03-01-2011, 03:44 PM
|
#1
|
باحث
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 34
|
بري النبال في الرد على من ذم لبس العقال
بري النبال في الرد على من ذم لبس العقال
بقلم
احمد بن سليمان ابو بكرة الترباني
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله علية الصلاة والسلام وبعد :
من أغرب ما سمعت من بعض مسلمة الفرس قولهم : إن العقال الذي يلبسه العرب اليوم هو في الحقيقة ( قومية وتعصب لجنس العرب ) وغير ذلك انه حداد على الاندلس . انتهى
قلت : هذا القول صادر من شعوبي متستر , واللباس من شعائر الامم كما أن اللغات من مميزات الامم , والعقال له اصل من لباس العرب وليس مبتكر وهو قد حل مكان ( العصابة ) التي تربط على العمامة كي لا تسقط , والعرب كانوا يربطوا العمامئم بالتحنيك والعصابة من التحنيك , وعمائم العرب تغطي الرأس كاملا مع الأذنان كما في الحديث الحسن ( الأذنان من الرأس ) أما العمائم التي يلبسونها ( الرافضة ) و ( رجال التبليغ ) فهذه عمائم قوم لوط كما بين ذلك الامام عطية العوفي كما في ( احكام العمامة ) ليوسف بن عبدالهادي , لأن عمائمهم لم تغطي الرأس , فتجد الاذنان مكشوفه وهذه العمائم لا يمسح عليها في الوضوء خلافا لعمائم العرب فإنها تغطي الرأس والأذنان كما في الحديث السابق .
( بداية ظهور العقال )
ظهر العقال في قبائل بلاد الشام فمنهم من يطلق عليه عقال ومنهم من يطلق عليه ( مرير ) جمعه مرائر وهي لغة قبائل بئر السبع وسيناء ( كالترابين ’ الأخارسة , الجبارات , العزازمة , التياها , بنو بياضة , السواركة ...... وغيرهم من قبائل السبع وسيناء . ) فهم يطلقون على العقال اسم ( المرير ) , والعقال هو العصابة والوظيفة واحدة , قال شيخ الاسلام ابن تيمية في ( الفتاوى الكبرى ) (1/286) : والسلف كانوا يحنكون عمائمهم لأنهم كانوا يركبون الخيل , ويجاهدون في سبيل الله فإن لم يربطوا العمائم بالتحنيك وإلا سقطت , ولم يمكن معها طرد الخيل , ولهذا ذكر احمد عن اهل الشام انهم كانوا يحافظون على هذه السنة لأجل انهم كانوا في زمنه هم المجاهدون , وذكر اسحاق بن راهوية بإسناده ان اولاد المهاجرين والانصار كانوا يلبسون العمائم بلا تحنيك وهذا لانهم كانوا في الحجاز في زمن التابعين لا يجاهدون . انتهى
قلت : تبين من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية وقبله الامام احمد ان اهل الشام كانوا يحافظون على هذه السنة وذلك من اجل الجهاد خلافا لأهل الحجاز في زمن التابعين لا يجاهدون , وهذه إشارة على ان لبس العصابة وكذلك التحنيك اصبحت سنة في بلاد الشام , ويؤكد ذلك قول ابن تيمية في ( الفتاوى الكبرى ) (1/286) : والجند المقاتلة لما احتاجوا الى ربط عمائمهم صاروا يربطونها إما بكلاليب وإما بعصابة . انتهى .
والعقال من الربط كما ان العصابة من الربط والوظيفة ربط العمامة وتثبيتها على الرأس , والعقال في بلاد الشام من لباس الرجال والعصابة ( العصبة ) في بلاد الشام اصبح الان من لباس النساء وخاصة ( نساء جذام ) في بلاد الشام , كما ان العقال كان من لباس نساء عنزة وشمر في العراق , وكما بينا ان العصابة والعقال من جنس واحد .
( الرد على من يقول ان لبس العقال حداد على الاندلس )
من المعلوم أن الشريعة الاسلامية تنهى عن الحداد إلا في حالة واحده وهي حداد المرأه على زوجها ان مات , أما الحداد على سقوط دولة إسلامية او موت ملك او رجل كريم فهذا منهي عنه ومن قام به فهو اثم عند رب العالمين , وهذا سيد ولد ادم وافضل الانبياء محمد علية الصلاة والسلام توفي , فلم نسمع أن الصحابة رضوان الله عليهم لبسوا الثياب السود واقاموا حداد على رسول الله , وذلك لانهم كانوا يعدون ذلك من النياحة كما علمهم رسول الله (ص) .
ومن يقول ان لبس العقال هو حداد على سقوط الاندلس فهو كاذب , لأن ظهور العقال قديم قبل دخولهم الاندلس , ومن اسباب ظهور العقال هو كثرة الجهاد وذلك لأن الفارس على ظهر جواده لا يقدر ان يطرد الخيل او يقاتل وعمامته مرخية وتفلت وتنقلب على وجه مع الريح , احتاج هذا الفارس ان يربط ويثبت عمامته كي لا ترتخي وتفلت فأحتاج للعصابة ( العقال ) وسبب ظهورها في بلاد الشام لبرودة جوها وشدة الرياح في اوقات الشتاء فيحتاج الرجل لربط عمامته كي لا تطيرها الرياح , وعرف العقال قبل الاندلس كما بين ابن تيتميه في ( الفتاوى الكبرى ) (1/286) : والجند المقاتلة لما احتاجوا الى ربط عمائمهم صاروا يربطونها إما بكلاليب وإما بعصابة . انتهى فلم يقل ابن تيمية حين سقطت الاندلس لبسوا العصابة .
قال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله في (منهاج أهل الحق والاتباع في مخالفة أهل الجهل والابتداع ) (113) :
(وأما لبس العقال فهو من المباحات ولم يرد في الأمر به والنهي عنه عن العلماء ما يوجب تحريمه ولاكراهته لأن لبسه من العادات الطبعية كغيره من الملابس التي اعتاد الناس لباسها كالعمامة والرداء والإزار والقميص وغير ذلك من الملابس العادية.
فبهذا الاعتبار يكون لبس العمامة التي كان يلبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يلبسونها عادة ، ولبس العقال الذي يلبسه الناس اليوم من المباحات والعادات ، فهما سواء بهذا الاعتبار.......)
وقال ايضا في نفس المصدر (117) ( وأما لبس العقال فهو من المباح ولم يتكلم فيه العلماء لافي قديم الزمان ولاحديثه لأنه قد كان من المعلوم أن لباس الصوف من الملابس التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسها هو وأصحابه والعقال من الصوف المباح لبسه...... ) انتهى
وقال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله في (إرشاد الطالب ) ( 54) ( وقد بلغني عن بعض الإخوان إنهم ينكرون ماكان يعتاده المسلمون من لبس العقال : سواء كان ذلك العقال أسود أو أحمر أو أبيض ويهجرون من لبسه ويعللون ذلكم بأنه لم يلبسه رسول الله ولا أصحابه ولم يكن ذلك يلبس في عهدهم ولا هو من هديهم وإذا كانت العلة هي المانعة من لبسه فيكون حراما ولا بسه قد خالف السنة فيقال لهم :
وكذلك لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه ولا التابعون لهم بإحسان يلبسون المشالح لا الأحمر منها ولا الأبيض ولا الأسود
ولا العبي على اختلاف ألوانها والكل من هذه الملابس صوف ظاهر وكذلك لم يكونوا يلبسون هذه الغتر والشمغ على اختلاف ألوانها فلأي شيء كانت هذه الملابس حلالا مباحا لبسها ؟
وهذه العقل محرمة أو مكروهة لا يجوز لبسها ؟! . انتهى
قلت : والذي يفتي بعدم لباس العقال ( العصابة ) وينهى عن لباسه فهذا جهل وتكلم على الله بغير علم والنهي عن ( العقال ) العصابة يحتاج الى نص من كلام الله او رسوله والاصل في الشي الاباحة الا اذا جاء نص بتحريمه , والعقال ليس فيه تشبة بالكفار وغير ذلك بل هو من لباس العرب ومن قال غير ذلك فهو جاهل .
هذا ما احببت تبيانه واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
كتبه :
احمد بن سليمان ابو بكرة الترباني
الاردن
|
|
|