تابع
قصة من قصص بر الوالدين
حدثني احد الرواة عن قصة رجل يدعى العيق بن علي من قبيلة الموالي القاطنة في بلاد الشام تزوّج العيق أمرأة من قومه بارعت الجمال وكان يجلها ويقدرها ومن احب الناس إليه وفي احد الأيام غضبت زوجته على والدته فذهبت لأهلها وبقيت عند اهلها مدة من الزمن وهو لا يعلم عن سبب غضبها وقد ارسل إليها لقصد طالباً رجوعها وأبت العودة وفي احد الموارد صادفها فكلمها ولم ترد عليه فقال العيق أبيات من الشعر مخاطباً زوجته بأسم بكرة من الأبل يقول :
يـا بـكـرتـي يـا هــيـه ردي عــلـيـه *** انـتـي لـنـا ولا لـغـيـري تـريـديــن
يـا بـكـرتـي والـلـه مـا انـتـي ونيـه *** مع هوزت المحجان انتي تزوديـن
يالـلي بحـمـو القـيـض ترديـن بـيـه *** كانـه حـدانـا اللال صوب الفدادين
فردت عليه زوجته قائله :
ان كان عنـدك يا أبـن الأجـواد نيـه *** ترجع ذلولك يا فتى الجـود هلحين
ابعـد عـن امـك واشمخ البيـت ليـه *** واسمـع كـلامي يا زبـون المخليـن
مـن شـان نـنعـم بـالحـيـاه الهـنـيـه *** ونعـيش بـالـدنيـا وحـدنـا سعـيدين
فقال العيق مجاوباً زوجته :
مـع الـسـلامـه يـا عـنـود الـضبـيـه *** الـلـه يسهل دربكم يا أريش العين
كـانـك تـبــيـنـي ردي الـعــلـم لـيـــه *** عساك يـا بنـت الحمايـل تعـوديـن
ولا حــمـاك الـلـه مـن كــل سـيـــــه *** تـبـعـدي والـقـا بـدالـك وتـلـقـيــن
قصّه مماثله من قصص بر الوالدين
هذه القصّه والقصيدة تنسب للشاعر محمد الحويان الشراري كان قد حصل بين أم محمد وزوجته وكانت أمه كبيره بالسن وتحتاج عنايه فبدأت زوجته في خدمة أمه وبعد أن طالت المدّه تملّلت الزوجه وذهبت لأهلها وارسلت أخيها لزوجها وأبلغته أن يبلّغ محمد بأن زوجته لم تكن تحتمل أمه وتريد الطلاق فارتجل محمد هذه الأبيات يقول :
اليـوم ملهـوف الحـشى مرسـلٍ لـي *** رسالـة المجمـول يـا قشـر معـنـاه
أن كـان مـا صـيـده عـلـيـنـا تـغـلي *** ولا أنت يالمرسال طس أنـت ويـاه
يـريـد يـبـعـد مـنـزلـي عـن هــلـلي *** لاشـك فضـل الوالـده كيـف ننسـاه
أمـي هـي الـلي مـالهـا غـيـر ظـلي *** ولا الـغـضي لا دوّر الـظـل يـلـقــاه
أمـي الـيـا شـافـت خـيـالـي تـهــلي *** تـرقب قدومي يـوم اغـيـب وتمنـاه
ثـلاث سنيـن وديـدهـا سقمتـن لـي *** الـعـب عـلـى المتـنيـن وأقـول امـاه
لـهـا عـلـيـه ديـن والـيـوم حـّلــــي *** وأن قصّر القاطع عن الدين ماأوفاه
مـن اجـلهـا اخـلي الحـلـيـلـه تـولي *** لـو كـان غـالي طـاب بعـده وفرقـاه
وبعد أن وصلت الأبيات لزوجته رجعت واعتذرت وبدأت بخدمة أمه 0
( قصة فتاه لا ترغب الزواج الا من الرجل الكفؤ )
يروى أن فتاه من بنات البادية توفي والدها وأوصى بها عمها المدعو شفاقه وعندما بلغت سن الرشد وتقدم لخطبتها الرجال كان عمها شفاقه يرسل لها الخاطب لأخذ موافقتها من عدمه فتطلب من الخاطب مهلة حتى تسأل عنه وعندما تصلها أخباره تحجم عن الموافقة حيث لا تنطبق عليه مواصفات فتى أحلامها فهي تبحث عن الكريم الشجاع فقالت هذه الأبيات تخاطب عمها شفاقة لكي لا يرسل لها الا الرجل الكفؤ تقول :
يـا راكـب فـوق لـحـاقـه *** حـمـرا تـقـل واشعـه دمـي
اسلم وسلم على شفـاقـه *** الـعــفـن لا يـرسـلـه يـمـي
حلفـت أنـا ماخـذ العـاقـه *** لو يمضي العمر عند أمي
ماريـد الا حـامي الساقـه *** لا درهـم الجيش والتمـي
قصّة لفتاه أخرى
كان رجل شاب وسيم وعنده قطيع من الأبل وعنده ذلول حمرا من خيار الهجن ورحل من قومه ونزل عند أحد القبائل فشاهدته أحد بنات الحي وأعجبت به وتمنّت أن يكون زوجها وحاولت تخبره بأنها تحبّه لقصد الزواج وقالت له أخطب من والدي وسوف يشاورني وأوافق على الزواج فقرر الشاب أن يخطب الفتاه وكانت الفتاه جميله وقد تقّدم لخطبتها عدد من نوادر رجال قبيلتها ويشاورها والدها فترفض ثم جاء الشاب الأجنبي خاطباً وكان على ذلوله ومه أمه على جمل فأناخ ذلوله عند والد الفتاه وخطبها منه فقال : سأشاورها وأخبرك بالنتيجه وشاورها وقالت بكيفك أن اردت تزوجه الأمر بيدك فاستغرب ابوها أنها كانت ترفض ثم قالت الأمر بيدك وهذا يدل ضمنياً أنها موافقه ثم قال أبوها الأمر يخصّك وماذا تقولين قالت : موافقه قال : أبوها هل تعرفين الرجّل هو طيّب أو ردي ؟ قالت : ما اعرف عنه شيء ألا أن الله اعطاني محبته ؟ قال : أبوها أنا سوف اختبره واعرف أن الذلول تسى عنده الشيء الكثير وأرغب اطلب الذلول ولكن إذا رفض أن يوافق على تقديم الذليل مهر وتغالاها عليك ماذا تقولين ؟ قالت إذا تغالا الذلول عليه ستسمع جوابي ؟ ثم أن والد الفتاه أخبر الفتى أن ابنته موافقه على زواجه ولكني اطلب مهرها الذلول فقال الفتى الذلول لا أبيعها ولا أعطيها ولا ادفعها مهر ولكن اعطيك ناقه غيرها وكان في مجلس والد الفتاه رجال يسمعون ما دار بينهم كانت الفتاه تسمع الشاب وهو يرفض أعطاء الذلول وماكان من الفتاه ألا أن خرجت من المحرم ولوذت على ربعة الرجال وقالت أسمعوا ما أقول وأنت يالخاطب أسمع فارتجلت ابيات رفضت الزواج من الشاب تقول :
الـردي كـانـك نجبته ما يقومي *** مثل خيط النّكث مايصلح علاقه
يا شبيه اللي على الجيفه يحومي *** ابرق الجنحان اسافيله دقاقه
نجبتـك مـن لابـتي لـمّـى لمومي *** لايق بعيني وشوفي لك شفاقه
أنقـلع ماني خـزيـزه للـرخـومي *** يا حسافة عشقـتي بعـتن بناقه
قصة الدرويش وابيات
يقال أن أحد الدراويش حل ضيفاً على رجل من أهل البادية وصادف عنده رجل من العرب قادم لخطبة ابنته فعمل المعزّب طعام للرجل الخاطب وقدمه له وأخذ قليل من الطعام وأعطاه الدرويش ولما رأى الرجل الخاطب ما فعل بضيفه من الأهانة بالدرويش وهو ضيف حمل جفنة الطعام ووضعها إمام الدرويش واقسم عليه أن يأكل معه فأكل الدرويش وبقي من الطعام بقية فحمله الدرويش ووضعه فوق شجرة فأكل منه الذر فقال الدرويش هذه الأبيات وقيل أنه لما سمعها الرجل الخاطب احجم عن طلب بنت الرجل التي جاء لخطبتها لبخله وهذه ابيات الدرويش :
بخـل ردي الخـال فـي ربـع قـوتـنـا *** وحـنــا طـوايـا والـكـبـود عـطـاش
ومـد الكـريم وجـاد مـن مـد جـوده *** وأكـرم غـريـب الـدار مـمـا حــاش
حـتى شبعنـا واشبـع الـذر سورنـا *** ولـلـذر مـن زاد الـكــرام مـعــــاش
يعطي العطأ من كان ضاري للعطـأ *** ويـكـن العـطأ مـن كـان خالـه لاش
ومـن لا يعـرب منسبه قبـل منشبه *** ولا تــرى ولــده يــروح بــــــلاش
أوقد على نارك من صميم الخشب *** ولا تـجـيـب مـن الـشعـيـب قـشـاش
وقال الشاعر راشد الخلاوي هذه القصيدة على قافية قصيدة الدرويش :
يـقـول الخـلاوي والخـلاوي راشـد *** عـلى الـزرق لاهـي بـالـدلي ولاش
تخيـرت غـطروف تهـزّع اليـا مشا *** لا بالجسم ضخـمـه ولاهـي نشاش
تخيرتها من بينهن بـعـد مـا رمـت *** من العين تغضي في سواد ارماش
هــفـالـهـا خـصـرٍ وردفٍ يـتــلهــا *** كـمـا طـعـس رمـل لـبـدتـه رشـاش
كما غصن بانٍ هب له ناسم الصبّا *** وكـمـا العـنـق ريـم ذيـرتـه شبـاش
لها حبة أحلا من الماء على الظمأ *** وأحــلا مـن الــدنـيـا وكــل مـعـاش
وأحلا من اللي ينقر الطير راسهـا *** يـنـوشـهــا بـيـن الـجـريــد نــواش
وأحـلا مـن در الـمبـاكـيـر بالشتـاء *** لا جات من بعض الرياض تحـاش
هوانا هـوى عـفـه تسالي بـوقـتـنا *** كـمـا قـال الأول طـاسه ومـنـقـاش
ليه ولغيري يا أهل العرف والحجا *** كـمـا راس ظـبـي مـا وراه عـراش
سلـينـا وسلينـا مـن الـغي خـيـطنـا *** كمـا سـل خيـط مـن مخـاط قـمـاش
عذري هـوى والـود لا صار طاهـر *** مبـاح وراعـي العـرف مـا خـلاّش
مـضيـت فـي دربـي أدوّر مـظـنـتي *** منيع الـذي لأعـلى المراتب حـاش
عشيري وأنا مالي من الناس غيره *** عشيري اليا شان الزمان وجـاش
ياما ذبح للضيف كومـا مـن النضا *** لا شـح فـي مـالـه خـبـيـث الجـاش
يـذبـح لـهـم مـن كـل كبـش مـقـرّن *** وعيش العراقي بالصحون فـراش
ياما فرج عن من جذت بـه سابقـه *** فـي ساعـةٍ بـيـع الـنـفـوس بـلاش
لا ذل فدم القوم عن حومة الوغى *** وأصابـه من ضرب الرماح خـراش
يثني وراء راعي الردية اليا جذت *** فـي صـٍارم يـدعي الـدمـاغ طشاش
تغـيـّرت الـدنـيـا وأهـلـهـا تـغـيـروا *** وتعلى عـلى فروخ الحـرار خفاش
وطاه الزمان آسف عـلى حالةٍ بهـا *** مـنـيــع وزانـت لـلــردي والــلاّش
أقول أنا وادي جـرى مـن فـروعـه *** يـجـري لـزومٍ كـان عـمـرك عـاش
وصلوا عـلى المختار سيدي محمد *** عـدد مـا ورد جـو العـدود عـطاش
يتبع