بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .... أما بعد ....
قال الإمام ابن الجوزي القدوة الصالح و المصلح { كان لنا أصدقاء إخوان أعتد بهم ، فرأيت منهم من الجفاء ، وترك شروط الصداقة و الأخوة عجائب ، فأخذت أعتب ، ثم انتبهت لنفسي ، فقلت وما ينفع العتاب ، فإنهم إن صلحوا ، فللعتاب لا للصفا ، فهممت بمقاطعتهم ، ثم تفكرت ، فرأيت الناس بين معارف و أصدقاء في الظاهر وإخوة مبطنين ، فقلت : لا تصلح مقاطعتهم ، إنما ينبغي ان تنقلهم من ديوان الأخوة إلى ديوان الصداقة الظاهرة ، فإن لم يصلحوا لها نقلتهم إلى جملة المعارف ، وعاملتهم معاملة المعارف ...... } وقال { وقد قال الفضيل بن عياض : إذا أردت أن تصادق صديقا ، فإن رأيته كما ينبغي فصادقه ، وهذا اليوم مخاطر ؛ لأنك إذا أغضبت أحدا صار عدوا في الحال } انتهى : صيد الخاطر للإمام أبي الفرج بن الجوزي ص 256.