( من مدونات قطوف الأزهار )
* الشيخ عبدالله بن هذال بن عدينان بن جعيثن أبن جمعة بن حبلان بن جبل بن محمد بن سهيل العماري البشري الوائلي العنزي شيخ مشائخ قبائل عنزة عاش في منتصف القرن الحادي عشر الهجري وكانوا الهذال آنذاك في الحناكية وقد اقحطت منطقة الحناكية فرحل الشيخ عبدالله وأخيه منديل ومن معهم من عنزة ونزل في منطقة القصيم ثم رحل إلى الشمال وبقي مدة من الزمن وبعد أن اخصبت الديار عاد إليها وتوفي في القصيم في مطلع القرن الثاني عشر الهجري ومن قصائده هذه القصيدة يتوجد على نجد ويلوم على عمار أحد مواليه لتخلفه عن النجعة وبقاءه في الديار فيقول :
يـا نجــد لاجـاك الـحـيا نــادي لـنــا *** وشـبي لـنـا بـراس المقـوقـي نــار
يـا نـجـد لاجـاك الحـيـا وصـي لـنـا *** وأن زان وقـتـــك فـرسـلـي عـمــار
عمار أخذ له زوجة من هل القـرى *** شـارت عـلـيــه وطــاوع الأشــوار
من طاوع العذرا على غير صايـب *** يـصيـر كـمـا الـلي ضـاع بـالنهــار
جـلس قـليل الفود مـن شان الغـنـم *** وخـلا بـنـات الـهـرش معـنـا بــكـار
حلفت انا يا نجد ما رخصك عـندي *** غـيـر الـزمـان الـلـي عـلـيـنـا جــار
سبعـة سنيـن مـا لـمـع فـيـك بـارق *** مـات الـحـلال ويـبـسـت الأشـجــار
جـرتـي عـلي وانـا معـذي جـنـابـك *** بـالسـيـف الأمـلح نـردع الأشـــرار
حامـيك انا يـا نجـد بالرمح والقـنـا *** فـي لابـة تسـقـي الخـصيـم أمـــرار
حـنا شـبـات الحـرب صبيـان وايـل *** مـلـجـأ الضعـيـف مـدلهـيـن الجــار
حـنـا أهـل الـعــادات أخــوان بـتـلا *** إلــى جــفـتــنـــا الــدار نــلـقـــا دار
لاجـارت الـديـرة عـليـنـا وامحـلـت *** نــلـقــا لـنــا بـــدار الـعـدو معــبـار
نأتي على وضح النقا ونرهب العدا *** ولا كــنــنــا إلا يــمـهــــــم زوار
يا نجـد شفي فيـك طيـرت وعـيـرة *** وغـمـر الحـطب لا حـط فـوق النـار
أقفيــت مـن عنـدك بنمــرا ضريــة *** عسـامـهـا يـغـطـي الـجـبـال غـبــار
أدنـا منـازلـنـا بـوادي النعــايــــــم *** وأقـصـى مـنـازلـنـا بغــار أنشـار
ومن شعـر الشيخ عبدالله الهذال هذه الأبيات قالها في فرسه يسند على مرجان أحد مواليه فيقول :
مرجـان جـلـل سـابـقي فـي جـلالـه *** وأحـلـب لهـا مـن در ذود مبـاكيـر
وعقـب العليقـه جـر تـالي العشالـه *** من منسف مـا غيضوه الخطاطيـر
أبـي أركبـه ركـب الـرشـا للمحالـه *** وأورده تـوريـدت الـغـرب بـالـبـيـر
بـالكـف مصقـولٍ يـزيـد اشـتـعـالـه *** يودع شظا روس المعادي شعاثير
عـنـدي لدسمين الشـوارب جمالـه *** جـمـالـة مـا يـقـبـلـونـه هـل الخيـر
ما أنساه غيـر البيض تنسى دلالـه *** أو السماء تنسى النجوم المساهير
آتـيـك بـالـويـلان نـقــوة رجـالــــه *** كتـم الجـمـوع الـلي تهـد الطوابيـر
يـا مـا وقـع بنحورهـم مـن سـلالـه *** بحدب السيوف المرهفات البواتير
* أما الشيخ منديل بن هذال شقيق الشيخ عبدالله بن هذال فهو من فارس وله مواقف مشهورة قالت أمرأة تمنى أن زوجها يلاقي الشيخ منديل كي يقتله ولما سمع قولها الشيخ منديل أرسل لزوج المرأة وقال أن هذه المرأة استعاذت به ولابد أن يطلقها أو يغزوه فطلقها وهذا ما عرف من أبياتها :
يا الـلـه تـلاقي بين شوقي ومنديـل *** بـارض الـعـسيـبيـات خـد بـيـاحـي
يلقـاه عـنـد محـاضيـات المخـالـيـل *** ويجيـه ما بـيـن الدبش والطياحي
مـتى يبشرنـي صـدوق الـرجـاجيـل *** يقول شوقك يا ريش العين طاحي
غـمـق صـوابـه يـوم قسنـاه بالميـل *** يا سعـد عيني كـان لـج الصياحي
* أما جديع بن منديل الهذال فأن له مواقف كثيرة ونظراً لأن معظم مواقفة مرتبطة بأحداث فقد اهملنا ذكرها والشيخ الفارس جديع بن منديل الهذال يملقب ( راعي السمراء ) والسمراء هي الحرة قال احد مشائخ القبائل :
هـذي نـجــد مـا هـي بـالـضـحــوك *** عــطــر نـجــد مــن دم الــرجــــال
أول شـومـة شـامـت لـلـمـهـلـهـــل *** عـشقـت الـزيـر مـغـبـي بـالـهـبـال
وثـانـي شـومـة شـامـت للـفـضـول *** حـمـول الـخـيـل ذربــيـن الـفـعــال
وثـالـث شـومـة شـامـت للضيـاغـم *** ورابـع شـومـة تـبغـي بـنـي هـلال
حـدر جـديـع وتـغـمـز لـلـدويـــــش *** كـمـا الـهـروم تـلـعــب بـالحـجــال
والـله لـولا حامي السمراء جـديـع *** لـكـود أنـزل وراء تـيــمـا شــمــال
نــوار الـنـفـــد مــا قــزت حــريــب *** هـــزالا وزادهــم فـعــلـي هـــزال
أن كـان الـنـمـر هـو سبـع السبـاع *** الشيـخ جـديـع هـو سـبـع الـرجـال
وللشيخ جديع بن منديل الهذال قصص كثيرة وقد تزوج الشيخ جديع بن منديل الشيخة موضي بنت سعد الدهلاوي من كبار العجمان أهل الرس وعندما نجع الشيخ جديع بقومه وأبعد عن الرس قالت زوجته موضي الدهلاوية هذه القصيدة توجد عليه وتطلب منه أن يعود وتبث له اشواقها ولكنه مع الأسف قد أصابته الغيرة من تردد الناس
لقصائدها به فجاوبها بقصيدة تحمل طلاق وهذه قصيدة الشيخة موضي وقد ألفت بعدة مؤلفات بصيغ متنوعة وخصوصاً الشطر الأخير فهي أحيان ترد على قارعة حرف الدال والهاء وأحيان بوصل الجيم والهاء ولكن حسب ما استقر عليه رأي معظم الرواة ومن أفضل الصيغ نورد قصيدة الشيخة موضي الدهلاوية بهذه الصيغة حيث تقول :
يـا الـلـه يـا مـوصـل غـريـب بـلاده *** يا مجري سفن البحر فوق الأمواج
تـريـح قـلـبـي فـي مـظــنــة فــواده *** أن كـان مـا طـاوع بـنـا كـل هّـراج
أمــي تـوصـيـنـي تـقـول الـجـــلاده *** وقـلبي اليا جاء طاري البدو ينفاج
أمـي تـقـول أن الـتـمـنـي قــــــراده *** وأنـا أقـول أن الـتـمـنـي بـه أفـراج
يـا راكـب الحـمـراء جـديـد اشـداده *** ومـعـوديـنـه لـلـمـســاري والأدلاج
تـلـفـي عـلى شـيخ بـجـو الحـمـاده *** جـديع الـلي بيتـه للأجـواد مـدهـاج
مـودع عـلى العـدوان كـدرا هجـاده *** هجيجهم ما بـيـن ابـانـات وسـواج
خـلا فـارسهـم طـايـح فـي مـعــاده *** والـخـيـل بـالـعـدوان راحـن مـراج
قــل لأبــن وايــل كــان وده مــراده *** الـقـيـظ زل وبـارق الـمـزن لـعــاج
حـطيت لـك ريـش النعـايـم وسـاده *** والبطن لك يا فارس الخيل مسهاج
وعندما وصلت قصيدة موضي الدهلاوية إلى جديع غضب لتناقل الناس شعـرها علماً أنها الشيخة الشريفة العفيفة الطاهرة التي لم تقع في ريبة وإنما رأى الشيخ جديع أن قصيدتها وتوجدها عليه من الخصوصيات التي ينبغي ألا تطلع للناس فقال قصيدة وأرسلها لها وقد طلقها فيقول :
يـا راكـب حـيـل الـيـا لـجـلـجـنــــي *** عوص لهن مع نازح البيـد مرمال
الـيـا مـشـن مـديـدهـن مـا يــونــي *** لا كــن حـاديـهـن مـع الـدو خـيـال
مـدن مـن الأنـجـاج حـيـن انـهـلني *** والظهر عند صخيف اللون مقيال
الـظهـر عـنـد صـويحـبـي بـركـنـي *** الـلي ثـمـانـه كـنـهـن در الأهـجـال
لا جيـت مـوضي يا منـاي ومـظـني *** وصل سلامي بنت ماضين الأفعال
وقـلـه تـراهـا طـالـق الحـبـل مـني *** الـلـي قـصـيـده يـلعــبـه كـل رجـال
ثم بعد أن وصلت قصيدة جديع لزوجته موضي تأثرت لكونها لا تستحق الطلاق وقالت هذه القصيدة ترد على جديع
حي الجواب وحي مـن هـو جوابـه *** يا شيخ يا مكـدي غثيثين الأجنـاب
يا شيـخ مـا والـلـه مشيـت بمعـابـه *** ولا خايلت عيني على كـل نصـاب
وأن كـان قـولـي فـيـك كلـن حكابـه *** عرضي نزيه ولا حكى فيه هـّزاب
ارجـيـك رجـوا الـبـاديـة لـلسحـابـه *** وجازيتني في كلمةٍ مالهـا أسبـاب
هـذا النصيب وما بغـى الرب جابـه *** وأن صك باب العبد عندالولي باب
ويقال أن جديع ندم على طلاق زوجته وأرسل عليها ليراجعها ولكنها رفضت وقالت هذه القصيدة :
جـدعان يـوم أنـه بـغــانـي بـغـيـتـه *** مـا طمحوني عنـه كثـر العشاشيق
والـيـوم مـا دامـه رمـانـي رمـيـتـه *** رمـيـة وضـيـحي رمـوه التفـاقيـق
مـن عافـني حرمـت مـا أطـب بيتـه *** الا مغـيب الشمس يرجـع لتشريق
ولا ان صـوت الحـي يـوحيـه ميتـه *** أو ينبلـع سـم الحيايـا مـع الـريـق
عسى يجـيني شـيخ نسـمع بـصيتـه *** منعور يعطي من طوال السماحيق
ثم تقدم لها الشيخ مجلاد بن فوزان شيخ قبيلة الدهامشة فتزوجها وقد نجع مجلاد بقبيلته فأبعد عن الرس
وبقيت موضي عند أهلها وبعد مضي مدة من الزمن اشتاقت لزوجها فأرسلت هذه القصيدة للشيخ مجلاد :
يـا راكـبٍ مـلحــا تـكـب الـشـــدادي *** عمليةٍ ما هـي بتمشي عـلى هـون
مثـل الظليم الـيا جفـل مـع حمـادي *** اقفا وقـلبـه حـروة الدحو مشطون
تقـطـع سمـاهيـد الـديـار الـبـعـادي *** والعصر وأنتم عنـد عكّـاش تلفون
يا خو هوى يالقرم وين أنت غادي *** ودي عـلى جـال الـرفـايع اتـنبـون
بالحاجـر المـنـقـاد مـع بطـن وادي *** فـوقـه دواويـر عـلى العـد يـردون
حزت طلوع الشمس وقت المقادي *** من حيـن رعيـان البوادي يمـدون
تسمـع لسبـر الـقـوم حسـه يـنـادي *** عاين وهو بالرجم لا الجو مقطون
يقـول شفـت الطرش دونـه نكـادي *** غوشٍ على شهب الغوارب يغنون
تلقـا بهـم مـن قـال كـب الســوادي *** وأرجـي عساهم بالزماميل يلهـون
عنـد الركايب يـوم صـار الطـرادي *** والـلي تقنطر سابقه طاح مطعـون
وراعـي فـريحـه كـن فـيهـا قيـادي *** يـثـني مثـل سبـع الخـلا لا تـذلـون
ومن قصائد موضي الدهلاوية بزوجها جديع هذه القصيدة عندما بلغها خبر أنه كسر وينسبها البعض لمويضي البرازية باحد مشايخ مطير ويقولون رواة عنزة أن هذه القصيدة لمويضي الدهلاوية :
يا راكب ملحا تجوب أشهـب الـلال *** ألا ولا فـوقــه رديــف مـحــنـهــــا
أول نـهـاره مـشـيـهـا بـس زرفـال *** وتـالـي نـهـاره طيّـر الـربـخ عنهـا
أقطع لها من مطرق السدر محجال *** وأستـدنهـا بالنايفـة مـن اشطـنهـا
تـلـفـي لـبـيـت نـايـف كـنـه الـجــال *** والـيا لـفيت بربعـتـه طـش عـنهـا
فـكـوك ريـقـك شفـت الفجـر فنجـال *** وحايـل ثـمـان ايـام يـنـدا صحنهـا
سلّـم على شيخ الشيوخ أبـن هـذال *** شيـخ شغـامـيـم المشـايـخ غـبنهـا
اليا جـاء نهـار بـه بـطـل كـل عـذال *** تشهـر حـراره ثـم تخـمـر عـدنهـا
قـل كيف رجلك يا ذرى كـل مشوال *** اليا طـار عـن سـرد السبايا يقنهـا
يـعـل شـره يـنـقـسـم بـيـن الأنـــذال *** أطلبـك يـا رب الـمـلا عـف عـنهـا
ولما بلغ الدهلاوية خبر مقتل جديع قالت تسند على زوجته وضحى فتقول
يا كـيـر لا مـرت عـلـيـك المخـايـيـل *** فـي قاعتـك يا كيـر حـل الـذبـاحي
يا وضحى هلي من دموعـك هماليل *** عـلى عشيرك يـم ضلع البطـاحي
لـومي على الـلي يبعدون المحاويـل *** ما عـفتـوا لرقابهـن يـوم طـاحـي
وقـع بنحـور أهـل القـلوب المغاليـل *** وراجـوا عـليـه مغـلبين الرماحي
أخـذ حـلاوتـهـا جـديـع ابـن مـنـديـل *** وخـلا غثـاهـا اللابتـه واستراحي
بتبع