وقال عبدالله بن عبار من مطلع قصيدة طويله مسنده على احد الشعراء: 23
سميـت بسـم الـلـه فـي مطلع القيـل *** وبـديـتـهـا بـسـم الـولـي مـبتـداهـا
خـلاق آدم مـن أديـم الـصـلاصـيــل *** رفـاع سبـعـه فـوق سبعـه بـنـاهـا
يسمع دبيب الدابيه في دجـى الليـل *** يدري بهـا بغـلس الظـلام ويـراهـا
محيي العـظـام البـاليـات المساميـل *** مخـرج رميم رموسهـا مـن ثراهـا
في ساعـة بالصور ينفـخ أسرافيـل *** تذهـل بها المرضع غوالي ضناهـا
بالمحشر اللي للبشر هـوله امهيـل *** يـوم تـقـاضـى كـل نـفـسٍ جـزاهــا
يـا الـلـه يـا مبـري سقـام المعاليـل *** أنـت الـذي يـا رب عـنـدك شفـاهـا
أيـوب نـادى فـاقـد الـعـزم والحيـل *** يشـكي عـليـك الحـال مـمـا دهـاهـا
صبـرعـلى بلـوى صديـد الدماميـل *** صـبـار واسـقـامـه تـحــمـل أذاهــا
وأبريت عـله دون فحص وتحاليل *** وجليت عـن نفسه تعـايس شقـاهـا
يا الـلـه يا منجـي نبـيـّك إسماعيـل *** فـي وادي البـطحـاء تـزاوم ربـاهـا
جـابـه خليلك مـن بعـيـد المراحيـل *** وأبقـاه هـو وأمــه بموحش خلاهـا
تطـوف هاجر في محيطه هـراويل *** والـلـه عجب من طوفها مع سعاها
وفجر لها زمزم تـدارج بهـا السيل *** جـرهـم تـروي مـن يـنابـيـع مـاهـا
ونـاداه أبـوه وجـاه للـطيف تـأويـل *** وطـاوع مشورة والـده ما عصاها
نـوى الصبر ما بـدل الـراي تبـديـل *** ورب العبـاد أرسـل لروحه فـداهـا
يا مرسل في صادق الوحي جبريـل *** عـلى نبـيّـك صفـوة الخلـق طـاهـا
نـزلـتهـا مـن عـالي اللـوح تـنـزيـل *** شـرايـع بـالـحـق نــتـبـع هــداهــا
قـرآن والـتـورات والـزبـر وأنجيـل *** كـل أمــة جـاهـا كـتــاب ابـلـغــاهـا
آيـات تـتـلـوهـا عــبـادك ابـتـرتـيـل *** مـا خـاب عـبـدٍ بـالفـضيلـة تـلاهـا
يامن حميت البيت من صولة الفيل *** يـوم أبـرهـه مكـة بجيشـه غـزاهـا
وأرسلت فوق المعتدي طير أبابيـل *** صـده عـن الكعـبـة وربـه حـمـاهـا
تـرمـي عـليهـم من صلافيح سجيّـل *** يغـور فـي صلب الجماجم حصاهـا
حـتى جـعـلهـم كـنهـم جـرم امحـيـل *** سـلـط عـليهـم سلطـة مـن سمـاهـا
يا الـلـه يا منشي حقـوق المخاييـل *** يـسـوقـهـا ريـح الـهـبـايـب قـداهـا
تجري بهـا هـوج العواصف مثاقيل *** مثـل البواري يـوم يطنب أعـواهـا
غـيـثـه إلـى غـيـّم خـيـالـه مضاليـل *** يسقي ثرى البيداء ويطرد ظماهـا
غـر المـزون الـلي تـهـل الهـماليـل *** لا طـاح بـالـقـاع اليبـيسـة سقـاهـا
وبـل الحيا يحيي الديـار الممـاحيـل *** تـزهـر ويـورد سدرها مع غضاها
تريف بهـا عجف الأنعام المهازيـل *** بعـد الضعف تسمن ويذهب جفاهـا
يا الله يا مجيب الدعـاء والتبـاهيـل *** يا معـتـني بالخـلـق تـقـبـل دعـاهـا
تـسمـع نـدأ تـكـبـيـرهـا والتهـالـيـل *** تـطـلـب حنـانـك لا تخـيـّب رجـاهـا
تدعوك باسمك في تضرع وتوسيل *** لـبـيّـك مـا غـيـر التـضـرع جـداهـا
من لا كسب عفوك قليل المحاصيل *** رضـاك غـايـات النـفـوس ومنـاهـا
يا خـالـق الـدنـيـا عـليـك التـواكيـل *** رحـمتـك نطلـب مـا نـدور سـواهـا
كبلت أنـا لساني عن الهـرج تكبيـل *** والنـار تحـرق مـن يصالي سناهـا
مـن قـال منطـوقـه زريـة وتـرذيـل *** النـاس ترمي بالهجـا مـن هجـاهـا
من دار عيب الناس دونـه عـراقيل *** مخطي وخابت هقوتـه لـو هقـاهـا
وحـرف الغلط لا بـد يحتـاج تعـديـل *** مـن خط غلطة في صحيفة طواها
حيث القطار إلى انحنت سكة الريل *** مخطر يميل من أعوجاج امحناهـا
الـمـدح مـا يـرفـع مـقـام الأسافـيـل *** والـلاش عـاف الطـايلـه مـا بغاهـا
والقـدح مـا طمـن مـقـام الحلاحيـل *** ربـك عـن الطـرق الرديـة حمـاهـا
الحيص يبرك باللـزم لأثـقـل الشيل *** والحشـو بالمقطـان تسمع رغـاهـا
قال عبدالله بن دهيمش بن عبار هذه القصيدة على حروف الهجاء : 24
الألـف أولـف مـا طرالـي مـن القـاف *** أمثـال مـن فيض القـريحـة طرايـف
والبـاء بديـت القـاف للشعـر صراف *** وشـفيت من عـذب القوافي غرايـف
والتـاء تجاوزت الرذايـل والأعجـاف *** أخشى تقول الناس مخطي وهايـف
والثاء ثارالجاش في عذي الأوصاف *** فيض الخواطرمن هواجيس طايف
والجيم جبت البوك وأمليت الأصناف *** وعـرفـت وزن ثـقـالهـا والخفـايـف
والحاء حكرت النظـم والفكر عـّراف *** مـتـفـقـده مـا قـلـت منـطـوق زايـف
والخاء خواض البحرغمق الأضفاف *** والـلـي يـدور القـيش لازم أيسايـف
والـدال دنيـت الـقـلـم بـيـن الأطـراف *** وسجـلت بـه منطوق لفـظ الشفايف
والذال ذرب القول في عدل وأنصاف *** أطيب وأخيـر من الهروج العذايـف
والـراء رسـم معـنـون الخـط بـغـلاف *** مـن واقع العنـوان تقـرأ الصحايـف
والــزاي زلاتــك تـحـطـك بـمـيـهـاف *** لـو الـتـمـدري مـا نـفـع كـل خـايـف
والسيـن ســدك لا تـبــيـحـه لـبــلاف *** ولا تـرافـق الا قـرم وافـي الكـلايـف
والشين شاور بالعرب عال الأهـداف *** الـنـادر الـلي بـطـيـب الـفعـل نـايـف
والصاد صولات الفوارس بالأسيـاف *** راحت مع عصور الركاب الهجايف
والضاد ضيفك سـر بالـه إلـى ضـاف *** لـو كـان ما تعرفه من أي الطوايـف
والطاء طبع الجود من سلم الأشراف *** والبخـل يـبعـد بـالقـلـوب الـولايـف
والظاء ظني خاب في بعض الأحلاف *** لا خيـر في عـرف الرخوم الهدايف
والعيـن عـد بـراس عـالي ومشـراف *** وأرقـب على روس الجبال النوايف
والغيـن غيبت صاحبك ظلم واجحـاف *** أحـذر تـكـون لغــرتـه تـقـل حـايـف
والفـاء فـارق كل مـن يعمل أسـراف *** فـرقـا ردي الشان مـا هـي حسايـف
والقـاف قـرب اللاش والعفن ينعـاف *** واليـوم خلق الله مثل ما أنت شايف
والكـاف كـل النـاس تـنجـع للأريـاف *** حـزت يكون الروض مثل القطايـف
واللام لـو دون العلا جمر وأرضـاف *** شـم للفـخـر لـو حـال دونـه قـذايـف
والميم مـا تاجـد عـلى الجال ميقـاف *** بـالـك بـمـيـهـاف المهـافـي تهـايـف
والنون نمشي والسرى يتعب الهاف *** عشنـا حـيـات البـاديـة والـوضايـف
والهاء همت وشلت حملي بالأكتـاف *** وجربـت مـن لوعـات بقعـا كسايـف
والواو وجـدي حط بالقلـب خـفخـاف *** وأومابـي أومـاي الـهـوا بالسفايـف
والـيـاء يـا مـن لا منـي رح للأذلاف *** فـارق عـسى يغـشـاك جـن العفايـف