدار
لـعــل الـلـيـالـي يـنـقـلـب سـلـبهـا إيـجـابـي
زمـان الشقـاء أشقانـي وجرعـني الأمــرار
ذهـب كـل مـجهـودي يخـلـف الـلـه أتـعـابـي
تـمنيـت مـقــصــودي وصـار الأمــل غـّـدار
تـبـدد خـيـال الـحـلـم وأخـطـيـت بـحـسـابـي
خدعني سراب اللال كـل ما أقترب له ســار
ضحاح الضحى يـزمي عـلى راس معـزابـي
كمـا التـايـه المنجـوم تـاه وغـشـاه أغــبـار
تـعـرقـل مسيـري ويـن أبـي أوجـه أركـابـي
أبـوج الفـلا سـواح مـع صـحصـح الأقــفـار
أدوج بـصحـاري قـاحـلـه وأصـلي اعـرابـي
أخوض البحـر وأبحـث عـن الـدر والمحـار
أفـوج الـمـحـيـط ولا يـعـبـرنـي أجــرابـي
نويــت ألقـي الترحـال وأقـلع عـن الأسـفـار
تـمـاديـت بـالـغـربــه وطـولـت بـغـيـابــــي
بـروس الجبـال الشـم مـا صـح لـي مـظهـار
شـفـاتـي يـكـون بـعـالـي الحـيـد مـرقـابـي
تـعـنيـت أبـي مـلـجـأ بـقـمـة جـبـل سـنجــار
أدور الـحـجـأ فـي مـرتـفع حـيـده الـنـابـي
أريـد الـتـجـي لـحمـاه عـن داهــم الأخـطـــار
مـنـيـع الـذرى يـذري عـلـى مـن تـذرابـــي
أبـي ظلـه الضافـي بـوقـت السمـوم الحـــار
حـجـاي ومـلاذي حـزت الضيـق وأحجـابـي
شمـخ صرحـه الشاهـق وبـه للطيـور أوكار
نجـبـت العـقـاب الـلي بـصرح الجبـل رابـي
نجـبـت الـذي مـجـنـاه مـنجـوب من غيـمـار
أطـالـع بـعـقـبـان الـهـدد وأنـدب اعـقـابــــي
بـغـيـتـه يـنـومسنـي ولا شـبـب الـصــقـــار
أبــي دلــوتــه بـالــصـيــد لـكـنــه أدلابـــــي
تـوهـمـت وأغـتـريـت بـالـظــن والأحـــــزار
ولا أدركـت مقصودي وطـيـر السعـد كـابـي
يـعـاف الـمـراجـل مـن نـبـا سـيـفـه الـبـتــار
شـعــرت بـمـذلـه وأنـصـرم وتــر نـشـّابـي
تلاشى رجـايـه حـيـث جـزل الجـلايــب بــار
أحـســبــه يـربـحــنـي ولا ســد طــّلابــــي
وكيف أضفر بصاحـب يعـز الخــوي والجـار
الـيـا حـل كـالــوب الـلـيـالـي طـرق بــابــي
أريــده ذخــيــره لــي الـيـا لاذت الأسـعــــار
أريــده سـنـد لا ثـالــث الـرجـل مـشـعـابــي
بـوقـت الـحـرج يـفـزع ولا يـقـدّم الأعـــذار
أبــديــه بـالــنـخـوه عـلـى دانــي أقـرابــــي
هـذاك الـصـديـق اللـي نـعـده مـن الأنـصــار
أيـكـافـح عـدوي يـفـتـخـر وايـتـسـمـابــــي
ولا هـو صديـق الـلـي بـحـقـي يـقـول إنـكـار
الـيـا جـاء لـزومـي مـاق مـا عـاد يشقـابـي
الـيـا شـافـنـي يـعـرض تـقــل يـدعـيـني ثــار
يـبـي يـنـتـقـم مـنـي الـيـا زان مـضـرابــي
صـدى الحـقـد بـفـواده وبـه نزعـة الأشــرار
تـسـّره عـذاريـبـي وبـالـشـيـن يـسـعـابــي
يـدور الخـزا ويـبحـث عـن العـار والـمعـيــار
يـنـقـب عـن الـعـثـرات لأجـل ايـتـشـفـابـي
نـكـور وعــقــور وكــل منطـوقـه اسـتهـتــار
تـلـفـظ بشيـن الهـرج والمنـطـق الـنـابـي
يـحـاول يـضـع قـدري ولـو كـان لي تـعــبــار
ضعـيـف البخـت يـفـرح الـيـا قـيـل يحكابي
اليا أقـبلـت يـضحـك لـي وهـو بالقـفـا عـقـّـار
يـرحـب اليـا جيـتـه وحيـن أمشي أسـوابـي
أيـجـامـل وهـو قـلـبــه يـشـابـه سـواد الـقـار
ضمـيـر البـغـيـض أسـود ولـو كـان هـلابـّي
ومـن عافنـي عـفتـه وعـن صحـبتـه نخـتــار
مـن أقـصى العـرب ولا مـن أعـقـاب شيابي
تـفـكــرت بــالـدنــيــا وشـفــت الـفـلــك دوّار
تــدور الـسـنـيـن وتـبـتـرم بـرم دولابـــــــي
دلـيــل الـقـرون الــفـانــيـه بــاقــي الآثــــار
عصورٍ مضت مـن عـهـد دولـة حمورابي
عـن أحداثهـا التاريـخ يـملي عـليـنـا أخـبـار
تـبـيـد الجـديـد وتـشقـي الكـهـل والحـابـي
ولا أظــن بــه مـخـلـوق مـا جــرب الأكــدار
شـكـا مـن غـثـاهـا كـل مـعــول وعـّزابــي
أشوف الـذي خالـف سلـوم العـرب والـكـار
يـجـيـد التـمـلـّق يـخـدع الـنـاس وايحـابـي
أشـوف الـردي كـوبـان والـهـايـف الـهـّذار
يـفـاخـر تـقـل حـوّط عـلى المجـد بالـطـابي
أشوف الـمهايـط صـار لـه حشيمه ومـقـدار
يضاهي قريض أحمد وأبـو القاسم الشابي
أشـوف المجـالس زي لـجـة نـزيـل اشـهـار
يـمـجـد بـهـا الـمـذمـوم والطـيّـب إيـعـابـي
أشـوف الـمـلأ تـنسـاق مـع جـارف الـتـيـّار
وأحـاذر عـن العاصوف لا يـقشع اطـنابـي
وقـبـل خـتــام الـقــاف نـسـتـغـفـر الـغــفـّـار
ونـطـلـب ولـي الكـون يـغـفـر لـمـن تـابـي
وفـي خـاتـم المنظـوم صلـوا عـلى المختـار
عـدد ما نبت بالروض من بـذر الأعشابـي
وقد حذفت عدد من أبيات هذه القصيدة