مقارنة بين قصتين وأيهما الأصح
( أيضاح وتنويه )
هل القصّه جرت على العنزي أو على الحربي
( قصّة الحربي )
هاتفني عدد من الأخوه يسألون عن القصّة التي سجلّت بمقطع صوتي ونسبت لمفضي الأحمدي حيث أنها نفس قصّة الرعوجي وقد نشر مقطع في اليوتوب مسجّل من أحد حلقات البرنامج الذي كان يعدّه حمد السكران ويورد القصّه شخص يدعى أبو عبدالعزيز بصوته وهي عن مفضي بن ولمان الأحمدي ويقول الراوي أنه أخفى اسمه الحقيقي وأدعى أنه حشّاش ثم ذكر بقية القصّه والذي سمعنا أن مفضي بن ولمان رجل حصل له ما يغيضه عند جماعته ونزل في نزل العليان من شمّر ووردوه وأكرموه وقضى وقت معزز ومكرّم ثم عاد لجماعته وتذكّر جيرة العليان وقال القصيدة التاليه يسند على أبنه حمود فيقول :
لـوهني يا حمود مـن فـارق الـدوم *** ونحـر عـربـنـا يـم ضلـعـان رمّـان
لا جيتهم يا حمود مـا حافـني قـوم *** متكـايـف فـي وسـط نـزل العـلـيـان
يا حمود كني عندهم باشت الـروم *** ومـزوّدٍ وزنـي عـلـى كـل مــيــزان
يا حـمـود بالدنيـا قوانيـن وسلـوم *** والـلـه ما نرضى على السلم ينهان
ما تروح ناقة جارنا وأنت شغموم *** مـوت بـعـز ولا حـكـي هـن وفـلان
أما يجي مـن دونهـا دفـع وعـلـوم *** ولا قضاهـا راس مطـلـق ومشعـان
الله نشد يا حمود عن معرفت يـوم *** وحنـا ثمان سنين يا حمود جيـران
ياحمود يضهرلك صديق من القوم *** ويضهرمن الربع الموالين عدوان
والقصّه التي أوردها الراوي عن مفضي الأحمدي هي قصّة مسلط بن فالح الرعوجي من العدينان وينسبها بعض الرواه للشيخ مشعان بن مغيلث الهذال بن عدينان وقد ذكر الراوي أن الأحمدي كان جلوي وقد أخفّى اسمه وصار حشاش والمعروف أن الجلوي عندما يحل عند قبيله يوضح نسبه واسمه الصحيح لكي يحمونه من غريمه ولا يصير حشّاش كما ذكر
القصّه التي وردها صاحب المقطع المسجّل هي قصّة مسلط الرعوجي ولكنها صارت مشابهه لقصيدة مشعان بن زبدان الصقري :
( الجيش مظمي وله حنّه *** مامن عذر يالعماراتي )
كانت كذا ثم صارت :
الجيش مظمي وله حنّه *** مامن عذر يا بني سالم
وقبيلة عنزه مع الأسف سبق وأن شوّه بعض أبنائها نسبها وحوّر من قبل رجال منها ونهب تراثها ونسب لغيرها ومن تردّى حظّه هانوه الرعيان
وأليكم قصّة الرعوجي مع أختلاف الراويه كما دونتها في كتابي قطوف الأزهار :
(بحث في قصة وقصيدة)
( قصّة العنزي )
ومن القصص والقصائد التي اختلفت الرواة بنسبتها هذه القصة والقصيدة فقد نسبت لثلاثة رجال من الحبلان وقد أخذت بأرجح الروايات مع التنويه عن أقوال الرواة وهذه القصيدة أوردها خالد الحاتم في مؤلفه خيار ما يلتقط من شعـر النبط ونسبها للشيخ مشعان بن مغيلث الهذال ونسبها غيره ممن كتب هذه القصيدة للشيخ مشعان وكذلك معظم الرواة ينسبها للشيخ مشعان ولكن رواة الحبلان يقولون أن هذه القصيدة لسميحان بن حويكم بن سحيم الحبلاني وبعض الرواة ينسبها للفارس مسلط بن فالح بن عدينان الملقب (الرعوجي) وحيث أن هذه القصيدة لها قصة يتناقلها الرواة في المجالس ومفادها أن صاحب هذه القصيدة أراد والده أن يزوجه فقال له أختر من بنات الحمائل من ترغب الزواج منها لكي نقوم بأجراء اللازم حيال ذلك فرفض الفتى قبول أحد من بنات الحي فغضب عليه والده وقال له ( أتريد أن ازوجك أبنت الدويش ؟ )
فما كان من الرجل إلا أن عقد العزم على التخفي والذهاب إلى الشيخ الدويش لعله يحظى ببغيته فتنكر ولبس لباس الرعاة وقدم على الشيخ والد الفتاة وأدعي أنه يرغب البحث عن مصدر رزق فقال الشيخ إذا ترغب أن تكون ( حشاش ) أي تجمع الحشائش للخيل وتعلفها فرضي بذلك لكي يكون بالقرب من هذه الفتاة وبقي على هذا الحال حتى جاء في ذات ليلة من جمع الحشائش وكان قد لحق به الظمأ وأخذ منه كل مأخذ ويقال أن هذه الفتاة قد شاهدت الشاب واصبح عندها أحساس أن هذا الفتى اليافع الجميل الذي يبدوا عليه أثر العـز والشرف لا يمكن أن يكون صاحب هذه المهنة فأرادت أن تختبره فوضعـت القربـة أمام خبائها وعندما جاء يريد أن يشرب من ماء القربة رأى القربة قـرب الخباء فتراجع وقد سمع دق النجـر عند أحد جيران الشيخ ويدعى أبن مهاوش فتوجه له وتقهوى وشرب ماء ثم عاد إلى بيت الشيخ وتناول الربابة وعزف عليها قصيدته المعروفة وكانت الفتاة تسمع فتأكد لها أن هذا الفتى من بيت رفيع وعندما جاء الصباح وأستيقظ والدها الشيخ سألتـه عن أوصاف الإبل والمولى الوارد ذكرهما في القصيدة فقال تلك أبل أبن هذال وذاك مولاه فقالت إذاً الفتى الذي يعمل عندك حشاش هو أبن هذال وأخبرته بالقصيدة ولكنـه لم يعير قولها اهتمام وكان الفتى يتحيّن فرصة معركة لكي يبرز شجاعتـه ويفصح عن شخصيتـه لعله يفوز بضالته وفي ذات يوم أنكبت على القوم غارة من قبيلة أخرى فساقت الإبـل وكانت فرصة عندما لحقوا أصحاب الإبل ولم يفلحوا في فكاكها فما كان من الرجل إلا أن ركب جواد أصيل وتقلد بسيف ولحق بالقوم فقتل منهم وقلع من خيلهم ورد الإبل ثم أنـه جمع أعنـه الخيل وسروجها ووضعهن في كهف وسد عليهن بالصخور وكذلك غمس يده في دم فرس قـتلت في المعركة ثم وضع كفه على كل فرس بحيث يكون مقاس الكف من بصمة الدم شاهد له أنه هو الذي فك الإبل وقلع الخيل ثم عـاد وترك الإبل في مفلاها وكـأن لم يحصل شيء وعندما شاهد بعض رجال الحي الإبل ووجدوا الخيل اغاروا على الخيل فأخذ كل رجل منهم فرس وحضروا عند الشيخ وكل منهم يدعي أنه رد الإبل وكانت الفتاة قد ظنت أن الحشاش هو الذي ردها وعندما تعالت الأصوات وكثر الهرج والمرج تقدم الرجل وقال للشيخ أريد أن تسمح لي لأقول كلمة ؟ فقال قـل ؟ فقال ( أن الخيل لابد أن يكون لها أعنـه وسروج والذي فك الإبل وقلع الخيل من فرسانها عليه إحضار السروج والأعنة وهناك شاهد ودليل آخر وهو وجود كف من الدم على كل فرس فمن يكون له هذا الكف يا ترى ؟ فعرف الشيخ أن هذا الفتى لديه علم وقد طلب من الشيخ الذهاب معه إلى مكان وجود الأعنه والسروج ثم طلب من المدعين وضع أكفهم لمطابقة هذا الكف ولم ينطبق الا على فارس وثبت لدى الشيخ أن هذا الفتى هو الفارس المعروف وقد عظم قدره عنده وسأله عن أسباب تخفيه فشرح له قول والده وكيف أنه قال له كذا وكذا ثم زوجه ابنتـه وهكذا يقولون الرواة
والذين ينسبون هذه القصة والقصيدة للفارس مسلط الرعوجي فهم يستدلون بأن الرعوجي قد تزوج بنت المويهي بالإضافة إلى كونه شاعـر وفارس وهذه القصيدة مدار الحديث كاملة بعد تلقيتها من أفواه حفاظها بألإضافة إلى ما أورده خالد الحاتم وأني أرجح أن صاحب القصة والقصيدة هو مسلط بن فالح بن عدينان الرعوجي وهي دون شك حدثت وهذه القصيدة الذي قالها :
كثر المنا حـّرق ضميري على ماش *** بالليل من كثـر الهواجيس مانـود
أبـي أتصبـر والظمأ يحـرق الجـاش *** ياما طواني وأيبسن يبست اقدود
المسعد اللي ما سرى الليل حشاش *** عقب الحيا يضرب على كل منقود
خـلا هـدوم القـز والجوخ واقمـاش *** ومجـالس تلـقـا بهـا الـزل ممـدود
مجـالس فـيهـا مـعـاميـل وافــراش *** وصينيـه يركض بها العبد مسعود
فـي ربـعـة يفـرح بـهـا كـل هـتـّاش *** ويزبن لهااللي من دناياه مضهود
وسـود تـلاوح بالغـنـا كـل مهبـاش *** من حمو لوح كفوفهـن صار يبّود
وقطعان تسرح عند لمات الأدبـاش *** صفـر ومغـاتـيـر ويبـرالهـن سـود
مرباعها الصمان تبعد عن الطـاش *** ومقيضها دخنـه إلى حصرم العود
وأنا على مثـل النداوي إلـى حـاش *** تنزع كما تنزع على الكـف بـارود
لمحلا وقـت الضحى قـول شوبـاش *** وقـامت تنـازى بالمناعيـر جلعـود
وثـار الكتـام وصـار للشلف هبّـاش *** والـذود قـفـا بالمساويق عـرجـود
من لا يروي شذرة السيف لا عاش *** عـليـه جـيـب مـورد الخـد مقـدود
يابن مهاوش كب حمسات الأدفاش *** مطعومها يـرث عـلى كبـدك لهـود
قـم سو فنجال ترى الراس منـداش *** ياشوق من قرنه بالأمتان مرجـود
دقـه بـنـجـر يسـمـعــه كـل طــراش *** حسه ولـو دقـيت بالهون بـه زود
وحطـه بـدلـت مـولع كنهـا الشـاش *** وإبهارهـا لا حـط مـا هـو بمعـدود
أن فـاح ريحت بنهـا وهيلها جـاش *** مـن الزباد أقنـه على شذرة العـود
كنه بعرض الصين ورس إلى ناش *** أو زعــفـران كـل مــا عـلـّـم ردود
صبه على الطيّب وعده عن اللاش *** الـلاش لا فـاقـد ولا هـو بـمـفـقـود
والمرجلة مـا كـل رجـل لهـا حـاش *** والـلي يريد الطيب ما هـو بمردود
ما كتب بالخط الأخضر في شرح القصّة هي المماثله للقصة التي أوردها الرجل بالمقطع ونسبها لمفضي الأحمدي والتأكيد عند العليان الذين يعرفون قصّة الأحمدي جيداً ولكن منذ أن طلعت على الدنيا وعايشت رواة عنزه وغيرهم فهم يقرنون قصيدة الحشاش وقصته في أبن هذال والدويش ولم تذكر لغيرهم
يتبع
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 11-27-2022 الساعة 02:38 PM
|