نعم في أخر أيام الغزوات أغارت قبيلة جيس المعروفة مع شيخها ابن عباد وآخذو ابل يقدر عددها ستة طروش
من الإبل، وأخذوها إلى تركيا وكانت الحكومة التركية قد سيطرت على حدودها ولا يمكن لأحد أن يدخل إلا
بإذن، وكانت الحكومة في سوريا تحت الحكم الفرنسي، وحتاروا أهل الإبل بأمرهم وذهبوا لبعض الشيوخ في
ذلك الوقت ولم ينفعوهم بشي، وحاولوا عدة محاولات وقال: احد الشيوخ لما لا تذهبون إلى ابن حريميس، وهو
يعني خلف الحريميس، من باب أن يحرجه لان واحد من الطروش كان لربيخان من الهضبي، وخمسة طروش
لعويقيل من السبعه، فسمع بأمرهم خلف الحريميس، وقدموا له وطلبوه وقال: ان شاء الله سوف ترجع، فذهب
خلف الحريميس إلى الجنرال (يوفيفي)قائد القوات الفرنسية في سوريا وابلغه بالأمر وطلبه أن يحل هذه
ألمشكله حيث أن الشيخ خلف الحريميس مقدر عنده، فخاطب الجنرال الحكومة الفرنسية في باريس وطلبهم أن
ينظرون في الأمر، فخاطبت الحكومة الفرنسية من فرنسا الحكومة التركية، بقيادة السلطان التركي ووافق
السلطان التركي على دخول الشيخ خلف الحريميس هو ورفاقه إلى تركيا، واستقبالهم ولكن بشرط عجيب
استغربت منه وهو أن الشيخ خلف ورفاقه إذا قدموا على السلطان لملاقاته لا يلبسون ثياب بل لبس إفرنجي
يعني بدل رسمية لأنه لا يحب لبس العرب، فلما وصلوه استقبلهم وأنزلهم في الضيافة السلطانية التركية،
حتى ارتاحوا ثم سّير مع الشيخ خلف الحريميس قوات من ألدوله تحت إمرة الشيخ خلف الحريميس، وذهب
إلى قبيلة جيس وحاصروها واخذ الإبل ولم تنقص منها ولا ناقة، وأخذت الحكومة التركية شيخ جيس
وسجنته، وذهب الشيخ خلف الحريميس ومعه الإبل وبعض الأقوات إلى رفاقه الذين ينتظرون وأعطاهم الإبل
وكان منهم كسار بن مطرب بن فرج الحريميس وهو الذي استلمها من تركيا حتى اوصلها الى سوريا الى
مقاطن ربعهم وقال الشيخ خلف لهم: أنا ذاهب إلى السلطان التركي كي أودعه، ولما جلس معه وأراد الرحيل
قال: الشيخ خلف الحريميس لسلطان التركي لي طلب أخير عندك يا حضرة السلطان، قال: السلطان ماذا تريد
قال: أنا أريد أن ارجع إلى ربعي وأريد منك أن تخرج ابن عباد شيخ جيس من السجن، فقال: السلطان للشيخ
ما أكرمك يا شيخ خلف تريدني أن أخرجه، قال: نعم قال: الآن سوف أخرجه ويذهب إلى أهله وأبنائه، ولكن
سوف اخبره بأنك أنت الذي طلبت إخراجه ليعلم عن كرمك وشجاعتك يا شيخ خلف، ثم توادعاء وذهب كل
منهما وذهب الشيخ خلف إلى رفاقه، ليرجعُ الى سوريا وهم فرحين بإرجاع الإبل، التي لم يستطيع إرجاعها إلا
هو رحمه الله، ولما رجعوا قال: شاعر من السبعه يمدح الشيخ خلف الحريميس.
الشيخ اللي شاعت أخباره /// ومن السطر طب تركيه
جيّب الخواويرهوكاره /// غصبٍ على شيوخ سوريه
وابن عباد انهدم داره /// مسجون بضلال الفيه
وأستسمحكم عذراً على عدم تمكني من الحصول على القصيده كاملة، ومن كان يعرف تتمتها فل يخبرني أكون له من الشاكرين.
جمعها وكتبها
اخوكم/ احمد بن محمد الحريميس
ابو منصور