الفضل ماشهد به الخصم
من الصفات التى يمتاز بها البدوى هى اِعتراف خصمه بالخصال التى يمتاز به
فتجده يشهد لعدوه بماله من فضيلة حتى لو كانت شهادته هذه فيها هضم لحقه
فأِنه لايبالي بذلك بل يقول الحق ولو على نفسه ,
يقول الشيخ خليل بن مهيد رحمه الله كنا ذات يوم فى دمشق فى منزل الشيخ المرحوم
مشل الجربا وفى ذلك المجلس الحاشد حصلت مناظره كالمعتاد بين نفر من عنزه واًخرون
من شمروبعد اِحتداد المناقشه بين الطرفين تدخل شيخُ كبير طاعن فى السن يدعى(كاكان)
بن مصيول فقال أن الحروب بيننا وبين عنزه سجالاً يوم لنا ويوم لهم ولكني أذكر حادثه
وقعت لفارس من فرسان الفدعان يدعى(حزيل العواجي) ويمضى الرجل فى سرد روايته
اِلى أن قال تجمع عدد كبير من فرسان شمر بقيادة الشيخ عبدالكريم الجربا وكنت بين أولئك
وبينما نحن سائرين فى طريقنا ألتقينا بفرسان من قبيلة الفدعان بقيادة الشيخ تركي بن مهيد
وكانوا أقل منا عدداً وعدة فوجدناهم لقمة سائغه يمكن الأستيلاء عليهم بسهوله كما وأنهم
أدركوا مدى قلتهم وضعفهم أمامنا ويسترسل الراوي فى حديثه فيقول وكان لى أخ شقيق
يدعى تركي أُتهم الفارس حزيل العواجي فى قتله فقلت فى نفسي لابد أن يكون حزيل العواجى
من بين هؤلاء الفرسان فاِن يكن كما أضن فأِنى أُريد أن أطلب مبارزته لعلي اَخذ ثأر أخى من
رقبته ولما كانت التقاليد تقضي بأن الفارس الذى يطلب مبارزة فارساً اًخر يجب أن يكون
بمفرده فقد خرجت ممتطياً فرسي وتقدمت نحوهم وقلت لهم أنا كاكان بن مصيول أطلب مبارزة حزيل العواجي قاتل أخى تركي فاِن يكن بينكم فليخرج لي وكان المطلوب موجوداً
فأجابه الفارس حزيل نصاً كما يلي(أقسم لك بالله أننى لم أشق له جلد ولم أيتم له ولد)
ثم أردف حزيل قائلاً ولاتظن أنني عندما أنكر قتل أخيك معناه أنني أعتذر عن مبارزتك!!
بل هاانا جئتك ملبياً لطلبك وماأن أكمل حزيل هذه الجمله حتى أنقض عليَ كالسهم وهنا يصور
الراوي موقفه من نِده بكل صدق وأمانه فيقول عندما أقسم لي بعدم قتله لأخي فترت همتي
وتبدلت نفسيتي من رجل يريد الأخذ بثأر أخيه اِلى رجلاُ عقد العزيمه على أن يعود اِلى رفاقه
ولكني فوجئت بالفارس حزيل وهجومه عليً دون أن يترك لي مجالاً للأجابه عل قسمه؟!فلم
يكن بمقدوري أن أستعيد شجاعتي الأولى فتصورت هذا الفارس الذى أمامي كأنه جبلاً قد
وقع عليً ولم يسعنى وقتها اِلاأن رميته برمحي دون ان يكون لديً من الفطنه والسيطرة على
أعصابي مايجعلني أركز رميتي بصورة تمكنني من أصابة هدفي بينما حزيل طعنني برمحه
(زرقا) فجرحنى دون أن يصيب منى مقتلاً ومن ثم سقط الرمح منتصباً على أرض رملية
فأختطفه حزيل بسرعه مذهله فلم يسعنى اِلاأن ضربت فرسي سوطاً وأدبرت نحو قومي هارباً
منه ومستنجداً بهم ولكن حزيل تبعني وتبعه فرسان قومه فكانت النتيجه أن دخل الرعب والخوف قلوبنا فولينا هاربين جميعنا بعدما كنا معتقدين أنهم لقمه سائغه وأن الغلبه سوف
تكون لنا لامحاله بحكم كثرة عددنا وقلة عددهم , منقول (من شيم العرب) ج4ص1240)
والسؤال للأستاذ أبومشعل:هل حزيل العواجي المذكور من العواجية أم أنها تشابه أسماء؟
(ودمتم سالمين)
التعديل الأخير تم بواسطة ابو مشاري الرفدي ; 06-11-2010 الساعة 03:13 AM
|