لا يـشق صفـوفكـم كـل مهـفـوف *** في عـلـوم الهيـف مكنونـه يبيح
دوم عـن فعـل النقـا نفسه عيوف *** مـا نفع محـرج ولا سـوّى مليح
بـس يسعّـى بـالـدياويـن ويـلـوف *** يرتعش وبكـل مجلس لـه نـفيح
في كـلام الـزور بالعـزوه يطـوف *** ويلفظ المنطوق بالهـرج القبيح
كـنّـه الـلي مسكنه وسط الكهوف *** أوكما اللي عادته نبش الضريح
كل بيت من هذه القصيدة يكتب بماء الذهب، لا فض الله فوك ولا تربت يداك ولا عاش حاسدوك يا عزيز وايل وأديبها، نعم للأسف الشديد فإن بعضهم يكاد يتمثّل على أبناء عمومته بما قاله حاتم الطائي:-
أخو الحرب إن عضّت به الحرب عضّها *** وإن شمَّرت عن ساقها الحربُ شمّرا
وبعضهم فعلاً قاتل وتهجم على بعض أبناء عمومته من أجل بعض هكذا أمور ويزير عليهم ولكأنه زير وعنتيت تلك المعارك أو أنه حضرها ويصف ما رأه بأم عينه، وعذرنا لهم بأنهم تسوقهم الحمية وتدفعهم العاطفة الجيّاشة، ولكنها وللأسف الشديد دون علمٍ ودون فهم وبعضهم لا يستطيع توسيع مداركه ويصبح العدو بعد أن كان الصديق ويقطع رحمه ويزرع البغضاء والكراهية والفتن بين أبناء عمومته كما تفضلت بوصفه رعاك الله، وبهكذا حالٍ نقول:- أن الفهم والعلم والرحم لا تباع ولا تعطى ولا توهب ولا تزرع، وصدق الله العلي العظيم عندما أنزل في كتابه الحكيم قوله تعالى:- { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين }.
وأقل ما يقوله بعضهم دفاعاً عن حجته بإستخدامه لبعض الشعارات الرنانة الفضفاضة، ومنها أنه يريد المحافظة على مجد الآباء والأجداد علواً وزهواً وتعالياً، إذا أصر على سبيل المثال بقوله أن الدّحة خاصةً بقبيلة عنزة دون سواها من قبائل وأحياء العرب وهي موروث جل قبائل الجزيرة العربية والشام وفلسطين وصولاً إلى سينا ومن ثم ليبيا، وأن جميع من يصحح لهم أنه يريد تجريد القبيلة من كل مجد.
فليأخذوا ما قاله بن عبار إن كان لديهم قلبٌ منيب:-
مجـدنـا مـاهـو بتصفيق الكفـوف *** ولا فـخـرنـا يا جـماعـه بالدحيح
ولا كسبنا المجد في هـز الكتوف *** والصـدور الـلي تـبـالـغ بالفحيح
الـمـفـاخـر بـالـرمـاح وبالسيوف *** وهمّة الشجعان في دحر النطيح
جـارنـا يـدلـه ونـفـرح بالضيوف *** يوم غلو الـزاد والمسعر شحيح
كـم منـا ريف من يشكي الظروف *** مثـل من صوّت بزاده في شبيح
الصخي عـز المحاويج الضعوف *** الكـريـم أبـو المحـرول والكسيح
نفتخـر بالـلي عـلى ربعه عطوف *** الحليـم وصاحب القـلب النصيح
أجزل الله لك الآجر والثواب لكل ما تقوم به من مكافحة ومناصحة وتقويم بقلمك وبشعرك يأديبنا العزيز، وأسأل الله العلي العظيم رب العرش العظيم أن يعز بك ويلبسك ثياب الصحة والعافية وأن يديم علينا وإياك عفوه ورحمته وستره فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض.