|
قولك قاتل الملوك : قتله غيلة وغدراً ، وقتله وهو يتناول مكرمته ، فهل هذا من شيم العرب ؟ بل هذا عار عليه ، فلم يقتله وجها لوجه ، ولامبارزة بالميدان ، حتى نقول : قاتل الملوك ، بل جاء طراراً على بلاطه ، ثم فشلت تغلب وطردت لشمال الجزيرة ذليلة مما اضطرها إلى موالاة عباد الصليب ، ودخولهم في دينهم ، أذلاء ، وفرضت عليهم الجزية في صدر الاسلام ، ونكحت بنت مهلهل بغير اذنه ، وأما حامي السحاب الحقيقي فهو الخليفة ، هارون الرشيد ، وأما كليب فلم يحم شيئاً اللهم حدود تغلب المذنب شرقاً وضليع رشيد غرباً ، ولو كان سيداً لما قتله بنو عمه ، بل كان ظالماً بسبب جهل الذين من حوله ، والذين ألفو الخنوع للأشخاص ... وكان متغطرساً لاخلاق له ، وليس فيه صفات السيد !! فلم يكن كريماً وكان أنانياً غره انتصار العرب على أهل اليمن ، فكان يبخل على بني عمه بالمراعي والماء ... وهذا الرجل ليس عنزياً ، وليس من مفاخر عنزة .
قال جرير يرد على الأخيطل النصراني عابد الصليب ...
حـــي الغداة برامة الأطــــلالا.......رســـماً تحمل أهله فأحالا
و لقد عجبت من الديار و أهلها.......والدهر كيف يبدل الأبدالا
طرب الفؤاد لذكرهن وقد مضت.... بالليل أجنحة النجوم فمالا
لا يتصلن إذا أفتخرن بتغلب........ورزقن زخرف نعمةٍ وجمالا
ياليت شعري يوم دارة صلصل......أتريد صرمي أم تريد دلالا
إني جعلت فلن أعافي تغلباً............للظالمين عقوبةً ونكالا
قبح الإله وجوه تغلب إنها..........هانت علي مراسناً وسبالا
عبدوا الصليب وكذبوا بمحمدٍ.........وبجبرئيل وكذبوا ميكالا
قبح الإلهُ وجـــوهَ تغلب كلــما........شبح الحجيج وكبروا إهلالا
و التغلبي إذا تنحنح للقرى............حك اسـته وتمثل الأمثالا
أنسيت يومك بالجزيرة بعدما.......كانت عــواقبه عليك وبالا
حملت عليك حماة قيس خيلها......شعثاً عوابس تحمل الأبطالا
ما زلت تحســـب كل شئ بعدهم........خيلاً تشد عليكم و رجالا
زفر الرئيس أبو الهذيل أبادكم......فسبى النساء وأحرز الأموالا
قال الأخيطل إذ رأى راياتهم........يا مار سرجس لا نريد قتالا
هلا ســــألت غثاء دجلة عنكم........والخامعات تجمع الأوصالا
ترك الأخيـــــــطل أمه و كأنها.........منحاة سانية تدير مـــحالا
خل الطريق فقد رأيت قرومنا......تنفي القروم تخمطاً وصيالا
ما كنت تلقى في الحروب فوارسا.....ميلاً إذا ركبوا ولا أكفالا
صبحن نسوة تغلب فسبينها......ورأى الهذيل لوردهن رعالا
قيس و خندف إن عددت فعالهم....خير وأكرم من أبيك فعالا
إن حرموك لتحرمن على العدى........أو حللوك لتؤكلن حلالا
لو أن تغلب جمعت أحسابها.......يوم التفاضل لم تزن مثقالا
لا تطلبن خؤولةً في تغلب.......فالزنج أكـــــــــرم منهم أخوالا
لولا الجزا قسم السواد وتغلب..... في المسلمين فكنتم أنفالا
|