وقفات شرعية مع أبيات شعرية
<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
المتأمل في قصيدة شيخنا وشاعرنا وأديبنا ومؤرخنا وحافظ إرثنا المجيد الشاعرعبدالله بن عبار في (قصيدة الذود عن حسب هزاع أبا الروس) : ومن يتدبرها ويتدبر الآيات في قوله تعالى : <o:p></o:p>
قوله تعالى : ( والشُّعَراء يَتَّبِعُهُم الْغَاوُون {*} ألَمْ تَرَ أَنَّهُم فِي كُلِّ وَادٍ يَهيمُون {*} وأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُون {*} إلاَّ الَّذينَ آَمَنُو وَعَمِلُوا الصَّالِحَات وَذَكّرُوا اللهَ كَثِيراً وانْتَصَرُوا بَعْدَ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذينَ ظَلَمُوا أيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُون )...<o:p></o:p>
حينما نزلت هذه الآيات الكريمات أتى بعض الشعراء من الصحابة رضي الله عنهم كحسان بن ثابت وعبدالله بن رواحة إلى رسول الله r وهم يبكون ،، فقرأ عليهم عليه الصلاة والسلام قوله تعالى ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) فقال : ( أنتم )..<o:p></o:p>
قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره : ( هذا الإستثناء عام يدخل فيه شعراء الصحابة رضي الله عنهم وغيرهم ) ـ أي الشعراء في كل زمان ومكان ـ لأن القاعدة الأصولية تقول :<o:p></o:p>
(((أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب)))<o:p></o:p>
وقال رحمه الله تعالى عند قوله تعالى ( وذكروا الله كثيرا ) أي ذكروه في كلامهم وشعرهم ،، وعند قوله تعالى : ( وانتصروا بعد ما ظلموا ) يردون على الذين يهجون ويتعرضون لأعراض المؤمنين ،، واستشهد بقوله صلى الله عليه وسلم لحسان رضي الله عنه : ( اهجهم ـ أو هاجهم ـ وجبريل معك ) صحيح<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
: يجد أن شاعرنا أراد من ( من سب الشيخ هزاع ) أراد منه في البداية أن يكف لسانه عن المسلمين ،، فكأنه يذكره بقوله تعالى : ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدِيهِ رَقِيبٌ عَتِيد ) وقوله r( وهل يكب الناس في النار إلا حصاد ألسنتهم ) وان الخطا وارد من البشر ( كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)،، وأن الكلام بلا داع لا فائدة منه ،، ثم حذره بقوله : ( لا شك لا تفتح على القدح خانة ) وأبان أن الناس لا يقبلون الأخطاء لأنهم ولدوا أحرارا ،،، ثم انتقل بعد ذلك إلى بيان خطرما تلفظ به وشبهه بالنار ( وكل ماتقدم داخل في قوله r : ( الدِّينُ النصيحة ) ...<o:p></o:p>
بعد ذلك أخذ الشاعر بذكر مواقف ( الشيخ هزاع ) فقال ( عندي على ماقلت بالشعر تعقيب ) فسماه تعقيبا ـ فذكر المواقف الطيبة في الكرم والبر والإحسان التي لا تخفى على أحد ،، <o:p></o:p>
فوالله إن المتذوق المنصف يجد أن ما قاله شاعرنا هو من عمل الصالحات ،، الذي امتدح الله به الشعراء الذين استثناهم الله تعالى في قوله تعالى : ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) وكعادة أبي مشعل لا تخلوا قصيدة له من ذكر لله تعالى ،، فقد ذكر في آخر بيت في معلقته ،، حيث قال : ( و لا يربح الي عادل الشرع دانه ) فهذا إجمال فهو يذكر بحكم هذه البلاد حرسها الله تعالى بالقرآن الكريم وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم <o:p></o:p>
|