يقول أحد أصحاب القفزات الذهنية العبقرية فى بعض ردوده" إن المؤرخ الرحالة إبن سعيد الأندلسى ت: 685هـ قد ذكر أن بني شعبة وانفرد بنسبهم الى تغلب وأن هذا القول لايعني أنه صحيح بل هو خاطيء؟ وأن نص ابن سعيد لم يشر لغير هولاء كصرحاء لربيعة في عصره؟ بينما فلان وفلان وفلان يحلمون أن يقول ابن سعيد ان القبيلة الفلانية واهل الرياض من بقايا ربيعة ولكن ابن سعيد خذلهم !!إنتهـــى

أقول: أما مايخص الجانب الأول فقطعاَ هو قول مخالف للحقيقة التاريخية المحضة التى ذكرها إبن سعيد الأندلسى فى نصه المشهور الذى إنفرد به, وهو مجرد كلام مرسل دون بينة علمية تدعم هذا القول,هذا بخلاف فرضية التقيد بالمنهجية العلمية وأمانة النقل وتحرى الصدق فى ذكر الحقائق كما هى دون تأويلات, فنص إبن سعيد الأندلسى واضح لالبس فيه وهو قول صريح وصحيح وليس بخاطىء كما يتمنى القائل؟! فيذكر إبن سعيد ت: 685هـ قائلاَ : "دخلت جزيرة العرب فسألت هل بقى فى أقطارها أحد من ربيعة؟ فقالوا: لم يبق من يركب الخيل وفيه عربية وَحلُ وترحال غير عنزة بجهات خيبر وبنى شعبة المشهورين بقطع الطرقات وهتك الأستار فى أطراف الحجاز مما يلى اليمن والبحر وبنى عنز فى جهة تباله وغير ذلك لانعلمه لافى الشرق ولافى المغرب"(1)

وبهذا النص التاريخى الصريح يتبين لنا أن ليس هناك فى العصر الذى عاشه إبن سعيد من قبائل ربيعة سوى تلك القبائل الثلاث المذكورة فقط , التى مازالت اَنذاك محافظة على جذورها التاريخية سواءَ فى أنسابها وأصولها أومايخص وحدتها القبلية وجذمها التى تسلسلت منه, وبهذا ينتفى القول أن إبن سعيد الأندلسى لم يشر لغير هؤلاء كصرحاء لربيعة فى عصره كونه ذكر عنزة فى خيبر وبنى عنز فى جهة تباله,أما مايتعلق بنسب بنى شعبة الى تغلب الذى إنفرد فيه إبن سعيد دون سواه فهذا قول باطل وحجة من لاحجة له!

فقول الأندلسي" دخلت جزيرة العرب فسألت هل بقى فى أقطارها أحد من ربيعة" هو دليل قاطع وبيان جلي لالبس فيه على أن بنى شعبة هم من تغلب ثم من ربيعة دون أدنى شك ولاريب, وهذا النسب لابد أنه كان أمر ثابت الدلالة فى ذلك العصر وماقبله هذا عدا أنه متواتر ومشهور كشهرة نسب عنزة وعنز الربعيتين, فكيف إذن أخطأ إبن سعيد فى نسب بنى شعبة الى تغلب ولم يخطىء بنسب عنزة أوعنز! ألا يدل هذا القول أن الأنساب كانت مشهورة ومتواترة فى ذلك العصر ولدى العارفين الذين سألهم إبن سعيد ممن هم فى عصره تحديداَ؟! فالأنساب تؤخذ بالتواتر والإفاضة والشهرة وليس بالتأويلات أو الإجتهادات الشخصية التى لاتستند الى نص صريح أو قول مأثور كما هو واقع الحال مع بنى شعبة أو غيرهم من القبائل الأخرى

وفى هذا يقول الإستاذ الباحث راشد بن حمدان الإحيوى تعليقاَ على هذا النص " إن إبن سعيد الأندلسى ثقة فى بابه كما انه ناقل عن عرب الجزيرة وهم أعلم العرب بأنسابهم وهذا نص صريح على صحة نسب القوم, وقد أضاف إبن سعيد قائلاَ "والكلام هنا للإحيوى" محدداَ من أي ربيعة هم قال" فيما بين السِريَنْ ومكة شامة وطفيل وهم جبلان بنو شعبة وهم من بنى تغلب ولم فى البادية ممن ينسب لتغلب وفيه قائمة غيرهم " ويعلق الأحيوى قائلاَ على هذا النص: "وبهذا فإن إبن سعيد نسب بنى شعبة لبنى تغلب من ربيعة وهذا من أصرح النصوص وأصحها فى نسب بنى شعبة" (2)

فالقول أن إبن سعيد الأندلسى هو الوحيد الذى إنفرد بنسب بنى شعبة الى تغلب فهذا صحيح وهو ثقه فى هذا الإنفراد, وهذا لايعنى أن نسبهم كان مجهولاَ قبل عصر إبن سعيد فبنى شعبة قد ذكرهم أكثر الرحالة والمؤرخين العرب سواءَ ممن عاصر إبن سعيد أو ممن قبله كالرحالة والمؤرخ جمال الدين أبوالفتح يوسف بن يعقوب الدمشقى الشيإنى المعروف بإبن المجاور ت:690هـ فى "تاريخ المستبصر"وهو معاصر للأندلسى الذى ذكر وجودهم عام620هـ "فى الفرع جنوب إدام"

وكذلك الجغرافى والرحالة القاسم بن يوسف التجيبى ت: 730هـ هـ فى كتابه" مستفاد الرحلة والإغتراب" الذى ذكر عام 696هـ "إن إرتحال الحجاج من منى خوفاَ من بنى شعبة" وفى عام 589هـ ذكرهم الرحالة الأديب إبن جبير أبو الحسن محمد بن أحمد 540هـ 614هـ فى رحلته المعروفة "رحلة ابن جبير" وهى من أهم مؤلفات العرب فى الرحلات بقوله "ان بنى شعبة كانوا يغيرون على الحجاج فى طريقهم الى عرفات" وكذلك إبن خلدون ت:808هـ حيث قال "بنو شعبة الذين بالطائف لهذا العهد من ولد شعبة بن المهلهل بن ربيعة بن الحارث بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب" (3)

وقال القلقشندى ت:821هـ " بنو شعبة بطن من بنى تغلب من العدنانية وهم بنى شعبة بن المهلهل بن ربيعة بن الحارث بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب " (4) بل ان هناك ماهو أقدم من هذه النصوص جميعها كما يذكر الاحيوى وهو النص الذى ذكره الجزيرى ت:977هـ "فى الفرائد المنظمة" حيث ذكر فى حوادث عام 551هـ مانصه: "وفيها جلب الوزير الماء الى عرفات وقاطع عليه بنى شعبة سكان تلك الناحية المجلوب منها بقطيعة من المال كثيرة على أن لايقطعوا الماء عن الحجاج"(5)

وبهذا الرأي قال الشيخ الجاسر رحمه الله " ومن فروع ربيعة بنو شعبة الذين كانوا فى القرن السادس الهجرى وبعده فى نواحى مكة ثم إنتقلوا الى جنوبى تهامة فى درب بنى شعبة ونواحيه الى عهدنا الحاضر وكانت لهم صولة فى القرنين الثانى عشر والثالث عشر الهجريين ولهم مقام محمود فى نشر الدعوة السلفية فى تلك الجهات" وأضاف الجاسر يقول فى مناسبة أخرى " قبيلة بنى شعبة التى تعيش الاَن فى تهامة يكاد يتفق المؤرخين على أنهم من بنى تغلب وكانت بنى تغلب فى نجد ومع ذلك إنتقلت الى تهامة عن الحجاج" (6)

قال راشد الأحيوى: وبهذا يثبت لنا صحة إدعاء بنى شعبة بأنهم من بنى تغلب قوم كليب ومهلهل من أبطال العهد الجاهلى, وقد ذهب غير واحد من المستشرقين الى أن المهلهل والد شعبة توفى فى الثلث الأول من القرن السادس للميلاد 531م بعد أن أسنَ وضعف, وكان قد تولى قيادة بنى تغلب فى حرب البسوس التى إستمرت زهاء 40 سنة الى أن إنتهت عام 525م, ولم يلبث المهلهل بعد إنتهاء الحرب طويلاَ حتى مات, ومن هنا نستطيع القول أن شعبة بن المهلهل ولد فى القرن الخامس الميلادى أي قبل مايزيد عن قرن قبل الهجرة الشريفة, ومن هنا فلا غرابة أن نجدهم فى القرن السادس للهجرة وماقبله قد أصبحوا قبيلة ذات شوكة ومنعة, وكي لايخرج علينا من يقول أن ستة قرون لاتكفى لتكون قبيلة ذات صولة وجوله نقول:

إنها فترة زمنية كاقية لذك, فقد وجدنا أن ذرية العباس بن عبدالمطلب رضى الله عنه قد بلغوا فى قرنين 33الف, أي منذ ولادة العباس سنة 51قبل الهجرة حتى سنة 200للهجرة أضحت ذريته تعد ذلك العدد, فقد قال الزركلى فى ترجمة العباس" أحصي ولده سنة 200 للهجرة فبلغوا ثلاث وثلالثون الفا" يكمل الأحيوى قائلاَ: وأن هذا العدد يزيد عن أعداد عدد من القبائل, ووجدنا أن الجعفريين والحسنيين صاروا قبائل يحارب بعضهم بعضا فى القرن الثالث للهجرة وبهذا فانه لاغرابة أن نجد أن بنى شعبة قد صاروا قبيلة لها شأنها فى القرن السادس للهجرة وما قبله, وهم اليوم من القبائل المعروفة فى المملكة العربية السعودية وبهذا نكون قد انهينا البحث فى نسب بنى شعبة وأنهم من بنى تغلب بن وائل من بنى ربيعة بن نزار"(7)

إذن فتخطأت إبن سعيد الأندلسى فى نسب بنى شعبة الى تغلب قول مردود لايؤخذ به, والإدعاء بأنه لم يشر لغير هؤلاء كصرحاء ربيعة فقد ذكر عنزة وعنز ولاحجة فى هذا, لكن الملاحظة التى يجب التوقف عندها؟ أن إبن سعيد الأندلسي قد ذكر قبيلة عنزة من صرحاء ربيعة ولم ينسبها الى بكر أو تغلب! بل أثبت نسبها العنزى الصحيح الصريح كما هى عليه, فإذا كان إبن سعيد قد خذل هؤلاء برأي القائل فالخذلان قد طال أيضاَ المدعين والمدلسين الذين قالوا بنسب عنزة الى بكر وتغلب فهؤلاء أولى بالخذلان من غيرهم!! فقد قطع إبن سعيد الأندلسى الشك باليقين عندما نسب بنى شعبة لتغلب مباشرة كما هو متواتر ومستفيض فى عصره, بينما لم يذكر أن عنزة من تغلب أو بكر أو من أشتات ربيعة كما يدعى المدعين! بل أرجعها الى نسبها الحقيقى وهو عنزة بن أسد بن ربيعة كما هو مستفيض ومتواتر فى عصره وزمنه, فهل أخطأ إبن سعيد فى هذا النسب أيضاَ!!!


1- نشوة الطرب فى تاريخ جاهلية العرب –إبن سعيد الأندلسى تحقيق الدكتور نصرت عبدالرحمن مكتبة الأقصى عمان الأردن ط 1/1982م ج2ص603
2- راشد بن حمدان الأحيوى المسعودى " بنو شعبة تحقيق نسبهم فى تغلب" – مجلة العرب ج5-6/ السنة 33/1414هـ 1998م
3- تاريخ إبن خلدون مجلد 2 ص347
4- القلقشندى "نهاية الإرب فى معرفة أنساب العرب" دار الكتاب اللبنانى ط2 1400هـ ص 305
5- الجزيرى- "الدرر الفرائد المنظمة" نشر دار اليمامة الرياض ط 1/الرياض 1403هـ ج1/ص 56
6- العرب- السنة 18ص1124 – السنة 21 ص833
7- الأعلام للزركلى بيروت ط 6/1984م ج 3 ص 262

المكرّم الفاضل أبو مشاري الرفدي لك الشكر الجزيل من كل عنزي شريف على ما تقوم به من تحقيقات وتصويب أخطاء الجاهلين والمتجاهلين ولا يخفى عليك أن الذين يحرفون نصوص المؤرخين لهم هدف لقصد تمرير الأكذوبه التي تطمس نسب وتاريخ عنزه ولقصد أدخالها في بكر وتغلب وأدخال بكر وتغلب في عنزة بطريقة ( حط جريش يصير عيش ) ولكن المراجع متوفره وقد ذكر أبن سعيد الأندلسي قبيلة عنزه في موضعين من كتابه وعندما استعرضت الكتب التي ذكرت عنزه في كتابي أوردت نص ما ذكر عن عنزه نص ما ذكره أبن سعيد ما يلي نصاً :

كتاب نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب

تأليف الكاتب الرحالة أبو الحسن علي بن موسى بن محمد بن سعيد العنسي الأندلسي المتوفي سنة 685هـ فقد قال : عنزة بن أسد بن ربيعة كانت بلادها في الجاهلية وصدر الإسلام عين التمر وهي بليدة بينها وبين الأنبار ثلاثة أيام وقد أنتقلت عنزة عن بلادها تلك إلى خيبر وهم في عدد وصولة هنالك إلى اليوم قال ومن عنزة بنو يذكر وبنو يقدم ومن بني يذكر بنو هزان
وقال في الجزء الثاني من ذلك الكتاب : ودخلت جزيرة العرب فسألت هل بقي في أقطارها أحد من ربيعة فقالوا لم يبق من يركب الخيل وفيه عربية وحل وترحال غير عنزة وهم بجهات خيبر وبنو شعبة في أطراف الحجاز وبنو عنز بن وائل في جهة تباله وغير ذلك لا نعلمه في المشرق ولا في المغرب
هكذا قال الأندلسي قلت هذا ما توصل إليه علم هذا الرحالة ويوجد في جزيرة العرب أيضاً قبيلة أكلب من ربيعة والتغالبة الذين من الدواسر وبقايا حنيفة وقيس بن ثعلبة من بكر بن وائل باليمامة


وذكر الرحاله محمد بن عبدالله اللواتي المعروف بأبن بطوطه المتوفي سنه 779هـ في كتابه المسمّى ( تحفة النظّار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار ) جاء في الصفحة 287 والصفحة 288 ما نصّه :

ثم سافرنا منها إلى مدينة هجر وتسمّى الآن الحسا ( بفتح الحاء والسين وأهمالها ) وهي التي يضرب بها المثل فيقال : كجالب التمر إلى هجر وبها من النخيل ما ليس ببلد سواها ومنه يعلفون دوابهم وأهلها عرب وأكثرهم من قبيلة عبدالقيس بن أفصى
ثم سافرنا منها إلى مدينة اليمامه وتسمّى أيضاً بحجر ( بفتح الحاء المهمل وإسكان الجيم ) مدينه حسنه خصبه ذات أنهار وأشجار يسكنها طوائف من العرب أكثرهم من بني حنيفه وهي بلدهم قديماً وأميرهم طفيل بن غانم ثم سافرت منها في صحبة هذا الأمير برسم الحج وذلك في سنة أثنتين وثلاثين ووصلت إلى مكّة شرفها الله تعالى وحج في تلك السنه الملك الناصر سلطان مصر رحمه الله وجمله من أمرائه وهي آخر حجّه حجها وأجزل الأحسان لأهل الحرمين الشريفين والمجاورين وفيها قتل الملك الناصر أمير أحمد الذي يذكر أنه ولده وقتل أيضاً كبير أمرائه بكتمور الساقي


هكذا ذكر أبن بطوطه بني حنيفه في القرن السابع فكيف ينفى بعض من كتب أكاذيب ينفى بني حنيفه ؟

الشكر موصول لك إستاذ أبومشعل على ماتقوم به من جهود مشهودة فى هذا الشأن وقد لايخفى عليك أن إبن سعيد على وجه التحديد قد ذكر نسب عنزة فى اكثر من خبر كما هو مشهور ومستفيض فى عصره وقام بتدوينه ونقله كما عرفته العرب ونقلته بامانه لذلك الرحالة دون تأويل؟ وبما أن التاريخ رواية ودراية فقد ثبت نسب عنزة من خلال هذا النص المدون بما لايدع مجالاَ للشك! وبهذا نستطيع القول أن إبن سعيد الأندلسي قد جاء بفائدتين صريحتين عن عنزة تقطع الشك باليقين الأولى: قدومها من عين التمر الى جهات خيبر والثانية" نسبها الصحيح الصريح الذى لاشائبة فيه؟ وهذه كلها أدلة تراثية ثابته وقرائن قوية دامغة تلجم من هم أسرى لهذه المفاهيم المغلوطة خصوصا أصحاب الرؤى الإفتراضية من ذوي الظن والترجيم والخيال الواسع فالتاريخ لايبنى على الأوهام والظنون بل على الحقائق والشواهد فالظن أساس الخطأ....

أن الشخص الذي تعمّد الأساءة في كتاباته إلى قبائل من ربيعه وغيرها وطعن بأنسابها فهو لم يسيء لهذه القبائل فقط بل أكبر أساءة منيت بها قبيلة عنزة من خلال التضليل على ضعاف العقول والجهلاء بدمج عنزة مع بكر وتغلب وانتحال وائل بن قاسط جد لعنزة وتفخيم هذا الجد كذباً وهو مجرد جد مثل غيره وليس يعرق بعنزة لا من قريب ولا من بعيد ولم يكن من عنزة ولم تكن عنزه منه بل هو جد قبائل من نسله وهم بكر وتغلب وعنز فقط فضلل المذكور على العامة وتبعه بعض الذين لا يهمهم تحريف النسب مقابل دخولهم بجد جعله اسطوره ونفى كل وائل عنزي وبدأ يحرّف في نصوص المؤرخين ولكن هذا الرجل فشل في مخططاته لأن التاريخ ثابت والنسب ثابت والمكائد ما تفيد أصحابها والذين بنوا على هذه الأباطيل قد خابوا وخسروا وندموا على العبث بنسب هذه القبيلة فعنزه هي سلسلة متصلة من عنزة بن أسد بن ربيعة ولها جد عنزي تعتزي به اسمه وائل كما كررنا وكما أثبتنا ولا يمكن لقبيلة يقال لها أولاد وائل تستعير جد وتسمّى به مهما حرفوا ومهما زوروا ولا يصح إلا الصحيح

نشكر الاخوة الكرام الافاضل الشيخ ابو مشاري الرفدي والاخ الكبير ابن عنزه البار الاديب والمؤرخ الشاعر عبد الله بن عبار على ماقمتم به من ايضاح الكثير من الحقائق الدامغه للحفاظ على نسب القبيله من العابثين اصحاب الاهواء قليلوا الدرايه ولم يبقى مالديهم سوى الاصرار على الخطاء والباطل وتجاهل الحقائق .

ونبارك لكم بقدوم هذا الشهر الفضيل وندعو الله لكم باالتوفيق ودوام الصحه

الشكر موصول لك أخى أبوعبدالله وللإستاذ أبومشعل وللإخوة جميعاَ على المتابعة والمشاركة ومبروك عليكم قدوم شهر رمضان الفضيل وكل عام وانتم بخير

سيدي ابو مشاري الرفدي اسمح لي ان اختلف معك في هذا الموضوع ، وأرجوا أن الخلاف لا يفسد للود قضية بيننا ، بالنسبة لحياة القبائل وولاداتها لا تقارن بالخلفاء والملوك ، والسبب أقتصادي بحت فأبناء الخلفاء والملوك يتوفر لهم دائماً الظرف المناسب أقتصادياً واجتماعياً بالنسبة للزواج عكس ابناء القبيلة ، فأبناء الخلفاء والملوك يتزوجون مبكرأ وربما منذ بلوغهم الحلم بالاضافة الى الجواري فتوالدهم سريع فربما شاهد جد الجد حفيد ابنه وما بعده عكس البدوي الذي ربما قضى نحبه لم يجد له عروس وهذا شيء شاهدناه في شبابنا قبل الاربعين سنة زيادة على الظروف الاقتصادية للبدوي فيقضي عمره وهو يرعى الغنم او الابل مع اهل الثراء في قبيلته او خارج القبيلة من اجل ان يكون نفسة ويتزوج ويعقب ذرية وربما ذهب اكثر من نصف عمره ماوجد من يزوجه لقلة النساء وذات اليد في نفس الوقت فكيف تتكون قبيلة في ستة قرون . وعلماء الاجتماع قرروا في القرن الواحد ثلاثة اشخاص يتوالدون فقط الاب وابنه وحفيده على الاقل ولو قارنت اليوم جدودنا المعاصرين للملك عبد العزيز رحمه الله تعالى وابناء الملك واحفاده حتى اليوم لوجدت الفرق واسع جداً ولا مقارنة بيننا بالعدد ، فجدي كان من المعاصرين للملك عبد العزيز وأعقب ابي وعمي وابي اعقب خمسة ابناء وعمي اعقب خمسة ابناء ايضاً وانا بالخمسينات واعقبت خمسة ابناء وزماننا زمان خير وغبطة وهذا خلال مئة وخمس عشرة سنة فكل المجموع لا يتعدا العشرين شخصاً فأين نحن من سلالة الملك عبد العزيز واعداهم اليوم فلا مقارنة مع ابناء الخلفاء والملوك في التكاثر .
ايضاً من المشهور والمستفيظ لدى المؤرحين والنسابة ان كليب والمهلهل لم يعقبوا ابناء والا اين هم من الاحداث المشهورة طوال تاريخهم الذي لا يخفى على احد، وكانت قيادة تغلب بعدهم مباشرة بيد عمرو بن كلثوم التغلبي الذي رأس وعمره خمسة عشر عاماً ولم نجد ذكر لأبناء كليب ومهلهل ان وجدوا، فربما بني شعبة هم اصل فخذ او بقية بطن من تغلب وتكاثروا مع الزمن والمهلهل معروف خبره كيف مات واين مات ، هذا وتقبل فائق تقديري واحترامي .

الأخ راعي الرحا بن قاسط حيّاك الله :
سبق وأن عملت نظرية في هذا الموقع بعتبار أن كل جد ينجب أثنين فقط علماً أن هناك من له عشر عيال وأقل أو أكثر أو واحد أنما عملت النظرية على أن كل جد ينجب اثنين والأثنين كل واحد ينجب أثنين فوجدت في أثنان وعشرون جد تتكوّن قبيلة عددها ثلاثلة ملايين ومعروف أن الأثنان وعشرون جد يعيشون في ستمائة وستون سنه
وأعرف قبيلة العقيدات هي من كبريات القبائل في سوريا والعراق وحتى في المملكة لها عناصر فهم أبناء اربعة رجال وأحدهم لم يعقّب وهم عقب ثلاثة فقط ويجتمعون بالجد التاسع وجدودهم رحلهم عبدالله بن براك بن حريميس
شيخ قبيلة العقاقرة من الفدعان لقد رحلهم من غوطة الشام وأنزلهم على طاش الفرات وتكاثروا في هذه الفترة وهو انقطع نسله
كما أن بين ضهرانينا ذرية الأمام على رضي الله عنه آل البيت وذرية جعفر الطيار رضي الله عنه هاهم قبائل في جميع أقطار العرب لذلك فلا تستغرب أن تتكوّن أكبر قبيلة في ستة قرون والبركه من الله سبحانه وتعالى

اهلاً بك استاذي الكبير الاديب الفذ ابو مشعل اهلاً بك من جديد بالنسبة لنظرية التوالد عند الانسان فهي نظرية تقوم على اسس علمية ودراسة منهجية واشهر من تخصص بها العلامة بن خلدون والف فيها مقدمته المشهورة . فوددت لو دعمت نظريتك في ذلك بمراجع علمية اجتماعية ترجح ما ذهبت اليه او تنفيه حتى يتسنى لنا الاخذ بما ذهبت اليه في نظريتك . اما بالنسبة الى تاريخ العقيدات او ما يسمون بالعصر الجاهلي بني عقدة ، وهي عقدة بنت معتر من بني بولان من طيء ونسب ابنائها اليها قيل لهم بني عقدة وهم بني عمرو بن سنبس الطائي وهم العقيدات اليوم وهم موجودون من العصر الجاهلي وليس من زمن بن حريميس بل خرجوا الى ارض الجزيرة بسبب حرب الفساد التي وقعت بين قبائل طيء وذلك في عهد حاتم الطائ وزيد الخيل . ياسيدي انت تعرف ان جديع بن هذال كان معاصر للدولة السعودية الاولى فاذا احصيت ابنائه اليوم وقارنتهم بعدد ابناء الملك عبد العزيز واحفادة ومن بعدهم على اختلاف في البعد الزمني بينهما فسوف تجد ابناء الملك عبد العزيز اكثر عدداً فالبعد الزمني لا يكفي للتوالد البشري وحده ولابد من البعد الاقتصادي في الموضوع . وكثيراً من قبائل اليوم كثرتها لا تعني سلالات بل فيها احلاف او من التحق فيها لعزتها ومنعتها لان القبيلة ليست كالحواضر، بل يمر عليها احياناً موت جماعي اما بغزوة انهزموا فيها وذهبوا بالسلامة على ارقابهم وفقدوا الماء وقضوا نحبهم ، او كذلك حالوا بالقيض وفقدوا مورد الماء وقضوا نحبهم كذلك وقد حصل الكثير من ذلك كما روو لنا كبار السن . فتكاثر البدو في زمن قصير يعد بالآلاف امر مستبعد .

الأخ خيال الرحا حياك الله وأشكرك على هذه المداخلة وحُسن المتابعة, ولاشك أن الخلاف أمر وارد فى المباحث التاريخية وهو كما تفظلت أمر لايفسد للود قضية, خصوصاَ عند الباحثين الذين لاتهمهم إلا الحقائق أياَ كان موضعها, أما بخصوص نظرية الفوارق الزمنية ومقارنتها مع كثرة السلالات أو قلتها, فهذه أخي نظرية لم ثبت تاريخياَ بشكل قطعي كما هو مقارن وملموس على أرض الواقع, والشواهد على ذلك كثيرة,أما الظروف الإقتصادية وغيرها فهي تشمل البادية والحاضرة سواء كالأمراض والسنين والحروب وماشابهها, فكما إستشهدت بالملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وعدد أبنائه فهناك أيضاَ من رجال البادية من عدد أبناءه وأحفاده مايفوق هذا بكثير؟ فالمسألة هي نسبية تخضع لظرف الشخص نفسه ولايمكن إسقاطها كحقيقة تسري على كل إنسان! فنظرية أن لكل قرن ثلاثة أجيال فهذه من حيث الميزان التسلسلي للنسب هي صحيحة لاغبار عليها, إذا إحتسبنا الـ33سنة للعمر, وقد يكون أيضاَ أن لكل قرن أربعة أجيال إذا مااحتسبنا الـ25سنة كحد أقصى للعمر, إذن هي مابين الثلاثة والأربعة أجيال لكل قرن من الزمن, فما وجه العجب بارك الله فيك في أن الـ6قرون لايمكن أن تتكون فيهما قبيلة؟! فهناك قبيلة من السلقا مشهورة ومعروفة تتكون من عدة فروع وعشائر وأسر وجدها الجامع لها لاتتجاوز فترة وجوده ال500عام! بينما إبن عمه المعاصر له لاتتجاوز ذريته اليوم عدد أصابع اليد؟! ولو سردنا الأمثلة على هذا الموضوع لطال بنا المقام, فجنكيز خان على سبيل المثال المتوفي منذ 700عام بلغت ذريته اليوم وبإحصائية رسمية صادرة من منغوليا الثلاثين مليون شخص!فالعبرة ياأخي بالبركة والمنة من الله ليس إلا,

أما بخصوص العقيدات فتاريخهم ياأخي ليس بهذا القدم من التاريخ فهم قبيلة من زبيد الطائية كانوا يسكنون منطقة عقدة من قرى حائل وسبب نزوحهم منها كما جاء فى المصادر التاريخية التى عاصرت هذا الحدث أنها كانت بسبب الضياغم الذين استوطنوا حايل حين قدومهم من الجنوب في القرون الستة المتأخرة على أغلب أقوال أهل العلم وقتلهم لشيخ زبيد المدعو"بهيج" وفي هذا يقول عبيد بن رشيد: قبلك بهيج حدروه السناعيس- من عقدة اللي مايزحزح قناها.....
"هذا ماأحببت توضيحه ولك مني كل الشكر"