تابع
* أما الشاعـر رميح بن محمد الخمشي فهو معاصر للشاعـر ساكر وكلاهما من أهل حنيظل وأبا الدود في منطقة الأسياح
ومن أشهـر قصايد رميح هذه القصيدة قالها في مدح الشيخ مقحم بن مهيد مصوت بالعشا :
يا أهـل الـركـايـب لا لفيـتـم مناكيـف *** كـمـل شحمهـن والملاكـد مجـاهيـم
مـع سهلـة مابـه شبـوح وتشاويـف *** كـود الحباري سكنها وأشقح الريم
بليـل الشتـا كـنـه نهـارٍ من الصيـف *** بـغـــربـيـة تـلـقـابـهـا شـّرد الـغـيـم
غـربـيـة تـومـي بـقـشع الشفاشيـف *** تـنـفـر بـهـا جـل الـبـكـار المـراييـم
هـبّت مـن الخـرساء شمـالاً بتكليف *** وقامت تصب خشوم هنف الخراطيم
عـوج لحـاهـم مـن لطمهم مشانيـف *** غـيـر السوالـف والتلطـم مصاويـم
يـزمي لكم بيـت يـخـرّع إلـى شـيـف *** ويفـرح كبـود الـلي كلاهم مهاضيم
بيـت النـدا ريـف إلـى كـمـل الـريـف *** يـذري إلـى صكـت عـليك الملازيـم
بيت النـدا غيـث القلـوب الملاهيـف *** لا جـو عـلى البـن المبهـر مضاريم
بيت الذي يضحك حجاجه الياضيف *** تسمع ورا القاطع ضريس الخداديم
ذبـاح كـوم مـنـيـلات الأشـاعـيـــف *** مـا يذبـح ألا مـن النيـاق الـمـراديـم
كلن يـبي مثله ولا هي عـلى الكيـف *** يـجـود مـره ثـم يـنـكـل الـيـا ظـيــم
الـلي يـكـدون الـمـهـار المـزاهـيـف *** لا حـل ضـرب مثـل ضـرب القداديم
يـروون حـد مصـقـلات المـراهـيـف *** ربـع عـلى جـدع المـدرع صواريـم
( قصة عايد الصلعا ورميح الخمشي )
في أحد السنين رحل رميح الخمشي إلى الشمال وأثناء مسيره وجد عايد الصلعا من قبيلة شمر وكان هو الآخر مرتحل إلى الشمال بأهله وأبله فترافق الرجلين وكانت الديار الذي يسيران بها خاضعة لسلطة قبائل عنزة فقال الشمري لرميح بما أني في ديار عنزة فأني في جيرتك يا رميح كعادة العرب فقبل رميح ذلك فوصل الرجلين إلى ديرة شيخ من مشايخ عنزة وعندما أستقر عايد الصلعا في تلك الديار تفرق هو ورميح بحيث ذهب رميح إلى جماعته الخمشة وبقي عايد في أطراف عرب من عنزة وبعد ثلاثة سنوات من وجوده مع تلك القبيلة أعتبره شيخ القبيلة من جماعته وطلب منه دفع الودي الذي كان يأخذه الشيخ على قبيلته فطلب من عايد عدد من الأبل وذلك عن السنين الماضية أسوة بجماعته ولكن عايد رفض دفع الودي وقال أنني في خفارة رميح الخمشي ثم أمر الشيخ رجاله بأخذ الودي من عايد عنوة فذهب عايد يبحث عن رميح وقيل له أنه عاد إلى الأسياح في نجد فذهب عايد الشمري إلى أبو زهرة شيخ قبيلة الخمشة وقاموا الخمشة بأخذ أبل من أبل الشيخ وسقه حتى تم أسترداد ما أخذ من أبل الشمري حسب العرف القبلي المعروف وعندما بلغ الخبر إلى رميح وهو في نجد وقال هذه القصيدة يفتخر بعمل جماعته فيقول :
قصيـرنـا مـا حشمتـه عـنـدنـا يـوم *** يـزود مـع زايــد سـنـيـنـه وقـــاره
إلى قـزت عـينـه قـزينـا عـن النـوم *** والشيخ مـا يكتب عـليـه الخساره
دونـه نـروي باللـقـاء كـل مسمـوم *** ونرخص عمارٍ دون كسر أعتباره
عفـو الظهـر دايـم معـّزز ومحشوم *** ولا خيـر باللي يدفع الـودي جـاره
عـاداتـنـا نحميـه من صولت القـوم *** يـوم يخـلط اجـمارنـا مـع أجـماره
شرهوا يبـون حقوقـنا ماكـر الـزوم *** شرهـوا عـلى فتـرٍ عسيـر دمـاره
وللشاعر رميح قصيدة في مدح الشيخ جزاع بن راكان المجلاد شيخ قبيلة الدهامشة حيث أن الشيخ جزاع كان من حملة البيرق وله مشاركات مع الملك عبدالعزيز وهو من أهل الورع والتقوى بالأضافة إلى الكرم وفي أحد الأيام توجه الشاعر رميح الخمشي من الأسياح قاصداً الشيخ جزاع بن مجلاد وكان نازلاً في الوديان وكان في أيام الشتاء فصادف رميح في طريقه قافلة من رجال شمر متجهين للشمال ولم يكن معهم طعام فسألوا رميح هل تذكر حولنا من العرب احد لكي نضيف عندهم قال أدعوا الله أن نجد الشيخ جزاع بن مجلاد واستمروا سائرين وكان قد أخذ منهم الجوع كل مأخذ بالإضافة إلى البرد القارص ومن حسن حظهم فقد الفوا على بيت الشيخ جزاع وكانوا لا يتوقعون أن أحد يستطيع أن يذبح لهم في هذا اليوم البارد وكان يوم مغبر وينزل قطع من الثلج فرحب بهم الشيخ جزاع وقدم لهم القهوة ثم قدم لهم الذبيحة والتمن فقال رميح الخمشي أبيات يوصف كرم الشيخ جزاع بن راكان المجلاد :
لا نسنست يكثح بهـا فـلـج واتـراب *** بليـل الشتا ساريـن والبـرد لسـاع
وتـشهبـت اوجيههـم والكـرم غـاب *** أربـع أيـام وهـم محاويـل واجيـاع
متـشفـقيـن الـروح والكـل مـرتـاب *** عقب الوهق الفوا على بيت جزاع
تـلـقـابـه الـفـنجـال والنجـر نـعـاب *** يبعـد وخام اللي على الكيف مولاع
وزاد يـقـلـط لـلـقـرايـب والأجـنـاب *** تلقا العصيب تكاهسه روس الصباع
ومن قصائد رميح ما حدثنا عنه الراوي المعروف قيران بن هندي الجميشي رحمه الله فقال : كان رميح الخمشي عند الشيخ عقيل بن راكان المجلاد شيخ قبيلة الدهامشة وكان يقدره ويجله الشيخ عقيل وكان مع الدهامشة أيضاً مطلق الخمشي من أقرباء رميح وكان عند مطلق بنت وطلب رميح من مطلق أن يزوجه أبنته فرفض مطلق وغضب رميح ولاحظ الشيخ عقيل على رميح علامات الهم وكان رميح يعاود الجلوس على رجم بعالي التلة المقابلة لبيت الشيخ عقيل فشاهده عقيل وسأله عما دار في خلده أثناء جلوسه على الرجم فأبلغه بما حصل من قريبه مطلق وقال هذه القصيدة يسند على الشيخ عقيل فيقول :
عـديـت مـرقـاب بـراس الـجـذيـبــه *** مـابـه زوايــد مـار زايــد اتـعــنـي
دنوا قعـودي كـان صـارت مصيـبـه *** يــفــرح إلــى دنـي شــداده ودنـي
بـتـال لا هــزت عـلـيـه الـعـسـيـبــه *** كـنـه يـلافـخ تـالي العـصـر شـنـي
يلـفي لـمـن عـذى جـوانـب شعيبـه *** غصب عـن الزعلان من غير مني
شـواش لا صـارت ليـالي عصيـبـه *** مدعي النصارى دينهـا ديـن سـني
عـقـيـل زبـن الـوانـيـات الـهـلـيـبـه *** لاصـار عـنـد اقـطـيهـن وأدبـرنـي
مـقــدم جـمـوع بـالـمـلاقـا حريـبـه *** كـان الجـمـل حـدد بــقـيــده وثـنـي
وجدي على اللي طال عـني مغيبـه *** أربـع لـيـالي فـي فـراقـه مـضـنـي
أشقـر جعـد مـا ينتـداوى صـويـبـه *** صـوبـات غيـره باللحـم لـو رمنـي
شـرب الغـلا وأقـفى بـقلـبي غليبـه *** غـاب الفـزع وأنـا صيـاحي مقـنـي
ألا ولا مــن حـجـــةٍ نـــدعـــي بــه *** مـا تـقـل هــو بـده ولا هـو بـمـنـي
ثـم أستمـر رميح في كـل يوم يصعـد هــذا المرقـاب في الضحى والعصـر ومن شعره هذه القصيدة يتوجد ويسند على الشيخ عقيل فيقول 0
يا راكب اللي لا مشى تقـل يشبـوب *** مـا دنـق الـرقـاع يـرقـع خـفـوفــه
همـيلـع مـن نقـوة الهجـن منجـوب *** يزهى الشداد اللي عذيـه اشنوفـه
حـرٍ هميـم ولا يـبي لـكـد عـرقـوب *** من الكـور ما يلحق رديفـه ردوفـه
يـلـفي لـنـطـاح المـواجيـب منبـوب *** مشبـع لجـيـرانـه فضايـل ضيوفـه
عقيـل جـذاب المراجـل من الشوب *** حمـرٍ بعـدوانـه مضـارب اكـفـوفـه
عقيل زبن اللي على الوجه مكبوب *** مـا عـمرنـا نـزمـل وحنـا نشـوفـه
يا شيخ كبـدي زادهـا تقـل متـروب *** صارت حياتي عقب خلي حسوفـه
لا جيت مرقاب الضحى تقل منيوب *** كـن الرجوم بروسهن لي علـوفـه
أجـض كـني بالكـلالـيـب مقـضـوب *** هـذي سـوات الـلي يشيـل الكلوفـه
والله يا لـولا الحيا لا اشلـق الثـوب *** على العشير الـلي عيونـه سيوفـه
حالي كما عـود على جـال سالـوب *** فـي راس مـزعـاج قـليـل اوقـوفـه
ثم أن الشيخ عقيل بن مجلاد توجه لمطلق وخطب أبنته لرميح وتحمل التكاليف وزوجـه ومن شعر رميح يسند على الشيخ عقيل بن مجلاد :
أمـس الضحى عـديـت رجـم ينـادي *** رجم تعاقب بـه وحوش القرانيس
ديـارنـا يـوم الـلـيـالـي جــــــــدادي *** واليـوم جـيتـه والليـالـي مراميس
يـا دار ويـن مـعـيـلـيــن الـطــرادي *** أهـل الـربـاع محرقيـن المحاميس
عـلمي بهـم يـوم المـراكـب تـقـادي *** أقفو على رخم الجموع المراديس
يـا ذيـب يـا الـلي مـا بليلـك سوادي *** سـر بالضبـاع وودهـا لـلمتـاريس
بـصيـفـيـة تـأخـذ عـلـيـهـا عـيـادي *** تلقـابهـا صنـوم الدروع الملابيس
أنـحـوا عـلـيـه مـيـر دنــوا مـرادي *** هميم ما هي من ونايا الحراسيس
من كثـر ما مسوا عليهـا الشـدادي *** عـرنسده وجـلان شيـبـا نسانيس
وأنا أذكر الـلـه يوم تمرس تشـادي *** تشـدا ظليم سابـق الدحـو طلميس
مـلـفـاك بـيـت لـلـطـراقـي يــنــادي *** أخـو هـوا زبن الفحاما المراويس
يـا صـافي النيـروز صافي الهنـادي *** خلاغشيم الفكر يرجع عن الفيس
وفي أحد الليالي تحدثوا عن شعر رميح في مجلس الشيخ عقيل وكان رميح غايب وأورد أحد الرجال مقطع من قصيدة رميح التي منها قوله :
عسـاك يـا دار بـك الكـبـر والفـيس *** يـأتـيـك مـا جـاء ديـرةٍ لـلـجـبـاري
تصبح منـازلـك القـديمـة مـراميس *** قـفـر تقـطعـك الـظـباء والحـبـاري
تـنـدق دق بـهـارهـم بـالـمـهـاريس *** مـا للرسوم مـن الهبايـب مـواري
يفهق بك الطيّب ويقلط بـك الهيس *** ويـقـدم بـك النمام غادي القطـاري
نمسي بـنـا هـم ونصـبح مكـاويـس *** وقـلوبـنـا يـطـري لهـا كـل طـاري
ثم أن الشيخ عقيل بعد أن سمع قصيدة رميح الخمشي وهي من قصائده القديمة قالها لسبب ولم يسمع بها الشيخ عقيل فغضب الشيخ عثيل
على رميح وقال أبلغوه لا يدخل مجلسي وعندما حضر رميح أبلغ بأمر الشيخ عقيل فذهب إلى الشيخ أبن سويط شيخ قبيلة الضفير وبقي عنده
ردحاً من الزمن معزز ومكرم ثم أشتاق إلى الشيخ عقيل المجلاد وقرر الرحيل وقال هذه القصيدة :
قـالـوا عـلامـك مـا تـجي للـتعـالـيـل *** قـلـت التـهي يا شاربين القهـاوي
مـا يستـريـح الـلي بـقـلـبـه ولاويـل *** ولا يقبل المجلس غريب العزاوي
هجـر الـنـيـا طـبـه بعـيـد المـراحيـل *** ولا تنقضي عـازات رجـل ينـاوي
حلفـت مـني ديـن مـا يجـدع الشيـل *** ماراعتبوا عبو المحيل الضحاوي
نبي العـريب الـلي تجيـه المحاويـل *** بـيـتـه مـلـم المحـتـري والـفـداوي
أخـو هـوا ريـف الركاب المـراميـل *** لا جـن طاويهن مـن القفـل طـاوي
لا جيت بـيت الهيلعي قاصب الحيل *** عـدي عـن الـشـكـة بــدو خــلاوي
الـلي اليا جيتـه ومـر باشقر الهيـل *** غيـر الخروف اللي عليه الغطاوي
أحـلا مـن السكـر بـرقـط الفنـاجيـل *** وعـنـيـد الـوى لـلـعـنـيـد المـلاوي
يتبع