11-21-2011, 07:06 PM
|
#1
|
المراقب عام
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 2,359
|
لقمان وقصة ركوب الدابة
رُوي أن لقمان الحكيم قال لولده في وصيته : لا تعلٌق قلبك برضا الناس ومدحهم وذمهم ، فإن ذلك لا يحصل ولو بالغ الإنسان في تحصيله بغاية قدرته .
فقال له ولده ما معناه : أحب أن أرى لذلك مثلا أو فعالا أو مقالا .
فقال له : اُخرج أنا وأنت ، فخرجا ومعهما بهيم فركبه لقمان وترك ولده يمشي خلفه ، فاجتازا على قوم ، فقالوا : هذا شيخ قاسي القلب ، قليل الرحمة ، يركب هو الدابة
وهو أقوى من هذا الصبي ، ويترك هذا الصبي يمشي وراءه ، إن هذا بئسَ التدبير .
فقال لولده : سمعتَ قولهم وإنكارهم لركوبي ومشيك ؟ فقال : نعم .
فقال : اركب أنت يا ولدي حتٌى أمشيَ أنا ، فركب ولده ومشى لقمان فاجتازا على جماعة أخرى ، فقالوا : هذا بئسَ الوالد ، وهذا بئس الولد ، أمٌا أبوه فإنه ما أدب هذا الصبي حتى ركب الدابة وترك والده يمشي وراءه ، والوالد أحق بالاحترام والركوب ، وأما الولد فإنه قد عقٌ والده بهذه الحال ، فكلاهما أساء في الفعل .
فقال لقمان لولده : سمعت ؟ فقال : نعم .
فقال : نركبُ معاً الدابة ، فركبا معا فاجتازا على جماعة ، فقالوا : ما في قلب هذين الراكبين رحمة ، ولا عندهم من الله خير ، يركبان معاً الدابة يقطعان ظهرها ، ويَحمِلانِها ما لا تُطيق ،لو كان قد ركب واحد ، ومشى واحد كان أصلح وأجود .
فقال : سمعت؟ : قال : نعم .
فقال : هاتِ حتى نترك الدابة تمشي خالية من رُكوبنا ، فساقا الدابة بين أيديهما وهما يمشيان فاجتازا على جماعة فقالوا : هذا عجيب من هذين الشخصين يتركان دابة فارغة تمشي بغير راكب ويمشيان ، وذمٌوهما على ذلك كما ذمٌوهما على كلٌ ما كان .
فقال لولده : ترى في تحصيل رضاهم حيلةً لمحتال؟ فلا تلتفت إليهم ، واشتغل برضا الله جلٌ جلاله ، ففيه شُغُلُ ُ شاغل ، وسعادة ، وإقبال في الدنيا ويومَ الحساب والسٌؤال .
منقول
|
|
|