عرض مشاركة واحدة
قديم 12-26-2013, 12:22 PM   #7
باحث
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 59
افتراضي

وهنا نقرأ قول الله عز وجل في القرآن الكريم

:{وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداًّ مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة:


فلم يكن الأب لامانس الذي ظل نموذجاً للمستشرق الطاعن على الإسلام ورجاله – الحالة الوحيدة التي يمكن أن نلحظ فيها العمل الصامت لتقويض دعائم الإسلام فقد كان لهذا الرجل (الشاطر) فضل في الكشف عن بغضه الشديد للقرآن ولمحمد (صلى الله عليه وسلم).
ويوضح لنا الأمير شكيب ارسلان جانبا مهما من دسائسهم ويحذر المسلمين عن انخداع بما يكتبون فيقول :
( انه مما يجدر بان يطلع عليه الشرقيون والمسلمون خاصة ما يصدر في أوربا من الكتابات المتعلقة بهم والتصانيف الباحثة عن مصيرهم ، والمقالات المصورة لأحوالهم وشؤونهم بلون مخيلات الكتاب اللذين حرروها، الناطقة عن هوى الأحزاب التي ينتمي هؤلاء الكتاب إليها،بحيث يعرف منها الشرقي أو المسلم أو المستضعف على أمره كائنا من كان ماذا يطبخ له في الخفاء وماذا يدس بحقه تحت الستار، وماذا يدر عليه بدون عمله، مما لا يطلع عليه إلا في الندوات ومما هو رام إلى إدامة استقلاله ) .
وفي موضع آخر يوضح لنا الأمير صورة عن دراستهم وانهم :
إذا عثروا على حكاية شاذة ، أو نكتة فاردة في زاوية كتاب قد يكون محرفا سقطوا عليها تهافت الذباب على الحلوى، وجعلوها معيارا ومقياسا –لا بل صيروها محكما يعرضون عليه سائر الحوادث ويغفلون أو يتغافلون عن الأحوال الخاصة، والأسباب المستثناه، ويرجع كل هذا التهور إلى قلة الاطلاع في الأصل، هذا إذا لم يشب ذلك سوء قصد، لأن الغربي لم يبرح عدوا للشرقي ورقيبا له والنادر لا يعتد به .
ويقول الأستاذ احمد شاكر – حول نظرة المستشرقين للقرآن :-
يرون المستشرقون إن علماء الإسلام وقراء القرآن كاذبون مفترون اخترعوا هذه الروايات وهذه القراءات توجيها لما يتحمله رسم المصحف تشكيكاً منهم في هذا الكتاب المحفوظ بحفظ الله وتكذيباً للوعد بحفظه، وبأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وثأراً من المسلمين باتهامهم بالتحريف كما اتهم الذين من قبلهم بأنهم يحرفون الكلم عن مواضعه إلى أن يقول :
ذلك بأنهم يؤمنون بأن أصحاب رسول الله وتابعيهم من بعدهم لاخلاق لهم ، يصدرون عن هوى وعصبيه فيظنون فيهم ما في غيرهم من الكذب على الدين ، والجرأة على الله وحاشا لله.
وذلك بأنهم – أي المستشرقون – يتبعون الشاذ من الروايات التي أخطأ فيها بعض رواتها أو التي كذب فيها بعض الوضعين.
وهما اللذان بينهما علماء الإسلام وخاصة علماء الحديث أدق بيان وأوثقه وأوضحه ، فيجعلون هذا الشاذ المنكر أصلاً يبنون قواعدهم التي افتعلوها ونسبوها للإسلام وعلماء الإسلام ويدعون الجادة الواضحة وضوح الشمس، ويغمضون عنها أعينهم ويجعلون أصابعهم في آذانهم ، ثم يستهوون منا من ضعف مداركهم وضؤ ول علمهم بقديمهم من المعجبين بهم ، والمعظميهم الذين نشأوا في حجورهم ورضعوا من لبانهم ، فأخذوا عنهم العلوم حتى علوم الفقه ، والقرآن ، فكانوا قوماً لا يفقهون.
ويقول الشيخ محمد زاهد الكوثري حول نظرة المستشرقين للقرآن أيضا : نرى في المدة الأخيرة اهتماماً خاصاً لمستشرقي الغرب بنشر مؤلفات علماء الإسلام الأقدمين مما يتعلق بالقرآن الكريم وعلومه من كتب القراءات وكتب الطبقات ، بل يواصلون سعيهم في ذلك وفي نشر ما للأقدمين من المؤلفات في الحديث والفقه واللغة إلى غير ذلك من المشرقيات ، ومسعى أغلبيتهم لاحياء عهد الصليبيين بطريقة أخرى في الحملات الممتلئة تعصباً وجهلاً نحو النور الوضاء الذي أشرق من القرآن على هذه الكرة المظلمة حتى استنارت بذلك النور الوهاج ، فدخل الناس في دين الله أفواجا فتبدلت الأرض.
وغاية هذا الفريق مكشوفة جداً مهما تظاهر بمظهر البحث العلمي البريء كذباً وزوراً وخداعاً .
وبتلك الألمامة اليسيرة في تاريخ القرآن الكريم يظهر إن محاولتهم هذه ما هي إلا محاولة خائبة منكوسة ، وانهم لو ابتغوا نفقاً في الأرض أو سلماً في السماء ليأتوا بما له مساس بكتاب الله المنزل على حبيبه المرسل- صلوات الله عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين- من قرب أو بعد لما وجدوا إلى ذلك أدنى سبيل …الخ
ويقول الأستاذ عبد الباقي سرور – في حديثه عن المستشرقين وبالأخص المستشرق اليهودي جولد تسهير-:
ومن الأفق الغربي تأتي حملة اخرى على الروحانية الإسلامية ، حملة اشد خبثاً وأدهى اسلوباً ، حملة سحرت أعين الناس ، وجاءت بما يستهوي الأفئدة لأنها تتقنع بالعلم وتتستر بالمعرفة، وتتوارى وراء كلمات براقة خداعه هي حرية البحث أو قداسة العلم!
فرأينا يهودياً هو - جولد تسهير – يكتب عن العقيدة والشريعة في الإسلام ، ويفسر القرآن كما يهوى ، ويجرح حماية الرسول كما يحب ، ويخطئهم في فهمهم لدينهم، ثم يبتدع هو ما يشاء تفسيراً لروح القرآن وهدى الرسول ، وبنهج العقيدة في الإسلام .
إلى أن يقول :
ويأتي في أعقاب هذا اليهودي إخوان له خدع بهم الشرق بل خدعت بهم طائفة غير
قليلة من رجال العلم والفكر عندنا فظنوهم سدنة العلم الإسلامي وحملة مفاتيح كنوزه .
ويقول الأستاذ احمد فارس الشدياق عن المستشرقين وكيفية خبطهم في الأبحاث وخلطهم للأشياء : إن هؤلاء الأساتذة لم يأخذوا العلم عن شيوخه …
وانما تطفلوا عليه تطفلاً، وتوثبوا توثباً ، ومن تخرج فيه بشيء تخرج على القس… إذ ادخل رأسه في أضغاث أحلام أو ادخل أضغاث أحلام في راسه، وتوهم انه يعرف شيئاً وهو يجهله، وكل منهم إذا درس في إحدى لغات الشرق أو ترجم شيئاً منها تراه يخبط فيها خبط عشواء فما اشتبه عليه منها رقعة فمن عنده بما شاء وما كان بين الشبهة واليقين حدس فيه وخمن فرجح المرجوح وفضل المفضول .
ويصف الأستاذ قدري حافظ طوفان تحامل المستشرقين على العرب خاصةً بقوله:-
ونظرة بسيطة إلى ما ألفه الغربيون في القرآن اليوناني ، ولدى الإطلاع على آرائهم في نتاج القريحة العربية يظهر التحامل جلياً واضحاً ، ويثبت الأجحاف، وان بعض علماء الغرب عمدوا إلى الانتقاص من قدرة الحضارة العربية ، وقد قصدوا تشويه صفحات لامعات في تاريخ العرب لمآرب غير حافية على أحد .
ويقول الأستاذ إبراهيم هاشم :-
لقد اشتهر كتاب الغرب بعمق التفكير ، وغزارة المادة ودراسة الموضوع الذي يريدون الكتابة عنه دراسة مستفيضة حتى لا تفوتهم صغيرة ولا كبيرة من شؤونه .
هذه حقيقة لاسبيل إلى نكرانها ، ولكن لمست إلى جانب هذه الحقيقة حقيقة اخرى وهي:
لم يستطيعوا على غزارة علمهم أن يتخلوا ولو قليلاً عن ماديتهم إلى أن يقول:
ويفترضون فروضاً وهمية، ليصلوا إلى بعض الحقائق العلمية وقد تؤدي تلك الفروض الوهمية إلى النتائج المطلوبة.
يرون كل ذلك ويؤمنون به ثم يقفون جامدين مكابرين لبعض الحقائق التي عجزت عقولهم عن إدراكها في مجال العقائد الدينية ، ولا يكلفون أنفسهم عناء النقاش، وقرع الحجة بالحجة خشية الاندحار.
وآفة اخرى تبين لنا خلال سطورهم في كل ما يكتبون عن الإسلام ونبي الإسلام، تلك هي : روح العداء المستحكم للدين الإسلامي ومعتنقيه ، وهذه الروح العدائية للإسلام والمسلمين بقية من بقايا العداء الصليبي ما استطاعوا أن ينقوا أعماقهم منها، رغم تمدحهم بالتسامح الذي يزعمونه لأنفسهم، والى أن يخلصوا من هاتين الآفتين، ونرجو أن تتخلص عقليتهم مما يزوى بها في مجال التفكير السليم.
ذيب الشويرد متواجد حالياً   رد مع اقتباس