ملخص مقاطع من قصائد الإشادة بجهدي في خدمة القبيله
من خلال مشواري الطويل في جمع المعلومات عن قبيلة عنزة المتمثلة في عدد من الأصدارات من طبعات كتاب الأنساب ودواوين الشعر بين قصائد من نظمي وقصص وقصائد لرجال من هذه القبيلة تحكي واقع تاريخها القديم فقد تلقيت آلاف الرسائل التي تحتوي على الشكر والثناء والإشادة من رجال مخلصين من هذه القبيلة كما تلقيت مئات القصائد من بعض شعراء القبيلة وغيرهم تشيد بجهدي المتواضع وهي من الحوافز التي شجعتني على مواصلة البحث وأني أعتبر قولهم وسام شرف أعتز به والخلق شهود الله في أرضه ولا يفوتني أن أتقدم بجزيل الشكر لكل من جادت قريحته من الشعراء الأفاضل أصحاب القصائد المسنده لنا والشكر موصول لرجال من قبيلة عنزة الذين أكرموني بتكريم ودروع عرفاناً بما قدمت من جهد وقد نشرت نص القصائد كاملة في كتابي ديوان الوائلي وكتابي قطوف الأزهار وبعض كتبي اعتزازاً بأصحابها وفي هذا المبحث فقد أكتفيت بنشر مقتطفات من قصائد مطولة لشعراء يشيدون بما قدمت لقبيلة عنزة في تأليف أنسابها والذود عن أحسابها وهذا ملخص قصائد أكثر من ثلاثمائة شاعر من الرجال الذين يقدرون ما عانيت من مشقة في سبيل أخراج هذا الموروث وهم يشيدون بجهدي التي قدمته لقبيلتي وما قدمته لقصد طلب شيء ولكنه عرفاناً بفضل القبيلة وأني مدان بالشكر والعرفان للأخوة الذين فاضت قرائحهم بقصائد مطولة لخصنا منها هذه المقاطع نقدمها شواهد لمن يحاولون الجحود والتنكّر وطمس الواقع:
أولاً نبدأ بهذه القصيدة التي جادت بها قريحة الشيخ عبدالغني الخطيب رحمه الله من أهل الصخنة وهي من الشعر العربي الفصيح وقد أرسلها مشكوراً بشريط كاسيت مسجله بصوته وأني عتبر قصيدة الشيخ الفاضل وسام شرف أعتز به قال الشيخ عبدالغني الخطيب في مقدمة قصيدته بخط يده :
أن أوثق الوسائل وأقربها إلى صدق الموازنة وصحة المنطق وصفاء الفكر الشعر العربي الجزل والشعر العربي الجزل هو الذي يتميز بألفاظ بليغة ومصونة من الخطأ وبأشعار موزونة بعيدة عن الخطأ كما يتميز هذا اللون بمعانيه التي هي الحكمة المعنية بالحديث الشريف وبيانه من حين آدائه الذي يعزيه الحديث الشريف إلى الحكمة / قال رسول الله صلوات الله وسلامه عليه(( إن من الشعر لحكمة وإن من البيان لسحراً )) ولقد كان لشعر عبدالله بن عبار صدى مقبولاً وقيمة لا تنكر فقد أقتفيت أثر هذا القريض ووقفت على الكثير منه سماعاً وقراءة فكنت وما زلت معجباً بجزالة جمله ودقة معانيه وجميل أسلوبه وحسن انسجامه وإدراكه كفة الحياة وأسرارها وصدق معرفته لأعلام الرجال والقبائل والأمم معرفة يضيق بي الوقت عن الإحاطة بها فأنا معجب بما جاء به من إبداع فكري ووجداني فني رائع يدل هذا بحق على ما يتمتع به عبدالله بن عبار من نبوغ شعري رفيع يبوئه مكانة فذة بين الشعراء المخلدين الذين زاروا هذا الكون ومروا بهذا الكوكب تاركين ورائهم للبشرية حضارة أدبية وكنوزاً فكرية حافلة بالحكم والمعرفة والنور فأنا بدون أي شك كثير الإعجاب بذلك الأديب الفذ ولغزارة شعره وسرعة بديهته وتدفق قريحته فهو سريع الخاطر واسع الإطلاع غني المعرفة حيث تطرق بشعره إلى كثير من أخبار السلف الصالح وكيف كانوا وكيف جاهدوا وكيف فتحوا الدنيا وكيف أخضعوا جبابرة العالم وعتاة الدهر إلى رسالة الحق ورسالة الدين الحنيف وإن أولئك السلف هم أجدر الناس بالأمجاد والمفاخر وهم الذين ظفروا بمآثر الخلود وسؤدد الحياة بقدر ما بذلوا في سبيل التفوق الكيفي والكمي من جهد خارق مبرور وكيف شادوا بقرآن الله وكلماته عالماً جديداً يهتز نظره ويتألق عظمة ويتفوق اقتداراً ، هكذا أومأ عبدالله بن عبار بأدبه إلى عظمة أولئك الصيد البررة الذين دوخوا الجبابرة وظفروا بمجد الدنيا وسعادة الآخرة فبقيت آثارهم أوابداً على مر الزمان كالراسيات الشم تعلو كلما طال الزمن وتتألق كلما تتالت الحقب والشعر أصلاً كان وما زال صدى الحياة ونتاج قضاياها وخلاصة مشكلاتها وأمورها وترجمان يعبر عن أسرارها ومتناقضاتها وأوجهها الشتى وأعتقد لا أشك أبداً من أن عبدالله بن عبار من النابغين في هذا المضمار الأدبي ومن الذين يستحقون أن يطلق على كل واحد منهم لقب شاعر إذا كان أدبه وافياً بالمقصود واسع المجلى صادق التعبير واضح الإشارة فقد حكى أدبه من المعاني أدقها ومن الألفاظ أرقها ومن المعاني أحكمها ومن البلاغة أعظمها فهو شاعر بدون أي شك والشعراء أفراد قلائل في كل أمة وفي كل جيل وفي كل عصر وعبدالله بن عبار أحد هؤلاء الأفراد القلائل الذين ألهموا قريض الشعر واضرعوا ألبان الذكاء فخضب خيالهم واتسعت آفاقهم ، ومنحوا القدرة والجدارة والكفاءة ليكون شاعراً مبدعاً لا يجاريه في سبكه للألفاظ ومتانة الأسلوب أي شاعر من أبناء عصره فأصبح من الفطاحل الكبار ومن الفحول الأوائل في ميدان الأدب الذين برعوا في صوغ الألفاظ المحلاة بالحكم والبلاغة والمعاني الغزار لقد بلغ من الشهرة وبعد الصيت منزلة سامقة ومكانة عالية وأصبح يستحق منا هذا القريض وهذا التقدير وهذا الاعتبار بأنه أديباً لا يجارى وشاعراً ذائع الصيت وهذا قريضي الذي وضعته تقديراً لذكائه واعترافاً بأدبه وإعجاباً بما سمعنا منه من بديع الشعر وبليغ الكلام فقلت :
لسانـك الصادح البـذاخ فـي الأدب *** نبطي يشـدى به في العالم العـربي
فـأنت نـابغــة العصر الحديـث بمـا *** حـبـاك ربـك مــن فهـم ومــن أدب
تلـك البلاغـة فيمـا صغـت معـجـزة *** بهـا عـرجـت إلى عـليـاء لم تشـب
بذلت في قرض هذااللون ماوسعـت *** يداك ما مثل ما قاسيت من تعـب
أطـلـقــت فـكــرك حــراً لا يـقــيــده *** قيد من الوهم أو إحجام مرتهـب
وضعـت شعـراً بـه الركبان حـاديـة *** خـلال ترحالها فـي واسع الـرحـب
يشـدي بـكـل فـخـار ليـس يـعـدلـه *** ما صيغ في بعـد نـاء وفـي قـرب
تابعت ما صغت من شعـر يتيـه بـه *** مدى الزمان أولوا الأقلام والكتب
أشيد في شعـرك المبداع ممتـدحـاً *** نظماً من الحكم المثلى من الطـرب
وتهت أثني على ماصغت من حكـم *** وعشت أرقب ما صورت عن كثب
قــريضـك النـبـطـي الـفــذ ملحـمـة *** تـبــؤت ذروة فـي عــالـم الــرتــب
كانـت إلـى العـقـل نبراساً ينيـر لـه *** درب الحيـاة ويـطفي غـلـة اللهـب
بدائـع مـن قريـض الشعــر زاهيـة *** كـأنهـا فـي ظـلام الـلـيـل كـالشهـب
فخـر القصائد في بـدٍو وفي حضٍـر *** كـانـت لدينـا بـحــق غـايـة الطلـب
شـدا وغنى بهـا الحادي على وتـر *** بخير لفظ مصوغ صيغة الذهـب
تـرنـو لأنغـامها الأسمـاع صاغـيـة *** وشنفت سمعنا في مجلس الطرب
تاهت بوصف حلاها كـل ناطـقـة *** بالضـاد إذ أنهـا موصـولـة النصـب
حـــوت معــان وألـفــاظ منـغـمــة *** مصونـة مـن اتهـام الشـك والـريـب
وحـيــرت كــل ذي لــب وذي أدب *** إذ إنهــا مـن بـديـع رائـع العـجــب
فاستنطق الدهرعـنها أنهـا حفظـت *** في الخالدين تراث الدهر والكتب
قد صاغها الندي عبدالله خير فتى *** نعـم الهمـام الـذي يـنمي لخيـر أب
أجـداده الصيـد نالوا كـل مـفـخـرة *** هم صفوةالبدوأهل المجد والحسب
حازوا المفاخر في بـدو وحاضـرة *** وشـاع ذكرهـم فـي البعـد والـقـرب
سارت بسيرتهـم ركبـاً اثـنـا رحـلا *** تشدوا بهم راكبوا الوخادة النجـب
الـوائـليـون فـخـر العـرب قـاطـبـة *** فهم حمى الدين والأحكام والرتب
الـبـاذلـون بــمـا حـازت أكـفـهــم *** والطاعنون الأعادي بالقنا القضب
مجـد من الفخر شادوه على عـمـد *** كالـراسيات بـلا زيـف ولا كـذب
منهـم أبا مشعـل فخـر السراة لهـم *** مجـد أثيـل وبـيـت عـالي الطـنـب
هـذا ابـن عـبـار عبدالله خيـر فـتى *** مـن محتـد وائـلي صافي النسب
هـذا ابـو اليعـربيـات التي كـتـبـت *** ألفـاظهـا بـمـداد العسـجـد الـذهــب
شهــم تـدلـك في الجـدوى شمائلـه *** عـلـى شـمـائـل آبـاء لـه نجــب
محـجـب فـي رداء الـعـز ذو خـلـق *** عــال وفيض نـداء غـيـر محتجـب
أمسـى بفضل من الرحـمن مبتـدراً *** للمجد يسحب أذيـالاً عـلى السحـب
ذو هـمـة لارتيـاد الشعـر طـامحـة *** نحـو السماكيـن ما تـنفـك فـي رأب
فـراح يـنـظــم أشـعــاراً مـنـقـحــة *** تنهـل من فكـره كالسيل فـي صبـب
من صنع جهبذ تروي عن خواطره *** بـدائـع صاغـهـا من فكـره الخصب
نـدي تلـك فـي الإبـداع مـا قرضـت *** أفــكـاره مـن بـديـع فـائـق عـجــب
فخـر الجهابذ عبـدالله مـن رسمـت *** أقــلامـه أدب نـاهــيـك مـن أدب
حـتـى رقــى بـأعـلاهــا فـتـاه بـهـا *** فخر ونال وسام السبق من قصب
هو الأديـب الذي تـاه القـريض بـه *** بـباذخ الفخـر من سـلساله العـذب
هذا أبا مشعـل الشهم الهمام ومـن *** قـد بـات عـونـاً على الأيام والنوب
يمـم حمـاه تجــد ظـلاً يـلاذ بـه *** من العوادي ومن بؤس ومن كرب
ايه ابن عبار يـا من سطرت يـده *** بدائعاً صنـتـهـا مـن لـومـة العـتـب
أوفـيـت حلمـاً وعقـلاً لا يقـاس به *** سوىالخضم المحيط الطامي العبب
فـأنت فـخر سـراة الشعـر قاطبـة *** وأنـت حـقـاً لسـان الحـلي للعـرب
لقـد بلـغـت أعـالـي المجد معتجـزاً *** عـمـامـة الـفـهـم بـالآلاء معـتصـب
مـاعـاب شعـرك ذو لـب وذو أدب *** إلا الـذي مـشبـه حـمـالـة الحطـب
أنـشــأت للـشـعـر أسباب يقال بهـا *** وهــل تـنـظـم أشـعـاراً بـلا سـبـب
غــر عــذارى قــوافـيـهـــا مـوردة *** مثل الأزاهـير في أثـوابهـا القشـب
بدائـعـاً مـن طـروب الشعر زاهية *** تروي العطاش وتعف النفس من تعب
كـأنهـا النيـرات الـزهر إذ بـزغـت *** في واسع الأفق لم تكسف ولم تغب
أودعتـهـا الصحـف الغراء مبتغـيـاً *** وراثـة مـنـك لـلأنـسـال والـعــقــب
هـديـة منـك للـتـاريــخ صـافـيـة *** ألفاظهـا حكمـاً أحـلى مـن الضـرب
قـد صغتهـا مـن خيـال جـل خالـقـه *** يهمي القوافي كهطال من السحب
خلـدت للدهـر شعـراً سـوف تنشره *** أجـيـالنـا أبــد الأزمـان والحـقـب
مـن خيـر مـا صيـغ إبداعـاً وقافيـة *** وخير ما قيل في شدو وفي خطـب
مـا شـانـهـا قـط ذو لـب ومـعــرفـة *** ولـم يـلـمـك بـهـا لاح ولـم يـعــب
فيهـا الغـذاء الذي تهـنا الحياة به *** ويبرئ الجسم من سقم ومن وصب
قريضـك الجـزل ينبـي فـي تفـوقـه *** جهابذ الشعـر في سبق وفـي غلب
أصبحت من خيرة القوافي ممتطياً *** متـن المعالي بـفهم الشاعـر الأرب
إذا أعتليـت سنـام الشعـر تقـرضـه *** قـرض العـليم فـلم تفشل ولم تخب
واكبت سيرك حتى نلـت ما طمحت *** إليـه نـفسـك مـن فخـر ومـن أرب
ثـم أنـثـنـيـت لـتجـنـي كـل مـادحـة *** غـنــت تـراثـك فـي نـاء ومـغـتـرب
خـتـمـتـهـا بـصـلاة الـقـدس زاكـية *** تترى على خير خلق الله خير نبي