عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-2016, 11:08 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عضو جديد
إحصائية العضو







خيّال الّلهازم بن وايل غير متواجد حالياً


افتراضي

اهلا بك يالغالي العزيز والاديب الكبير ابو مشعل ـ عبد الله العبارالعنزي ـ والله انه لعتصر قلبي ألماً ووجعاً لما أحسه من ظلم حصل لك من اخوة لا أظنّهم قصدوك بالاذى مطلقاً ـ وكذلك أنت لا أظن ولا يطري على بالي أنك قد خصصتهم بأذى ـ وانما مسألة تاريخية أخذت منكم الكثير ، وصدعت أخبارها بالآفاق ، وكل المسألة ما هي الا على علم وائلي يأما جاهلي ، يأما غامض والمسألة حوله غامضة ـ وتحتاج الى بحث وروية ، من غير تعصب وعصبية ، وأنا من وجهة نظري المتواضعة ، أن المسألة مسألة تاريخية ، لا دخل لها في نسب عنزة اليوم مباشرة ، ومما يؤسف عليه أن أعطيتم الفرصة للعامة لاستعراض جهلهم في مثل هذه المسائل ، مما زاد الطينة بلّة كما يقولون ـ ولقد والله سمعت أحد العامة الجهلة لكي يوافق أحد خصومك ـ قال : عنزة أو بني وائل قديمين وكان شيخهم ((الأخطل)) التغلبي الشاعر ، جاهل هذا المسكين الجاهل أن التغلبي نصراني مات على نصرانيته في الاسلام ـ فما له ولشيخة بنو وائل .
وكما أسلفت يا أستاذي العزيز ـ فإن قبيلة عنزة اليوم لا أحد يساوم على اسمها اليوم وما تققر لها من نسب توارثوه ابنائها وتعارفت عليه القبائل المعاصرة ، وقام بذلك مصاهرات بينهم على أنهم عزة ـ ولم يسأل أحد وراك ذلك قيد أنملة .
أما المسألة التاريخية ـ فتترك للبحث والنقاش العلمي العقلاني بعيداً عن التعصب والتشنج ، والاتهام المتبادل ، وحصد من السيئات واهلاك من الحسنات ، فإن القضية عندما تتعدا الى السبة والشتيمة ، فإن الجميع مسؤولون عما يقولونه من حكم ومن كلم . فإن الجد الوائلي عندما يكون اسم غامض فهو يحتمل الخطأ والصواب ، حتى تأتي القرنية او التوثيق العلم لترجيح أحد الطرفين ، وعندما الجد المقصود تكون له قرينة واضحة وتوثيق قد أجمع عليه النسابة والمؤرخين والأدباء ، والعلماء والحفاظ وأهل الفقه والحديث ، الى القرن السابع الهجري ، فإن المسألة تكون محسومة حتى ياتي نقيضها بقرنية أو بينة أو توثيق علمي واضح لا لبس فيه .
وبناءً على ذلك يا شيخي وتاج راسي والتعذرني لو قلت ـ قد أبعدت النجعة كثيراً بالاضافة الى الآخرين من مخالفيك قد أبعدوا النجعة بل جاءوا بشطط القول عندما : احتكروا عنزة اليوم بتغلب وبكر فقط ، وكذلك أنت يا سيدي قد احتكرت عنزة اليوم بصلب عنزة بن أسد فقط . وكلكم بنيتوا أرآئكم على اجتهادات وحدس فقط لا غير ، مما زاد البلبلة وقسم القبيلة والمتعاطفين لكم بين الفريقين ، لأن العامة ان لم تجد حجة ملزمة وملجمة ، وأمامها فرصة لتدلي بدلوها ، فهي فاعلة لا محالة ـ فعندها سيكون النسب والتاريخ في خبر كان وأخواتها ، وهذا ما حصل بالضبط .
إن سنن الله عزّ وجل لا تحابي أحداً من الناس ، ولم يعرف أن أحداُ من الناس بقي كل ولده متناسلين الى اليوم ولم ينقطع منهم غصن ابدا ـ فكل نسل الحسين ابن علي رضي الله عنه بعد الاسلام بقي فقط في ولد واحد لا غير ، وهو زيد العابدين علي بن الحسين رحمه الله ورضي عن أبيه . ومنهم من أنقطع نسله بعد ذلك ، ومنهم من امتد نسله ، ومنهم من تحالف مع بني عمومته حتى أصبحو قبيلة بعد أن كانوا قبيل واحد من جد واحد ، فالقبيل هم ابناء الرجل لصلبه ، والقبيلة هي ابناء لآباء شتّى كما قرره أهل الاختصاص ، وكما قاله شارح ديوان ابن المقرب وهو نفسه الشارح كما اعتقد أنا وغيري ، وذلك في الجزء الخامس صفحة ـ 2595 الطبعة الثانية دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر بيروت ، حيث قال :
وكم من قبيل راح يزحفُ بعضُهُ ** لبعض وقد شبّت بناديه نيران
شرح البيت في قوله :
القبيل والقبيلة واحد ، ومنهم من يفرق بينهما فيجعل القبيلة الجماعة من جد واحد ، والقبيل الجماعة من آباء شتى . انتهى
فمن هنا ، نجد أننا مسبوقين في هذه الآراء ، ولم تكن بدعة منّا .

فابن المقرب العيوني من أهل القرن السابع الهجري ، وهو من عاصر بداية العامة اليوم وبانتشار اللغة النبطية او العامية برأي بعض الناس اليوم ، مع أنه رجل عالم أديب حافظ ـ ويكتب شعره بالفصيح ولا يقر غيرة من لهجة عامية ، وه من وثّق تاريخ بني ربيعة الفرس وجماهيرها الى تاريخ وفاته وسقوط الدولة العيونية ـ وهو خير شاهد على تاريخنا ، ومفهوم الوائلية ومن هو المعني ذلك منهم ، ولم يخص عنزة بذكر لوحدهم بمفاخره ببني عمومته بني ربيعة وهو متجوز من بني جنيفة من أهل اليمامة ، ولم يخص بني حنيفة بمدح دون بني وائل بشكل كامل ، وطالما خاطبهم بالوائلية ولم يذكر وائلية غيرها ، وهو قريب من عهدنا ووائليتنا ، فاول ذكر لعنزة في بثقافتها المعاصرة في نجد ، هو عام 825 هـ والذي ذكر فيه من أعلامنا الطيار ، وبن مجلاد وغيرهم . فيقول ابن المقرب في ديوانه الجزء الأول ص 417 ـ 418 في فخره بزوجته الحنفيّة :
وكريمة الطرفين ذُروةُ وائل ** آباؤها وجدودها إذ تُنسبُ
فهنا نسبهل لوائل وقال عنها وائلية ، ولم يقل حنفية ، وهذا دليل على أن الوائلية في عصره غطّت على غيرها من بقية شهرة بني ربيعة الفرس .
وقال في نفس المصدر ص 572 ـ 573 :
أمثلي من يُعطي مقاليد أمره ** ويرضى بأن يُجدى عليه ولا يُجدي
إذا لم تـلـدني حـاصنٌ وائليّةٌ ** مـقـابــلــةُ الآبــــــــــاء مُنجبةُ الولد
خـؤلـتـهـا للحوفزان وتنتمي ** إلى الملك الواهــــاب مسلمة الجهد
فشرح معنى وائلية ، وقال : الوائلية : منسوبة الى وائل . انتهى ومن المعلوم منه وائل المقصود ، فإنه بين أنها حنفية من سلالة مسلمة المشهور بالجعد الحنفي الوائلي ، ثم قال أن أخوالها هم بني شيبان رهط الحوفزان ، وهذا دليل صارخ أن هناك من بني شيبان من يقيم مع بني حنيفة في البحرين ، لأن لأن بني حنيفة هجّرهم الاخيضري والي اليمامة كما ذكر ياقوت الحموي وغيره هجروا الى البصرة ، فباتالكيد عادوا واستقروا في دولة بني وائل العيونية عند استقرار هذه الدولة ولمدة المائة والسبعين سنة .
ثم قال في الجزء الثالث ص ـ 1409 يمدح الأمير فضل بن مسعود ابي القاسم بن محمد بن علي بن عبد الله بن علي العيوني ـ وينسبه الى وائل وهو من عبد القيس !
فما يعني ذلك ؟
وقمت بأحكام الشريعة فاستوت ** لديك ذوو الأجبال ووائلُ
قال في الشرح : قضى أي مات ، يعني البعيد النسب وقريبة . انتهى يعني هنا العدل بالحكم بين طيء ووائل ، فهنا نسب لربيعة الفرس كلها لوائل ، ولم يعترض عليه أحد بذلك فيما أعلم ولن يكون ، فوائل هو ربيعة وربيعة هي وائل .
ثم قال في نفس المصدر ص 1460 ـ 1461 ، يفتخر بالمؤسس العيوني :
به افتخرت هنبٌ وطالت بمجده ** لكيز وعزّت عبدُ قيس ووائلُ
قال في الشرح : هنب وعبد القيس أخوان منهما تفرعت جماهير قبائل ربيعة الفر. انتهى ، ولم يذكر عنزة هنا فلما ؟ لأنها حيٌّ من وائل يا سيدي محسوبة على اللهازم من بكر بن وائل .
ثم قال :
له ذُروةُ المجد المؤثّل والعُلا ** إذا انشعت يوم الفخار القبائلُ
قال في الشرح : القبائل جمع قبيلة ، والقبيلة هي الجماعة من أب واحد ، وأما القبيل فالجماعة من آباء شتى . انتهى
فهل نحن اليوم قبيلة أم قبيل لكثرتنا وبعدنا عن أبونا الجاهلي البعيد عنزة .
ثم قال في نفس المصدر ص ـ 1505 يمدح أحد بني قيس بن ثعلبة :
سما لذرى العلياء من فرع وائل ** وكُلُّ فتى من ((وائل)) فهو مؤلُ
وقال في الشرح : والملك التبّع هو صهبان بن ذري حرث قتله ((بنو ـ وائل)) يعني هناك من يقول لتغلب وبكر بنو وائل ، مطلقة من دون بكر وتغلب ، يعني وائليون .
وقال في نفس المصدر ص ـ 1645 ـ 1646 ، يمدح أحد الأمراء العيونيين :

ويهنيك ذا الملكُ الّذي عمّ يمنهُ ** عُقيلاً وأحيى عبد قيس ووائلاً
أقول وما دخل وائلاً هنا ، أولاً لمفهوم قبائل ربيعة أن وائل يجمع أكثر من قبيلة من بني وائل ـ يعني جديلة وعنزة ، ومفهومه ومن في زمانه أن بنو وائل هم من يقابلون عبد القيس بالنسب لا غيرهم أحداً ومن بقي من غير بني وائل الاصلاء فهو داخل في مسمّاهم كعنزة ابن أسد فإنهم والتاريخ يشهد على ذلك محسوبين من بني وائل القديم .
ثم قال في نفس المصدر ص 1812 ـ 1813 من قصيدة موجهة الى أحد الامراء العيونيون :

أما حان يا فرعي ((ربيعة)) أن أرى ** بنات الوغى يعلوا الروابي قتامها
قال في الشرح :
فرعيّ ربيعة ((يعني)) وائل وعبد القيس ـ فهل بعد هذا التقسيم في بني وائل وفي القرن السابع الهجري ـ تقسيم آخر وحجة أخرى !!
فإين بربكم عنزة بين الفرعين المذكورين ، أي من ربيعة أم من الجنّ ، فإن كانت من ربيعة فهم بالتأكيد المقصودين بوائل هنا أي وائل ين قاسط !!
ثم قال في مصدر آخر وهو الجزء الرابع ، ص 1895 :
فما عظُمت قدماً قُريشٌ ووائلٌ ** على النّاس إلا بارتكاب العظائم
فأين بربكم بقية ربيعة إن لم يشملهم هنا بوائل ، فإذاً لا مفاخر لهم دون وائل ، أو أن يكونوا هم من بني وائل ، في ما ذهب اليه من مفاخر .
ثم قال في نفس المصدر ص 1969 يعزي عبد القيس وغيرهم من أهل البحرين في موت أحد قضاتهم من بني بكر بن وائل :
إيّها بني وائل قد مات ليثكم ** فابكوا عليه ساجم ودم
وهنا نص يزعم به أن بكر وتغلب أو أحدهما يدعى بالوائلي .
ثم قال في نفس المصدر ص 1975 :
أفناهم وأدار الكأس مُترعةً ** في وائل فسقها غير مُحتشم
ويعني هنا الموت ، فسمى القبائل بوائل ولم يخصص بالبكري أو بالتغلبي أو بغير ذلك .

هنا ملاحظة قيّمة أنقلها للقاري الحصيف وهي بقلم المحقق للديوان ـ الجنبي يقول في نفس المصدر ص ـ 2299 ـ 2300 :
ولكن ينبغي أن لا نغفل حقيقة مؤدّاها أن بعض العيونيين ـ ومنهم ابن المقرب نفسه ـ كانوا يفضلون الانتساب إلى ربيعة أو إلى بكر بن وائل منها ظراً ((لصيتها ، الكبير)) أكثر من انتسابهم إلى عبد القيس ، ومن الطريف أن بعض المتملّكين لبعض النسخ المخطوطة من أهالي القرن ((الثاني)) عشر الهجري ـ وهذه المخطوطة تحتفظ بها مكتبة (الملك فهد الوطنية) بالرياض ـ قد كتب تملّكاً على هذه المخطوطة ، وضمّن هذا المتملك سلسلة نسبه حتى رفعها إلى الأمير العيوني الشهير محمد بن أبي الحسين ، ثم إلى جده عبد الله بن علي مؤسس الدولة العيونية ، ثم أعقب بعد ذلك بقوله : "الوائلي" نسباً الشافعي مذهباً " (انظر جبر ابن سيّار : نبذة في أنساب أهل نجد ، تحقيق راشد بن عساكر ، الصفحات 93 ـ 94 ، الحاشية رقم (4) ، وفي أصل هذه الحاشية نسب جبر بن سيّار ابن مقرّب على أنه وائلي أيضاً مع أنه من عبد القيس ، وهو أمرٌ دوّنه بعض معاصري ابن المقرب من كتاب بغداد كما أوضحت في ترجمته الخاصة بهذا الديوان ، وهذا كله لما قلته قبل قليل من حب انتساب بعض العيونيين ـ ولا سيما أثناء ضعف دولتهم وبعد سقوطها ـ الى ((بكر بن وائل)) ، أو ((وائل على العموم)) ، وهو النسب الذي اختصت به بعد ذلك قبيلة ((عنزة)) الشهيرة في وقتنا هذا .
وعلى ذلك فإنه قد يجوز أنّ آل مقلّد الزعماء القطيفيون المذكورون في شعر أبي البحر الخطي هم من نسل مقلّد بن عبد الله بن علي العيوني والد اأمير القطيف عزيز بن مقلّد المذكور هنا حتى وإن نسبوا أنفسهم أو نسبهم أبو البحر إلى وائل . انتهى
فأقول الحجة فيما قاله البُعداء .
وقال المقربي في الجزء الخامس ص ـ 2595 :
وأقسم أن لو كان في عصر وائل ** لما اقتتلت (عمرو بن غنم) و (شيبان)
قال في الشرح : بوائل ابني وائل ، بكر وتغلب . انتهى وهذا نص واضح صريح علة قول الناس للبكري والتغلبي بالوائلي .
وقال في نفس المصدر ص ـ 2713 :
أحيى به شجاعة وائل في وائل ** وسماحة المطريّ في شيبان
وهذا نص آخر يوحي بنسب الوائلي مباشرة الى وائل بن قاسط

وقال في نفس المصدر ، ص ـ 2818 ، نقلاً لبيت من قصيدة يستدل بها للملك سلمة الكندي يوجه بها بني تغلب حين قتلوا أخيه شراحبيل :

((أحسنت بني وائلٌ وعادتها الإحسان ** بالحنو يوم ضراب الرّقاب))
ولم يقل الملك الكندي التغلبي والبكري ، بل عم بنو وائل

أقول عودوا يا بنو عنزة ابن أسد الى بعضكم البعض بالمودة ، ولا تجعلوا نقاشات تحتمل التأويل والتحليل والحدس والاستقراء ، تبعد بينكم مسافات كبيرة من العداء والاستعداء والبغضاء ، مما يولد الحقد والحسد والظلم والتظالم ، وسوء الظنّ بعضكم ببعض ، وليس ذلك من العقل والدين في شيء ، وأنا أهيب بالرجل الكبير ، والاديب الأريب ـ عبد الله بن عبار العنزي ، فهو اولى بتلك الانابة وسرعة الاستجابة لجليل قدره وبعد سنّه ، وخبرته وتجربته الحياتية ، أن يكون هو أول من يتوج الاصلاح بكلمة من عنده بها رضى الله عزّ وجل ورضى الضمائر ، والتخفيف من الاحتقان ، فإن الآخرين لعلهم أقل منه خبرة وتجربة وعرك للحياة ، فهو أولى بفعل الخير لمن يعدون من ابنائه واخوانه ، وكذلك هم بنو العمومة ، وهم أولى بالصلة والرحمة والتراحم والتواصل ، وعدم اعطاء الفرصة للشامتين والحاقدين من خارج القبيلة .
والله من وراء القصد ـ والسلام على المرسلين .







رد مع اقتباس