أديب وايل العزيز ومؤرخ قبائلنا المكرم، صح الله لسانك وبنانك وأعز الله شآنك في الدنيا والآخرة وأجزل لك الأجر والثواب والمقام في العالمين، وأقر عيناك الشريفتان بصلاح الذرية والسمّية وجميع أبناء القبيلة وجعلنا جميعاً كما تظن وتحب.
وإني والله عاجز عن تسطير عبارات الشكر والثناء والتقدير لجنابك المكرم يافخر الأكارم والأماجد، ولكن يسمح لي المقام بذكر بعض من تاريخي الشخصي فلقد رسخ بذهني منذ صغر سني أولئك الرجال الذين كانوا يجتمعون في مجلس والدي غفر الله له ومنهم على سبيل المثال شيخ قبايل ضنا عبيد المغفور له بإذن الله الشيخ الأمعط العواجي أبوصالح عند زيارته لمدينة الخفجي، وكان يُطلب مني إحضار أشرطتك كي يستمع عليّة القوم وجميع الحضور لأشعار أديب وائل الذين كنت أرى في ردات فعلهم الفخر والسمو والرفعة عندما كانوا يستمعون لأشعارك وعندما كانوا يفسرون بعض أبياتك، فياليتهم لم يموتوا وياليت من مات هم الأنذال الأخسة وكل إمّعةٍ رخو وكل ناكرٍ وجاحد وقاطع رحم.
مؤرخنا العزيز لقد شاركت آبائنا بتربيتنا وتنشئتنا على القيم والمكارم وحب الإيثار والحمية وبتعليمنا وتعريفنا برموز القبيلة وشيوخها وأمجادها وأيامها، فكيف لا يكون لجنابك في قلوبنا إحساس الأبناء لأبيهم البآر الفخورين والمعتزين والمتعالين به، وهذا والله صنيعك لنفسك بنفسك، حفظك الله ورعاك وأمد لنا بعمرك وألبسك ثياب الصحة والعافية والسؤدد.
وبما أنك أعفيتني من مجارات أبياتك على نفس القافية، فإنني قد قلت هذه الأبيات المتواضعة لعلها تسمو بذكرك وإسمك وبمشاعر قلب أحد أفراد قبيلة عنزة الذين أحبوك وإفتخروا بك وكنت مصدر فخرهم وإعتزازهم كحبهم وفخرهم بآبائهم:
حـــي الـقـريـض ألـلــي كـالـنـاريـز لـمـعــه *** تـــاج الـفـخـر مـنـطــوق حــــر الـصـنـايـعوِسام الشرف يزهي علـى الصـدر نطعـه *** حَمـلـه شــرف مـثــل الـسـيـوف الـقـواطـع
نـظــم الأديـــب ألـلــي كـمــا الـــدر بـدعــه *** مــا هـــو كـــلام أهـــل الـدجــل والـخـدايـع
مـنــهــاج رمـــــز ولــعــنــزه بــــــان نــفــعــه *** مـجــد القـبـيـلـة حـافـظــه لــيــس ضــايــع
خـــلّــــد مـــواريــــث الأمـــاجــــد بــجــمــعــه *** ودوّن تــــواريـــــخ الــــحـــــرار الــهــيـــالـــع
ومــــن قــــال بـالـتـاريـخ هــقــوه ورمــعـــه *** ســـكّــــر بـــدربــــه كـــــــل وادي وخــــايــــع
هـــو ســيــف وايــــل بالـمـفـاخـر ودرعــــه *** ســيــفٍ مــجــرّب فــــي جـمـيــع الـوقــايــع
يـفــداه الـلــي بـــوق الـعـهـد دوم صـنـعـه *** ذاك الــلــي لإبـلــيــس خــاضـــع وطــايـــع
ويــفــداه الــلـــي يــدغـــل بــغـــرات ربــعـــه *** يـبـلـس عـلــى الأقـــراب شـيــن الـطـبـايـع
ألــلـــي يــحــســب ذل الــقــرابــات رفـــعـــه *** وبأرخـص ثمـن لأحسـاب الأجــداد بـايـع
أديــبــنــا عـــســـى الــســعــد دوم طــلــعـــه *** حـــاز الـفـخـر والـمـجـد مـــا لــــه مــنــازع
ومهما نخيت القاف وأصخى لي بنسعه *** مـانـي لإفعـالـك يـأبـيـض الـوجــه جـامــع